تكهنات بشأن التشكيل الجديد للحكومة المصرية

توقعات بتغييرات واسعة في الوزارات الاقتصادية والخدمية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكلف مدبولي بتشكيل حكومة جديدة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكلف مدبولي بتشكيل حكومة جديدة (الرئاسة المصرية)
TT

تكهنات بشأن التشكيل الجديد للحكومة المصرية

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكلف مدبولي بتشكيل حكومة جديدة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يكلف مدبولي بتشكيل حكومة جديدة (الرئاسة المصرية)

تباينت التكهنات بشأن التشكيل المرتقب للحكومة المصرية الجديدة، عقب استقالتها، وتكليف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بإعادة تشكيلها، وسط توقعات بأن تركز التغييرات على الوزارات الاقتصادية والخدماتية.

ولاقت توقعات التشكيل الحكومي الجديد، تفاعلاً واسعاً في وسائل الإعلام المحلية، وبين مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي، في وقت تحدثت مصادر برلمانية وسياسية لـ«الشرق الأوسط»، عن أن نسبة التغيير في الحقائب الوزارية «ستتجاوز 60 في المائة»، عقب «طلب عدد من الوزراء الحاليين الإعفاء من المسؤولية لظروف صحية».

وكلف الرئيس السيسي، الاثنين، رئيس الوزراء الحالي مصطفى مدبولي، بتشكيل حكومة جديدة، من «ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة»، مع استمرار وزراء حكومته في تسيير الأعمال وأداء مهامها وأعمالها لحين تشكيل الحكومة الجديدة، حسب بيان للرئاسة المصرية.

وطالب السيسي الحكومة الجديدة، بالعمل على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها «الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري، وإعطاء أولوية لملف بناء الإنسان المصري، خاصة في مجالات الصحة والتعليم، ومواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي».

وكشفت مصادر سياسية مطلعة، عن «مشاورات جرت مع أحزاب وقوى سياسية، حول شكل الحكومة الجديدة، والملفات والسياسات التي يجب أن تركز عليها، في ضوء التحديات المختلفة، خصوصاً التحدي الاقتصادي».

وأضافت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أنه «لأول مرة تُطلب آراء ومقترحات من الأحزاب والقوى السياسية، خصوصاً أعضاء (تحالف الأحزاب المصرية، وعددهم 42 حزباً)، في التشكيل الحكومي»، وأن «الأحزاب قدمت رؤاها فيما يتعلق بفصل بعض الملفات من اختصاصات الوزارات، وتخصيص حقائب وزارية لها».

وتوقعت المصادر أن «يشمل التغيير أكثر من 60 بالمائة من نسبة الوزراء الحاليين، معظمهم من حملة حقائب الوزارات الخدماتية والمجموعة الاقتصادية»، وبخاصة أن «بعض الوزراء الحاليين طلبوا إعفاءهم نظراً لظروفهم الصحية».

وتحدثت وسائل إعلام محلية عن تغييرات تطال وزراء الاتصالات والكهرباء والزراعة والصناعة والتضامن والتعليم العالي، فضلاً عن إمكانية دمج وزارتي النقل والطيران.

اجتماع سابق للحكومة المصرية برئاسة مدبولي (مجلس الوزراء)

الإعلامي وعضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري، توقع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «يتسع التغيير الوزاري لنسبة كبيرة من الحقائب الوزارية تزيد عن نصف وزراء الحكومة الحالية»، مشيراً إلى أن «كل الحقائب الوزارية الحالية محل دراسة، ولا توجد أسماء محسومة حتى الآن في التشكيل الوزاري المرتقب»، لافتاً إلى ترديد «البعض أن عدداً من الوزراء ربما تكون أوضاعهم الصحية لا تناسب طبيعة المرحلة القادمة».

ورجح البرلماني المصري انتهاء التشكيل الجديد قبل عيد الأضحى، مشيراً إلى أن «الحكومة ستؤدي اليمين الدستورية بتشكيلها الجديد أمام رئيس الجمهورية خلال الأيام المعدودة المقبلة».

وتشترط «المادة 146» من الدستور المصري حصول الحكومة الجديدة على موافقة مجلس النواب.

ويرى رئيس حزب «الشعب الديمقراطي» خالد فؤاد (وهو حزب ضمن تحالف الأحزاب المصرية)، أن «الحكومة الجديدة تحتاج لتغيير هيكلي يتعلق بالفصل بين بعض الملفات في الوزارات، مثل فصل ملف التجارة عن الصناعة، بتخصيص وزارة للصناعة، وأخرى للتجارة»، واقترح في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، «استحداث وزارة باسم المسؤولية الاجتماعية لرأس المال، تتولى الربط بين التنمية الاجتماعية والتنمية الاقتصادية، على غرار النموذج البريطاني».


