«تفشي الغش» بين الطلاب في الامتحانات يزعج الليبيين

النيابة تُحقق مع مسؤولي 18 لجنة مراقبة

جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)
جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)
TT

«تفشي الغش» بين الطلاب في الامتحانات يزعج الليبيين

جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)
جانب من امتحان (وزارة التربية والتعليم)

سلطت استقالة مدير «المركز الوطني» للامتحانات في ليبيا، أحمد مسعود، اعتراضاً على «تفشي الغش» بين الطلاب في الامتحانات، الضوء على هذه الظاهرة التي أحدثت صدمة وانزعاجاً لدى كثيرين من أولياء الأمور والتربويين معاً.

وجاءت الاتهامات الأولية لتُحمّل المسؤولية لوزارة التربية والتعليم، بينما يرى بعض المتابعين للعملية التعليمية أن ظاهرة «الغش» في ليبيا انتشرت بعد أحداث «ثورة» 17 فبراير (شباط) عام 2011.

من امتحان في مرحلة التعليم الثانوي (وزارة التربية والتعليم)

وخلال السنوات الماضية، كانت وزارة التربية والتعليم تعلن عن ضبط حالات «غش» في امتحانات شهادتي الإعدادية والثانوية، لكن هذا العام، بدا أن الظاهرة «استفحلت» وفق هؤلاء المتابعين، ودفعت مسعود للتقدم باستقالته لوزير التعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة موسى المقريف، على «الهواء مباشرة» ليجري في عقبها توقيفه 3 أيام.

ومع تصاعد الأحاديث عن الظاهرة، قال النائب العام المستشار الصديق الصور، إنه وجّه ببحث الوقائع التي أوردها مدير «المركز الوطني» للامتحانات؛ وانتهت سلطة التحقيق إلى إخلاء سبيله.

وأضاف مكتب النائب العام أن «المحقق فحص الشواهد التي ساقها مسؤول المركز للدلالة على ظاهرة الغش بامتحانات الإعدادية؛ فأسفر البحث عن تحديد 18 لجنة مراقبة «شهدت نشاطاً أثَّر على شؤون الامتحانات ونظمها»، لافتاً إلى النيابة العامة انتهت إلى تحريك دعوى جنائية بمواجهة مسؤولي تلك اللجان.

امتحان (وزارة التربية والتعليم)

ووسط تبادل الاتهامات عن أسباب استفحال عملية «الغش»، نوّه المحلل السياسي هيثم أحمد الورفلي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن «هذه الظاهرة المنتشرة في أغلب البلدان العربية لم تلاحظ في كل لجان الامتحانات في ليبيا».

والورفلي ممن يرون أن هذه الظاهرة «انتشرت في ليبيا بعد (أحداث) 17 فبراير عام 2011، ويرجع ذلك «للظروف التي مرت بها ليبيا على مراحل متفاوتة»، غير أنه يتحدث عن وجود ما سماه «التراخي» لدى الوزارة «حتى يتمكن الطلاب من النجاح؛ نظراً لما كانوا يعانونه من نزوح وانقطاع الكهرباء، بجانب ظروف اجتماعية أخرى».

ومع انطلاق امتحانات الشهادة الثانوية في 23 يونيو (تموز) الماضي، حذر المقريف، الطلاب من «الغش»، وقال إنه «لن يتسامح مع أي حالة تتورط في ذلك، سواء كان السبب فيها طالباً أو معلماً»... ويؤدي الامتحان هذا العام 115 ألفاً و110 طلاب.

وقال الورفلي إنه في السنوات الثلاث الماضي «تحسنت الأوضاع من ناحية الدراسة وغيرها، وجرى التشديد على الطلبة، وبدا هناك تصحيح للمسار في نظام التعليم».

ولم يتوقف «الغش» في الامتحانات على الشهادة الإعدادية، فقد أعلن رئيس اللجنة العليا لامتحانات الشهادة الثانوية محمد فاضل، الأحد الماضي، إلغاء امتحانات 275 طالباً بالشهادة الثانوية لتورطهم في استخدام هواتفهم المحمولة في أعمال «غش»، بالإضافة إلى إعفاء 24 مشرفاً، منوهاً بأن وقائع عمليات «الغش» شهدتها مدارس في مدن عدة من بينها بنغازي وطبرق، وبني وليد والكفرة ومصراتة وزلتين وجنزور وقصير غشير وغريان والزنتان.

