السيسي يطالب الحكومة باستكمال مسار «الإصلاح» والتخفيف على المواطنين

الرئيس المصري عيّن رئيساً جديداً لـ«أركان القوات المسلحة» وأجرى تعديلات بمكتبه

الرئيس المصري يطالب الحكومة باستكمال مسار «الإصلاح» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يطالب الحكومة باستكمال مسار «الإصلاح» (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يطالب الحكومة باستكمال مسار «الإصلاح» والتخفيف على المواطنين

الرئيس المصري يطالب الحكومة باستكمال مسار «الإصلاح» (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري يطالب الحكومة باستكمال مسار «الإصلاح» (الرئاسة المصرية)

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الحكومة الجديدة بـ«استكمال مسار الإصلاح الاقتصادي على جميع الصعد»، داعياً، خلال اجتماعه بالوزراء والمحافظين ونوابهم، الأربعاء، إلى «إعطاء الأولوية للتخفيف على المواطنين».

وأدت الحكومة المصرية الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، الأربعاء، اليمين الدستورية أمام الرئيس، والتي شملت تغييرات واسعة تضمنت تعيين 23 نائباً للوزراء. كما أدى المحافظون ونوابهم اليمين الدستورية أمام السيسي، في حركة شملت تعيين 21 محافظاً جديداً والإبقاء على 6 محافظين في مناصبهم.

وأكد الرئيس المصري خلال الاجتماع «أهمية تحقيق طفرة ملموسة في المجالات الخدمية، وعلى رأسها الصحة والتعليم»، مشدداً على «ضرورة بناء وتطوير الصناعة المصرية، باعتبارها هدفاً استراتيجياً في مسيرة بناء الدولة»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث الرئاسي المصري.

ووجّه السيسي الحكومة الجديدة بـ«العمل على جذب وتشجيع الاستثمارات الداخلية والخارجية وتشجيع نمو القطاع الخاص؛ بهدف تحسين الأداء المالي والاقتصادي الشامل للدولة، بما يحقق تطلعات الشعب المصري في التنمية والتقدم».

وشهدت الحكومة الجديدة دمج وزارتَي النقل والصناعة، في حقيبة واحدة برئاسة كامل الوزير الذي تولى أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء لشؤون الصناعة.

وقال المتحدث الرئاسي المصري، أحمد فهمي، إن «السيسي أكد أهمية التطوير الشامل للسياسات والأداء الحكومي بما يتواكب مع حجم التطلعات، والتحديات، خلال المرحلة المقبلة»، مشدداً على «أهمية الاستفادة من الخبرات السابقة، بما يرسّخ أطر العمل المؤسسي والحوكمة، فضلاً عن تحقيق أقصى درجات التعاون والتنسيق بين جميع الوزارات وأجهزة الدولة»، داعياً إلى «الحرص على المصلحة العامة، والنزاهة، والشفافية والتواصل الفعال مع الرأي العام».

السيسي خلال اجتماعه بالوزراء والمحافظين ونوابهم (الرئاسة المصرية)

كما وجّه الرئيس المصري حكومته بـ«مواصلة وتعزيز جهود صون الأمن القومي المصري، في ظل التحديات غير المسبوقة التي يموج بها المحيطان الإقليمي والدولي، وما تفرضه من الاستمرار في بناء قدرات الدولة في جميع القطاعات»، مطالباً بـ«الحفاظ على المكتسبات التي تحققت في مجالات مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، ومواصلة العمل على ترسيخ مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز بين جميع المواطنين».

قرارات تعيين

وفي سياق التغييرات الحكومية التي شهدتها مصر، الأربعاء، أصدر الرئيس المصري قرارات بتعيين مستشارين ومساعدين، تضمنت تعيين وزير الدفاع السابق الفريق أول محمد أحمد زكي محمد، مساعداً لرئيس الجمهورية لشؤون الدفاع، وتعيين رئيس أركان القوات المسلحة المصرية السابق، أسامة أحمد رشدي عبد الله عسكر، مستشاراً للرئيس للشؤون العسكرية. مع تكليف الفريق أحمد فتحي إبراهيم خليفة، رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية.

