تونس: «هيئة الدفاع» تستأنف الأحكام القضائية في قضية بلعيد والبراهمي

مؤيدون لشكري بلعيد يطالبون بالعدالة خلال المحاكمة (أ.ف.ب)
مؤيدون لشكري بلعيد يطالبون بالعدالة خلال المحاكمة (أ.ف.ب)
TT

تونس: «هيئة الدفاع» تستأنف الأحكام القضائية في قضية بلعيد والبراهمي

مؤيدون لشكري بلعيد يطالبون بالعدالة خلال المحاكمة (أ.ف.ب)
مؤيدون لشكري بلعيد يطالبون بالعدالة خلال المحاكمة (أ.ف.ب)

أعلنت هيئة الدفاع عن شكري بلعيد استئناف الأحكام القضائية الصادرة يوم 27 مارس (آذار) الماضي بحق 23 متهماً في قضية اغتيال القيادي اليساري شكري بلعيد، كما دعت إلى «إتمام الأعمال الكاشفة لحقيقة الاغتيال السياسي»، وتمسكت بضرورة «توسعة الأبحاث القضائية لتشمل عدداً أكبر من المتهمين الذين تمت تبرئتهم من قبل بشير العكرمي وكيل الجمهورية السابق بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة».

القياديان التونسيان المغدوران شكري بلعيد ومحمد البراهمي (الشرق الأوسط)

وقالت إيمان قزارة في مؤتمر صحافي عقدته هيئة الدفاع عن بلعيد و محمد البراهمي بمقر «دار المحامي» بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية وحمل شعار: «الحكم ما بعده»، إن تحديد عدد المتهمين في ملف اغتيال بلعيد بـ23 متهماً «لا ينصف القضية». ولفتت إلى أن «شبكة المتهمين أكبر بكثير من ذلك». وانتقدت القضاء التونسي، مؤكدة أن عدد المتهمين «حدد في شهر يونيو (حزيران) 2014، ولم يتم تجديد القائمة من خلال ما تفرزه التحقيقات الأمنية والقضائية».

وعدّت قزارة أن «معركة كشف الحقيقة في قضية اغتيال بلعيد، ما زالت متواصلة على مستوى مسار ملف الجهاز السري لحركة (النهضة) الذي له علاقة وثيقة بملف الاغتيال». وقالت: «ما تم من أعمال في ملف الاغتيال ما زال منقوصاً، ولا يؤدي إلى كشف خفايا الجريمة».

زعيم «النهضة» المسجون راشد الغنوشي (أ.ف.ب)

وفي السياق ذاته، قال عبد الناصر العويني، عضو هيئة الدفاع عن شكري بلعيد، إن «طريق كشف الحقيقة ما زالت متواصلة، وهي تتضمن ملفات عدّة، والأحكام الصادرة ابتدائياً لا تمثل إلا شقاً منها»، عادّاً أن هذا المسار سيتواصل لمعرفة «من تولى التخطيط والتمويل واتخاذ قرار الاغتيال»، موجهاً اتهامه المباشر إلى قيادات «حركة النهضة»، وتنظيم «أنصار الشريعة»، وهو ما يخفي وفق متابعين للنزاع السياسي بين اليسار وممثلي الإسلام السياسي، عدم اقتناع بالأحكام القضائية الصادرة قبل أسبوع.

وكشف العويني عن أسماء فاق عددها الثلاثين لمتهمين، قال «إنهم على علاقة بعملية الاغتيال، من بينهم مصطفى خضر والطاهر البحري»، ودعا إلى مواصلة «أعمال الكشف عن الحقيقة، وعدم لملمة الملف وإخفاء الحقائق».

