صالح يدعو مجدداً لتشكيل «حكومة موحدة» لحل الأزمة الليبية

اجتماع السايح مع وفد أميركي وأممي بطرابلس (مفوضية الانتخابات)
اجتماع السايح مع وفد أميركي وأممي بطرابلس (مفوضية الانتخابات)
TT

صالح يدعو مجدداً لتشكيل «حكومة موحدة» لحل الأزمة الليبية

اجتماع السايح مع وفد أميركي وأممي بطرابلس (مفوضية الانتخابات)
اجتماع السايح مع وفد أميركي وأممي بطرابلس (مفوضية الانتخابات)

في حين أعلن عماد السايح رئيس مجلس المفوضية العليا للانتخابات الليبية، أنه بحث الاثنين، مع وفد أميركي وأممي في «الصعوبات والتحديات»، التي تواجه عمل المفوضية، كرر عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، التأكيد أن الحل في ليبيا يكون عبر إجراء الاستحقاق الرئاسي والبرلماني، وتشكيل «حكومة موحدة» مهمتها تنفيذ الانتخابات، بما يُلبي تطلعات الشعب الليبي وطموحاته.

وجاء هذا التأكيد، خلال اجتماع عقده صالح، مساء الأحد، في مدينة القبة، مع جيانلوكا البريني، سفير إيطاليا، وقنصلها فرانشيسكو لويجي، في مدينة بنغازي، لمناقشة مُستجدات الأوضاع في ليبيا وسُبل إنهاء الأزمة الراهنة، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

ووجه صالح، الدعوة للشركات الإيطالية للعودة للعمل في ليبيا، للمساهمة في مشاريع الإعمار والتنمية، كما أكد «على تنفيذ مشروع الطريق (أمساعد - رأس إجدير)، كما تم التعاقد عليه ووفقاً لما خطط له سابقاً»، بالإضافة إلى عودة فتح خطوط الرحلات الجوية المباشرة بين بنغازي والمطارات الإيطالية، وخطوط الملاحة البحرية بما يخدم مصالح الشعبين، وتسهيل إجراءات منح التأشيرات للمواطنين الليبيين بشكل عام، وخاصة المرضى والطلاب الليبيين في إيطاليا.

لقاء صالح مع سفير وقنصل إيطاليا لدى ليبيا (مجلس النواب الليبي)

واكتفت السفارة الإيطالية، بالإشارة في بيان مقتضب لها عبر منصة «إكس»، إلى أن لقاء البريني ولويجي، مع صالح، ركز على آخر تطورات العملية السياسية، وآفاقها في ليبيا.

https://twitter.com/ItalyinLibya/status/1782317869402861720

من جهته، أعلن عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات، أنه بحث في اجتماع بالعاصمة طرابلس، مع وفد من السفارة الأميركية، والوكالة الدولية للتنمية الأميركية، ومستشاري بعثة الأمم المتحدة ومدير مكتب المنظمة الدولية للنظم الانتخابية، الأنشطة والاستحقاقات الانتخابية التي تعمل المفوضية على إنجازها، والتحديات التي تواجهها في سبيل إنجاز ما أحيل إليها من تشريعات وقوانين انتخابية.

وأوضحت المفوضية، في بيان، أن السايح استعرض التحضير لإطلاق عملية انتخاب المجالس البلدية، والبدء في انتخاب النقابات والاتحادات والروابط المهنية، مشيراً إلى اعتماد لائحة تسجيل الناخبين، بناء على ما نصت عليه قوانين لجنة «6+6» المشتركة بين مجلسي النواب و«الدولة»، بشأن انتخاب مجلس الأمة ورئيس الدولة.

كما بحث الاجتماع، الخطط التنفيذية التي وضعتها المفوضية، وتقدير الموارد والاحتياجات المادية التي تتطلبها عملية التنفيذ، وتسخير كل الإمكانيات لإنجاح الاستحقاقات التي كلفت بها مؤخراً، لافتاً إلى ما وصفه بـ«جملة من الصعوبات والتحديات» التي واجهت المفوضية وهي تمارس اختصاصاتها وفق التشريعات النافذة، وما اتخذته من إجراءات الحد من التأثير السلبي لمجموعة تلك الصعوبات.

