الجزائر: رئيس حزب مؤيد لتبون يؤكد «رغبته في ولاية ثانية»

فيما يخوض معارضوه تحدي جمع 50 ألف توقيع

رئيس حزب «صوت الشعب» مع الرئيس تبون (الرئاسة)
رئيس حزب «صوت الشعب» مع الرئيس تبون (الرئاسة)
TT

الجزائر: رئيس حزب مؤيد لتبون يؤكد «رغبته في ولاية ثانية»

رئيس حزب «صوت الشعب» مع الرئيس تبون (الرئاسة)
رئيس حزب «صوت الشعب» مع الرئيس تبون (الرئاسة)

أعلن رئيس حزب جزائري، مؤيد لسياسات الرئيس عبد المجيد تبون، أنه سيطلب ولاية ثانية بمناسبة انتخابات الرئاسة المقررة في السابع سبتمبر (أيلول) المقبل، من دون توضيح متى يكون ذلك.

وكان قادة أحزاب وسيدة أعمال، سحبوا أوراق الترشيحات من «سلطة مراقبة الانتخابات»؛ تمهيداً لتقديم ملفاتهم إلى المحكمة الدستورية للتأشير عليها.

وعقد الأمين عصماني، البرلماني، ورئيس حزب «صوت الشعب»، مؤتمراً صحافياً بالعاصمة، بعد نهاية اجتماع لكوادر حزبه، أكد فيه أنه «على علم ودراية بأن السيد تبون سيترشح لدورة ثانية، لكن تبقى إرادة الله فوق كل شيء».

ترقب مستمر في الجزائر لإعلان الرئيس تبون ترشحه لولاية ثانية (د.ب.أ)

واسترسل في الموضوع ذاته قائلاً: «من خلال احتكاكي به، أعلمكم أنه سيترشح، حتى يكون هذا الأمر واضحاً لديكم». وأضاف مبدياً انطباعاً بأنه مكلف بالحديث باسم تبون: «وما دام سيترشح، فقد طلب بصفة رسمية، أن يكون حزب (صوت الشعب) معه. وكلامي يعكس حرصنا على عدم إخفاء أمر مثل هذا».

ويعد «صوت الشعب» حزباً صغيراً قياساً بوزن الأحزاب التي تملك مقاعد كثيرة في البرلمان، على رأسها «جبهة التحرير الوطني» (100 نائب). كما لا يملك وزراء في الحكومة، مقارنة بأحزاب أخرى مثل «الجبهة»، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، و«حركة البناء الوطني»، وهي كيانات سياسية يطلق عليها الإعلام «أحزاب الموالاة»، أي التابعة للسلطة السياسية، وعلى رأسها عبد المجيد تبون.

لكن لا أحد من قادة هذه الأحزاب، نقل عن تبون أنه يرغب في ولاية ثانية رغم لقاءاته المتكررة بهم في الأشهر الأخيرة، في إطار ما سمته الرئاسة «مشاورات الرئيس مع الطبقة السياسية».

من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

ووفق تصريحات عصماني: «لم يطلب مني الرئيس ألا أتقدم لهذه الانتخابات، وهو لا يستطيع أن يمنعني. ولا نقول في الحزب إننا تنازلنا عن حقنا في تقديم مرشح منا، ولكن نتعامل مع القضية بوعي ومنطق». وتابع: «الرجل (تبون) أطلق ورشة مشروعات حقق منها أعمالاً فيما لم ينجز أعمالاً أخرى بسبب عراقيل وضعت في طريقه».

ولم يشرح عصماني ما المشروعات التي حالت «عراقيل» دون تحقيقها، ولا من هي الجهة أو الشخص، أو الأشخاص الذين يقفون وراء ذلك. وكان تبون نفسه، أدان في مناسبات كثيرة «ممارسات عصابة تقاوم التغيير»، على أساس أن «خطة الإصلاحات» التي أطلقها في بداية حكمه، لم تتقدم بالشكل الذي كان يريده، لوجود أشخاص في مستويات دنيا من المسؤولية، رفضوا تنفيذها. وهؤلاء محسوبون على فترة حكم الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة، وفق ما جاء في تلميحات تبون.

سيدة الأعمال سعيدة نغزة مرشحة الرئاسة (حسابها الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

وشرح عصماني للصحافيين أسباب موقفه المؤيد لترشح تبون المفترض للانتخابات، مؤكداً أن «مبررات موضوعية، سياسية واجتماعية واقتصادية تدعونا للوقوف بجانبه، ولكن في حالة واحدة: إذا أبدى إرادة للترشح من جديد بشكل رسمي. أنا لا أقول نساند الرئيس ولا نرشح الرئيس. نقول: نرافقه... نريد أن يكمل ولاية جديدة حتى يجسد تعهداته ونساعده على مواجهة قوى تريد أن تفرمله».

