«الأزهر» يُحذّر من تيارات تحاول نشر الكراهية بين المسلمين

الطيب زار كوالالمبور والتقى ملك ماليزيا لتعزيز الحوار والتعايش

ملك ماليزيا خلال استقبال أحمد الطيب (مشيخة الأزهر)
ملك ماليزيا خلال استقبال أحمد الطيب (مشيخة الأزهر)
TT

«الأزهر» يُحذّر من تيارات تحاول نشر الكراهية بين المسلمين

ملك ماليزيا خلال استقبال أحمد الطيب (مشيخة الأزهر)
ملك ماليزيا خلال استقبال أحمد الطيب (مشيخة الأزهر)

حذّر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، من «تيارات تحاول تغذية التعصب والكراهية بين المسلمين، وتزكية الصراعات المذهبية، وتوجيه اهتمامات الشباب المسلم إلى بعض القضايا التي تشغلهم عن النظر والاهتمام بقضايا أهم».

وشدد على أن الأوْلى في هذا «الوقت الحرج» أن تتجه الجهود إلى ما فيه «وحدة الأمة وتماسكها لتحقيق نهضتها المنشودة»، جاء ذلك على هامش زيارة الطيب إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور.

كما ناقش شيخ الأزهر، وملك ماليزيا إبراهيم بن السلطان إسكندر، الخميس، في القصر الملكي بكوالالمبور، قضية مكافحة التطرف.

ويقوم الطيب، رئيس «مجلس حكماء المسلمين»، بجولة جديدة لجنوب شرقي آسيا، تضم ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا، بناءً على عدد من الدعوات الرسمية التي قدّمتها الدول الثلاث؛ إذ يلتقي الطيب كبار المسؤولين والقيادات الدينية والثقافية والسياسية لدعم العلاقة بين الأزهر والمؤسسات في ماليزيا، و«تعزيز الموقف الإسلامي الموحّد فيما يتعلق بمواجهة العدوان الإسرائيلي على غزة والمطالبة بحقوق الفلسطينيين».

وأكد ملك ماليزيا «تقديره لجهود شيخ الأزهر في إرساء قيم الحوار والتعايش». وطالب بـ«الاستفادة من خبرات الأزهر في مجالات مكافحة التطرف والتشدد، من خلال عقد مؤتمر حواري في ماليزيا يشارك فيه علماء الأزهر، لبيان المنهج الإسلامي الصحيح للشباب في مختلف القضايا المعاصرة، خصوصاً قضايا التعايش ونبذ التعصب والكراهية».

جانب من حضور «مجلس علماء ماليزيا» (مشيخة الأزهر)

وذكّر الطيب بتجارب الأزهر و«مجلس حكماء المسلمين» في ترسيخ قيم الحوار، وتعزيز ثقافة التعايش والأخوة والاندماج الإيجابي، التي تُوجت بتوقيع وثيقة «الأخوة الإنسانية» مع البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عام 2019، التي أعادت الحياة إلى العلاقات بين الأزهر والفاتيكان، وكذلك مبادرة «بيت العائلة المصرية» التي أطلقها الأزهر مع الكنائس المصرية. وأكد أن الأزهر يولي أهمية كبيرة لـ«توحيد صف الأمة الإسلامية وتعزير الحوار الإسلامي- الإسلامي، بالإضافة إلى تفعيل دور قادة الأديان ورموزها في مواجهة التحديات الإنسانية المعاصرة، مثل: قضايا تغير المناخ والفقر وتحديات التنمية».

وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2020 اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بالإجماع، ليكون 4 فبراير (شباط) «يوماً دولياً للأخوة الإنسانية».

ويستضيف الأزهر ما يزيد على 6 آلاف و500 طالب وطالبة ماليزي يدرسون بمختلف المراحل التعليمية من رياض الأطفال حتى مرحلة الدراسات العليا، فضلاً عن مجمع أزهري «دار القرآن» في ماليزيا يضم 8 مبتعثين أزهريين يُدرّسون العلوم الشرعية والعربية لآلاف الطلاب الماليزيين، حسب «مشيخة الأزهر».

شيخ الأزهر ورئيس وزراء ماليزيا يفتتحان «مجلس علماء ماليزيا» (مشيخة الأزهر)

وافتتح شيخ الأزهر، ورئيس وزراء ماليزيا داتو سري أنور إبراهيم، الخميس، مجلساً لعلماء وشباب الباحثين الماليزيين، للتناقش والحوار حول وسطية الإسلام وسماحته، والمنهج الإسلامي في تعزيز الأخوة بالمجتمعات.