وكان النائب العام قد أعلن دعمه الجهود المبذولة من أجل القضاء على ظاهرة الغش في امتحانات إتمام شهادة الثانوية العامة، موجهاً بعدم التهاون مع كل من يقوم أو يساعد على الغش بجميع أشكاله من الطلبة، أو من المكلفين بالإشراف على الامتحانات.

مدير «المركز الوطني» للامتحانات في ليبيا المستقيل (وزارة التربية والتعليم)

ومسعود الذي صدم الجميع في ليبيا، وقال خلال مؤتمر صحافي عقدته وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الأربعاء الماضي، لإعلان نتيجة الشهادة الإعدادية: «للأسف، الغش في ليبيا برعاية المعلمين والمعلمات ومشرفي اللجان»؛ لافتاً إلى أن بعض المناطق بلغت نسبة النجاح فيها 95 و99 في المائة. وبعد أن وصف هذه النتيجة بأنها «مستحيلة» تقدم باستقالته من منصبه، لكنه اختفى بعد ساعات، وقال مقربون منه إن الأمن الداخلي اعتقله.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم بحكومة «الوحدة الوطنية» اعتماد نتيجة امتحانات الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح عامة بلغت 60.38 في المائة، لكن سرعان ما انتشرت في البلاد حالة من السخط والانزعاج مما سموه «بلوغ الغش في بعض المناطق مستويات غير مسبوقة».

ويرى الباحث الليبي في مجال حقوق الإنسان محمود الطوير أن «الغش» في الامتحانات الليبية أصبح «ظاهرة سلبية متطورة، لكونها مدعومة بالطرق الحديثة من الخداع والاحتيال؛ الأمر الذي يعد آفة تضرّ بالمجتمع وتشوّه قيَمه، ما يؤدي لسلب الحقوق، ويشجع على انتشار الفساد».

ويحذر الطوير في حديثه إلى «الشرق الأوسط» من أن «ظاهرة الغش التي طغت هذه الأيام تنذر بسقوط كبير في أخلاق وسلوك الأفراد، ودمار وانهيار لمقومات المجتمع»، لافتاً إلى أن «الأمر استفحل ووصل إلى التفنن في ابتكار الطرق الحديثة التي لم تكن تخطر من قبل، على بال أحد».

طالبات مرحلة التعليم الثانوي في امتحان مادة الأحياء (وزارة التربية والتعليم)

وسعت الوزارة مبكراً إلى تحذير الطلاب من الإقدام على تصوير ورقة أسئلة الامتحانات، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما شددت على منع دخول اللجان بالهواتف المحمولة أو آلات التسجيل أو أي أجهزة إلكترونية.

وجاء في صفحة منسوبة لأولياء أمور طلاب مدارس «النجم الساطع»، بعد استقالة وتوقيف مدير «المركز الوطني» للامتحانات، أن «أغلب لجان امتحانات الثانوية العامة بمختلف مدن ليبيا، يتفشى فيها الغش بشكل ملحوظ بعد السماح للطلاب بدخول الامتحان بالهواتف».

وأشاد كثيرون في ليبيا باستقالة مدير «المركز الوطني» للامتحانات، وقال المفتش التربوي أونيس يزيد: «الاستقالة تعدّ قراراً شجاعاً» منه، لكن مسعود أخطأ عندما «عمم التهمة على جميع المعلمين والمعلمات ومديري المدارس».

وألقى أونيس في تصريح صحافي باللائمة على مديري مكاتب الامتحانات في المناطق، وقال: «إن الغش يبدأ من عندهم، باختيارهم من يتساهل مع الطلاب واستبعاد الأوفياء للمهنة، وذلك بقصد رفع نسبة النجاح الذي يتبعه تباهٍ وتفاخر على صفحات السوشيال ميديا للمدارس والمراقبات بالمناطق المختلفة».