مقالات ذات صلة

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

شمال افريقيا الخبز أحد أهم السلع المدعومة في مصر (وزارة التموين)

«الحوار الوطني» المصري يناقش إعادة هيكلة الدعم الحكومي

يعتزم «الحوار الوطني» المصري، خلال الأيام المقبلة، مناقشة قضية الدعم الحكومي المقدم للمواطنين، في ضوء قرار الحكومة بإعادة هيكلته.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أبراج كهرباء ضغط عالٍ في مصر (رويترز)

مصر تلاحق «الكهرباء المسروقة» بمناطق فقيرة ومترفة

تنتشر طرق سرقة الكهرباء في مصر منذ سنوات، حتى إنها شهدت تطوراً في الأسلوب، ما استدعى حملة حكومية واسعة لمواجهتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الصحة المصري في مؤتمر صحافي للإعلان عن حقيقة الحالات المرضية في أسوان (مجلس الوزراء)

«بكتيريا الإيكولاي»... الحكومة المصرية توضح حقيقة «مرض أسوان» الغامض

بعد أيام من تصاعد حالة الجدل بشأن «أعراض مرضية» منتشرة في أسوان (جنوب مصر)، أوضحت الحكومة المصرية سبب تلك الأعراض، مشيرة إلى وجود عدوى بكتيرية قولونية.

محمد عجم (القاهرة)
العالم العربي مدبولي برفقة عدد من الوزراء خلال تفقد مصانع الأدوية (مجلس الوزراء المصري)

جدل مصري بسبب تصدير أدوية بمليار دولار رغم «أزمة النواقص»

جدل واسع أحدثته تصريحات رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، حول تصدير أدوية بـ«مليار دولار» العام الماضي، واستهداف تصدير ما قيمته 1.5 مليار دولار في العام الحالي.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا عانت مصر مع بداية الصيف من انقطاعات متكررة في الكهرباء (أ.ف.ب)

مصير غامض لـ«تخفيف الأحمال» في مصر

وتعاني مصر منذ عدة سنوات أزمة في الكهرباء، خصوصاً في فصل الصيف حين تشتد درجات الحرارة، فتزداد فترات الانقطاع، لكن ذلك انحسر على نحو لافت منذ شهرين.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر تنوع دعمها للصومال بقافلة طبية وسلع غذائية

القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)
القافلة الطبية المصرية للصومال (وزارة الصحة المصرية)

عززت مصر من دعمها للصومال بإرسال قافلة طبية موسعة والإعلان عن تعاون مع مقديشو في مجال الأمن الغذائي، وذلك بعد أيام من إعلان القاهرة إرسال مساعدات عسكرية لمقديشو.

وقال خبراء إن تنوع مجالات الدعم المصري للصومال في هذه الفترة، يستهدف «دعم وحدة الصومال». وأشاروا إلى أن «القاهرة توفر احتياجات الشعب الصومالي تلبية لطلب الحكومة في مقديشو».

وتشهد العلاقات المصرية - الصومالية تطوراً في الفترة الحالية. وأعلنت القاهرة دعمها لمقديشو، إثر توقيع أديس أبابا اتفاقية مع إقليم (أرض الصومال) الانفصالي في بداية العام الحالي، يسمح لإثيوبيا باستخدام سواحل المنطقة على البحر الأحمر لأغراض تجارية وعسكرية، وسط رفض مصري وعربي.

ووقع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الصومالي حسن شيخ محمود، في القاهرة، أغسطس (آب) الماضي، «بروتوكول التعاون العسكري بين البلدين». وأعلن السيسي وقتها، مشاركة بلاده في قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي بالصومال، بداية من يناير (كانون ثاني) 2025.

ودعماً للمنظومة الصحية الصومالية. أعلنت وزارة الصحة المصرية «إرسال قافلة طبية للصومال، تضم فريقاً طبياً متخصصاً في التخصصات النادرة، مدعوماً بالاحتياجات اللازمة لمناظرة المرضى وإجراء الجراحات المتخصصة». وقالت «الصحة» في إفادة، السبت، إن «القافلة الطبية بدأت خدماتها منذ 20 سبتمبر (أيلول) الحالي في مستشفى ديمارتينو العام بمقديشو، في تخصصات الجراحة، والجهاز الهضمي، والأورام، والعظام، وأمراض القلب، والأمراض الباطنية، وأمراض النساء والتوليد، وأمراض الأطفال والتخدير، والحالات الحرجة».

