سلطات شرق ليبيا تحتوي غضبة قبيلة النائب الدرسي المخطوف

وسط مطالب بتشكيل لجنة للتحقيق في الواقعة

وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الداخلي بشرق ليبيا يلتقيان مشايخ وأعيان قبيلة الدرسة (جهاز الأمن الداخلي)
وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الداخلي بشرق ليبيا يلتقيان مشايخ وأعيان قبيلة الدرسة (جهاز الأمن الداخلي)
TT

سلطات شرق ليبيا تحتوي غضبة قبيلة النائب الدرسي المخطوف

وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الداخلي بشرق ليبيا يلتقيان مشايخ وأعيان قبيلة الدرسة (جهاز الأمن الداخلي)
وزير الداخلية ورئيس جهاز الأمن الداخلي بشرق ليبيا يلتقيان مشايخ وأعيان قبيلة الدرسة (جهاز الأمن الداخلي)

علت نبرة التذمّر في أوساط قبيلة النائب البرلماني إبراهيم الدرسي، المخطوف في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، قبل أن تسارع سلطات شرق ليبيا وتحتوي غضبتها، على وعد بأن التحقيقات جارية لكشف مصيره «في أسرع وقت».

النائب إبراهيم الدرسي المخطوف في بنغازي (صفحته على فيسبوك)

وأعلنت أسرة الدرسي، خطفه في 18 مايو (أيار) الماضي، من منزله ببنغازي بعد حضوره الاحتفال بذكرى «عملية الكرامة» التي نظمها «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر في قاعدة بنينا الجوية، مشيرة إلى أن الأجهزة الأمنية عثرت على سيارته في منطقة سيدي فرج شرق المدينة.

وخلال اليومين الماضيين نظّمت أطراف عدة من قبيلة الدرسة اجتماعات ولقاءات شعبية في مناطق مختلفة تصاعدت خلالها نبرة التصعيد، التي لم تخل من توجيه اللوم لمجلس النواب، والتلميح بـ«تورط» بعض الأجهزة بشرق البلاد في الوقوف وراء اختفاء النائب، بالإضافة للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق في الواقعة.

وبعد أن دعت قبيلة الدرسة جميع مكوناتها للاجتماع الخميس المقبل، في منطقة البيّاضة الواقعة بين مدينتي المرج والبيضاء، بشرق ليبيا، عدلت عن الدعوة وقررت تأجيل الاجتماع.

رئيس جهاز الأمن الداخلي بشرق ليبيا يلتقي مشايخ وأعيان قبيلة الدرسة (جهاز الأمن الداخلي)

غير أن تأجيل الاجتماع جاء بعد اجتماع أعيان ومشايخ قبيلة الدرسة مع الفريق أسامة الدرسي رئيس جهاز الأمن الداخلي بشرق ليبيا، ووزير الداخلية بالحكومة المكلفة من البرلمان اللواء عصام أبو زريبة.

وأعلن ديوان قبيلة الدرسة في (بنغازي الكبرى)، الاثنين، أن القيادة الأمنية أطلعت أعيان ومشايخ القبيلة على سير التحقيقات بشأن مصير النائب المخطوف، التي قالوا إنها «تجري في مسارها الصحيح على قدم وساق»؛ لذا «تقرر تأجيل اجتماع أبناء القبيلة».

والنائب الدرسي، هو عضو في البرلمان عن مدينة بنغازي، ويوصف بأنه من داعمي «عملية الكرامة» التي شنها حفتر في عام 2014 لمحاربة «التنظيمات الإرهابية». وفيما رفضت أسرته الحديث عن الواقعة، نفى مصدر من قبيلة الدرسة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» تلقيها «تهديدات أجبرتها على التراجع عن عقد الاجتماع الجامع الذي دعت له الخميس». وقال: «الدرسة تنتظر ماذا ستسفر عنه التحقيقات الجارية لمعرفة ما إذا كان ابنها على قيد الحياة أو ماذا حدث له، وبعد ذلك سيكون لها حديث آخر».

وفور الإعلان عن خطف النائب الدرسي أعربت البعثة الأممية عن «قلقها العميق»، ودعت السلطات المختصة إلى «تحديد مكانه وتأمين إطلاق سراحه الفوري»، كما حضّتها على إجراء «تحقيق شامل في ملابسات اختفائه، ومحاسبة المسؤولين بموجب القانون».

جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (مجلس النواب)

وسبق وطالب البرلمان، النائب العام المستشار الصديق الصور، بالتحقيق في واقعة خطف الدرسي، وفيما قال إنه يتابع الأمر بـ«قلق»، حث جميع الأجهزة الأمنية بالحكومة المكلفة منه على بذل قصارى جهدها للكشف عن وضع النائب، والعمل على فك أسره وضمان عودته سالماً.

واجتمع حفتر مرتين بالقيادات الأمنية في بنغازي خلال الأيام الماضية، وطالبهم بتكثيف العمل والجهد لكشف ملابسات حادثة خطف الدرسي، لكنّ شيئاً لم يحدث على صعيد طمأنة قبيلته التي باتت نبرة التصعيد لديها تتصاعد.

