قضت محكمة مصرية، الخميس، بأحكام تراوحت ما بين الإعدام والسجن المؤبد والمشدد، بحق 4 مدانين في حادث مقتل القائد العسكري اليمني اللواء حسن العبيدي، في شقته بمحافظة الجيزة، قبل نحو شهرين، فيما برّأت المحكمة متهمة خامسة، في الحادث الذي قالت التحقيقات إن «دافعه السرقة».
وعُثر على جثة اللواء حسن صالح بن جلال العبيدي (50 عاماً)، مدير دائرة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع اليمنية، ورئيس «حركة الإنقاذ الوطني»، داخل شقته بمنطقة فيصل في محافظة الجيزة (شمال مصر)، منتصف فبراير (شباط) الماضي. قبل أن تعلن وزارة الداخلية المصرية ضبط 5 أشخاص، بينهم 3 سيدات، وجّهت إليهم تهمة «القتل العمد بدافع السرقة».
وفي مطلع مارس (آذار) الماضي، أحالت محكمة جنايات الجيزة أوراق المتهم الرئيسي في الحادث إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي في الحكم بـ«إعدامه»، وحددت جلسة الأول من أبريل (نيسان) المقبل للنطق بالحكم في القضية، لكنها أجّلت الحكم إلى جلسة 4 أبريل، قبل أن تعيد فتح باب المرافعات من جديد لمحامي المتهمين، وفي نهاية الجلسة أصدرت حكمها.
وجاء منطوق الحكم بالإعدام شنقاً للمتهم الأول ويدعى رمضان بليدي «29 عاماً» عن جريمة القتل، ومعاقبته بالسجن المشدد 5 سنوات وغرامة 10 آلاف جنيه (الدولار يعادل نحو 47 جنيهاً مصرياً) عن تهمة حيازة سلاح ناري.
وقضت المحكمة بمعاقبة المتهم الثاني ويدعى عبد الرحمن شحاتة «17 عاماً»، والمتهمة الرابعة وتدعى سهير عبد الحليم «16 عاماً»، بالسجن المشدد 15 عاماً (طفلان لم يتجاوزا 18 عاماً). كما قضت بمعاقبة المتهمة الثالثة وتدعى إسراء عطية، بالسجن المؤبد (25 عاماً).
فيما برأت المحكمة المتهمة الخامسة وتدعى آية عبد اللطيف، بعدما وجّهت إليها النيابة تهمة إخفاء جزء من المسروقات.
بدأ الكشف عن الجريمة -حسب رواية «الداخلية»- بإبلاغ شقيق العبيدي مديرية أمن الجيزة، بعثوره على جثة شقيقه داخل شقته وبعثرة محتوياتها، حال زيارته لعدم تجاوبه معه منذ يومين سابقين. وعقب تحريات أمنية وجمع معلومات، جرى تحديد مرتكبي الواقعة. وهم «سائق سبق اتهامه في قضايا قتل وسرقة، وآخر يعمل خراطاً، وسيدتان»، فضلاً عن ابنة زوجة المتهم الأول، لإخفائها جزءاً من المسروقات.
وجاء في أمر الإحالة أن المتهمين من الأول إلى الرابع قتلوا اللواء العبيدي (50 سنة)، رئيس دائرة التصنيع بوزارة الدفاع اليمنية داخل شقته بفيصل في الجيزة، عمداً مع سبق الإصرار وسرقوه، بعدما بيّتوا النية وعقدوا العزم المصمم على ذلك. وأفادت التحقيقات بأن «اثنين من المتهمين استغلا استضافة المذكور (العبيدي) لهما بمنزله، ودسَّا أقراصاً منومة له بداخل مشروب في محاولة لتخديره، وتمكين الآخرين من الدخول لمسكنه، وتهديده بسلاح أبيض، إلا أنه قاومهم، فتعدَّوْا عليه، وأوثقوه، وأسقطوه على الأرض، مما أدى إلى وفاته، واستولوا على مبالغ مالية (عملات أجنبية ومحلية)، وبعض المقتنيات والمتعلقات الشخصية، بالإضافة إلى سيارة مستأجرة كانت موجودة بالقرب من سكنه، ولاذوا بالفرار بها».
وأشرفَ العبيدي على تصنيع مدرعات الجيش اليمني، خلال فترة حكم الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح. ورأَس دائرة التصنيع الحربي مطلع عام 2009. وحسب تحقيقات النيابة، فإن المجني عليه حضر إلى القاهرة قبل أسبوع من تركيا بغرض الزيارة، وأقام في شقة مستأجرة.
يُذكر أن السفارة اليمنية في القاهرة شكرت الأجهزة الأمنية المصرية على ما وصفته بـ«تجاوبها السريع، وتمكنها من ضبط الجناة والمسروقات في فترة وجيزة».
وقالت السفارة، في بيان سابق لها، إنها «تابعت، منذ تلقيها بلاغ مقتل العبيدي في شقته بالقاهرة، وقائع وملابسات القضية، ونسَّق ممثلو السفارة مع الأجهزة الأمنية المختصة في مصر للوصول إلى حقائق الواقعة».