إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان

«الأغذية العالمي» يؤكد الحاجة لإجراءات عاجلة لزيادة المساعدات

إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان
TT

إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان

إحباط دولي من تضاؤل فرص تجنب كارثة بالسودان

خيّم الإحباط من تضاؤل فرص تجنب «كارثة» في السودان، وفق ما أفاد مسؤولون دوليون وإقليميون، حذروا في تعليقات منفصلة من خطورة الأوضاع بعد أكثر من 13 شهراً على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، و«قوات الدعم السريع» والتي امتدت إلى غالبية أنحاء البلاد.

وحذّر كارل سكاو، نائب المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، الأربعاء، من أن الفرصة تتضاءل لتجنب وقوع كارثة في السودان، الذي يشهد صراعاً بين الجيش و«قوات الدعم السريع» منذ أكثر من عام.

وذكر سكاو في حسابه على منصة «إكس» أنه زار فريق البرنامج التابع للأمم المتحدة في السودان لإيجاد سبل لتوسيع نطاق المساعدات الإنسانية إلى ولايات دارفور والخرطوم وكردفان والجزيرة وغيرها.

وأكد نائب المديرة التنفيذية على ضرورة «اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وزيادة المساعدات المنقذة للحياة إلى من هم في أمس الحاجة إليها».

بدوره، عبّر الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) ورقني قبيهو، الأربعاء، عن قلقه العميق إزاء تصعيد الصراع في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بغرب السودان. ودعا في بيان إلى الوقف الفوري للأعمال القتالية كما حض أطراف الصراع في السودان على ممارسة ضبط النفس.

وقال إن «على مجلس رؤساء الحكومات والدول في (إيغاد) والشركاء الدوليين مواصلة ممارسة نفوذهم لحمل طرفي الصراع في السودان على إلقاء السلاح والعودة إلى المفاوضات والسعي من أجل سلام دائم في البلاد».

وفي سياق قريب، ويواجه أكثر من سبعة ملايين شخص في جنوب السودان خطر انعدام الأمن الغذائي الحاد في الأشهر المقبلة، من بينهم عشرات الآلاف الذين قد يتعرضون لمستوى «كارثي» من المجاعة، وفق ما حذرت الأمم المتحدة الثلاثاء.

ويحتاج ما يصل إلى تسعة ملايين شخص لمساعدات إنسانية في جنوب السودان الذي تعرّض خلال العام الماضي لضغوط متزايدة بسبب الحرب في السودان المجاور. ومنذ اندلاع القتال في السودان في أبريل (نيسان) 2023، فرّ نحو 670 ألف شخص من الشمال إلى جنوب السودان، وفقاً لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، نحو 80 في المائة منهم هم أساساً من جنوب السودان وكانوا قد لجأوا سابقاً إلى السودان.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: «يواصل تدفق العائدين واللاجئين تشكيل ضغط إضافي على الخدمات المحدودة عند النقاط الحدودية والمناطق التي يقصدونها».

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان إن ما يُقدّر بنحو 7.1 مليون شخص من المرجح أن يتعرضوا لمستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بين أبريل ويوليو (تموز) 2024.

وأضاف أن ضمن هذه المجموعة هناك «79 ألف شخص معرّضون لخطر مستوى كارثي (المرحلة الخامسة من تصنيف الأمن الغذائي)»، أي ما يعادل المجاعة، «معظمهم في مواقع متأثرة بالصدمات المرتبطة بالمناخ والأزمات الاقتصادية والنزاعات».

ولم يتم تمويل خطة الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية لجنوب السودان التي تبلغ ميزانيتها 1.8 مليار دولار إلا بنسبة 11 في المائة فقط هذا العام.