اجتماع السايح مع وفد أميركي وأممي في طرابلس (مفوضية الانتخابات)

وقال السايح إن الحاضرين «أعربوا عن رغبتهم في مواصلة تقديم الدعم الفني للمفوضية، تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة».

في شأن مختلف، انضمت سفارة كندا إلى بعثة الأمم المتحدة، والسفارة الأميركية، في المطالبة بإجراء تحقيق «شفاف ومستقل» في الوفاة المأساوية للناشط السياسي سراج دغمان، أثناء احتجازه في بنغازي بشرق البلاد، ودعت في بيان لها الاثنين، عبر منصة «إكس»، للإفراج الفوري عن «المحتجزين تعسفاً»، تأكيداً على أهمية الإجراءات القانونية الواجبة وسيادة القانون.

https://twitter.com/CanEmbLibya/status/1782355065916756369

بدورها، أعلنت حكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، أن الزيارة التي اختتمها وفد منها إلى الولايات المتحدة، على هامش اجتماعات الربيع للبنك الدولي، «تعكس جهودها المكثفة لتعزيز التعاون الاقتصادي والطاقوي مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، في إطار السعي لتحقيق الاستقرار والنمو الاقتصادي في ليبيا».

وقالت إن الوفد عقد سلسلة من الاجتماعات المهمة مع مسؤولين وممثلين لمؤسسات دولية للبحث في تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار، مشيرة إلى لقاء عقد في البيت الأبيض، مع لوك رينولدز مسؤول الأمن القومي لمنطقة شمال أفريقيا، لمناقشة التحديات الجيوسياسية وتأثيرها على إمدادات الطاقة العالمية.

صورة وزعتها حكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة لأحد اجتماعات وفدها في واشنطن

كما ناقش وزير النفط المكلف، خليفة عبد الصادق، مع مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الطاقة جيفري بيات، الوضعين الاقتصادي والسياسي في ليبيا، وعرض خطط الحكومة لزيادة الإنتاج النفطي والغازي، وسبل زيادة مشاركة الشركات الأميركية في هذا القطاع، بالإضافة إلى حماية البيئة واستخدام الطاقات المتجددة.

من جهة أخرى، حدد أسامة حماد رئيس حكومة «الاستقرار»، الاثنين والثلاثاء، عطلة طارئة رسمية؛ نظراً لسوء الأحوال الجوية المرتقبة، ووجه وزارة الداخلية بالحد من التنقل على الطرقات الساحلية والفرعية في المناطق المتوقع انعدام الرؤية فيها.

وأعلنت الحكومة، هذه العطلة بعد تحذير مركز الأرصاد الجوية، مساء الأحد، من تأثر غالبية مناطق البلاد بتقلبات جوية نتيجة منخفض جوي صحراوي مصحوب برياح جنوبية شرقية على مناطق الشرق والجنوب، مشيرة إلى أنها تشمل كل الجهات العامة، والمؤسسات العامة بالدولة، ما عدا من تستلزم طبيعة أعمالهم الحضور في مقار عملهم.

وأعلن مطار بنينا الدولي، في مدينة بنغازي بشرق البلاد، تعليق جميع الرحلات الجوية، بسبب انعدام الرؤية وسوء الأحوال الجوية.


مقالات ذات صلة

مقتل 7 مهاجرين في انهيار بناية غرب العاصمة الليبية

شمال افريقيا الدبيبة في موقع انهيار البناية في جنزور غرب طرابلس (حكومة «الوحدة»)

مقتل 7 مهاجرين في انهيار بناية غرب العاصمة الليبية

قال الهلال الأحمر الليبي، إن فرق الإنقاذ التابعة له تواصل جهودها المكثفة للبحث عن ناجين تحت الأنقاض، بعد سقوط عقار في مدينة جنزور غرب طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أعيان ومشايخ الزنتان طالبوا الدبيبة بسرعة الإفراج عن العميد مصطفى الوحيشي (الوحدة)

الزنتان تُصعّد ضد «الوحدة» الليبية بعد خطف مسؤول في الاستخبارات

طالبت مدينة الزنتان بسرعة الإفراج عن العميد مصطفى الوحيشي مدير إدارة الأمن بجهاز الاستخبارات العامة الذي «خطفه» مجهولون في طرابلس.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قبيل انطلاق الرالي الصحراوي في الجفرة الليبية (اللجنة المنظمة)