كما تضمنت القرارات تعيين وزير العدل المصري السابق، عمر مروان، مديراً لمكتب رئيس الجمهورية. مع تعيين مدير مكتب الرئيس السابق اللواء محسن عبد النبي، مستشاراً لرئيس الجمهورية للإعلام. وتعيين وزيرة التخطيط السابقة، الدكتورة هالة السعيد، مستشاراً لرئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن «القرارات الأخيرة تأتي في سياق التغييرات الوزارية»، موضحة أن «تغيير وزير الدفاع يتطلب تغيير الفريق المعاون؛ لذلك كان لا بد من تعيين رئيس جديد للأركان».


مقالات ذات صلة

جدل في مصر حول شهادة دكتوراه وزير التعليم الجديد

شمال افريقيا وزير التعليم خلال جولته في ديوان الوزارة (حساب الوزارة على فيسبوك)

جدل في مصر حول شهادة دكتوراه وزير التعليم الجديد

تحولت الدرجة العلمية (الدكتوراه) التي حصل عليها وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في الحكومة المصرية الجديدة، محمد عبد اللطيف، إلى مادة للجدل.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مشاركون في مؤتمر لقوى سياسية سودانية بالقاهرة مايو الماضي (الشرق الأوسط)

«قوى سودانية» تجتمع في القاهرة بحثاً عن «توافق» لوقف الحرب

دعت مصر إلى مؤتمر يجمع القوى السياسية السودانية بهدف «الوصول لتوافق حول سبل بناء السلام الشامل والدائم في السودان».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها «جامعة العلوم الإسلامية الماليزية» (مشيخة الأزهر)

شيخ الأزهر: مأساة فلسطين «جريمة إبادة جماعية» تجاوزت بشاعتها كل الحدود

لفت شيخ الأزهر إلى أن «ظاهرة جرأة البعض على التكفير والتفسيق وما تسوغه من استباحة للنفوس والأعراض والأموال، هي ظاهرة كفيلة بهدم المجتمع الإسلامي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا سفن شحن تعبر قناة السويس المصرية (صفحة هيئة قناة السويس على فيسبوك)

مصر: خطط تسويقية «مرنة» بقناة السويس لمواجهة «توترات» البحر الأحمر

وضعت هيئة قناة السويس المصرية خطة تسويقية ضمن ما وصفته بـ«استراتيجية مرنة» تستهدف «تقليل تأثير تداعيات الأزمة على سلاسل الإمداد العالمية».

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا الوزير بدر عبد العاطي (وزارة الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج)

مصر تدعو مجدداً لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

شددت مصر مجدداً على «أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة والالتزام بقرارات الشرعية الدولية واحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

جدل في مصر حول شهادة دكتوراه وزير التعليم الجديد

وزير التعليم خلال جولته في ديوان الوزارة (حساب الوزارة على فيسبوك)
وزير التعليم خلال جولته في ديوان الوزارة (حساب الوزارة على فيسبوك)
TT

جدل في مصر حول شهادة دكتوراه وزير التعليم الجديد

وزير التعليم خلال جولته في ديوان الوزارة (حساب الوزارة على فيسبوك)
وزير التعليم خلال جولته في ديوان الوزارة (حساب الوزارة على فيسبوك)

تحولت الدرجة العلمية (الدكتوراه) التي حصل عليها وزير التربية والتعليم والتعليم الفني في الحكومة المصرية الجديدة، محمد عبد اللطيف، إلى مادة للجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب تأدية الوزير اليمين الدستورية، الأربعاء.

واتخذ الجدل «السوشيالي» طابعاً جاداً ورسمياً بعدما تقدم المحامي عمرو عبد السلام ببلاغ إلى النائب العام المصري للمطالبة بـ«التحقيق مع الوزير»، فيما يجري تداوله عن حصوله على درجة الدكتوراه من جامعة «كارديف سيتي» الأميركية، وهي «إحدى الجامعات التي تمنح الدكتوراه مقابل رسوم مالية تبلغ 10 آلاف دولار»، وفق ما ذُكر على موقع الجامعة الإلكتروني. (الدولار الأميركي يساوي 48 جنيهاً في البنوك المصرية).