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على بلدات في الجزيرة

شمال افريقيا سودانيون فارُّون من المعارك في منطقة الجزيرة داخل مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على بلدات في الجزيرة

شن الجيش السوداني، الأربعاء، هجوماً برياً كبيراً من عدة محاور على أطراف ولاية الجزيرة وسط البلاد، استعاد على أثرها، السيطرة على عدد من البلدات والقرى

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الولايات المتحدة​ السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد (أ.ف.ب)

أميركا تتهم روسيا بتمويل طرفَي الحرب في السودان

اتهمت الولايات المتحدة، روسيا، بتمويل الطرفين المتحاربين في السودان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا أطفال يحملون حزماً من المساعدات الإنسانية في مدرسة للنازحين بمدينة القضارف شرق السودان (أ.ف.ب)

أزمة بيع مواد الإغاثة تتفاقم في السودان... وتبرؤ حكومي

تفاقمت أزمة بيع المواد الإغاثية في أسواق سودانية، فيما تبرَّأت المفوضية الإنسانية التابعة للحكومة من المسؤولية عن تسريبها.

محمد أمين ياسين (نيروبي) وجدان طلحة (بورتسودان)
المشرق العربي الحرب في السودان والقيود المفروضة على توصيل المساعدات تسببتا في مجاعة في شمال دارفور (رويترز)

الأمم المتحدة: أكثر من 30 مليون شخص في السودان بحاجة إلى المساعدة

قالت الأمم المتحدة الاثنين إن أكثر من 30 مليون شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال، يحتاجون إلى المساعدة في السودان بعد عشرين شهرا من الحرب المدمرة.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان)
العالم العربي مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30، في غارة جوية جنوب الخرطوم.

«الشرق الأوسط» (بورتسودان (السودان))

فرنسا تشن حملات ضد «مؤثرين» جزائريين وسط أزمة حادة بين البلدين

قضية الكاتب صنصال فاقمت الخلافات بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)
قضية الكاتب صنصال فاقمت الخلافات بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)
TT

فرنسا تشن حملات ضد «مؤثرين» جزائريين وسط أزمة حادة بين البلدين

قضية الكاتب صنصال فاقمت الخلافات بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)
قضية الكاتب صنصال فاقمت الخلافات بين الجزائر وفرنسا (أ.ف.ب)

تتواصل الاعتقالات والتبليغات ضد «مؤثرين» جزائريين يقيمون بفرنسا، بشبهة «التحريض على العنف»، في مؤشر قوي على مستوى غير مسبوق في الخصومة، التي تشهدها العلاقات الثنائية، وذلك منذ اعتراف باريس بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء في شهر يوليو (تموز) الماضي.

محمد تاجديت ضحية تحريض بالقتل من مؤثر جزائري مقيم بفرنسا (حسابه الشخصي بالإعلام الاجتماعي)

فبعد توقيف ثلاثة جزائريين في محافظات مختلفة، يومي الجمعة والسبت الماضيين، أكدت وسائل إعلام فرنسية، الأربعاء، نقلاً عن مصادر بالشرطة، إطلاق بلاغات ضد «مؤثرين» آخرين، أبرزهم صوفيا بن لمان، التي يتابعها مئات الآلاف من الأشخاص على حساباتها بالإعلام الاجتماعي، حيث رصدت الشرطة دعوة لها لممارسة العنف ضد نشطاء معارضين للحكومة الجزائرية، يعيشون في فرنسا وإيطاليا.

المؤثرة الجزائرية صوفيا بن لمان (متداولة)

وتعرف المرأة الخمسينية حالياً بدفاعها القوي عن سياسات الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعد أن قادت حملة حادة ضد ترشحه للرئاسة عام 2019، ومنعت الناخبين في مدينة ليون (وسط فرنسا)، حيث تقيم منذ سنوات طويلة، من التصويت في الاقتراع باستعمال القوة.