مقالات ذات صلة

برلمانيون ليبيون يطالبون بالتحقيق في «شبهات فساد» بملتقى «حوار جنيف»

شمال افريقيا صورة أرشيفية للحوار السياسي الليبي في جنيف (البعثة الأممية)

برلمانيون ليبيون يطالبون بالتحقيق في «شبهات فساد» بملتقى «حوار جنيف»

طالب برلمانيون ليبيون النائب العام والجهات القضائية والرقابية بالإفصاح عن «شبهات الفساد والرشاوى» في «لجنة الحوار السياسي» التي أنتجت وثيقة «جنيف» عام 2021.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا اللجنة التسييرية لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» في طرابلس (المكتب الإعلامي للجمعية)

جدل في ليبيا بعد تشكيل الدبيبة إدارة جديدة لـ«الدعوة الإسلامية»

وسط مخاوف من «نهب أرصدتها»، أقدم رئيس حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة على تشكيل مجلس إدارة جديد لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

عقيلة صالح دعا إلى ضرورة تحقيق المصالحة «لتشمل جميع المؤسسات والجماعات»، بما يضمن «إنهاء الخلافات والاستفادة من حركة التاريخ».

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

سلطات ليبيا تتجاهل مذكرات اعتقال «الجنائية الدولية» لقادة «ميليشيا الكاني»

رحبت منظمات شعبية بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية عن توقيف 6 أعضاء في ميليشيا «الكانيات» المسلحة، لاتهامهم بـ«ارتكاب جرائم حرب في البلاد»

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا خوري خلال لقائها فرحات بن قدارة (حساب خوري على «إكس»)

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

يتطلع الليبيون إلى مرحلة ما بعد حل أزمة «المركزي»، في وقت تسعى البعثة الأممية لجهة إدارة الموارد النفطية من قبل المصرف، وتسخير الموارد النفطية لتحقيق التنمية.

جمال جوهر (القاهرة )

عام على «حرب غزة»... «مسار مُعقد» لجهود الوسطاء يترقب انفراجة

فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

عام على «حرب غزة»... «مسار مُعقد» لجهود الوسطاء يترقب انفراجة

فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)
فلسطينية تبكي على مقتل أقربائها في غارة إسرائيلية بالفلوجة شمال قطاع غزة (أ.ف.ب)

عقبات عديدة على مدار عام حاصرت جهود الوسطاء خلال مساعيهم لوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء أطول حرب بين إسرائيل و«حماس» التي بدأت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ولا تزال مستمرة، وسط ترقب لانفراجة تنهي الأزمة التي طالت شظاياها دول أخرى في المنطقة، ومخاوف من اتساعها لحرب إقليمية.

الوساطة التي بدأت مع الساعات الأولى للحرب، تراوح مكانها منذ عدة أسابيع مع استمرار «التعنت الإسرائيلي»، ورغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في استمرار الحرب التي حوّلت مساحات شاسعة من القطاع الفلسطيني المحاصر إلى ركام.

وبحسب رصد «الشرق الأوسط» واجهت جهود الوسطاء عدة «تعقيدات» على مدار العام أبرزها، تمسك «حماس» في الأشهر الأولى من المفاوضات بوقف دائم لإطلاق النار، بجانب إصرار نتنياهو على السيطرة على «محور فيلادليفا» والجانب الفلسطيني من معبر رفح المتاخمين لحدود مصر بخلاف الرغبة المصرية، فضلاً على وضع شروط بخصوص عودة النازحين من الجنوب للشمال لم تقبلها «حماس».

تلك العقبات التي لم تحلها 4 مقترحات رئيسية قدمها الوسطاء على مدار عام، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أنها قادت إلى «مسار معقد» بسبب تراخٍ أميركي في الضغط على نتنياهو. وتوقع الخبراء أن تستمر الأزمة بانتظار ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

دبابة إسرائيلية تعمل بالقرب من الحدود بين إسرائيل وغزة (رويترز)

وبعد أن تسلمت إسرائيل 109 من رهائن كانوا لدى «حماس» بموجب هدنة أبرمها الوسطاء في 24 نوفمبر 2024 استمرت أسبوعاً، قلب نتنياهو الطاولة وعاد للحرب، «وكان كلما يقترب (الوسطاء) من اتفاق في غزة يواجهون سياسات إسرائيلية استفزازية لا تستهدف سوى مزيد من التصعيد»، وفق تصريحات صحافية لوزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، قبل شهر.

ومع قرب إبرام اتفاق تهدئة ثانٍ خلال محادثات شهدتها باريس في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، رفض نتنياهو الاتفاق بدعوى «وجود فجوات كبيرة» لم يحددها، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية وقتها، قبل أن يعتبر مطالب «حماس» «وهمية وغير جادة في حل وسط»، وذلك عقب مفاوضات استضافتها القاهرة في 13 فبراير (شباط) الماضي. كما لم تسفر محادثات «باريس 2» في نهاية فبراير الماضي، عن جديد، مع حديث إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن «(حماس) بعيدة عما ترغب إسرائيل بقبوله»، وكذلك لم تصل مفاوضات بالدوحة في 18 مارس (آذار) الماضي، لانفراجة، وتكرر التعثر في محادثات القاهرة في 7 أبريل (نيسان) 2024، مع تمسك «حماس» بوقف إطلاق دائم لإطلاق النار قبل إبرام أي تهدئة.

