«الوفد» المصري لاحتواء أزمة «فيديو تجارة الآثار»

رئيس «الوفد» المصري عبد السند يمامة في إحدى فعاليات الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» المصري عبد السند يمامة في إحدى فعاليات الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري لاحتواء أزمة «فيديو تجارة الآثار»

رئيس «الوفد» المصري عبد السند يمامة في إحدى فعاليات الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» المصري عبد السند يمامة في إحدى فعاليات الحزب (حزب الوفد)

يسعى حزب «الوفد» المصري، لاحتواء أزمة تسبب فيها مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بالحزب، عن بيع قطع أثرية؛ ما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع بالآثار».

وبينما أعلن رئيس الحزب عبد السند يمامة التحقيق فيما أثير، طالب قياديون بالحزب، تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، بـ«ضرورة اتخاذ إجراءات مشددة تجاه المدانين في الواقعة، تصل إلى الفصل من الحزب».

ويظهر الفيديو الأشخاص وهم يتفاوضون على بيع القطع الأثرية في الخارج، بينما قال مدونون إنهم مجتمعون داخل مقرّ الحزب الرئيسي.

وحزب الوفد من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان المصري، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

وبعد حالة الجدل التي أحدثها الفيديو، أعلن يمامة إحالة الواقعة للتحقيق داخل الحزب، مؤكداً في إفادة له: «سيتم التحقق من هوية الأشخاص المتورطين في الفيديو، والتأكد من ثبوت الاتهامات بحقهم»، وقال: «حال ثبوت الواقعة، سيتم إبلاغ النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية والقرارات العقابية حزبياً بحقهم».

وكلف يمامة «لجنة التنظيم المركزية بكامل أعضائها، وكذلك الشؤون القانونية بكامل أعضائها فوراً فتح تحقيق عاجل في الفيديو».

وقال المتحدث باسم حزب الوفد، ياسر الهضيبي، إن «الحزب بدأ التحقيق أولاً للتأكد من صحة واقعة (فيديو الآثار)»، وأشار إلى أنه «تم استدعاء الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو المتداول للتأكد من ثبوت الواقعة».

وأوضح الهضيبي لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حال ثبوت الواقعة على أي من قيادات الحزب، سيتم توجيه تهم لهم بجريمتين؛ الأولى جنائية، وستتم إحالتها إلى جهات التحقيق القضائية، أما الأخرى فستكون جريمة سياسية تخص الحزب نفسه»، وقال: «الإجراءات العقابية التي تنص عليها لائحة الحزب تبدأ من توجيه اللوم إلى الفصل».

وتسببت الواقعة في حالة غضب داخل أروقة الحزب، ضد القائمين على إدارته حالياً، واعتبر القيادي بالحزب وأمين الصندوق السابق، فيصل الجمال، أن «الواقعة أساءت إلى تاريخ الحزب العريق، الذي يمتد لأكثر من مائة عام»، مشيراً إلى أن «آثار الفيديو السلبية قد تطول صورة الحياة الحزبية في مصر».

واعتبر الجمال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحقيقات غير كافية»، وأن «الواقعة التي لها شق جنائي، تختص به جهات التحقيق القضائية، لها أيضاً شق أخلاقي يتعلق بالإساءة للحزب، ويجب معه إصدار قرار فصل فوري للمدانين في الواقعة».

وربط القيادي بالحزب، بين الواقعة، وبين ما أسماه «حالة التراجع السياسي والشعبي لحزب الوفد في الشارع»، وأشار إلى أن «الواقعة نتيجة طبيعية للإدارة الحالية للحزب التي غيَّبت قيادات وفدية كبيرة عن المشهد لصالح آخرين حديثي العهد بالحزب».


مقالات ذات صلة

مدبولي يرأس وفد مصر إلى «القمة الأفريقية» في إثيوبيا

شمال افريقيا رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

مدبولي يرأس وفد مصر إلى «القمة الأفريقية» في إثيوبيا

يترأس رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، وفد بلاده المشارك في اجتماع الدورة العادية الـ38 لمؤتمر «قمة الاتحاد الأفريقي» بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في «الاجتماع التنفيذي» للاتحاد الأفريقي (الخارجية المصرية)

مصر تعزز علاقاتها الأفريقية عبر «شراكات» لمجابهة تحديات القارة

ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع عدد من نظرائه الأفارقة «التعاون في مجالات مختلفة ومشروعات الشراكة»، إلى جانب «التنسيق بشأن تحديات القارة».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا قناة السويس تستهدف زيادة السفن المارة بالمجرى الملاحي (هيئة قناة السويس)

قناة السويس تعوّل على «مشروع الازدواج» لتعزيز الإيرادات

تعوّل قناة السويس المصرية على بدء التشغيل الفعلي لـ«مشروع الازدواج» لتعزيز الإيرادات خلال الفترة المقبلة.