انفجار لغم بمشاركين في رالي للسيارات بليبيا... و4 إصابات

الحدث رسالة محبّة لشباب العالم، ودعوة لكل الليبيين بأنّ الجفرة تُجدّد النداء للالتقاء على أرضها من أجل الحوار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة ورئيس أركان قواته (حكومة «الوحدة»)

مجهولون في طرابلس يخطفون عميداً بالاستخبارات الليبية

أدان أعضاء جهاز الاستخبارات الليبي، التابع لإدارة الأمن المركزية بغرب البلاد، واقعة خطف العميد مصطفى الوحيشي، وهو في طريقه إلى منزله بعدما فرغ من عمله.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عماد الطرابلسي وزير داخلية «الوحدة» المكلف (من مقطع فيديو)

ليبيا: «صراع قوة» بين الدبيبة وميليشيات «متمردة» يلهب أجواء طرابلس

عكست تصريحات وزير الداخلية بحكومة الدبيبة، جانباً مما يجري في الكواليس من أزمة مكتومة مع تشكيلات مسلحة دفعته للقول: «لدي القوة لشنّ معركة وتخرب على الكل».

جمال جوهر (القاهرة)

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

أطلق رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، تحذيراً من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي.

وأعرب حمدوك الذي يرأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم» التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، وتسلط الضوء على نماذج لقيادات ناجحة، ومجلس «مؤسسة أفريقيا وأوروبا»، وهو منتدى مستقل يعنى بالتعاون بين الجانبين تأسس عام 2020. وحضر الاجتماع عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

تحذير من موجة نزوح الى أوروبا

وقال حمدوك إن الحرب تسببت في قتل أكثر من 150 ألف مواطن، وتشريد 12 مليوناً، نزوحاً ولجوءاً، وتدمير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. وأضاف: «إن الكارثة الإنسانية الكبرى ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، في مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

الدكتور عبد الله حمدوك خلال ندوة في لندن الأربعاء 30 أكتوبر (موقع «تقدم» على فيسبوك)

وحذر رئيس الوزراء السابق، من أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجئ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين، عبر تفعيل قرار الجمعية العمومية المعني بمبدأ مسؤولية الحماية.

وكرر دعوته إلى إنشاء مناطق آمنة، ونشر قوات حماية، والبدء في عملية إنسانية موسعة عبر دول الجوار وخطوط المواجهة كافة دون عوائق، ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.

وطالب مجدداً بفرض حظر الطيران الحربي فوق كل السودان، من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيّرات.

وقالت «تنسيقية تقدم» في البيان إن المشاركين في الاجتماعات أبدوا اهتماماً وتوافقوا على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.

وذكر البيان أن حمدوك التقى على هامش الاجتماعات بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيف بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

تجدد المعارك

ودارت اشتباكات عنيفة الجمعة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منطقة الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، استخدما فيها المدفعية الثقيلة والمسيّرات، وهز دوي الانفجارات القوية ضواحي مدن العاصمة الخرطوم.

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الحرب (د.ب.أ)

وقال سكان في بحري إنهم «شاهدوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، مع سماع أصوات الأسلحة الثقيلة وتحليق مكثف لطيران الجيش».

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش نفذت فجر الجمعة هجوماً واسعاً على دفاعات «قوات الدعم السريع» في منطقة السامراب.

في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها شنت هجوماً مباغتاً على قوات الجيش المتمركزة في محور الحلفايا، ودمرت عدداً من السيارات القتالية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبحري، والوصول إلى عمق المناطق التي كانت تسيطر عليها «الدعم السريع».

من جهة ثانية، قالت كتلة منظمات المجتمع المدني بدارفور إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف مدينة الكومة شمال غربي الإقليم بـ6 صواريخ استهدف مدرسة لإيواء النازحين، أسفر عن مقتل عدد من الأطفال وتدمير مصدر المياه، وعدد من المنازل السكنية.

واستنكر التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تكرار القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ التدابير كافة لحظر الطيران الحربي.