عاد جمال مبارك، نجل الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، ليتصدر اهتمام رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر، وتحول إلى «تريند»؛ بسبب فيديوهات قديمة أُعيد نشرها لمواقفه من الأزمات الإقليمية، خصوصاً القضية الفلسطينية، التي وصفها بـ«المحورية».
وتداول رواد «السوشيال ميديا»، مقطعاً من مقابلة لجمال مبارك، مع قناة «ABC news» الأميركية، تعود إلى يونيو (حزيران) 2009، بمناسبة زيارة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما القاهرة، تحدّث في هذا المقطع عن رفضه الاستيطان الإسرائيلي ومخاطره، وكذلك عملية السلام.
https://twitter.com/waelabbas/status/1781780425175633999
وقال النجل الأصغر لمبارك، إن «القضية الفلسطينية هي اللبنة الأساسية لأي عملية سلام، وسوف تظل القضية المحورية التي تغذي وتؤجج المشكلات الأخرى في هذه المنطقة والعالم الإسلامي على نطاق أكبر، ويمكنني القول وللعالم أيضاً»، مطالباً بخطوات على أرض الواقع للسلام، مثل «إيقاف الاستيطان».
توريث الحكم
ويعد «رفض ما أُشيع عن توريث الحكم لجمال مبارك»، أحد أهم أسباب تأجيج انتفاضة 25 يناير (كانون الثاني) 2011، وفق مشاركين في المظاهرات التي أطاحت بحكم مبارك، وذلك رغم نفي الرئيس المصري الراحل آنذاك.
https://twitter.com/AhmedZaky/status/1781732793795674516
وتحوّل جمال مبارك خلال الساعات الماضية إلى «تريند» على منصات التواصل الاجتماعي عقب تداول مقطع الفيديو على نطاق واسع، بجانب فيديو آخر تحدث فيه عن «خلافات جذرية» في المواقف بين القاهرة وطهران.
https://twitter.com/SamehArayes/status/1781792783180746759
وشغل جمال مبارك سابقاً منصب الأمين العام المساعد، وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الديمقراطي «الحاكم»، إبان حكم والده. وواجهت العائلة عقب أحداث ثورة 25 يناير، اتهامات في قضايا عدة، وفي عام 2016، قضت محكمة النقض المصرية (أعلى درجة قضائية جنائية في البلاد) بحكم نهائي وغير قابل للطعن، بتأييد معاقبة حسني مبارك ونجليه، علاء وجمال، بالسجن المشدد 3 سنوات عمّا أسند إلى كل منهم في القضية المعروفة إعلامياً بـ«فساد القصور الرئاسية»، وقررت تغريمهم متضامنين أكثر من 125 مليون جنيه (الدولار كان يعادل حينها 18.3 جنيه في المتوسط) كما ألزمتهم المحكمة متضامنين أيضاً برد مبلغ 21 مليون جنيه تقريباً.
الدفاع عن حكم مبارك
ويرى مراقبون أن تحول أي من نجلي مبارك، علاء وجمال، إلى «تريند» من وقت لآخر، ربما يعكس سعي العائلة خلال الفترة الماضية إلى الدفاع عن فترة حكم مبارك. وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، الدكتور سعيد الزغبي، إن تحول جمال مبارك إلى «تريند»، لا يعكس بالضرورة رغبته، أو رغبة شقيقه (علاء) في الظهور الإعلامي، بل يتعلق بفكرة انتشار «التريند السياسي».
وأضاف الزغبي لـ«الشرق الأوسط» إن «عائلة مبارك ربما مهتمة بتذكير الناس بفترة حكمه، والدفاع عنها، ودحض الاتهامات الخاصة بتلك الفترة». وبحسب الزغبي فإن «انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بعائلة مبارك من وقت لآخر يكون غالباً بسبب اهتمام بعض رواد السوشيال ميديا المتعاطفين مع هذه الفترة، كما أن بعض المتابعين يقومون بإعادة نشرها واستدعاء مقاطع قديمة بهدف تحقيق مشاهدات ومتابعات فقط».
لقاءات جماهيرية
واستدعى بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أخرى خلال الساعات الماضية تتضمن لقاءات جماهيرية مختلفة لجمال مبارك يتحدث فيها عن الاقتصاد والتنمية. ونشر حساب باسم «عبير» على منصة «إكس» مقطعاً للقاء جماهيري لمبارك الابن في صعيد مصر، مرفقاً بتعليق: «جمال مبارك تريند وهو قاعد في بيته، لا راح ولا جه».
https://twitter.com/AbeerA_g5/status/1781770861512430061
ونشر شقيقه علاء مبارك مقطعاً آخر، يتحدث فيه جمال عن السلام في المنطقة، ودور الرئيس الراحل أنور السادات، معلقاً: «الرئيس السادات بطل الحرب والسلام».
https://twitter.com/AlaaMubarak_/status/1781880657804714181
وربطت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، الدكتورة ليلى عبد المجيد، بين انتشار فيديوهات قديمة لجمال مبارك وحديثه عن القضية الفلسطينية، بما وصفته بـ«اهتمام الجمهور بالقضية». وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «بعض الناس يهتمون بنشر كل ما يساند القضية الفلسطينية بغض النظر عن الشخص الذي يتحدث».