وزير الخارجية المصري يزور إيران... ويشارك في عزاء رئيسي

وسط مؤشرات عن «تقارب» بين القاهرة وطهران

شكري خلال لقاء الرئيس محمد مخبر (الخارجية المصرية)
شكري خلال لقاء الرئيس محمد مخبر (الخارجية المصرية)
TT

وزير الخارجية المصري يزور إيران... ويشارك في عزاء رئيسي

شكري خلال لقاء الرئيس محمد مخبر (الخارجية المصرية)
شكري خلال لقاء الرئيس محمد مخبر (الخارجية المصرية)

حضر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مراسم العزاء الرسمية للرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ومرافقيهما، الذين وافتهم المنية، الأحد الماضي، إثر حادث أليم.

وقدّم شكري واجب العزاء للرئيس محمد مخبر، رئيس السلطة التنفيذية المؤقتة لإيران، الأربعاء، كما قدّم العزاء إلى القائم بأعمال وزارة الخارجية الإيرانية، علي باقري كنّي. ووفق المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، فقد دار بين «شكري وباقري حوار جانبي قبيل بدء مراسم عزاء رئيسي». يأتي هذا وسط مؤشرات عن «تقارب» بين القاهرة وطهران.

وعكست إشارات متكررة صدرت عن طهران خلال مايو (أيار) الحالي، بشأن استعادة العلاقات مع مصر، ترجيحات في القاهرة بشأن «مزيد من الانفتاح بين البلدين قريباً». وقال عبداللهيان، أخيراً، إن «إيران ومصر تسيران على مسار ترسيم خريطة طريق لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مجراها الطبيعي». كما تحدث في موضع آخر عن «رؤية استراتيجية للحوار والتعاون تشمل مصر»، مؤكداً أن لقاءات واتصالات مسؤولي البلدين تحمل مؤشراً على «تفاهم سياسي» في طريق تعزيز العلاقات الثنائية.

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رضا أحمد حسن، أكد أن «آخر اتصال هاتفي بين شكري وعبداللهيان حمل مؤشرات إلى أن العلاقات بين البلدين سوف تعاد قريباً». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مسار عودة العلاقات يسير بشكل طبيعي بين البلدين، لكن الحرب في قطاع غزة ربما تكون قد أجلت إعلان عودة العلاقات خلال الفترة الماضية».

وكانت القاهرة وطهران قد قطعتا العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 1979، قبل أن تُستأنف من جديد بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح. وشهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين. وفي مايو (أيار) العام الماضي، وجّه رئيسي، وزارة الخارجية باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ«تعزيز العلاقات مع مصر».

وزير الخارجية المصري خلال حوار مع علي باقري (الخارجية المصرية)

وأكد متحدث «الخارجية المصرية» أن الوزير شكري زار العاصمة الإيرانية طهران، الأربعاء، لتمثيل مصر في مراسم العزاء الرسمية للرئيس الإيراني الراحل ووزير الخارجية، مشيراً إلى «تضامن مصر مع إيران في هذا الظرف الدقيق».

ونعت مصر، في وقت سابق، رئيسي وعبداللهيان ومرافقيهما. وتقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «بخالص التعازي والمواساة إلى الشعب الإيراني»، معرباً عن «تضامن مصر مع القيادة والشعب الإيرانيين في هذا المصاب الجلل».

والتقى شكري وعبداللهيان، أخيراً، على هامش مشاركتهما في أعمال الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر «القمة الإسلامي» في عاصمة غامبيا، بانجول، وناقشا «العلاقات الثنائية بين البلدين».

ووفق إفادة رسمية لوزارة الخارجية المصرية حينها، اتفق شكري وعبداللهيان على «مواصلة التشاور بهدف معالجة المواضيع كافة والمسائل العالقة سعياً نحو الوصول إلى تطبيع العلاقات».

كما التقى وزيرا خارجية البلدين على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، في سبتمبر (أيلول) الماضي، والتقيا أيضاً في فبراير (شباط) الماضي، على هامش المشاركة في الشق رفيع المستوى لاجتماعات مجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف السويسرية.

بحث لقاء شكري وعبداللهيان بنيويورك في سبتمبر الماضي العلاقات بين البلدين (الخارجية المصرية)

مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق رجّح أن «يكون إعلان عودة العلاقات بين البلدين مع انتخاب رئيس جديد لإيران»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أنه «ليست هناك أي عوائق الآن بين البلدين، حتى مع رحيل رئيسي وعبداللهيان»، لافتاً إلى أن «مصر وإيران اقتربتا من إعلان عودة العلاقات، ورفعها إلى مستوى السفراء»، موضحاً أنه «تم حل أغلب المسائل العالقة بين البلدين خلال الأشهر الماضية».

