محادثات أممية - روسية لتنسيق الجهود بشأن حل توافقي للأزمة الليبية

تمديد التسجيل في الانتخابات البلدية

مشاركة السايح في ندوة حول الانتخابات البلدية بمصراتة (مفوضية الانتخابات)
مشاركة السايح في ندوة حول الانتخابات البلدية بمصراتة (مفوضية الانتخابات)
TT

محادثات أممية - روسية لتنسيق الجهود بشأن حل توافقي للأزمة الليبية

مشاركة السايح في ندوة حول الانتخابات البلدية بمصراتة (مفوضية الانتخابات)
مشاركة السايح في ندوة حول الانتخابات البلدية بمصراتة (مفوضية الانتخابات)

تجاهلت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، معلومات عن تعرّض رئيسها عماد السايح (السبت) لاعتداء بعد حضوره ندوة بمدينة مصراتة غرب البلاد، لكنها أعلنت «تمديداً إضافياً، هو الأخير من نوعه، لتسجيل الناخبين في المرحلة الأولى من انتخابات المجالس البلدية، البالغ عددها 60، موزعة على مختلف مناطق البلاد، ضمن 106 مجالس مستهدفة بالانتخابات لهذا العام». بينما أعلنت القائمة بأعمال البعثة الأممية، ستيفاني خوري، أنها بحثت مع السفير الروسي، آيدار أغانين، الوضع الحالي للعملية السياسية.

ولم ترد المفوضية العليا للانتخابات، (السبت)، على تقارير لوسائل إعلام محلية، عن تعرض السايح لاعتداء، نفته لاحقاً مصادر مقربة من حكومة «الوحدة الوطنية» (المؤقتة). ولفتت إلى أن أزمة حدثت في قاعة الندوة، التي شارك فيها السايح بسبب حضور أحد أعضاء مجلس النواب.

خوري خلال لقائها سفير روسيا (خوري)

وذكرت مفوضية الانتخابات أن الندوة التي حملت شعار «عودة المسار الديمقراطي في ليبيا» ناقشت عديداً من المحاور ذات العلاقة بالعملية الديمقراطية، وفي مقدمتها عملية انتخاب المجلس البلدي مصراتة، وزيادة مستويات التوعية بأهمية المشاركة فيها، كما تم تسليط الضوء على القوانين واللوائح الانتخابية لانتخاب المجالس البلدية. وأُدرجت الندوة في إطار دعم عملية انتخاب المجالس البلدية، التي تشرع في تنفيذها المفوضية حالياً، التي بدأت أولى مراحلها بفتح تسجيل الناخبين في التاسع من الشهر الماضي.

وكانت المفوضية قد أعلنت في بيان سابق، (السبت)، أنه في ظل ما وصفته بـ«الإقبال المتزايد» على المشاركة في مرحلة تسجيل الناخبين من قبل مواطني المجالس البلدية المستهدفة بالعملية الانتخابية، فإنها اتخذت بعض الإجراءات الإضافية، التي من شأنها أن ترفع من أعداد المسجلين بمنظومة تسجيل الناخبين، وتتيح الفرصة لمَن كان قد واجه بعض الصعوبات في عملية إدراج اسمه وبياناته في سجل الناخبين. وأوضحت أنها قررت التمديد لهذه المرحلة إلى نهاية السبت، حيث سيتم إغلاق منظومة تسجيل الناخبين، والبدء في تنفيذ بقية مراحل العملية الانتخابية.

ودعت المؤسسات الحكومية والمنظمات الأهلية والقنوات الإعلامية كافة، إلى مساندة المفوضية في جهودها الرامية إلى تعزيز مفهوم المشارَكة من خلال تحفيز المواطنين على الانخراط في العملية الانتخابية، سواء أكانوا ناخبين أم مرشحين أم مراقبين.

بدورها، أكدت الولايات المتحدة، على لسان القائم بأعمال سفارتها لدى ليبيا، جيمي برنت، التزامها بزيادة التعاون الأمني مع الضباط العسكريين المحترفين في جميع أنحاء ليبيا؛ لدعم توحيد الجيش، ومساعدة الليبيين على حماية سيادتهم. وقال برنت إنه ناقش مع رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة الوطنية» (المؤقتة)، محمد الحداد، فرص توسيع برامج التعليم العسكري الاحترافي للضباط من جميع أنحاء ليبيا، والتعاون في مجال تنمية القدرات، وتعزيز تبادل المعلومات لمواصلة إحراز تقدم ملموس في الشراكة الأمنية بين الولايات المتحدة وليبيا.

وعدّ برنت مشاركة ليبيين في الاحتفال بالذكرى السنوية الـ248 لاستقلال الولايات المتحدة، «علامة على الصداقة بين الشعبين الليبي والأميركي»، و«التزامنا المتبادل بتوسيع العلاقات الثنائية».

كما ناقش مع رئيس ديوان المحاسبة، خالد شكشك، أهمية وجود هيئات رقابية مستقلة تلزم مؤسسات الدولة بتطبيق معايير الشفافية والحكم الرشيد. وشددا على ضرورة إدارة موارد الدولة بما يلبي تطلعات الشعب الليبي ويخدم الاستقرار.