متظاهرون أمام المحكمة للمطالبة بالعدالة في ملف اغتيال بلعيد (أرشيفية - أ.ف.ب)

ومنذ الإعلان عن الأحكام القضائية يوم 27 مارس الماضي، تواصل الجدل السياسي والقانوني المرافق للقضية منذ تنفيذ عملية الاغتيال في السادس من فبراير (شباط) 2013. وعبرت تصريحات منسوبة إلى قيادات سياسية يسارية عن «غضبها المكتوم»، وبخاصة بعد أن أصدرت «حركة النهضة» على لسان أمينها العام العجمي الوريمي، موقفاً إيجابياً تجاه تلك الأحكام، مؤكدة «براءتها من الاتهامات المتعلقة بعمليتي الاغتيال».

يُذكر أن الأحكام القضائية الصادرة في قضية اغتيال القيادي اليساري بلعيد، تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد والسجن لفترة حددت بـ120 سنة، والبراءة لخمسة متهمين، والمراقبة الإدارية لفترة تتراوح بين 3 و5 سنوات.

وتضمنت الأحكام التي شملت 23 متهماً، أحكاماً بالإعدام شنقاً حتى الموت ضد أربعة متهمين، وهم: عزّ الدين عبد اللاوي، ومحمد أمين القاسمي، ومحمد العكاري، ومحمد العوادي. كما قضت الدائرة الجنائية بالسجن مدّة ثلاثين عاماً في حقّ المتهم أحمد المالكي الملقب بـ«الصومالي» المتهم في قضية اغتيال النائب البرلماني محمد البراهمي.


مقالات ذات صلة

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

شمال افريقيا رئيسة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسي (أرشيفية - الإعلام التونسي)

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

هيئة الدفاع عن موسي: «التحقيقات في مرحلة أولى كانت قد انتهت إلى عدم وجود جريمة... وقرار القضاة كان مفاجئاً».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مظاهرة نظمها حقوقيون تونسيون ضد التضييق على الحريات (أرشيفية - إ.ب.أ)

20 منظمة حقوقية في تونس تنتقد توقيفات لنشطاء ونقابيين

شملت توقيفات جديدة بتونس نشطاء وصحافيين وعمالاً ونقابيين شاركوا في احتجاجات ضد طرد 28 عاملاً، بينهم نساء، من مصنع للأحذية والجلود لمستثمر أجنبي بمدينة السبيخة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مهاجرون عبر الصحراء الكبرى باتجاه أوروبا عبر ليبيا وتونس (رويترز)

السلطات التونسية توقف ناشطاً بارزاً في دعم المهاجرين

إحالة القضية إلى قطب مكافحة الإرهاب «مؤشر خطير لأنها المرة الأولى التي تعْرض فيها السلطات على هذا القطب القضائي جمعيات متخصصة في قضية الهجرة».

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي (أ.ف.ب)

تونس: إحالة ملف الرئيس الأسبق المرزوقي إلى الإرهاب بـ20 تهمة

إحالة ملف الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي إلى القضاء المكلف بالإرهاب، في 20 تهمة جديدة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا المرشح لرئاسية تونس العياشي زمال (الشرق الأوسط)

أحكام إضافية بسجن مرشح سابق للانتخابات الرئاسية في تونس

مجموع الأحكام الصادرة في حق الزمال «ارتفعت إلى 35 عاماً» وهو يلاحق في 37 قضية منفصلة في كل المحافظات لأسباب مماثلة.

«الشرق الأوسط» (تونس)

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
TT

انفراجة في أزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر

امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)
امتحانات لطلاب سودانيين بمصر (السفارة السودانية في القاهرة)

في انفراجة لأزمة المدارس السودانية الموقوفة بمصر، أعلنت السفارة السودانية بالقاهرة، إعادة فتح مدرسة «الصداقة»، التابعة لها، فيما ستقوم لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة لبعض المدارس الأخرى المغلقة، للتأكد من «توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي».

وفي يونيو (حزيران) الماضي، أغلقت السلطات المصرية المدارس السودانية العاملة في البلاد، لحين توفر اشتراطات قانونية لممارسة النشاط التعليمي، تشمل موافقات من وزارات التعليم والخارجية السودانية، والخارجية المصرية، وتوفير مقر يفي بجميع الجوانب التعليمية، وإرفاق بيانات خاصة بمالك المدرسة، وملفاً كاملاً عن المراحل التعليمية وعدد الطلاب المنتظر تسجيلهم.

