مصر وصربيا تشددان على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي

السيسي حذر من خطورة استمرار التصعيد العسكري وتوسعه بالمنطقة

الفلسطينيون النازحون داخلياً الذين فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)
الفلسطينيون النازحون داخلياً الذين فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)
TT

مصر وصربيا تشددان على ضرورة تهدئة التوتر الإقليمي

الفلسطينيون النازحون داخلياً الذين فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)
الفلسطينيون النازحون داخلياً الذين فروا من شمال قطاع غزة يسيرون على طول طريق الرشيد (إ.ب.أ)

شددت مصر وصربيا على «ضرورة بذل المساعي كافة نحو تهدئة التوتر الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، وتحقيق الاستقرار في المنطقة». وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي، اليوم الأربعاء، مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، من «خطورة استمرار التصعيد العسكري وتوسعه بما يهدد أمن وسلامة المنطقة برمتها».

وتبذل مصر جهوداً «مكثفة» سعياً لمنع اتساع رقعة الصراع في منطقة الشرق الأوسط، بموازاة مساع مستمرة للاتفاق على «هدنة» في قطاع غزة بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب.

وقف إطلاق النار

تلقى السيسي اتصالاً هاتفياً من الرئيس الصربي، بحثا فيه التطورات الإقليمية والدولية، لا سيما الأوضاع في الشرق الأوسط. ووفق إفادة لمتحدث الرئاسة المصرية، أحمد فهمي، الأربعاء، فقد شدد الرئيسان على «ضرورة بذل المساعي كافة نحو تهدئة التوتر الإقليمي». فيما أكد السيسي على «أهمية تكاتف الجهود الدولية لتحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإغاثية لكل مناطق القطاع وحماية سكانه من خطر المجاعة». كما تشاور الرئيسان بشأن تطورات الأزمة الروسية - الأوكرانية وتداعياتها العالمية، وتوافقا على «مواصلة التشاور والتنسيق المشترك».

كما تضمن اتصال السيسي وفوتشيتش «التأكيد على متانة العلاقات التاريخية الممتدة بين مصر وصربيا، والإعراب عن الارتياح للتقدم الكبير الذي أحرزته العلاقات بين البلدين، في أعقاب زيارة الرئيس المصري إلى صربيا في يوليو (تموز) 2022»، بحسب «الرئاسة المصرية». وشدد الرئيسان على «أهمية تعزيز آليات التعاون الثنائي في المجالات كافة، كما تم بحث التعاون القائم بين الجانبين في المحافل والمنظمات الدولية، وسبل مواصلة التنسيق والتشاور في القضايا ذات الاهتمام المشترك».

امرأة فلسطينية نازحة تجلس بجانب كشك الطعام الخاص بها على الشاطئ في مخيم رفح للاجئين جنوب قطاع غزة (إ ب أ)

«هدنة غزة»

تقوم مصر إلى جانب الولايات المتحدة وقطر بدور الوسيط في مفاوضات غير مباشرة، تستهدف الاتفاق على «هدنة» في قطاع غزة، يتم خلالها «تبادل الأسرى» بين إسرائيل وحركة «حماس».

وأكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، مساء الثلاثاء، أن المحادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة «ما زالت مستمرة، ولم تنقطع، ويتم تقديم الأفكار بشكل دائم، وسنواصل فعل ذلك حتى تحقيق الهدف».

وبحسب ما أوردت «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، فقد ذكر شكري خلال مقابلة مع قناة «سي. إن. إن» الأميركية، أنه «ينبغي التركيز على التوصل إلى توافق في الآراء بين الجانبين (إسرائيل وحركة حماس) يؤدي إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتوفير المساعدات الإنسانية»، مضيفاً أنه «في هذه المرحلة لم نصل إلى هذه النقطة بعد، لكننا نعمل بجد، بتعاون مع الولايات المتحدة والشركاء القطريين، للتوصل إلى نقطة الاتفاق هذه». كما أكد شكري أن «الوضع لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، ولا يمكن حتى أن يستمر على المدى القصير بسبب الوضع الحالي من المعاناة الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في غزة»، مشدداً على «ضرورة حله في أقرب وقت ممكن من أجل المدنيين في غزة، ومن أجل الرهائن وتحقيق السلام في المنطقة».

