ما أوجه التعاون العسكري بين مصر وتركيا؟

عقب مباحثات في أنقرة... وعشية زيارة مرتقبة للسيسي

جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)
جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)
TT

ما أوجه التعاون العسكري بين مصر وتركيا؟

جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)
جانب من المباحثات العسكرية في أنقرة (الجيش التركي عبر «إكس»)

تتوسع مجالات التعاون المصرية - التركية بوتيرة متسارعة، بعد أعوام من القطيعة بين البلدين. وجاء آخرها مساعي القاهرة وأنقرة لتعزيز التعاون في المجال العسكري، وهو الأمر الذي ناقشته زيارة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصري، الفريق أسامة عسكر، الأخيرة إلى أنقرة، بدعوة من رئيس هيئة الأركان التركي، الفريق أول متين غوراك.

وتعد زيارة رئيس الأركان المصري، التي بدأت الاثنين، وشملت استقباله رسمياً في مقر رئاسة الأركان بأنقرة، بحسب إفادة رسمية للجيش التركي، أرفع زيارة لمسؤول عسكري مصري إلى تركيا منذ ما يزيد على عقد.

وتستبق المباحثاتُ، زيارةً مرتقبةً للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، خلال الأسبوع المقبل، وفق مصادر تركية، تلبيةً لدعوة الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي زار مصر في فبراير (شباط) الماضي.

وأنهت مصر وتركيا التوتر الدبلوماسي، بسبب دعم أنقرة تنظيم «الإخوان» المحظور في مصر، عقب ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013، بشكل كامل في الأشهر الأخيرة، في حين صدرت تصريحات إيجابية مشتركة حول ملفات عدة كانت مثار خلاف بين البلدين.

وتحدثت تقارير إعلامية عدة في الأشهر الأخيرة عن تحركات لتعزيز مسارات التعاون العسكري بين القاهرة وأنقرة. وأعلن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان في فبراير الماضي، الموافقة على «تزويد مصر بالطائرات التركية المسيّرة التي تحظى بشعبية متزايدة»، مؤكداً «ضرورة أن ترتبط بلاده بعلاقات جدية مع مصر من أجل الأمن في البحر الأبيض المتوسط».

ويعكس الاهتمام بالبحث عن مجالات للتعاون العسكري «تقارب الرؤية السياسية» بالبلدين، وفق السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك رغبة من البلدين بعد استعادة تطبيع العلاقات لتحقيق استفادة متبادلة بمختلف القطاعات، بما فيها المجال العسكري».

هذا الرأي يدعمه المدير الأسبق للشؤون المعنوية اللواء سمير فرج، الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «أوجه التعاون العسكري بين البلدين لا تقتصر على إمكانية حصول مصر على المسيّرات التركية فحسب، لكن تمتد لمجال التصنيع الحربي المشترك، خصوصاً مع التوجه المصري نحو تصنيع المعدات العسكرية محلياً».

وأضاف: «هناك تعاون يمكن أن يحدث بمجال تصنيع المعدات العسكرية في ضوء ما أظهرته المسيّرات التركية من أداء جيد خلال الحرب الروسية - الأوكرانية»، مشيراً إلى أن «مصر حريصة دائماً على تزويد قواتها المسلحة بأحدث التقنيات والأسلحة».

وتقوم تركيا بتصنيع المسيّرة «بيرقدار تي بي 2»، التي تُصدّر لأكثر من 27 دولة حول العالم، من بينها دول عربية وأفريقية، ويمكنها التحليق على ارتفاع 25 ألف قدم مع الاستمرار في التحليق لمدة 24 ساعة، وفق الموقع الرسمي للجيش التركي.

وكانت من بين الاتفاقيات التي جرى توقيعها خلال زيارة الرئيس التركي لمصر إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الاستراتيجي رفيع المستوى بين البلدين بعد توقف دام لنحو 11 عاماً.

ويؤكد هريدي أن «أوجه التعاون العسكري المحتملة لا تقتصر على إمكانية تبادل الأسلحة، لكن تمتد لتشمل إمكانية إجراء مناورات عسكرية مشتركة بين أفرع الجيشين في البلدين، وغيرها من الأمور التي تناقش عادة بشكل أعمق بين العسكريين».

وهنا يشير المدير الأسبق للشؤون المعنوية، الذي عمل ملحقاً عسكرياً بالسفارة المصرية في أنقرة لثلاث سنوات، إلى «طبيعة استباق زيارة الرئيس المصري بزيارة يجريها رئيس الأركان أو أحد مساعدي وزير الدفاع؛ لترتيب بعض التفاصيل المرتبطة بالجانب العسكري».



