«الدعم السريع» تسيطر على «الفولة» عاصمة غرب كردفان

تضم حقلاً نفطياً كبيراً وخطوط تصدير بترول جنوب السودان

صورة أرشيفية لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو مع قواته في جنوب دارفور (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو مع قواته في جنوب دارفور (أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تسيطر على «الفولة» عاصمة غرب كردفان

صورة أرشيفية لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو مع قواته في جنوب دارفور (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لقائد «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو مع قواته في جنوب دارفور (أ.ف.ب)

قالت قوات «الدعم السريع»، الخميس، إنها سيطرت بالكامل على مدينة الفولة ذات الأهمية الحيوية وعاصمة ولاية غرب كردفان، ونشرت حسابات «الدعم» مقاطع فيديوهات لقادتها العسكريين يتحدثون من داخل مقر أمانة الحكومة المحلية للمدينة عن إسقاطها.

وقالت مصادر محلية إن «الدعم السريع» هاجمت الفولة، وجرت اشتباكات عنيفة مع قوات الجيش السوداني المتمركزة داخل الحامية العسكرية، وقتل خلالها العشرات، لكن لم يتسن التأكد بعد من إجمالي عدد الضحايا من القتلى والمصابين بين المدنيين أو العسكريين.

وتكتسب الولاية التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي لإقليم كردفان (غرب البلاد) أهمية استراتيجية، حيث يوجد بها أحد أكبر حقول النفط في السودان.

ومن شأن السيطرة على الفولة الواقعة في وسط الولاية أن تمنح «الدعم السريع» موقعاً متقدماً لمهاجمة مدن أخرى في الولاية التي تتكون من 15 محافظة، كما توفر لها طرقاً حيوية لتزويد قواتها بالإمدادات عبر دارفور.

كما تكتسب الفولة أهمية مضافة، إذ تمر عبرها خطوط الأنابيب الناقلة لبترول جنوب السودان للتصدير عبر ميناء بشائر بالبحر الأحمر.

وقالت «الدعم السريع» في إفادة مقتضبة على حسابها الرسمي بمنصة «إكس»: «إن قواتها حررت اللواء التابع لقيادة الفرقة (22) في بابنوسة (إحدى مدن غرب كردفان) من ميليشيا البرهان (يقصدون قائد الجيش عبد الفتاح البرهان) الإرهابية غرب دارفور»، فيما لم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني.

وناشدت حكومة ولاية غرب كردفان في أول تعليق على سقوط العاصمة جميع «المستنفرين والمقاومة الشعبية» الاستعداد لمعركة فاصلة لطرد «الميليشيا المتمردة» من المناطق التي توجد بها داخل حدود الولاية.

وقالت في بيان الخميس: «تدين الحكومة بأشد العبارات الاعتداء الغاشم من قبل ميليشيا آل دقلو الإرهابية على رئاسة الولاية في مدينة الفولة والمؤسسات الرسمية ونهب الأسواق والمدنيين العزل».

وذكرت أن مدينة الفولة تحتضن آلافاً من المدنيين الفارين من اعتداءات الميليشيا في بعض مناطق الولاية، وتقدم لهم الخدمات في كل مراكز الإيواء والمعسكرات، وعدت ذلك جريمة مكتملة الأركان يعاقب عليها القانون الدولي.

ووفق «غرفة طوارئ بابنوسة» استقبلت الفولة الآلاف من الفارين في المعارك التي تدور هناك منذ أشهر بين الطرفين.

وكانت قيادات ميدانية من «الدعم السريع» هددت في وقت سابق باجتياح المدينة وأنذرت قوات الجيش والحكومة بالانسحاب منها.


مقالات ذات صلة

تقرير: معدل وفيات الحوامل جنوب درافور «صادم»

شمال افريقيا ملايين الأطفال والنساء في السودان يعانون من سوء التغذية الحاد (رويترز)

تقرير: معدل وفيات الحوامل جنوب درافور «صادم»

قالت منظمة «أطباء بلا حدود» إن «النساء الحوامل والأمهات والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدل صادم في ولاية جنوب دارفور بالسودان».

