الدبيبة يهاجم القطاع العام في ليبيا

وسط تعهد أميركي جديد بتوحيد مؤسسات الأمن

الدبيبة خلال فعاليات المؤتمر الدولي للصناعة والتكنولوجيا بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال فعاليات المؤتمر الدولي للصناعة والتكنولوجيا بطرابلس (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة يهاجم القطاع العام في ليبيا

الدبيبة خلال فعاليات المؤتمر الدولي للصناعة والتكنولوجيا بطرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال فعاليات المؤتمر الدولي للصناعة والتكنولوجيا بطرابلس (حكومة الوحدة)

شنّ عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، هجوماً حاداً على القطاع العام في بلده، كما وصف القطاع المصرفي بأنه «فاشل»، فيما أكدت الولايات المتحدة، على لسان القائم بأعمال سفارتها، جيريمي برنت، التزامها مجدداً بدعم جهود توحيد المؤسسات الأمنية في ليبيا.

وتعهد برنت، وفقاً لبيان أصدرته السفارة، خلال اجتماعه مساء (الأحد) في مدينة بنغازي بشرق البلاد، مع اللواء خالد حفتر رئيس أركان الوحدات الأمنية، بـ«الجيش الوطني»، الذي يقوده والده المشير خليفة حفتر، بأن تواصل الولايات المتحدة إشراك المسؤولين العسكريين من جميع المناطق، دعماً لجهود توحيد المؤسسات الأمنية، وضمان السلام والاستقرار الدائمين.

وقال إن الاجتماع ناقش التحديات التي تواجه الاستقرار الإقليمي، وأهمية حماية السيادة الليبية وتأمين حدود البلاد، مشدداً على ضرورة تحقيق السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.

كما أعلن برنت، أنه ناقش مع مدير «صندوق التنمية وإعادة الإعمار»، بلقاسم حفتر في بنغازي أيضاً، عملية إعادة الإعمار في درنة والمجتمعات الأخرى المتضررة من الفيضانات في المنطقة الشرقية، لافتاً إلى بحث الفرص والتحديات الاقتصادية في ليبيا، وأهمية تقاسم الإيرادات بشفافية.

واستغل برنت، لقاءه (الاثنين) مع فوزي النويري النائب الأول لرئيس مجلس النواب في بنغازي، للإعراب عن قلقه بشأن اختفاء عضو المجلس إبراهيم الدرسي، وأعرب عن أمله في عودته السريعة والآمنة إلى أسرته، مشيراً إلى أن الاجتماع ناقش ما وصفه بأفضل السبل لدعم العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة، وتعزيز العلاقات الثنائية وتعزيز استقرار وازدهار ليبيا.

في شأن مختلف، أدرج رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، اجتماعه مساء الأحد في مدينة القبة، مع وفد من أعضاء مجلس الدولة، في إطار تفعيل مخرجات لقاء القاهرة مؤخراً، بين رئيسي مجلس النواب و«الدولة»، بإشراف الجامعة العربية، مشيراً في بيان للناطق الرسمي باسمه عبد الله بليحق، إلى أن اللقاء ناقش أيضاً، بعض القضايا والشأن العام في البلاد.

بدوره، قال الدبيبة، أمام مؤتمر ليبيا الأول للصناعة والتكنولوجيا، المنعقد في العاصمة طرابلس، إنه «لا يؤمن بالقطاع العام، إلا في بعض الاختصاصات، مثل مصنع الحديد والصلب».

كما وصف القطاع المصرفي بـ«الفاشل»، وقال إنه لم يواكب التطور في القطاع الخاص، الذي دعاه لاستيعاب مليوني موظف بالدولة أو نصفهم، لافتاً إلى أن هؤلاء يطالبون بزيادة الأجور كل عام.

وبعدما أكد متابعته مع النائب العام، قضية «تزوير» بعض المصارف لوثائق توريد البضائع من الخارج، قال الدبيبة، إن ثمة مصارف مسؤولة عن تزوير مستندات توريد البضائع للاستفادة من النقد الأجنبي.

جانب من أعمال «مؤتمر ليبيا الدولي للصناعة والتكنولوجيا» الذي انطلق الاثنين في طرابلس (حكومة الوحدة)

وكان الدبيبة، قد أكد على ضرورة رفع وتيرة التعاون بين مؤسسات الدولة من أجل تفعيل المشروعات المتوقفة، ومعالجة الصعوبات والعوائق القانونية التي نتجت بسبب التوقف لسنوات.