مصر وقطر لتعزيز التعاون العسكري عبر التدريب وتبادل الخبرات

اتفقت مصر وقطر على تنسيق الجهود لمجابهة التحديات بالمنطقة (المتحدث العسكري المصري)
اتفقت مصر وقطر على تنسيق الجهود لمجابهة التحديات بالمنطقة (المتحدث العسكري المصري)
TT

مصر وقطر لتعزيز التعاون العسكري عبر التدريب وتبادل الخبرات

اتفقت مصر وقطر على تنسيق الجهود لمجابهة التحديات بالمنطقة (المتحدث العسكري المصري)
اتفقت مصر وقطر على تنسيق الجهود لمجابهة التحديات بالمنطقة (المتحدث العسكري المصري)

تُعزز مصر وقطر تعاونهما العسكري عبر التدريب وتبادل الخبرات. واتفقت القاهرة والدوحة على تنسيق الجهود لمجابهة التحديات بالمنطقة.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري، السبت، فإن رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، التقى خلال زيارة رسمية لدولة قطر، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدولة لشؤون الدفاع بقطر، الدكتور خالد بن محمد العطية، وتناول اللقاء مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، أسفرت عن «توافق الرؤى حول تطورات الأوضاع والتحديات التي تواجه الأمن القومي في المنطقة، وأهمية تنسيق الجهود والعمل المشترك لمجابهة تلك التحديات».

وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة الأميركية وساطة لإنهاء الحرب في قطاع غزة، نجحت في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في إبرام أول هدنة، بينما تعثّرت الثانية وسط جولات تفاوض متعددة.

وأجريت لرئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية مراسم استقبال رسمية في قطر، أعقبها عقد لقاء مع رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، الفريق الركن طيار سالم بن حمد بن عقيل النابت، وذلك على هامش الاجتماع الثاني لـ«اللجنة العسكرية المصرية-القطرية» لتعزيز التعاون العسكري بين البلدين. وقال المتحدث العسكري المصري، إن اللقاء تناول «الإشادة بجهود أعضاء اللجنة العسكرية المشتركة بين الجانبين، وما توصلت إليه من نتائج في مختلف المجالات العسكرية، كذلك مناقشة سبل تعزيز أوجه التعاون العسكري في مجالات التدريب ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة المصرية والقطرية».

من جانبه أكد رئيس أركان القوات المسلحة القطرية «حرص بلاده على دعم آفاق التعاون العسكري مع مصر خلال المرحلة المقبلة».

وقَّعَ رئيسا أركان القوات المسلحة لمصر وقطر على محضر الجلسة الختامية للجنة العسكرية للبلدين (المتحدث العسكري المصري)

ومع عودة العلاقات لطبيعتها بين القاهرة والدوحة في 2021، تنامت الشراكة بين الطرفين، وعزّزتها الزيارات المتبادلة على مستوى القادة، وانعكس ذلك على الصعيد الاقتصادي، حيث أشاد رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، في مقابلة مع «وكالة الأنباء القطرية» العام الماضي، بإعلان قطر في مارس (آذار) 2022 ضخّ استثمارات في مصر بقيمة 5 مليارات دولار (الدولار يساوي 48.56 جنيها في البنوك المصرية).

كما أشاد وزير الخارجية والهجرة المصري، الدكتور بدر عبد العاطي، خلال زيارته لقطر، في نهاية يوليو (تموز) الماضي، بـ«ما شهدته العلاقات المصرية-القطرية من نقلة نوعية خلال العامين الماضيَين، حيث وفر تبادُل الزيارات على مستوى القمة دفعة قوية في كل المجالات»، مؤكداً حينها «أهمية مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، خصوصاً الاقتصادية والاستثمارية»، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية».

وبحسب بيان المتحدث العسكري المصري، السبت، قام رئيسا أركان القوات المسلحة لمصر وقطر بالتوقيع على محضر الجلسة الختامية للجنة العسكرية المصرية-القطرية في اجتماعها الثاني، ثم قاما بزيارة كلية الزعيم محمد بن عبد الله العطية الجوية. واستمعا خلالها إلى شرح تناول الإمكانات المتطورة للكلية ومنظومة إعداد وتأهيل الطيارين القطريين وفقاً لأحدث منظومات التدريب. كما قاما بزيارة أكاديمية الخدمة الوطنية، وتم خلال الزيارة استعراض دور ومنظومة العمل بالأكاديمية التي تعتمد على اتباع الأساليب العلمية في إعداد وتأهيل الشباب القطري للالتحاق بمختلف مجالات الخدمة الوطنية القطرية. حضر اللقاءات والزيارات عدد من قادة القوات المسلحة المصرية والقطرية.