دبابة إسرائيلية تغلق الطريق بينما يحاول الفلسطينيون النازحون داخليًا الذين فروا من شمال قطاع غزة (إ ب أ)

وبخصوص العملية العسكرية التي من المحتمل أن تشنها إسرائيل في مدينة «رفح» جنوب قطاع غزة، قال شكري إن «موقفنا واضح، ويتوافق مع الموقف الذي يؤيده المجتمع الدولي والولايات المتحدة وشركاؤنا في أوروبا الغربية بشكل عام، وهناك إجماع دولي عام على أن العملية العسكرية في رفح يجب ألا تحدث بسبب التداعيات المحتملة على السكان المدنيين المتكدسين هناك، ونحو 1.3 مليون مدني يحتمون في رفح في أوضاع شديدة الصعوبة. وأعتقد أن هذا الموقف يجب أن يُحترم من قبل الحكومة الإسرائيلية ويجب الالتزام به».

وحذرت عدة دول عربية وغربية بينها الولايات المتحدة من تداعيات تنفيذ عملية عسكرية في رفح المكتظة بالسكان.

* إدخال المساعدات

من جهته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن «احتواء التدهور المستمر والخطير في الوضع الأمني في المنطقة يبدأ بوضع حدٍ للمذبحة التي تواصل إسرائيل ارتكابها يومياً في غزة». ودعا إلى «تطبيق قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار بشكل فوري، وإدخال المساعدات الإنسانية للسكان الذين يعيشون الآن على حافة المجاعة». وجاء ذلك خلال لقاء أبو الغيط، الأربعاء، في القاهرة مع رئيس بعثة هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، المعنية بالمتابعة والمراقبة الميدانية لتطبيق اتفاقات الهدنة بين إسرائيل وجيرانها، باتريك جوشات.

أبو الغيط خلال لقاء باتريك جوشات في القاهرة (الجامعة العربية)

وقال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، جمال رشدي، إن اللقاء شهد تبادلاً لوجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية في ضوء الحرب، التي تواصل إسرائيل شنها على قطاع غزة، في تحدٍ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، وكذا على خلفية التصعيد الخطير والتوترات الأمنية المتلاحقة على أكثر من صعيد، لا سيما في الأيام الأخيرة. وأكد أبو الغيط أن «التصعيد يُمكن أن يخرج عن سيطرة الأطراف، التي تُمارسه بما يُهدد الأمن في المنطقة بأسرها».

وأوضح رشدي أن الأمين العام للجامعة استمع لعرض مفصل قدمه جوشات حول الأوضاع، والمواجهات على مختلف الجبهات التي تراقبها بعثة المراقبة الأممية، بما في ذلك الخط الأزرق الذي يُمثل خط الهدنة بين لبنان وإسرائيل. حيث أكد أبو الغيط أن «الحلول السياسية تظل الوسيلة الفضلى لتحقيق الأمن للأطراف كافة، لكن يظل من الصعب التوصل لمثل هذه الحلول، مع إصرار الاحتلال الإسرائيلي على تحقيق أهدافه باستخدام القوة المسلحة، ومواصلة استهداف المدنيين».


مقالات ذات صلة

أطباء مصريون يتقاطرون على غزة... لكن قوائم الجرحى طويلة

شمال افريقيا سعادة الفريق الطبي لدى وصولهم إلى مستشفى «ناصر الطبي» في خان يونس (الشرق الأوسط)

أطباء مصريون يتقاطرون على غزة... لكن قوائم الجرحى طويلة

قطع طبيب جراحة العظام المصري، حازم دياب، سفره في الخارج، بمجرد إبلاغه أنه سيكون ضمن أول وفد من الأطباء المصريين المسافرين إلى غزة، بعد وقف إطلاق النار.