ومع عدم التوصّل لمعلومات عن النائب الدرسي، باتت هواجس أسرته وقبيلته تتصاعد خوفاً عليه من مصير زميلته السابقة سهام سرقيوة، التي خُطفت هي الأخرى من منزلها بمدينة بنغازي في 17 يوليو (تموز) 2019، وحتى الآن لا يزال مصيرها مجهولاً.

وتفيد تقارير دولية ومحلية برواج عملية الخطف القسري في ليبيا، ما دفع البعثة الأممية إلى إدانة «أشكال الاحتجاز التعسفي كافة في جميع أنحاء ليبيا»، وقالت إن «مثل هذه الأعمال تقوّض سيادة القانون، وتخلق مناخاً من الخوف»، مذكرة أيضاً السلطات بالتزامها باحترام الحريات الأساسية، ودعم حقوق الإنسان وسيادة القانون.

وجرائم الاغتيالات واحدة من عمليات التصفية التي تستهدف الخصوم السياسيين منذ الانفلات الأمني الذي أعقب إسقاط النظام السابق. وقد أصبحت كابوساً يترصد الليبيين والليبيات، وعلى وجه الخصوص، الناشطات اللواتي خرجن للمطالبة بحقوقهن في العمل السياسي والاجتماعي.


مقالات ذات صلة

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

شمال افريقيا وزير الخارجية التركي مستقبلاً بلقاسم نجل حفتر في أنقرة (صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا)

هل يؤثر تقارب سلطات بنغازي مع أنقرة على حكومة «الوحدة» الليبية؟

خلَّفت زيارة بلقاسم، نجل المشير خليفة حفتر، إلى تركيا، نهاية الأسبوع الماضي، التي التقى خلالها وزير الخارجية، هاكان فيدان، قدراً من التساؤلات.

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا صورة نشرتها سلطات جنوب أفريقيا لعدد من الليبيين الذين اعتقلتهم (أ.ب)

تباين بين «الوحدة» و«الاستقرار» حول الليبيين المعتقلين في جنوب أفريقيا

أكدت حكومة الوحدة، في بيان مساء الجمعة، أنه «لا صلة لها بإجراءات إرسال 95 شخصاً من حملة الجنسية الليبية»

خالد محمود (القاهرة )
المشرق العربي 
من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

ليبيا: انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن

هزّت انفجارات ضخمة مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان»، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي.

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين أفارقة من ليبيا إلى النيجر (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية)

ما حقيقة طرد ليبيا مئات المهاجرين النيجريين إلى الصحراء؟

اشتكى مصدر ليبي مسؤول من أن «منطقة أغاديز بوسط النيجر أصبحت نقطة انطلاق ومحطة عبور لتهريب المهاجرين الراغبين في الوصول إلى الشواطئ الأوروبية عبر بلده».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)

انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

هزّت انفجارات ضخمة متتالية مدينة زليتن الساحلية بغرب ليبيا إثر انفجار مخزن للذخيرة تمتلكه ميليشيا «كتيبة العيان» بمنطقة كادوش، وسط تضارب الروايات.

جمال جوهر (القاهرة)

تركيا: تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين جنوب شرقي البلاد

عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
TT

تركيا: تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين جنوب شرقي البلاد

عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)
عناصر من قوات الجيش التركي (أ.ف.ب)

أعلن وزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، السبت، تحييد 4 «إرهابيين» مطلوبين في عملية ضد تنظيم حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) «الإرهابي» في ريف ولاية سيرت، جنوب شرقي البلاد، حسب ما أوردته وكالة الأنباء الألمانية.

وذكر يرلي قايا في بيان أن «الإرهابيين الأربعة شاركوا في 9 عمليات إرهابية» استشهد فيها 6 حراس أمن و5 مواطنين مدنيين، وأصيب 6 حراس أمن، و11 مواطناً مدنياً بجروح، حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء.

وتستخدم تركيا كلمة تحييد للإشارة إلى المسلحين، الذين يتم قتلهم أو أسرهم أو إصابتهم من جانب القوات التركية.

ويشن الجيش التركي أيضاً عمليات عسكرية في شمال سوريا والعراق ضد حزب العمال الكردستاني «بي كيه كيه». ووفقاً لبيانات تركية، فقد تسبب «بي كيه كيه» في مقتل حوالي 40 ألف شخص (مدنيون وعسكريون) خلال أنشطته الانفصالية المستمرة منذ ثمانينات القرن الماضي.

وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان: «بموجب حقنا في الدفاع عن النفس (...)، تم تنفيذ عمليات جوية ضد أهداف إرهابية في شمال العراق في مناطق كارا وقنديل وأسوس». وأوضح الجيش التركي، الذي ينفذ غارات في المنطقة بانتظام، أنه ضرب 25 هدفاً، «من بينها كهوف ومخابئ وملاجئ ومستودعات ومنشآت» لحزب العمال الكردستاني، الذي يشن حرب عصابات ضد السلطات التركية منذ عام 1984، وتصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة «إرهابية».

ووصف مصدر أمني في شمال العراق هذه الضربات بأنها «مكثفة». ووفق كمران عثمان، عضو منظمة فرق صناع السلام المجتمعية ومقرها في كردستان العراق، فقد استمرت الغارات نحو 45 دقيقة، ولم يتم تسجيل أي إصابات بين المدنيين، حسب المصدر الذي تحدث عن أضرار في الأراضي الزراعية.