وأوضحت الوزارة أنه تمت «مناظرة 1674 حالة من خلال 7 عيادات خارجية، وتقديم العلاج لهم، بالإضافة إلى إجراء 436 جراحة في التخصصات المختلفة»، وأشارت إلى «تدريب الكوادر الطبية الصومالية في التخصصات المختلفة»، إلى جانب «تقديم خدمات المبادرة الرئاسية في مصر للكشف المبكر عن أمراض السمنة والأنيميا والتقزم».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل نظيره الصومالي في قصر الاتحادية بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

من جانبه، أشاد السفير الصومالي بالقاهرة، علي عبدي أواري، بالدعم المصري للمنظومة الصحية في بلاده. وقال في إفادة، السبت، إن «إرسال القاهرة قافلة طبية يعكس موقفها الثابت بدعم الصومال في شتى المجالات»، مشيراً إلى «أهمية الدور المصري في تدريب الكوادر الطبية الصومالية، ورفع كفاءتها وجاهزيتها»، معرباً عن «تطلعه لإرسال المزيد من القوافل المصرية لبلاده».

وبحث مستشار وزير الصحة المصري للعلاقات الصحية الخارجية، محمد جاد (رئيس القافلة الطبية للصومال)، مع وزيرة الصحة الصومالية، مريم محمد، «مقترح إنشاء مركز طبي مصري بالصومال، في التخصصات المطلوبة والنادرة، وإنشاء صيدلية مصرية لتقديم الدواء المصري، إلى السوق الصومالية والدول المجاورة، ووضع آلية مشتركة لاستقدام المرضى الصوماليين للعلاج داخل المستشفيات المصرية»، حسب «الصحة المصرية».

يأتي هذا وسط تحركات مصرية لدعم الصومال في مختلف المجالات، وبحث وزير التموين المصري، شريف فاروق، مع السفير الصومالي في القاهرة، «تطوير التعاون بين البلدين في مجال تحقيق الأمن الغذائي والتبادل السلعي والتجاري»، حسب إفادة للسفير الصومالي، الأسبوع الماضي.

وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت الأسبوع الماضي «تقديم شحنة من المساعدات العسكرية للجيش الصومالي، بهدف دعم وبناء قدراته». وقالت إنها «تأتي لمواصلة الدور المصري المحوري لدعم الجهود الصومالية لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية».

ويرى الأمين العام المساعد الأسبق لمنظمة الوحدة الأفريقية، السفير أحمد حجاج، أن تنوع الدعم المصري للصومال يستهدف «دعم مقديشو لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية»، مشيراً إلى أن «القاهرة تقدم مساعدات عسكرية، ومنحاً دراسية مجانية، وبرامج تدريبية للكوادر الصومالية، لتعزيز قدراتها، ودعم وحدتها الكاملة». وأوضح حجاج لـ«الشرق الأوسط» أن المساعدات الطبية والغذائية المقدمة من مصر للصومال تأتي «تلبية لمطالب الحكومة الصومالية، ومشاركة من القاهرة في توفير المتطلبات السياسية والعسكرية والتعليمية والغذائية، التي يحتاج إليها الشعب الصومالي»، مشيراً إلى أن «الدعم المصري ليس بجديد، حيث سبق أن ساعدت القاهرة الصومال بعد الاستقلال ببعثات تعليمية وعسكرية». وقال إن «الدعم الحالي يستند إلى ميثاق التعاون العربي والأفريقي المشترك، لكون الصومال عضواً بالجامعة العربية والاتحاد الأفريقي».

وزير الدفاع الصومالي عبد القادر محمد نور يشهد عملية تفريغ شحنة مساعدات عسكرية مصرية (مديرة مكتب رئيس الوزراء الصومالي على «إكس»)

وبحث رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، مع نظيره الصومالي حمزة عبدي بري، في القاهرة، نهاية أغسطس (آب) الماضي، «إجراءات تنويع وزيادة الدعم المصري للصومال، في مختلف المجالات، خصوصاً الاقتصادية والتجارية والاستثمارية». وأشار إلى «عمل بلاده على تسهيل التمويلات للأعمال التجارية والاستثمارية، وتشجيع إقامة استثمارات مصرية جديدة في الصومال»، حسب «مجلس الوزراء المصري».

وأكد حجاج أن «التحركات المصرية ليست موجهة لأحد وليست رداً على التحركات الإثيوبية داخل الصومال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تستهدف وحدة وسيادة الصومال على كامل أراضيه».

وكان وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أشار خلال لقائه المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي، مايك هامر، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، مولي في، في واشنطن الأسبوع الماضي، إلى «حرص بلاده على وحدة الصومال، من خلال دعم مؤسساته المركزية، ومساندة جهود الحكومة الصومالية لتحقيق الأمن ومكافحة الإرهاب وإنفاذ سيادة الدولة على إقليمها»، مؤكداً أن «الدعم المصري يأتي وفقاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، والقانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي، وميثاق جامعة الدول العربية».