ووجه الدبيبة، خلال اجتماعه مساء الأحد في العاصمة طرابلس، مع محمود حسن رئيس المؤسسة الليبية للاستثمار، وياسين الأبيض مدير عام صندوق الإنماء الاقتصادي الاجتماعي، بضرورة التركيز على المشروعات ذات نسب الإنجاز العالية، ومناقشة أدوات التنفيذ وفق المعطيات الحالية.

كما بحث الدبيبة، مع سفير المملكة العربية السعودية لدى ليبيا أحمد الشهري، أوجه التعاون، وعودة الخطوط السعودية لتنفيذ الرحلات الجوية من خلال عدد من المطارات الليبية، ومتابعة مذكرات التعاون المبرمة بين عدد من المؤسسات الليبية والسعودية.

ونقل عن الشهري، تأكيده حرص المملكة على تفعيل العلاقات بين البلدين، ودعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية وفق قوانين عادلة.

وتحضيراً لزيارة سيقوم بها وفد أمني رفيع المستوى، من وزارة الداخلية الفرنسية، خلال هذا الأسبوع إلى العاصمة طرابلس، بحث مسؤول مدير إدارة العلاقات والتعاون الدولي بوزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» مساء الأحد، مع ملحق الأمن الداخلي بسفارة فرنسا، ملف التعاون الأمني بين البلدين وسبل تطويره وإعداد مذكرة تفاهم أمني، استعداداً لاعتمادها من قبل وزيري الداخلية.


مقالات ذات صلة

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

شمال افريقيا المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

حسمت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الجدلَ حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)

«الجنائية الدولية» تعيد سيف الإسلام القذافي إلى واجهة الأحداث في ليبيا

تتهم المحكمة الجنائية سيف الإسلام بالمسؤولية عن عمليات «قتل واضطهاد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية» بحق مدنيين، خلال أحداث «ثورة 17 فبراير».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال لقائه عدداً من عمداء البلديات (حكومة الوحدة)

رئيس «الوحدة» الليبية يطالب مجدداً بـ«قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات

تمسك عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، مجدداً بضرورة وجود «قوانين عادلة» لإجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية المؤجلة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
خاص تواجه دعوات تحجيب النساء «جبراً» رفضاً لفكرة «تقييد الحريات» في مجتمع غالبية نسائه أصلاً من المحجبات (أ.ف.ب)

خاص دعوات «إلزامية الحجاب» تفجر صراعاً مجتمعياً في ليبيا

بعد إعلان السلطة في غرب ليبيا عن إجراءات واسعة ضد النساء من بينها "فرض الحجاب الإلزامي"، بدت الأوضاع متجه إلى التصعيد ضد "المتبرجات"، في ظل صراع مجتمعي محتدم.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

بعد أكثر من أسبوعين أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا حالة من الجدل بعد وصفه بأنه شخص «مزيف».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»
TT

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة»، الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال)، وشددت على «ضرورة سرعة تنفيذ الطرق والمرافق بمنطقة شمس الحكمة»، المخصصة لإقامة الأهالي.

و«رأس الحكمة»، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

وزير الإسكان ومحافظ مطروح خلال تفقد أعمال الطرق والمرافق بـ"شمس الحكمة" (مجلس الوزراء المصري)

وتفقد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، ومحافظ مطروح، خالد شعيب، السبت، أعمال الطرق والمرافق للأراضي البديلة لـ«رأس الحكمة» بمنطقة «شمس الحكمة».

وأوضح الوزير المصري أن الأراضي البديلة بمنطقة «شمس الحكمة» مخصصة لأصحاب الأراضي بمدينة «رأس الحكمة»، وتشتمل المنطقة البديلة، وفقاً للمخطط، على مناطق سكنية وخدمية، وأنشطة تجارية واستثمارية، إضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية.

ونهاية الشهر الماضي، أكدت الحكومة المصرية أنها تتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «رأس الحكمة» مع الشريك الإماراتي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، والعقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» اغسطس الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة» منتصف أغسطس (آب) الماضي للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن رأس الحكمة «تحظى بمقومات مميزة، تجعل منها نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكدت الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) من جانبها في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانتها، بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، وفق بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وشدد وزير الإسكان المصري، اليوم السبت، على ضرورة الإسراع بمعدلات تنفيذ أعمال الطرق والمرافق بمنطقة «شمس الحكمة»، وتكثيف أعداد العمالة والمعدات، مؤكداً «اهتمام الدولة المصرية بتوفير الخدمات لأهالي المنطقة، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعات حضارية».