بينما أعلن «حزب العمال» الجزائري اليساري، اليوم السبت، مشاركته في انتخابات الرئاسة المقررة في السابع من سبتمبر المقبل، جمعت «حركة مجتمع السلم» الإسلامية «هيئتها الوطنية للمستشارين»؛ لبحث الموقف من الاستحقاق، في وقت استقر فيه الرأي الغالب على ترشيح رئيسها عبد العالي حساني للموعد.
وقالت الأمينة العامة لـ«حزب العمال»، لويزة حنون، عقب انتهاء اجتماع «لجنته المركزية» بالعاصمة، إن أعضاءها «صوتوا لصالح المشاركة في الانتخابات، آخذين في الاعتبار التطورات المحلية والإقليمية والدولية السائدة». ولم تذكر حنون هل ستكون هي مرشحة الحزب، مرجئة الإعلان عن ذلك إلى «الدورة المقبلة للجنة المركزية»، من دون تحديد تاريخ لها.
ويوجد إجماع وسط قياديي ومناضلي الحزب اليساري بأن زعيمتهم ستكون هي ممثلتهم في الانتخابات المقبلة للمرة الرابعة. علما بأن حنون كانت في المرات الثلاث الماضية (2004 و2009 و2014) منافسة للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
وتقود حنون الحزب منذ عام 1990، وعندما جرت انتخابات الرئاسة الأخيرة (نهاية 2019) كانت في السجن، بسبب اتهامها من طرف القضاء العسكري بـ«التآمر على سلطة الدولة والجيش». وطالت التهمة ذاتها مديري المخابرات سابقاً محمد مدين وبشير طرطاق، وسعيد بوتفليقة كبير مستشاري الرئيس سابقاً، لكن في فبراير (شباط) 2020 حصل الأربعة على البراءة، غير أن سعيد وطرطاق بقيا في السجن؛ لاتهامهما في قضايا أخرى تخص «الفساد».
وأمس الجمعة، أعلنت ما يسمى «أحزاب الإصلاح والاستقرار»، وعددها سبعة، عن «مرشحها التوافقي» للانتخابات، وهو بلقاسم ساحلي، الوزير السابق خلال فترة حكم بوتفليقة، الذي يرأس حالياً حزب «التحالف الوطني الجمهوري»، الذي أسسه رجل الثورة الراحل رضا مالك.
وأوضح التكتل السياسي الجديد، في بيان، عقب الإعلان عن مرشحه، أنه «يسعى إلى تحقيق عدة أهداف، من بينها ترقية الحوار الوطني، وتهيئة المناخ المناسب لنجاح الاستحقاق الرئاسي المقبل». وصرح ساحلي للصحافة بأن انتخابات السابع من سبتمبر المقبل، «موعد تاريخي يتنافس فيه مختلف البرامج»، مؤكداً أن ترشحه للاستحقاق «تم في إطار رؤية معتدلة من أجل إعادة الاعتبار للتيار الديمقراطي الجمهوري، وتحقيق إصلاح سياسي، وبناء اقتصاد قوي ومتنوع».
يشار إلى أن ساحلي هو ثاني شخصية سياسية يعلن عن رغبته في خلافة عبد المجيد تبون في السلطة، بعد المحامية زبيدة عسول، التي يصفها مراقبون بـ«مرشحة الحراك الشعبي» الذي كانت أحد أبرز رموزه، وهي حالياً من أهم المحامين المدافعين عن نشطائه المعتقلين.
من جهتها، جمعت «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، اليوم السبت، بالعاصمة، «هيئة المستشارين» بالحزب؛ لـ«بحث ملف الانتخابات الرئاسية المبكرة، ومتابعة الإجراءات المتعلقة بإدارة الاستحقاق، وبلورة مشروع تقدير الموقف»، وفق ما كتبته قيادة الحزب، المحسوب على تيار «الإخوان»، بحسابه بالإعلام الاجتماعي. وبحسب ما رشح من الاجتماع، يعتزم رئيس «الحركة» عبد العالي حساني التقدم للانتخابات، فيما كان رئيسها السابق عبد الرزاق مقري أظهر رغبة في خوض المنافسة، في حال وافق «مجلس شورى» الحزب على تأييده.
كما أعلن عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني»، المشارك في الحكومة، اليوم السبت بالعاصمة، عن عقد لقاءين منفصلين مع رئيس «الفجر الجديد» الطاهر بن بعيبش، ورئيس «جبهة الحكم الراشد» عيسى بلهادي، في «إطار استشارة موسعة تخص الانتخابات»، حسبما أعلن عنه للصحافة. وأكد أعضاء بـ«البناء» أنهم يترقبون تصريح الرئيس تبون برغبته في التمديد، حتى يعلنوا رسمياً تأييده وإطلاق حملة لصالحه.
وكانت الرئاسة قد أعلنت في 21 من مارس (آذار) الماضي أنه تقرر إجراء انتخابات رئاسية مبكرة يوم السابع من سبتمبر المقبل، أي قبل ثلاثة أشهر من موعدها الرسمي، من دون ذكر الأسباب. ولاحقاً قال تبون إن دوافع تسبيق الانتخاب «فنية أمْلتها ضرورة العودة إلى أجندة انتخابية مقبولة»، عادّاً أن انتخابات 2019 «كانت نتيجة لظروف خاصة».