مرشحة انتخابات الرئاسة لويزة حنون خلال لقاء نظمه الرئيس تبون مع الأحزاب (إعلام الحزب)

ومنذ إعلان تبون في 21 مارس (آذار) الماضي عن تسبيق موعد الانتخابات بثلاثة أشهر «لأسباب فنية»، لم «يجرؤ» أي من الموالين له أن يخوض بهذا الوضوح، في «مسألة رغبته بالاستمرار في الحكم»، علماً بأن الأحزاب المسماة «كبيرة»، طلبت منه أن يقدم على هذه الخطوة، وأنها على استعداد كامل للدعاية لها.

المرشح الرئاسي بلقاسم ساحلي (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

في المقابل، بدأ معارضون للسلطة منذ أسبوعين، جمع التوقيعات الضرورية للترشح (50 ألف توقيع)، بعد الكشف عن إرادتهم خوض المغامرة. وهم: السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» يوسف أوشيش، والأمينة العامة لـ«حزب العمال» لويزة حنون، ورئيسة «الاتحاد والرقي» المحامية زبيدة عسول، ورئيس «التحالف الوطني الجمهوري» الوزير سابقاً، بلقاسم ساحلي، وسيدة الأعمال المعروفة سعيدة نغزة.


مقالات ذات صلة

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

شمال افريقيا السكان المتضررون طالبوا الرئيس تبون بـ«تدخل سريع لإنقاذهم من الوباء» (د.ب.أ)

السلطات الجزائرية تعلن مناطق شاسعة «بؤرة وباء»

أعلنت السلطات الجزائرية، السبت، مناطق شاسعة بأقصى الجنوب الشرقي «بؤرة وباء»، وذلك إثر تفشي الملاريا والدفتيريا وسط السكان.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا وزير خارجية الجزائر أحمد عطاف (إ.ب.أ)

الجزائر تعيد فرض تأشيرات دخول على مواطني المغرب

قررت الجزائر «إعادة العمل الفوري» بفرض تأشيرات دخول على حاملي جوازات السفر المغربية، وفق ما أكدت وزارة الخارجية، على خلفية نشاطات «تمسّ باستقرار» البلاد.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج وزير الخارجية السعودي يلتقي نظيره الجزائري في نيويورك (واس)

مباحثات سعودية في نيويورك تناقش أوضاع غزة وتطورات لبنان

عقد الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية السعودي، سلسلة لقاءات ثنائية مع نظرائه في دول عدة، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا جلسة لأعضاء البرلمان الجزائري (الشرق الأوسط)

البرلمان الجزائري يبحث طلب التحقيق في «تزوير» الاستحقاق الرئاسي

يبحث مكتب البرلمان الجزائري طلباً تسلمه من كتلة نواب الحزب الإسلامي «حركة مجتمع السلم»، يتعلق بإطلاق «لجنة تحقيق» في الظروف التي جرت فيها انتخابات الرئاسة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا أحد شوارع العاصمة الجزائر (رويترز)

الجزائر: تبون يبدأ ولايته الثانية بإعلان «حرب على لوبيات الاستيراد»

يشتكي المستوردون من تدابير حكومية «مفاجئة»، حالت دون تجديد تراخيص الاستيراد لهم، بينما تتهمهم الحكومة بـ«محاولة ابتزاز الدولة عن طريق افتعال ندرة في السوق».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)

عززت مصر من دعمها للصومال بإرسال قافلة طبية موسعة والإعلان عن تعاون مع مقديشو في مجال الأمن الغذائي، وذلك بعد أيام من إعلان القاهرة إرسال مساعدات عسكرية لمقديشو.

وقال خبراء إن تنوع مجالات الدعم المصري للصومال في هذه الفترة، يستهدف «دعم وحدة الصومال». وأشاروا إلى أن «القاهرة توفر احتياجات الشعب الصومالي تلبية لطلب الحكومة في مقديشو».

وتشهد العلاقات المصرية - الصومالية تطوراً في الفترة الحالية. وأعلنت القاهرة دعمها لمقديشو، إثر توقيع أديس أبابا اتفاقية مع إقليم (أرض الصومال) الانفصالي في بداية العام الحالي، يسمح لإثيوبيا باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، وسط رفض مصري وعربي.

ووقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، في القاهرة، أغسطس (آب) الماضي، «بروتوكول التعاون العسكري بين البلدين». وأعلن السيسي وقتها، مشاركة بلاده في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بالصومال، بداية من يناير (كانون ثاني) 2025.