وباعتقاد الأكاديمي المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، فإن «نتنياهو كان واضحاً منذ الشهور الأولى، في عرقلة المفاوضات تحت أي ذريعة، غير عابئ بوساطة واشنطن»، لافتاً إلى أن عدم الضغط الحقيقي من إدارة بايدن شجعه على الاستمرار في إشعال الحرب.

رد فعل فتاة فلسطينية بعد غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين قرب مخيم جباليا (أ.ف.ب)

ويتفق معه أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، قائلاً: «ما أوصلنا لهذا المسار المعقد، هو التراخي الأميركي في الضغط على نتنياهو، الذي حرص على مواصلة الحرب لضمان البقاء السياسي، مما جعل التوصل لاتفاق صعباً، لا سيما بالأشهر الأولى».

وكان مايو (أيار) الماضي الأقرب لإبرام اتفاق، مع طرح الوسيط المصري مقترحاً يفضي لوقف دائم لإطلاق النار، غير أن نتنياهو هدد باجتياح رفح الفلسطينية، ومع قبول «حماس» بالمقترح المصري في الـ6 من الشهر ذاته، وحديث الرئاسة المصرية عن «تطورات إيجابية»، نفذ نتنياهو تهديده، واتهمته الدوحة في 14 من الشهر ذاته بـ«إدخال المفاوضات في طريق مسدود».

وعاد مسار المفاوضات سريعاً في 31 مايو الماضي بإعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن خريطة طريق لوقف كامل وتام لإطلاق النار، وسط ترحيب من «حماس»، وتمسك نتنياهو باستمرار الحرب.

وتحدثت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية في أغسطس (آب) الماضي، عن أنها اطلعت على وثائق غير منشورة تظهر أن نتنياهو «يعرقل المفاوضات ووضع شروطاً جديدة قبل انعقاد محادثات روما، منها السيطرة على (محور فيلادلفيا)»، بينما نفى مكتب نتنياهو ذلك، وأرسل وفداً في محادثات استضافتها الدوحة في 16 من الشهر ذاته، أسفرت عن تقديم واشنطن مقترحاً جديداً بهدف سد الفجوات المتبقية، على أن تبحث في جولة بالقاهرة، ولم تذهب هي الأخرى لانفراجة.

دخان يتصاعد خلال عملية عسكرية إسرائيلية على مخيم نور شمس للاجئين بالقرب من مدينة طولكرم بالضفة الغربية (إ.ب.أ)

وكانت تلك الشهور الأخرى، بحسب أنور، «دليلاً جديداً للتأكيد على مواصلة حكومة نتنياهو إفساد المفاوضات وانتهاج سياسة حافة الهاوية»، و«نتيجة تلك السياسة الإسرائيلية، تزايدت العقبات أمام التوصل لاتفاق»، وفق الرقب.

وأمام كل هذه المعوقات كان الدوران المصري والقطري بالمقابل يتمسكان باستمرار المفاوضات، وفق تأكيد وزير الخارجية المصري، في كلمة بالأمم المتحدة أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي تصريحات صحافية لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبل أيام.

هذا التمسك بمواصلة المفاوضات، لا سيما من الوسيطين المصري والقطري، يعني أن «هناك ترقباً لانفراجة قد تأتي مع رفض جبهة لبنان فصل غزة عن أي اتفاق أو تسوية قد تتم، ومع تزايد الضغوط على نتنياهو لمنع اتساع الحرب»، بحسب أنور، الذي أشار إلى أن «فرص الانفراجة الكبرى ستكون بعد انتهاء الانتخابات الأميركية».

في المقابل، يعتقد الرقب أن فرص عقد اتفاق بغزة قبل الانتخابات الأميركية لا تتجاوز 10 في المائة، مع سعي نتنياهو للبقاء في «محور فيلادلفيا»، مرجحاً أن «تستمر الحرب عاماً جديداً حتى لو وصل رئيس أميركي جديد للحكم».