كما تم، حسب الإعلام الفرنسي، رصد فيديو لـ«مؤثر» آخر ناشط على منصة «تيك توك»، يسمي نفسه «عبد السلام بازوكا»، حيث وصف المعارضين للحكومة الجزائرية بأنهم «خونة» وهدد بذبحهم. وتضمن فيديو لمؤثر ثالث، يكنى «لكصاص 06» يقطن في مدينة ليون، وصف الجزائريين المقيمين في فرنسا، بأنهم «جنود نائمون مستعدون ليصبحوا شهداء للدفاع عن الجزائر».

منشور لوزير الداخلية الفرنسي حول اعتقال مؤثر الجزائري يدعى يوسف

وحقق فيديو «لكصاص 06» أكثر من 1.2 مليون مشاهدة على الشبكة الاجتماعية الصينية، وهو يتماشى مع مقاطع فيديو أخرى، خاصة بثلاثة «مؤثرين» جزائريين، تم اعتقالهم في نهاية الأسبوع الماضي في مدن بريست (شمال غرب) وإشي رول، ومونبلييه (جنوب) وغرونوبل (جنوب شرق)، بتهم «الدعوة لارتكاب هجمات في فرنسا والجزائر».

ومنشأ هذه الدعوات، وفق ما جاء في حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي بفرنسا، مساعٍ مفترضة لمعارضين لتنظيم مظاهرات في باريس للتنديد بسياسة السلطات الجزائرية في مجال الحقوق والحريات والديمقراطية. وقالت صحيفة «لوفيغارو»، ذات التوجه اليميني، إن «هذه الهجمات الرقمية من المؤثرين ليست معزولة»، وإنها «أعراض لعلاقة فرنسية - جزائرية تتدهور بشكل مستمر».

الكاتب الفرنسي - الجزائري بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

وهاجم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين الماضي، الجزائر بشدة، خلال «مؤتمر السفراء والقناصلة» السنوي بقصر الإليزيه؛ حيث قال إن الروائي الجزائري الفرنسي، بوعلام صنصال، المسجون منذ شهرين، «يحتجزه الجزائريون بشكل تعسفي». كما قال إن الجزائر «تسيء إلى نفسها» بعدم إطلاق سراح الكاتب السبعيني، المتهم بـ«المس بالوحدة الترابية للبلاد»، إثر تصريحات أطلقها في فرنسا، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عدّ فيها أن «محافظات من غرب الجزائر تعود تاريخياً إلى المغرب».

وردت وزارة الخارجية الجزائرية، الثلاثاء، على ماكرون، في بيان، قائلة إن تصريحاته «تهين في المقام الأول من اعتقد أنه من المناسب الإدلاء بها بهذه الطريقة المستهترة». وشددت على أنه «لا يمكن لهذه التصريحات إلا أن تكون موضع استنكار ورفض وإدانة، لما تمثله من تدخل سافر وغير مقبول في شأن جزائري داخلي».

وأضاف البيان أن «ما يقدمه الرئيس الفرنسي، زوراً وبهتاناً، كقضية متعلقة بحرية التعبير، ليست كذلك من منظور قانون دولة مستقلة وذات سيادة. فالأمر يتعلق أساساً بالمساس بالوحدة الترابية للبلاد، وهي جريمة يعاقب عليها القانون الجزائري».

مجلس الأمة شجب «جنوح وتهور الرئيس الفرنسي بحق الجزائر» (البرلمان)

من جهته، شجب مجلس الأمة (الغرفة البرلمانية العليا)، الأربعاء، في بيان، «جنوح وتهور الرئيس الفرنسي، بل هو جرم سياسي وعمل عدائي، يؤكد جلياً فقدان فرنسا لمعالمها، وابتعادها عن اللباقة الدبلوماسية والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية، وبقية أدبيات الممارسة الدبلوماسية».

وشدد البيان على أن ما صدر من ماكرون ضد الجزائر «يخالف مبدأ احترام سيادة الدول على نحو خطير، ويشكل اعتداء على سيادة الجزائر واستفزازاً سياسياً سافراً».