وأكد الطيب أن أكثر ما يميّز المجتمع الماليزي تعدّد الأعراق والأديان، محذراً من «خطورة استغلال بعض التيارات المتطرفة والمتشددة للتعددية، وتصويرها جهلاً على أنها خطر على الإسلام والمجتمعات»، موضحاً أن النبي (صلى الله عليه وسلم) أرسى قواعد العلاقة التي تربط المسلم بغيره من أتباع الديانات الأخرى وحدودها، وهي العلاقة المبنية على الاحترام والتعايش المشترك، لافتاً إلى أن «مسؤولية إقرار التعايش السلمي وتعزيزه بين أتباع الديانات المختلفة تقع على عاتق كل فرد في المجتمع، ولا يمكن تحقيقها إلا من خلال الفهم الصحيح لرسالة الإسلام بوجه خاص والأديان بوجه عام، التي جاءت لإسعاد الإنسان».

وكان رئيس الوزراء الماليزي قد أكد، مساء الأربعاء، خلال لقاء آخر جمعه بشيخ الأزهر، «رفض بلاده العدوان الإسرائيلي على غزة»، مطالباً بـ«الوقف الفوري للحرب في القطاع».


مقالات ذات صلة

مصر تواصل هيمنتها على التصنيف العالمي للإسكواش

رياضة عربية نور الشربيني حافظت على صدارة التصنيف العالمي للاعبات الإسكواش (رويترز)

مصر تواصل هيمنتها على التصنيف العالمي للإسكواش

حافظ الثنائي المصري علي فرج ونور الشربيني على صدارة التصنيف العالمي للإسكواش لفئتي الرجال والسيدات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا شرطيون ألمان (أرشيفية - رويترز)

ألمانيا: محاكمة رجل بتهمة احتجاز وإساءة معاملة امرأة في الغردقة

بدأت وقائع محاكمة ألماني أمام المحكمة الإقليمية الأولى في ميونيخ بتهمة احتجاز ألمانية في شقة على مدار شهرين في منتجع الغردقة المصري.

«الشرق الأوسط» (ميونيخ )
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة» يوم الاثنين المقبل بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا مبنى التلفزيون المصري في ماسبيرو (الهيئة الوطنية للإعلام)

تشكيلة جديدة للهيئات الإعلامية بمصر وسط ترقب لتغييرات

استقبلت الأوساط الإعلامية والصحافية المصرية، التشكيلة الجديدة للهيئات المنظمة لعملهم، آملين في أن تحمل معها تغييرات إيجابية.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أدى قرار استبعاد المئات من الإدراج على «قوائم الإرهاب» في مصر، بقرار من محكمة الجنايات، إلى إعادة الجدل بشأن إمكانية «المصالحة» مع جماعة «الإخوان».

أحمد عدلي (القاهرة)

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
TT

اجتماعات «المائدة المستديرة» بين الفرقاء السودانيين في جنيف لوقف الحرب

جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)
جانب من لقاء سابق لتنسيقية «تقدم» مع مسؤولي الآلية الأفريقية في أديس أبابا (صفحة «تقدم» على فيسبوك)

للمرة الثالثة تستضيف مدينة جنيف السويسرية ما عرفت باجتماعات «المائدة المستديرة» بين القوى السياسية والمدنية السودانية، وتهدف لتقريب وجهات النظر بين أطراف الأزمة السودانية، مواصلة للاجتماعين السابقين اللذين نسقتهما منظمة «بروميديشن» الفرنسية، في القاهرة وجنيف، وتهدف الاجتماعات لتحقيق توافق على وقف الحرب عبر التفاوض وإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين.

وتشارك في الاجتماعات، التي بدأت يوم الاثنين وتستمر ليومين، كل من تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، وتحالف «الكتلة الديمقراطية» الموالية للجيش، وحركات مسلحة تابعة للكتلة، مع إعلان بعض الأطراف مقاطعة هذه الاجتماعات.

وانشقت «الكتلة الديمقراطية» قبل سنوات عن تحالف «قوى الحرية والتغيير» الذي قاد الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بحكومة الرئيس عمر البشير.

وتتكون «الكتلة الديمقراطية» أساساً من حركات مسلحة وقوى سياسية أيدت انقلاب 25 أكتوبر 2021 الذي ناهضه التحالف الرئيس «الحرية والتغيير» الذي تطور بعد الحرب إلى تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم».