أحمد عدلي (القاهرة )
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال قمة بالقاهرة 27 ديسمبر 2023 حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة (رويترز)

السيسي وعبد الله الثاني يؤكدان «وحدة الموقفين المصري والأردني» بشأن غزة

شدّد الرئيس المصري والعاهل الأردني في اتصال هاتفي، على أهمية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق النسخة السادسة من «فنّ القاهرة» تضمّ أكثر من 3 آلاف عمل فنّي (الشرق الأوسط)

«فنّ القاهرة»... أيقونات مصرية تزهو في حضرة الأجداد

تقود الأعمال المُشاركة في الملتقى زوارها إلى رحلة بصرية غنيّة بين المدارس الفنّية والتقنيات المتنوّعة ما بين التصوير والغرافيك والنحت وغيرها من الوسائط.

منى أبو النصر (القاهرة)

دعوة أوروبية لمحاسبة مرتكبي محاولة اغتيال وزير في «الوحدة» الليبية

عادل جمعة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة (أ.ف.ب)
عادل جمعة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة (أ.ف.ب)
TT

دعوة أوروبية لمحاسبة مرتكبي محاولة اغتيال وزير في «الوحدة» الليبية

عادل جمعة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة (أ.ف.ب)
عادل جمعة وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة (أ.ف.ب)

دخل الاتحاد الأوروبي على خط الإدانات الدولية والمحلية لمحاولة الاغتيال، التي استهدفت وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، عادل جمعة، أثناء استقلاله سيارته على الطريق السريعة في العاصمة طرابلس.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد لدى ليبيا، إنها تدين «بشدة» محاولة اغتيال جمعة، مُعربة عن «قلقها العميق» إزاء هذا العمل العنيف. ودعت، في بيان، اليوم الخميس، السلطات المختصة في ليبيا إلى إجراء «تحقيق سريع وشفاف وشامل» في هذه الحادثة، و«ضمان تحديد هوية المسؤولين عنها وتقديمهم إلى العدالة».

وشدد «الاتحاد» على «رفضه القاطع لجميع أشكال العنف ذات الدوافع السياسية»، والتي قال إنها «تؤدي إلى انعدام الأمن، وتُعمّق الانقسامات، وتُقوّض الجهود الجارية لاستعادة الاستقرار السياسي والوحدة الوطنية في ليبيا».

كانت حكومة «الوحدة» قد اتهمت جهة مجهولة بإطلاق النار بشكل مباشر على وزيرها جمعة، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاتها لتعقُّب الجُناة، وشددت على أنها لن تتهاون مع أي محاولات تهدد الأمن، لافتة إلى استمرار جهودها لتعزيز الأمن، وفرض سيادة القانون. وسبق أن أكدت أن حالته الصحية مستقرة، قبل أن تنقله للعلاج في إيطاليا.

ستيفاني خوري (البعثة الأممية)

كان المجلس الرئاسي الليبي، بقيادة محمد المنفي، قد طالب بالتحقيق في الحادث، كما طالب خالد المشري، المتنازع على رئاسة المجلس الأعلى للدولة، الأجهزة الأمنية بفتح تحقيق عاجل للكشف عن ملابسات هذه الحادثة ومَن يقف وراءها.

وعرفت ليبيا موجة من «الاغتيالات السياسية والعسكرية»، منذ اندلاع «الثورة» التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، لكنها تطل برأسها من وقت لآخر لأسباب يرجعها بعض المتابعين إلى الانفلات الأمني الذي تشهده البلاد، بالإضافة إلى اعتبارها سلاحاً تستدعيه «الخلافات السياسية».

في السياق نفسه، دعت السفارة الأميركية لدى ليبيا إلى توقيف مرتكبي محاولة اغتيال جمعة، وقالت: «نضم صوتنا إلى بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في إدانة محاولة اغتيال الوزير جمعة بشدة، ونتمنى له الشفاء العاجل».

وقالت السفارة: «يجب ألا يكون هناك مكان لمثل هذا العنف السياسي في ليبيا، كما يجب محاسبة الأفراد والكيانات، التي تنخرط في مثل هذه الممارسات التي تهدد السلم والاستقرار والأمن في ليبيا، وذلك تماشياً مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة».

وسبق أن سارعت البعثة الأممية بإدانة الواقعة، ودعت إلى إجراء «تحقيق سريع وكامل وشفاف»؛ لضمان تقديم الجناة إلى العدالة، وقالت إنه «لا يوجد أي مبرر لاستخدام العنف ضد المسؤولين الحكوميين، أو أي مدنيين آخرين. وهذه الاعتداءات تُقوض الاستقرار والأمن في طرابلس وعموم البلاد».

وأفلت كثير من السياسيين وقادة التشكيلات المسلَّحة من الاغتيال، على مدار السنوات الماضية، لكن هناك مَن جَرَت تصفيتهم أو تعرّضوا للإخفاء القسري.