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي الرئيس السوداني السابق عمر البشير (أرشيفية - رويترز)

محامي البشير: نقل الرئيس السوداني السابق إلى مدينة شمالية لتلقي العلاج

قال محامي الرئيس السوداني السابق عمر البشير اليوم الثلاثاء إن موكله نُقل من العاصمة السودانية التي مزقتها الحرب إلى مدينة مروي بشمال البلاد لتلقي العلاج.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
العالم العربي المدير العام المساعد لمنظمة «فاو» وممثلها الإقليمي عبد الحكيم الواعر يتوسط الصورة (الشرق الأوسط)

ممثل «فاو»: إنهاء المجاعة في السودان ممكن إذا توقفت العدائيات

يواجه السودان راهناً أزمة أمن غذائي غير مسبوقة تسجل أسوأ المستويات تاريخياً، حسب تصنيفات أممية.

هلا صغبيني (الرياض)
شمال افريقيا مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)

اشتباكات في دارفور غداة تجديد حظر تسليح الإقليم

تجددت الاشتباكات، بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في الفاشر بولاية شمال دارفور، بعد ساعات من تجديد مجلس الأمن الدولي حظر السلاح في الإقليم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج مدينة الفاشر السودانية تعاني وضعاً إنسانياً متدهوراً (أ.ب)

السعودية ترحب بفتح معبر لإيصال المساعدات لـ«الفاشر»

رحّبت السعودية بقرار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، تكليف مفوضية العون الإنساني بفتح معبر أدري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الفاشر.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

هل تُسهم التحركات العربية في الضغط لتنفيذ «حل الدولتين»؟

اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)
اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)
TT

هل تُسهم التحركات العربية في الضغط لتنفيذ «حل الدولتين»؟

اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)
اجتماع بشأن فلسطين في الأمم المتحدة (الجامعة العربية)

شهدت فعاليات الدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة حالياً في نيويورك، تحركات ومساعي عربية من أجل تنفيذ «حل الدولتين». وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الاعتراف بدولة فلسطين، يمهد الطريق لـ«تفاوض متكافئ» مع إسرائيل.

وعدّ خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، التحركات العربية في هذا الصدد، بمثابة «وسيلة للضغط على إسرائيل والدفع باتجاه السلام»، لا سيما مع إعلان المملكة العربية السعودية إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين».

واستضاف مقر الأمم المتحدة في نيويورك، مساء الخميس، اجتماعاً وزارياً حول «القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين»، شارك فيه ممثلون عن عدد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.

وخلال الاجتماع، أعلن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين، إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، لافتاً إلى أن الاجتماع الأول للتحالف سيعقد في الرياض.

وركز أبو الغيط، في كلمته خلال الاجتماع، على 3 محاور رئيسية؛ وهي «أولاً ضرورة العمل بشكل فعال وعملي لتنفيذ حلّ الدولتين من خلال إضعاف الاحتلال والامتناع عن مساعدته بفرض عقوبات على الاستيطان ورموزه ومقاطعة منتجاته، وفي الوقت نفسه دعم المساعي الفلسطينية لإقامة الدولة»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الأمين العام، جمال رشدي.

أما المحور الثاني فيتعلق بـ«العمل على زيادة وتيرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، تمهيداً للتفاوض البنّاء بين دولتين قائمتين»، وفق أبو الغيط، الذي أكد في المحور الثالث أن «السبيل الوحيد لتوسيع رقعة السلام والاعتراف والعلاقات الطبيعية وصون اتفاقيات السلام القائمة، هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية».

أبو الغيط في كلمته خلال الاجتماع (الجامعة العربية)

بدوره، أكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال الاجتماع، «ضرورة التوصل إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، وقيام المجتمع الدولي بدوره لوقف العدوان على فلسطين»، بحسب إفادة رسمية لوزارة الخارجية المصرية. وأشار إلى أن الأزمة الحالية ليست نتاج ما حدث في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لكنها نتاج أعوام من الممارسات الإسرائيلية لتكريس احتلال غير شرعي»، مطالباً بـ«منح الشعب الفلسطيني حقه في التحرر من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة والقابلة للحياة على خطوط 4 يونيو (حزيران) 1967، اتساقاً مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي ومبادرة السلام العربية ومبدأ حل الدولتين».