وصدرت مواقف متضاربة بين أعضاء تحالف «الكتلة الديمقراطية» تراوحت بين الرفض والقبول للمشاركة في اجتماعات جنيف. وأعلن المتحدث باسم الكتلة، محمد زكريا، الذي ينتمي لـ«حركة العدل والمساواة»، اعتذار كتلته عن المشاركة، بينما

استنكر القيادي في الحزب «الاتحادي الديمقراطي» عمر خلف الله، وهو أيضاً ناطق رسمي باسم «الكتلة الديمقراطية» تصريح زكريا، قائلاً إن الموضوع لم يناقش في قيادة الكتلة، وأكد مشاركتهم في اجتماعات جنيف «من أجل رؤية تعزز المشروع الوطني».

عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

تباين مواقف «الكتلة الديمقراطية»

وإزاء مواقف «الكتلة الديمقراطية»، قال قيادي في الكتلة لـ«الشرق الأوسط» إن المشاركة في اجتماعات جنيف كشفت تباينات حادة داخل الكتلة، وأن «حركة العدل والمساواة» بقيادة وزير المالية الحالي جبريل إبراهيم سنت لنفسها خطاً منفرداً يمكن وصفه بـ«الانشقاق» داخل الكتلة، مضيفاً أن «رفض المشاركة يعبر عن موقف الحركة وليس موقف الكتلة».

وقال القيادي في «تقدم» والأمين السياسي لحزب «المؤتمر السوداني» شريف محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط» إن مدينة جنيف السويسرية شهدت صباح يوم الاثنين الاجتماع الرابع لسلسلة الاجتماعات التي تنسقها «بروميديشن»، وينتهي يوم الثلاثاء، ويهدف إلى تقريب المسافات بين القوى المناهضة للحرب وتلك التي انحازت لأحد طرفي القتال، في إشارة إلى الجيش.

ووفقاً للقيادي في «تقدم»، فإن الاجتماعات تعمل على تحقيق توافق على إنهاء الحرب عبر الحلول السلمية التفاوضية، والتي تبدأ بالوصول إلى وقف العدائيات بغرض إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين، وفتح مسارات آمنة، باعتبارها خطوات تمهيدية لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب سلمياً.

اجتماع سابق للهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية السودانية «تقدم» (فيسبوك)

مشاركة واسعة

وأوضح عثمان أن طيفاً واسعاً من المدنيين يشارك في الاجتماع وعلى رأسهم قيادات تحالف القوى الديمقراطية المدنية الأكبر في البلاد «تقدم»، ويمثلها كل من رئيس حزب «المؤتمر السوداني» عمر الدقير، ورئيس حزب «التجمع الاتحادي» بابكر فيصل، ورئيس «حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي» الهادي إدريس. كما يشارك في الاجتماعات «حزب الأمة القومي»، و«الحزب الاتحادي الأصل» بقيادة جعفر الميرغني، و«التحالف الديمقراطي للعدالة» بقيادة مبارك أردول، و«حركة تحرير السودان - جناح مناوي»، ويمثلها علي ترايو، إضافة لممثلين عن حزب «المؤتمر الشعبي» الإسلامي المنشق عن حزب الرئيس المعزول عمر البشير، و«حزب الأمة – جناح مبارك الفاضل».

وتوقع عثمان توصل المجتمعين لبيان ختامي متوافق عليه بشأن قضيتي إنهاء الحرب سلمياً، ووقف عدائيات إنساني يسهل وصول المساعدات الإنسانية.

وكانت العاصمة المصرية القاهرة قد شهدت في أكتوبر (تشرين الأول) اجتماعاً مماثلاً، توصل إلى بيان ختامي وقعته القوى المشاركة، باستثناء حركة تحرير السودان – مناوي، وحركة العدل والمساواة – جبريل إبراهيم اللتين رفضتا توقيع بيان القاهرة رغم مشاركتهما في الاجتماعات.

و«بروميديشن» منظمة فرنسية مدعومة من الخارجية الفرنسية والخارجية السويسرية، ظلت تلعب أدواراً مستمرة في الشأن السوداني، وعقدت عدداً من اجتماعات المائدة المستديرة بين الفرقاء السودانيين، بدأتها منذ يونيو (حزيران) 2022 بمفاوضات بين حركات مسلحة دارفورية، ثم طورت اجتماعاتها لتشمل القوى السياسية والمدنية السودانية بعد الحرب.