رحاب عليوة (القاهرة )
شمال افريقيا مؤتمر صحافي مشترك بين الرئيس المصري ورئيس وزراء ماليزيا في القاهرة نوفمبر الماضي (الرئاسة المصرية)

تشديد مصري ماليزي على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية

شددت مصر وماليزيا على «ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي مقاتل من «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» يسلم الرهينة الإسرائيلي أور ليفي لممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر (د.ب.أ) play-circle

إسرائيل تتسلّم أسماء 3 رهائن ستُفرج عنهم «حماس» السبت

أعلنت إسرائيل، الجمعة، أنّها تسلّمت أسماء الرهائن الذين سيُفرج عنهم، السبت، ضمن سادس عملية تبادل في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين حركة «حماس» في غزة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (واس)

السيسي يجدد رفضه تهجير الفلسطينيين

أفادت الرئاسة المصرية، (الجمعة)، بأن الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، أكدا خلال اتصال هاتفي على رفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا محافظ شمال سيناء خلال زيارة مصابي غزة (محافظة شمال سيناء) play-circle 00:42

مصر تدعم بقاء الغزيين في القطاع بـ«منازل متنقلة» وجرافات لإزالة الركام

جدَّدت مصر رفضها دعوات «التهجير»، وأكدت الخميس، استقبال 12 ألف جريح منذ تطبيق وقف إطلاق النار في القطاع.

أحمد إمبابي (القاهرة )

«الوطني الليبي» يتوعّد مواصلة «حرب الجنوب»

خلال عملية لـ«الجيش الوطني» في منطقة زلة بالجنوب الليبي (الإدارة العامة للعمليات الأمنية)
خلال عملية لـ«الجيش الوطني» في منطقة زلة بالجنوب الليبي (الإدارة العامة للعمليات الأمنية)
TT

«الوطني الليبي» يتوعّد مواصلة «حرب الجنوب»

خلال عملية لـ«الجيش الوطني» في منطقة زلة بالجنوب الليبي (الإدارة العامة للعمليات الأمنية)
خلال عملية لـ«الجيش الوطني» في منطقة زلة بالجنوب الليبي (الإدارة العامة للعمليات الأمنية)

بينما توعّد «الجيش الوطني» الليبي بمواصلة «الحرب على الجريمة»، غداة إعلانه انتهاء العمليات العسكرية، التي نفّذها بمدينة القطرون بأقصى الجنوب الغربي، واستهدفت «أوكار المرتزقة والمخربين والمهربين، وداعمي الهجرة غير المشروعة»، نفت روسيا على لسان سفارتها وجود طائرات أو طيارين عسكريين لها فوق الأراضي الليبية.

المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» (أرشيفية - رويترز)

وقالت القيادة العامة لـ«الجيش الوطني»، التي نعت 8 من جنودها سقطوا في العملية العسكرية، إن «الرد على دمائهم الطاهرة سيكون بمواصلة الحرب على الجريمة، وحماية أمن ليبيا وسيادتها بكل قوة وحزم»، مشيرة إلى أن «تضحيات الشهداء ستظل نبراساً ينير طريق الواجب».

ووسط حضور رسمي، قالت رئاسة أركان القوات البرية، التي يقودها الفريق صدام حفتر، إنها «أقامت مراسم تأبين لثمانية من أبطالها، الذين ارتقوا شهداء خلال أداء واجبهم الوطني في مواجهة العصابات الإجرامية، التي تهدد أمن الوطن في جنوبنا الحبيب، وسط حضور رسمي وعسكري؛ مؤكدين بدمائهم الطاهرة أن ليبيا لن تكون ساحة للفوضى والإجرام».

من إحدى عمليات «الجيش الوطني» الليبي في الجنوب (الإدارة العامة للعمليات الأمنية)

ونعى فريق القيادة العامة باللجنة العسكرية المشتركة «5+5» ضحايا العملية العسكرية، وفق ما نقله الفريق أول، خيري التميمي، الأمين العام ومدير مكتب القائد العام المشير خليفة حفتر. كما تقدم رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب، أسامة حماد، بتعازيه لـ«القيادة العامة» ولأسر «الشهداء»، الذين ارتقوا خلال العمليات العسكرية «لتطهير الجنوب من المرتزقة وعصابات الاتجار بالبشر والمخدرات».

