«جبهة العدالة والتنمية» تطالب بـ«ضمانات» شرطاً للمشاركة في «رئاسية» الجزائر

المعارضة و«الموالاة» تعقدان اجتماعات تحضيراً لـ«السابع من سبتمبر»

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (الرئاسة)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (الرئاسة)
TT

«جبهة العدالة والتنمية» تطالب بـ«ضمانات» شرطاً للمشاركة في «رئاسية» الجزائر

الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (الرئاسة)
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون (الرئاسة)

في حين طالبت «جبهة العدالة والتنمية» الجزائرية الإسلامية المعارضة، بـ«ضمانات» مقابل مشاركتها في انتخابات الرئاسة المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، دعا «التجمع الوطني الديمقراطي»، وهو من أكبر الأحزاب الموالية للسلطة، إلى دعم سياسات الرئيس عبد المجيد تبون، في مؤشر على استعداده لتأييد ترشحه عندما يعلن عن رغبته في التمديد.

ونشر حزب «العدالة»، يوم الأحد بحساباته بالإعلام الاجتماعي، نتائج اجتماع «مجلسه الشوري» الذي بحث فيه الأوضاع السياسية والاقتصادية في البلاد، خصوصاً موعد الاستحقاق «الذي لا يمكن أن ينجح إلا بتوفر ضمانات وشروط»، وفق ما أكده الحزب، من بينها «مراجعة القوانين المرتبطة بالانتخابات، بما فيها عمل السلطة المستقلة للانتخابات». وأكد على «ضرورة استقلال القضاء والنأي به عن المناكفات السياسية، وعن كل شبهة توظيف تمسّ بمصداقيته واستقلاليته».

كما طالب بـ«رفع التضييق عن حرية نشاط الأحزاب السياسية والعمل النقابي والمجتمع المدني الجاد، ورفع القيود المفروضة على حرية التعبير وحرية الإعلام والصحافة».

عبد الله جاب الله رئيس «جبهة العدالة والتنمية» الإسلامية (إعلام الحزب)

ويفهم من هذه «الشروط» أن «الجبهة» لن تشارك في الانتخابات بمرشحها ولن تساند مرشحاً آخر، في حال لم تتحقق مطالبها، علماً بأنها قاطعت انتخابات الرئاسة الماضية في عام 2019، وانتخابات البرلمان والبلدية المبكَرة التي جرت في 2021.

ومن الأفكار التي بحثها «مجلس الشورى»، حسب نتائج اجتماعه، أن النظام السياسي «بحاجة إلى إصلاحات جوهرية بعيداً عن المظهرية والنخبوية والاستبداد والاستعلاء واحتكار السلطة والثروة، وأن تقود الإصلاحات إلى توفير كل العوامل التي تحقق البعدين الإسلامي والاجتماعي لهذه الأمة والدولة». وشدد الحزب على «توفير شروط التعددية السياسية ونزاهة الانتخابات، وتداول الأحزاب السياسية على السلطة، وتوفر رقابة حقيقية فاعلة ومؤثرة على أعمال السلطة بمؤسساتها المختلفة، وتوفر شروط الاستقرار السياسي والأمني».

وتعود آخر مشاركة لعبد الله جاب الله - مؤسس حركة النهضة الإسلامية، ثم حركة الإصلاح، ثم جبهة العدالة والتنمية - في الانتخابات إلى عام 2004 وحينها كان يرأس «حركة الإصلاح». وحل ثالثاً بنسبة 5 في المائة من الأصوات، بعد رئيس الحكومة سابقاً علي بن فليس بنسبة 6.42 في المائة من الأصوات، فيما فاز الرئيس المترشح الراحل عبد العزيز بوتفليقة بالأغلبية بنسبة 85 في المائة.

أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي» مصطفى ياحي (إعلام الحزب)

من جهته، قال أمين عام «التجمع الوطني الديمقراطي»، مصطفى ياحي الذي يعد من أشدَ الموالين للسلطة، خلال تجمع يوم السبت، شرق العاصمة، إن الجزائريين «مدعوون لدعم ماكينة التنمية التي يقودها رئيس الجمهورية، صاحب إصلاحات عميقة أدخلها في مختلف قطاعات النشاط»، وهي دعوة غير مباشرة، حسب مراقبين، لدعم ترشح تبون المفترض لولاية ثانية.