ودعماً للمنظومة الصحية الصومالية. أعلنت وزارة الصحة المصرية «إرسال قافلة طبية للصومال، تضم فريقاً طبياً متخصصاً في التخصصات النادرة، مدعوماً بالاحتياجات اللازمة لمناظرة المرضى وإجراء الجراحات المتخصصة». وقالت «الصحة» في إفادة، السبت، إن «القافلة الطبية بدأت خدماتها منذ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي في مستشفى ديمارتينو العام بمقديشو، في تخصصات الجراحة، والجهاز الهضمي، والأورام، والعظام، وأمراض القلب، والأمراض الباطنية، وأمراض النساء والتوليد، وأمراض الأطفال والتخدير، والحالات الحرجة».

وأوضحت الوزارة أنه تمت «مناظرة 1674 حالة من خلال 7 عيادات خارجية، وتقديم العلاج لهم، بالإضافة إلى إجراء 436 جراحة في التخصصات المختلفة»، وأشارت إلى «تدريب الكوادر الطبية الصومالية في التخصصات المختلفة»، إلى جانب «تقديم خدمات المبادرة الرئاسية في مصر للكشف المبكر عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل نظيره الصومالي في قصر الاتحادية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

من جانبه، أشاد السفير الصومالي بالقاهرة، علي عبدي أواري، بالدعم المصري للمنظومة الصحية في بلاده. وقال في إفادة، السبت، إن «إرسال القاهرة قافلة طبية يعكس موقفها الثابت بدعم الصومال في شتى المجالات»، مشيراً إلى «أهمية الدور المصري في تدريب الكوادر الطبية الصومالية، ورفع كفاءتها وجاهزيتها»، معرباً عن «تطلعه لإرسال المزيد من القوافل المصرية لبلاده».

وبحث مستشار وزير الصحة المصري للعلاقات الصحية الخارجية، محمد جاد (رئيس القافلة الطبية للصومال)، مع وزيرة الصحة الصومالية، مريم محمد، «مقترح إنشاء مركز طبي مصري بالصومال، في التخصصات المطلوبة والنادرة، وإنشاء صيدلية مصرية لتقديم الدواء المصري، إلى السوق الصومالية والدول المجاورة، ووضع آلية مشتركة لاستقدام المرضى الصوماليين للعلاج داخل المستشفيات المصرية»، حسب «الصحة المصرية».

يأتي هذا وسط تحركات مصرية لدعم الصومال في مختلف المجالات، وبحث وزير التموين المصري، شريف فاروق، مع السفير الصومالي في القاهرة، «تطوير التعاون بين البلدين في مجال تحقيق الأمن الغذائي والتبادل السلعي والتجاري»، حسب إفادة للسفير الصومالي، الأسبوع الماضي.

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت الأسبوع الماضي «تقديم شحنة من المساعدات العسكرية للجيش الصومالي، بهدف دعم وبناء قدراته». وقالت إنها «تأتي لمواصلة الدور المصري المحوري لدعم الجهود الصومالية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية».

ويرى الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، السفير أحمد حجاج، أن تنوع الدعم المصري للصومال يستهدف «دعم مقديشو لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية»، مشيراً إلى أن «القاهرة تقدم مساعدات عسكرية، ومنحاً دراسية مجانية، وبرامج تدريبية للكوادر الصومالية، لتعزيز قدراتها، ودعم وحدتها الكاملة». وأوضح حجاج لـ«الشرق الأوسط» أن المساعدات الطبية والغذائية المقدمة من مصر للصومال تأتي «تلبية لمطالب الحكومة الصومالية، ومشاركة من القاهرة في توفير المتطلبات السياسية والعسكرية والتعليمية والغذائية، التي يحتاج إليها الشعب الصومالي»، مشيراً إلى أن «الدعم المصري ليس بجديد، حيث سبق أن ساعدت القاهرة الصومال بعد الاستقلال ببعثات تعليمية وعسكرية». وقال إن «الدعم الحالي يستند إلى ميثاق التعاون العربي والأفريقي المشترك، لكون الصومال عضواً بالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي».

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي على «إكس»)

وبحث رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مع نظيره الصومالي حمزة عبدي بري، في القاهرة، نهاية أغسطس (آب) الماضي، «إجراءات تنويع وزيادة الدعم المصري للصومال، في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية». وأشار إلى «عمل بلاده على تسهيل التمويلات للأعمال التجارية والاستثمارية، وتشجيع إقامة استثمارات مصرية جديدة في الصومال»، حسب «مجلس الوزراء المصري».

وأكد حجاج أن «التحركات المصرية ليست موجهة لأحد وليست رداً على التحركات الإثيوبية داخل الصومال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تستهدف وحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيه».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أشار خلال لقائه المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، مايك هامر، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، مولي في، في واشنطن الأسبوع الماضي، إلى «حرص بلاده على وحدة الصومال، من خلال دعم مؤسساته المركزية، ومساندة جهود الحكومة الصومالية لتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب وإنفاذ سيادة الدولة على إقليمها»، مؤكداً أن «الدعم المصري يأتي وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وميثاق جامعة الدول العربية».