وكانت شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش، قالت إن العمليات التي نفّذتها قوة العمليات الخاصة برئاسة أركان القوات البرية انتهت، مشيرة إلى أنه «تم مصادرة المضبوطات، واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة ضد المتورطين». ونقلت «قناة ليبيا الحدث مباشر» عن صحيفة «إنفو» التشادية، أن 25 عنصراً من المعارضة التشادية قتلوا في المواجهة مع قوات «الجيش الوطني».

في غضون ذلك، نفت السفارة الروسية لدى ليبيا ما تردد بشأن مشاركة قوات لها في العملية العسكرية، التي شنها «الجيش الوطني»، وقالت، اليوم الجمعة، رداً على ما عدته «معلومات كاذبة»: «نوضح رسمياً لليبيين أنه لا يوجد طيران روسي على أراضي ليبيا، ولا يوجد طيارون عسكريون روس أيضاً»، ونصحت «كل من يعمل لدى قوى خارجية، غير صديقة لليبيا، بعدم تضليل شعبها من خلال الترويج لمواضيع ذات صلة بروسيا، من الفراغ وليس لها صلة بالواقع، بل من الخيال».

وكانت تقارير دولية عديدة تحدثت عن نقل عتاد عسكري روسي من سوريا إلى ليبيا، كما سبق أن أفادت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن بيانات تتبع أظهرت ارتفاعاً في عدد الرحلات الجوية الروسية من سوريا إلى قاعدة ليبية.

وقالت اللجنة الأمنية المشتركة، برئاسة مدير الإدارة العامة للعمليات الأمنية، اللواء جمال العمامي، رئيس «لجنة إعادة تنظيم الجنوب»، إنها تواصل عملياتها الأمنية في منطقة زلة، حيث تمكنت من ضبط «مجموعات من المهاجرين غير النظاميين، وكميات كبيرة من الوقود المهرب، بالإضافة للعثور على معدات وأجهزة خاصة بالحقول النفطية، نُهبت وسُرقت خلال فترة الحروب السابقة».

وأكدت اللجنة الأمنية أنها ستتخذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال هذه المضبوطات، ضمن جهودها المستمرة لمكافحة الجريمة المنظمة، وحماية مقدرات الدولة من العبث والنهب.

في شأن مختلف، نفى مكتب الإعلام بجهاز الإسعاف والطوارئ بالعاصمة الليبية، سقوط قذيفة على مواطنين بشارع الصريم بطرابلس، وقال إنه تواصل مع غرفة العمليات المركزية، وفرق الطوارئ بالجهاز ومركز الاتصال المحلي، وتأكد من «عدم صحة الشائعات حول سقوط قذيفة أدى إلى وفاة مواطنين»، مطالباً المنصات الإخبارية بـ«توخي الدقة».

الدبيبة خلال بدء التشغيل الأجنبي لمركز مصراتة للقلب (حكومة الوحدة)

على صعيد آخر، شهد عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، اليوم الجمعة، انطلاق التشغيل الأجنبي لمركز مصراتة للقلب والشرايين والأوعية الدموية، ضمن ما عدته حكومته «سلسلة المشاريع الصحية، التي سيتم افتتاحها خلال شهر فبراير (شباط) الحالي في مختلف أنحاء البلاد».

الدبيبة يتوسط الفريق العامل بمركز مصراتة للقلب (حكومة الوحدة)

وقالت الحكومة إن تشغيل المركز يأتي «في إطار شراكة بين الإدارة المحلية وشركة (Elegancia) للرعاية الصحية القطرية»؛ تنفيذاً لقرار رئيس الحكومة، الذي ينص على تفويض إدارة دعم وتطوير الخدمات الطبية، بالتعاقد مع الشركة لتشغيل عدد من المرافق الصحية في ليبيا لمدة 15 عاماً.

كما افتتح الدبيبة قسم أورام الأطفال بالمعهد القومي لعلاج الأورام في مصراتة، بعد استكمال تجهيزه، «وفق أعلى معايير الجودة الطبية»، بحسب مكتب الدبيبة.