وحذَر ياحي من «محاولات مجموعات معزولة، في الداخل والخارج، بهدف ضرب استقرار البلاد ووحدتها وانسجام المجتمع». ويعد «التجمع الديمقراطي» ثاني أهم الأحزاب المؤيدة لسياسات الرئيس، بعد «جبهة التحرير الوطني». وفي انتخابات 2019، رشح أمينه العام آنذاك وزير الثقافة سابقاً عز الدين ميهوبي، الذي جاء رابعاً في الترتيب بنسبة 7.3 في المائة من الأصوات، بعيداً عن تبون الفائز بنسبة 58.2 في المائة.

رئيس «جيل جديد» سفيان جيلالي (إعلام الحزب)

أما «جيل جديد» (ليبرالي)، فقد أعلن في بيان، عقب اجتماع «مجلسه السياسي»، يوم السبت، عن إطلاق «مشاورات واسعة مع مناضلينا ومع الأحزاب والشخصيات الوطنية، لاتخاذ موقف من الانتخابات الرئاسية»، مبرزاً أن «رئاسية» 2024 «ينبغي أن تكون بداية فعلية لنقاش سياسي حقيقي، حر وجاد، يحمل وعياً حقيقياً بالتحديات».

ولفت البيان ذاته إلى أن «مصير الجزائر لا يمكن أن يكون مرهوناً في أي حال من الأحوال، بالحسابات السياسية أو المصالح الشخصية»، من دون توضيح من يقصده أصحاب البيان، الذي تحدث بـ«أسف»، عن «حالة سبات يوجد فيها المجتمع السياسي». وكان رئيس «جيل جديد»، سفيان جيلالي قد دعا الرئيس تبون إلى عدم التمديد «لأن البلاد بحاجة إلى تغيير»، وقال لوسائل إعلام محلية: «أعتقد أنه سيربح كثيراً لو تنازل عن العهدة الثانية».


مقالات ذات صلة

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

شمال افريقيا تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون: «مؤسسات الجمهورية قوية بالنساء والرجال المخلصين النزهاء، ومنهم أنتم السادة القضاة… فلكم مني أفضل تحية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
TT

استبعاد المئات من «قوائم الإرهاب» بمصر يجدد الجدل بشأن «مصالحة الإخوان»

أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)
أثار قرار تحديث قوائم الإرهاب جدلاً واسعاً (أ.ف.ب)

أدى قرار استبعاد المئات من الإدراج على «قوائم الإرهاب» في مصر، بقرار من محكمة الجنايات، إلى إعادة الجدل بشأن إمكانية «المصالحة» مع جماعة «الإخوان»، في ظل تضمين القرار أسماء عدد من قيادات الجماعة «المحظورة» رسمياً، أو محسوبين عليها، وعلى رأسهم يوسف ندا، ووجدي غنيم، وأمير بسام، ويحيى حامد، والأخير شغل منصباً وزارياً خلال حكم الجماعة بين عامي 2012 و2013.

وقررت محكمة الجنايات رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الإرهابيين استجابة لطلب النائب العام في قضية «تمويل جماعة الإخوان»، التي بدأ تحريكها عام 2014، بينما تضمنت حيثيات القرار إجراء «الأمن الوطني» تحريات تكميلية بشأن 808 أشخاص سبق إدراجهم في القضية البالغ عدد المتهمين فيها أكثر من 1500 شخص.

وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر جدلاً بشأن تداعيات القرار، فبينما فسره البعض بوصفه «يمهد لإمكانية التصالح مع الإخوان»، نفى آخرون ذلك وبينهم برلمانيون مصريون، مشددين على أن «الإجراء طبيعي وقانوني ولا يمثل بداية لأي مصالحة مع الإخوان»، التي صنفت «إرهابية» بأحكام قضائية.

وذكر عدد من المدونين تأكيدات على استمرار إدراج بعض الأسماء على القوائم، لكن في قضايا أخرى بخلاف القضية التي جرى رفع اسمهم فيها.