والاجتماع الذي عقد في نيويورك يأتي استجابة لدعوة وجهتها مجموعة الاتصال العربية - الإسلامية بشأن غزة، التي تضم مصر والسعودية وقطر والأردن وإندونيسيا ونيجيريا وتركيا، عقب اجتماع وزاري عربي - أوروبي، عقد في العاصمة الإسبانية مدريد منتصف الشهر الحالي، شارك فيه وزيرا خارجية النرويج وسلوفينيا، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ورئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى.

وعوّل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، على «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين». وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «هذا التحالف من شأنه الضغط على إسرائيل، وتحويل المطالبات العربية من مسار الدعوة للاعتراف بدولة فلسطين، إلى مسار المطالبة بإنهاء الاحتلال». وأوضح أن «تكوين تكتل عربي - دولي معترف بفلسطين من شأنه أن يفضي إلى فرض عقوبات على إسرائيل»، مشيراً إلى أن «الاجتماع الأول للتحالف المقرر عقده في السعودية قد يتبنى مجموعة من المبادئ، إذا لم تستجب لها تل أبيب، فمن الممكن التصعيد ضدها».

وقال: «لا سبيل لردع إسرائيل، إلا بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية، وهذا أمر ممكن من خلال (التحالف) وزيادة تكتل الدول التي تعترف بدولة فلسطين».

جانب من الاجتماع (صفحة الخارجية المصرية على «فيسبوك»)

وكان وزير الخارجية السعودي، قد دعا، خلال كلمته في الاجتماع، «جميع الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ القرار ذاته، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثل بـ149 دولة مُعترفة بفلسطين». وقال إن «تنفيذ حل الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة».

وبينما أكد خبير الشؤون الإسرائيلية بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعد عكاشة، «أهمية التحركات الدبلوماسية من أجل الدفع نحو السلام»، أشار لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الظروف الحالية ربما تكون غير مواتية لاستجابة إسرائيل لأي مطالب دولية لوقف الحرب، أو الاعتراف بدولة فلسطين، لا سيما أنها تحقق تقدماً عسكرياً دون رادع، وتحت غطاء أميركي»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة تعدّ نفسها الراعي الوحيد لعملية السلام». وقال عكاشة إن «التحركات الدبلوماسية عادة ما تكون أكثر فاعلية عقب وقف الحرب»، وإن لم ينكر «أهميتها في الوقت الحالي لمنع انزلاق المنطقة إلى منعطف أخطر».

وفي سياق الدفع نحو دعم القضية الفلسطينية، عقد أبو الغيط، لقاء، مساء الخميس، مع وزيرة خارجية الأرجنتين، ديانا موندينو، أعرب خلاله عن «أسف الجامعة العربية حيال بعض المواقف التي تم تبنيها مؤخراً من جانب الأرجنتين، والتي تم رفضها عربياً». وشدد أبو الغيط على «أهمية مراجعة التوجهات والمواقف الأرجنتينية وتصحيحها تفادياً لردود فعل عربية غير مواتية»، بحسب إفادة رسمية.

وفي جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن و«ترويكا» القمة العربية على المستوى الوزاري، بشأن «التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية»، قال أبو الغيط إن «المنطقة العربية تقف عند منعطف طرق خطير، وعلى المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولية كبيرة لوقف آلة القتل والتدمير الإسرائيلية فوراً، ومن ثم التدخل الحاسم لفرض الحل العادل، على أساس رؤية الدولتين».

يذكر أن «القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية» التي عقدت بالرياض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قد كلفت لجنة وزارية ببلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة، والضغط من أجل إطلاق عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق السلام الدائم والشامل وفق المرجعيات الدولية المعتمدة. وأجرت اللجنة الوزارية مباحثات في عدة دول، والتقت عدداً من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية، وعدداً من المسؤولين في الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، وعدداً من البلدان الفاعلة على الصعيد الدولي، لوقف الحرب في غزة.