عناصر أمنية ليبية في منفذ رأس جدير (إدارة إنفاذ القانون)

بدوره، بحث شكشك، مع السفير التركي، غوفين بيجيتش، عدداً من ملفات التعاون بين البلدين، بما فيها اتفاقية التعاون الموقعة بين ديوان المحاسبة الليبي ومحكمة الحسابات التركية، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والمالية في ليبيا، والمشروعات المنفذة من قبل الشركات التركية، وإيجاد السبل اللازمة لحلحلة الإشكاليات التي تحُول دون تنفيذها.

من جهة أخرى، أعلنت إدارة إنفاذ القانون بإدارة العمليات الأمنية بحكومة «الوحدة الوطنية» (المؤقتة)، أنها ضبطت في إطار تأمين منفذ رأس جدير كميات من الوقود داخل مركبات المسافرين، بالإضافة إلى عدد من السلع الأخرى، كما ضبطت شخصاً بحوزته كمية من الأقراص المخدرة، وتمت إحالته لجهاز مكافحة المخدرات.


مقالات ذات صلة

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

شمال افريقيا مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

عقيلة صالح دعا إلى ضرورة تحقيق المصالحة «لتشمل جميع المؤسسات والجماعات»، بما يضمن «إنهاء الخلافات والاستفادة من حركة التاريخ».

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

سلطات ليبيا تتجاهل مذكرات اعتقال «الجنائية الدولية» لقادة «ميليشيا الكاني»

رحبت منظمات شعبية بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية عن توقيف 6 أعضاء في ميليشيا «الكانيات» المسلحة، لاتهامهم بـ«ارتكاب جرائم حرب في البلاد»

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا خوري خلال لقائها فرحات بن قدارة (حساب خوري على «إكس»)

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

يتطلع الليبيون إلى مرحلة ما بعد حل أزمة «المركزي»، في وقت تسعى البعثة الأممية لجهة إدارة الموارد النفطية من قبل المصرف، وتسخير الموارد النفطية لتحقيق التنمية.

جمال جوهر (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي والحداد رئيس أركان قوات «الوحدة» (المجلس الرئاسي)

المنفي يتمسك بإنشاء «مفوضية للاستفتاء» رغم معارضة «النواب»

عاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى فتح ملف تدشين «مفوضية الاستفتاء والاستعلام الوطني» رغم معارضة مجلس النواب، مما قد يجدد الجدل حولها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رصد تقرير للمنظمة الدولية للهجرة وجود أكثر من 700 ألف مهاجر غير نظامي في ليبيا (إ.ب.أ)

«الوحدة» الليبية تطلق حملة لترحيل «المهاجرين»

قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إنها ستطلق حملة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، تبدأ من العاصمة طرابلس لتتوسع لاحقاً وتشمل باقي المدن الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

بيرييلو لـ«الشرق الأوسط»: عناصر من عهد البشير تمدّد الحرب مساراً للعودة إلى السلطة

المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو (إ.ب.أ)
TT

بيرييلو لـ«الشرق الأوسط»: عناصر من عهد البشير تمدّد الحرب مساراً للعودة إلى السلطة

المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو (إ.ب.أ)
المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو (إ.ب.أ)

قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا قنوات اتصال مفتوحة مع الاتحاد الأفريقي بشأن آلية لمراقبة الاتفاقيات الحالية والمستقبلية. من الأفضل دائماً أن نكون مستعدين، وينبغي للمجتمع الدولي أن يقيّم بنشاط الخيارات لدعم تنفيذ وقف الأعمال العدائية المحلية أو الوطنية في المستقبل». وأضاف بيرييلو: «هناك عناصر من عهد البشير داخل الجيش السوداني يعارضون مسار الحكم الديمقراطي المدني، وهم بحاجة إلى تمديد الحرب مساراً للعودة إلى السلطة، ضد إرادة الشعب السوداني».

وأوضح المبعوث الأميركي أنه «لا يوجد حل عسكري للصراع. لقد أضاع الجيش شهوراً من الفرص لإنهاء هذه الحرب من خلال المفاوضات التي يمكن أن تعيد السلام ومسار الحكم المدني، والتصعيد الأخير من كلا الجانبين سيكلّف أرواح عدد لا يُحصى من المدنيين السودانيين».

في الأثناء، تقدّم «مجلس الأمن والسلم» الأفريقي، خلال زيارته إلى السودان، بخريطة طريق لإنهاء الأزمة وإيقاف الحرب، وأبلغ المسؤولين السودانيين أن مفوضية الاتحاد الأفريقي تسعى للوصول إلى وقف إطلاق نار وفقاً لخريطة طريق يحملها الوفد، لكنه لم يفصح عنها، في حين استمع الوفد إلى شروحات بشأن الأزمة، وربط ذلك بتجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي.