ودشن عدد من المتابعين وسم «لا تصالح مع الإخوان» للتعبير عن رفضهم القرار، مستذكرين الضباط والجنود الذين سقطوا ضحايا للعمليات الإرهابية.

ودخل عضو مجلس النواب (البرلمان) النائب محمود بدر على خط السجال مستبعداً في تدوينة عبر حسابه على «إكس»، أن يكون القرار مقدمة للمصالحة مع «الإخوان»، مؤكداً أن الإدراج على القوائم «إجراء احترازي» لم تعد هناك حاجة لتطبيقه على الأسماء التي صدر قرار برفعها.

وأضاف أن بعض الشخصيات رحلت عن الحياة على غرار القرضاوي ونجل الرئيس الأسبق محمد مرسي، والبعض الآخر صدرت بحقه أحكام قضائية نهائية، والبعض صدر بحقه قرار بالعفو الرئاسي ويمارس حياته بشكل اعتيادي، ولم تعد هناك ضرورة لتطبيق هذا الإجراء الاحترازي بحقه.

وهنا يشير الصحافي المتخصص بالملف القضائي محمد بصل لـ«الشرق الأوسط»، إلى صعوبة تحديد أعداد المدرجين على قوائم «الإرهاب» بسبب وجود كثير من القضايا وتكرار أسماء بعض الشخصيات في أكثر من قائمة، الأمر الذي يؤدي أيضاً لصعوبة تحديد الأعداد الفعلية التي استفادت من قرار المحكمة الأخير، مشيراً إلى أن الأعداد الفعلية للمدرجين تقدر بـ«الآلاف».

وأضاف أن النيابة العامة والجهات القضائية وحدهما القادرتان على حصر الأسماء غير المتكرر إدراجها في قوائم أخرى لتحديد استفادتها من قرار المحكمة، مشيراً إلى أن القضية التي فتح التحقيق فيها قبل سنوات، لم يصدر أي قرار بحبس أي متهم فيها حتى الآن، ولم تتم إحالة المتهمين فيها للمحاكمة، وكان الإدراج على قوائم الإرهاب الإجراء القانوني الوحيد المتخذ بحق المتهمين.

لكن النائب محمود بدر كشف في تدوينته، عن وجود 4408 أشخاص وكيانات مدرجة على القوائم، بحسب آخر تحديث في 12 أغسطس (آب) الماضي.

ويفرّق مستشار «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور عمرو الشوبكي، بين «الإجراء القضائي الذي يهدف إلى رفع الصفة عن أشخاص طبقت عليهم إجراءات استثنائية في ظروف محددة كانت الدولة تواجه فيها مخاطر وجودية، ومتورطين في جرائم عنف وتحريض من الجماعة، لا يوجد مجال للتصالح معهم».

ويؤكد مستشار مركز الأهرام لـ«الشرق الأوسط»، أن «خطوة رفع الأسماء من القوائم مهمة، خصوصاً مع وجود كثيرين يستحقون حذف أسمائهم من هذه القوائم».

ووفق بيان النيابة العامة، الأحد، فإن الـ716 الذين شملهم القرار، «ثبت توقفهم عن أنشطتهم غير المشروعة، ضد الدولة ومؤسساتها».

ويقول محامي عدد من المتهمين في القضية محمد عثمان لـ«الشرق الأوسط»، إن القانون لا يحدد مدة معينة لانتهاء الجهات المعنية من التحريات حول المتهمين، ومن ثم لا يمكن توقع أي توقيتات بشأن الفصل في مصير باقي الأسماء المدرجة على «قوائم الإرهاب» في القضية.

وعادة ما تتجاهل السلطات المصرية أي حديث عن مبادرة للتصالح مع «الإخوان»، التي كان آخرها ما طرحته الجماعة، في رسالة منسوبة لنائب القائم بأعمال «المرشد العام»، حلمي الجزار (مقيم في لندن)، في أغسطس الماضي، عن مبادرة تشمل إطلاق سراح سجناء الجماعة، مقابل اعتزال «الإخوان» العمل السياسي.

لكن الجزار عاد بعد شهر من طرح المبادرة، مؤكداً أن حديثه عبارة عن بحث لتسوية سياسية للوضع، لا يقتصر فقط على «الإخوان»؛ لكن يشمل كل الأطراف في الداخل والخارج.