وأكد عبد السلام في بلاغه الذي حمل رقم 830719 لسنة 2024 أن «الوزير مطالب بالرد وتوضيح الحقائق في ضوء عَدِّ شهادة الدكتوراه أحد معايير المفاضلة بينه وبين بقية المرشحين للمنصب أمام الجهات المعنية". ورأى أنه في حال ثبوت صحة المعلومات المتداولة، فإن ما حدث سيكون بمثابة «جريمة تزوير للدرجة العلمية»، وفق قوله.

ونشرت صفحة «هيئة الرقابة الإدارية» على «فيسبوك»، الجمعة، السير الذاتية لوزراء الحكومة الجديدة، وتضمنت حصول وزير التربية والتعليم على بكالوريوس السياحة والفنادق، والماجستير في «تطوير التعليم» من جامعة لورنس بالولايات المتحدة، والدكتوراه بنظام التعليم عن بُعد في «إدارة وتطوير التعليم» من جامعة كاردف سيتي.

https://www.facebook.com/photo/?fbid=780056480966233&set=pcb.780056857632862&locale=ar_AR

السيرة الذاتية لوزير التعليم حسبما أوردتها الرقابة الإدارية بمصر (صفحة الرقابة الإدارية على فيسبوك)

ووفق المحامي عبد السلام، فإن «البلاغ قيد الفحص بالمكتب الفني للنائب العام». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مراجعة الدرجات العلمية التي حصل عليها الوزير وتتبُّعها أظهرا أن الجامعة التي ذكر أنه حصل على درجة الماجستير منها لا يوجد فيها قسم للدراسات العليا، وفق ما ذكرت تقارير صحافية سوف أضمنها في بلاغ جديد أتقدم به، السبت، إلى النيابة المصرية».

وأوضح أنه سيطالب النائب العام في بلاغه الجديد بـ«التحقق من جميع الشهادات الدراسية الخاصة بالوزير ومطابقتها بالسجلات الموجودة في المدارس والجامعات المنسوبة إليها لمعرفة المؤهلات الحقيقية التي حصل عليها خلال مراحل التعليم المختلفة سواء داخل مصر أو خارجها».

في السياق نفسه، نشرت مواقع محلية مصرية، الجمعة، تقارير تشير إلى «صحة شهادة الدكتوراه التي حصل عليها وزير التعليم من الولايات المتحدة، وأنه جرى توثيقها في القنصلية المصرية بواشنطن بتاريخ 25 فبراير (شباط) 2014». وأبرزت التقارير «مشاركة الوزير في كثير من الدورات التدريبية بمجالات الإدارة والقيادة والحوكمة، وخبرته الممتدة لأكثر من 25 عاماً في مجال إدارة المؤسسات التعليمية».

وكان رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، قد دعا خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إلى «منح الوزراء والمحافظين الجُدد فرصة للعمل من أجل تقييمهم». حديث مدبولي عدَّه مراقبون «رداً على انتقاد عدد من الوزراء والمحافظين الذين أثارت سيرهم الذاتية لغطاً عبر مواقع التواصل خلال الساعات الماضية».

مقر وزارة التربية والتعليم بالعاصمة الإدارية بمصر (حساب الوزارة على فيسبوك)

وعدَّت عضوة لجنة التعليم بمجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة منى عبد العاطي، الأمر «غير جدير بالمناقشة». وبررت ذلك في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «لكون أسماء المرشحين للوزارات تمر أولاً عبر جهات رقابية تتحقق من السير الذاتية للمرشحين»، إلا أن نائباً برلمانياً آخر فضَّل عدم ذكر اسمه، أكد اعتزامه «تقديم طلب إحاطة بشأن شهادات الوزير المعلنة ومدى سلامة موقفها القانوني». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمر جدير بالمناقشة، ولا يصح تجاهله داخل البرلمان، وهو بحاجة لتوضيح، لكون المعلومات منشورة بوصفها جزءاً من سيرته الذاتية».

في غضون ذلك، «لم يصدر أي تعقيب رسمي من وزارة التربية والتعليم بشأن ما أثير حول شهادات الوزير الجديد، الذي باشر عمله، الخميس، من مقر الوزارة بشكل طبيعي».