خريطة طريق

اجتماع سابق لمجلس السلم والأمن بالاتحاد الأفريقي (أرشيفية - الخارجية المصرية)

ويزور العاصمة المؤقتة بورتسودان وفد من «مجلس الأمن والسلم» الأفريقي، الذي تترأس مصر دورته الحالية، في زيارة تُعدّ الأولى للبلاد منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل (نيسان) 2023، وذلك رغم قرار المنظمة القارية بتجميد عضوية السودان إثر انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الذي قام به الجيش ضد الحكومة المدنية برئاسة عبد الله حمدوك.

وتبنّى الاتحاد الأفريقي في مايو (أيار) 2023 خريطة طريق لإنهاء النزاع ووقف العدائيات وحماية المدنيين، والبنية التحتية ومعالجة الوضع الإنساني، عبر عملية سياسية شاملة. وبناء على ذلك شكّل المجلس «الآلية الرباعية» رفيعة المستوى التي يترأسها الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني. واشترط رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان في مارس (آذار) الماضي، للاستجابة لمبادرة الاتحاد الأفريقي، إعادة عضوية بلاده إلى الاتحاد الأفريقي.

وعقب لقائه مع وفد «مجلس الأمن والسلم»، انتقد البرهان تجميد عضوية حكومته في الاتحاد، قائلاً: «نحن ما زلنا نرى أن توصيف الاتحاد الأفريقي لما حدث في 25 أكتوبر بأنه انقلاب، (توصيف) غير دقيق وينافي الحقائق». ووصف البرهان في شرحه للوفد ما يحدث في السودان حالياً بأنه «احتلال من قِبل ميليشيا متمردة، بمشاركة أجانب ومعاونة دول يعرفها الجميع». وأضاف: «هناك قوى سياسية تريد أن تعود إلى الحكم بأي طريقة، قبل أن يعود المواطنون إلى منازلهم ومناطقهم المحتلة بواسطة الميليشيا المتمردة».

عضوية الاتحاد الأفريقي

رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي خلال اجتماع سابق للمجلس التنفيذي للاتحاد في أكرا (الاتحاد الأفريقي)

من جانبه، قال رئيس الوفد المصري السفير محمد جاد، عقب اللقاء، إن إيضاحات البرهان ساعدت في تفهّم أبعاد الأزمة السودانية، وأن مصر ظلّت دوماً تحرص على خروج السودان من الأزمة الحالية، مضيفاً أن «اللقاء تطرّق إلى ضرورة إيجاد البيئة اللازمة لاستعادة السودان عضويته في الاتحاد الأفريقي. ولا يمكن أن يمر السودان بمثل هذه الأزمة، وتكون عضويته مجمدة في الاتحاد الأفريقي».

وأبدى مساعد القائد العام للجيش الفريق جابر إبراهيم، في تصريحات أعقبت لقاءه وفد «مجلس الأمن والسلم»، تحفظه على ما سمّاه «المواقف السالبة» وغياب الصوت الأفريقي وصمته عما يدور في المشهد السوداني، وعدم إدانة انتهاكات «ميليشيا الدعم السريع الإرهابية». وقال جابر إن السودان «حريص على إحلال السلام ووقف معاناة شعبه، والانفتاح على المبادرات كافّة التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار، وفرض سيادة الدولة». وأكد جابر استعداد حكومته لـ«الالتزام بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية»، مضيفاً أن «السودان ليست به مجاعة، وما يحدث سياسة تنتهجها بعض الدول لتمرير أجندتها للتدخل في الشأن السوداني، بما يخدم مصالحها».

مزاعم الانتصار

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الصراع المسلّح 27 أغسطس 2024 (د.ب.أ)

ميدانياً، تبادل طرفا الحرب في السودان مزاعم الانتصار بعد نهاية معارك شرسة دارت في عدة مناطق بالسودان، ونشر كل طرف «مقاطع فيديو» عرض فيها ما سمّاه انتصاراته وهزائم خصمه. ولم تصدر تصريحات رسمية من الجيش والقوات المتحالفة معه، في حين قال مستشار لقائد «قوات الدعم السريع» إن قواته حقّقت انتصارات كبيرة على الحركات المسلحة المعروفة بـ«القوات المشتركة» في إقليم دارفور، كما ألحقت خسائر كبيرة بالجيش في منطقة «جبل موية» بوسط السودان، وفي الخرطوم بمحور منطقة «المقرن»، ومحور «الري المصري»، وكذلك في محور «المزروب - بئر مزة» في أطراف بإقليم دارفور.

وعادة لا يعلن الجيش بصفة رسمية نتائج معاركه ويكتفي بما ينشره ويبثّه النشطاء الموالون له على منصاتهم في وسائط التواصل، في حين اعتاد المتحدث باسم «قوات الدعم السريع» نشر بيانات رسمية في نهاية المعارك مع الجيش، لكنه هذه المرة لم يتحدث عن انتصارات أو هزائم في معارك أمس، لكن مستشار «الدعم السريع» الباشا طبيق، زعم أن قواته حقّقت انتصارات كبيرة في عدد من المناطق.