وتكثفت الاتصالات المصرية - الإيرانية منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إذ التقى السيسي، رئيسي، للمرة الأولى على هامش القمة العربية - الإسلامية الطارئة التي استضافتها المملكة العربية السعودية، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

ومنذ ذلك الحين، تعدّدت الاتصالات الهاتفية بين الجانبين، سواء على المستوى الرئاسي أو الوزاري. وركزت على «الوضع في قطاع غزة، والمخاوف من تصاعد التوتر الإقليمي»، وفق ما أفادت به بيانات رسمية صادرة عن الجانبين.

وتوافق شكري وعبداللهيان في وقت سابق على «الرفض الكامل لقيام إسرائيل بعمليات عسكرية برية في رفح الفلسطينية لما ينطوي عليه ذلك من تعريض حياة أكثر من مليون فلسطيني لخطر داهم، وتفاقم الوضع الإنساني في القطاع».


مقالات ذات صلة

مصر تعزز علاقاتها الأفريقية عبر «شراكات» لمجابهة تحديات القارة

شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال مشاركته في «الاجتماع التنفيذي» للاتحاد الأفريقي (الخارجية المصرية)

مصر تعزز علاقاتها الأفريقية عبر «شراكات» لمجابهة تحديات القارة

ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع عدد من نظرائه الأفارقة «التعاون في مجالات مختلفة ومشروعات الشراكة»، إلى جانب «التنسيق بشأن تحديات القارة».

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا قناة السويس تستهدف زيادة السفن المارة بالمجرى الملاحي (هيئة قناة السويس)

قناة السويس تعوّل على «مشروع الازدواج» لتعزيز الإيرادات

تعوّل قناة السويس المصرية على بدء التشغيل الفعلي لـ«مشروع الازدواج» لتعزيز الإيرادات خلال الفترة المقبلة.

أحمد عدلي (القاهرة )
العالم العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي العاهل الأردني عبد الله الثاني خلال قمة بالقاهرة 27 ديسمبر 2023 حول الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة (رويترز)

السيسي وعبد الله الثاني يؤكدان «وحدة الموقفين المصري والأردني» بشأن غزة

شدّد الرئيس المصري والعاهل الأردني في اتصال هاتفي، على أهمية إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق النسخة السادسة من «فنّ القاهرة» تضمّ أكثر من 3 آلاف عمل فنّي (الشرق الأوسط)

«فنّ القاهرة»... أيقونات مصرية تزهو في حضرة الأجداد

تقود الأعمال المُشاركة في الملتقى زوارها إلى رحلة بصرية غنيّة بين المدارس الفنّية والتقنيات المتنوّعة ما بين التصوير والغرافيك والنحت وغيرها من الوسائط.

منى أبو النصر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان محمد العزبي قدَّم أغنية «الأقصر بلدنا» مع فرقة رضا (يوتيوب)

الأوبرا المصرية تحتفي بمشوار «سلطان الموَّال» محمد العزبي

تحتفي الأوبرا المصرية بالذكرى الـ12 لرحيل «سلطان الطرب»، أو كما وصفته «سلطان الموَّال»، الفنان المصري محمد العزبي الذي ترك بصمة لا تُنسى في مسار الأغنية الشعبية

محمد الكفراوي (القاهرة )

اتفاق على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان

لافروف لدى استقباله وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف في موسكو الأربعاء (أ.ب)
لافروف لدى استقباله وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف في موسكو الأربعاء (أ.ب)
TT

اتفاق على إنشاء قاعدة بحرية روسية في السودان

لافروف لدى استقباله وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف في موسكو الأربعاء (أ.ب)
لافروف لدى استقباله وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف في موسكو الأربعاء (أ.ب)

أُعلن في العاصمة الروسية، أمس، عن «اتفاق كامل» بين موسكو والخرطوم على إنشاء قاعدة عسكرية بحرية روسية في السودان.

وتوّج هذا الاتفاق الذي أعلن عنه وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف في ختام محادثاته مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، جولات من المفاوضات استمرت سنوات.

ويفتح الاتفاق الباب أمام توسيع حرية الحركة للسفن الحربية الروسية في البحر الأحمر، كما يمنح موسكو الحق في نشر 300 عسكري وأربع سفن في القاعدة. في المقابل، تعمل روسيا على دعم الجيش السوداني بالأسلحة والمعدات الحربية اللازمة لتطويره.

وتجنَّب لافروف خلال المؤتمر الصحافي الإشارة إلى ملف القاعدة العسكرية، لكنه قال إن الأطراف أولت خلال المحادثات اهتماماً خاصاً بالحرب الدائرة في السودان. وأضاف أنه عندما يستقرّ الوضع في السودان، ستتوفر الظروف لمزيد من تطوير العلاقات، وسيكون أحد المجالات ذات الأولوية هو المساعدة في تطوير قاعدة الموارد المعدنية للدولة الأفريقية.