وحسب تقديرات رسمية، تستضيف مصر نحو مليون و200 ألف سوداني، فروا من الحرب السودانية، إلى جانب ملايين آخرين يعيشون في المدن المصرية منذ عقود.

وقالت السفارة السودانية، في إفادة لها مساء الاثنين، إن السلطات المصرية وافقت على استئناف الدراسة في مدرسة «الصداقة» بالقاهرة، وإن «إدارة المدرسة، ستباشر أعمال التسجيل للعام الدراسي، الجديد ابتداء من الأحد الأول من ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتتبع مدرسة «الصداقة» السفارة السودانية، وافتتحت عام 2016، لتدريس المناهج السودانية لأبناء الجالية المقيمين في مصر، بثلاث مراحل تعليمية (ابتدائي وإعدادي وثانوي).

وبموازاة ذلك، أعلنت السفارة السودانية، الثلاثاء، قيام لجنة من وزارة التعليم المصرية، بزيارة بعض المدارس السودانية المغلقة، لـ«مراجعة البيئة المدرسية، والتأكد من توافر اشتراطات ممارسة النشاط التعليمي»، وشددت في إفادة لها، على أصحاب المدارس «الالتزام بتقديم جميع المستندات الخاصة بممارسة النشاط التعليمي، وفق الضوابط المصرية».

وفي وقت رأى رئيس «جمعية الصحافيين السودانيين بمصر»، عادل الصول، أن إعادة فتح «الصداقة» «خطوة إيجابية»، غير أنه عدّها «غير كافية»، وقال إن «المدرسة التي تمثل حكومة السودان في مصر، تعداد من يدرس فيها يقارب 700 طالب، ومن ثمّ لن تستوعب الآلاف الآخرين من أبناء الجالية»، عادّاً أن «استئناف النشاط التعليمي بباقي المدارس ضروري، لاستيعاب جميع الطلاب».

وأوضح الصول، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «غالبية السودانيين الذين فروا من الحرب، اختاروا مصر، رغبة في استكمال تعليم أبنائهم»، مشيراً إلى أن «توقف الدراسة بتلك المدارس منذ أكثر من ثلاثة أشهر، سبب ارتباكاً لغالبية الجالية»، وأشار إلى أن «المدارس التي تقوم وزارة التعليم المصرية بمراجعة اشتراطات التدريس بها، لا يتجاوز عددها 40 مدرسة، وفي حالة الموافقة على إعادة فتحها، لن تكفي أيضاً كل أعداد الطلاب الموجودين في مصر».

وسبق أن أشار السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين عدوي، إلى أن «عدد الطلاب السودانيين الذين يدرسون في مصر، أكثر من 23 ألف طالب»، وقال نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن «المستشار الثقافي بالسفارة، قام بزيارات ميدانية للعديد من المدارس السودانية المغلقة، للتأكد من التزامها بمعايير وزارة التعليم المصرية، لممارسة النشاط التعليمي»، منوهاً إلى «اعتماد 37 مدرسة، قامت بتقنين أوضاعها القانونية، تمهيداً لرفع ملفاتها إلى السلطات المصرية، واستئناف الدراسة بها».

وبمنظور رئيس لجنة العلاقات الخارجية بـ«جمعية الصداقة السودانية – المصرية»، محمد جبارة، فإن «عودة الدراسة لمدرسة الصداقة السودانية، انفراجة لأزمة المدارس السودانية»، وقال: «هناك ترحيب واسع من أبناء الجالية، بتلك الخطوة، على أمل لحاق أبنائهم بالعام الدراسي الحالي».

وأوضح جبارة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأمر يستوجب إعادة النظر في باقي المدارس المغلقة، لضمان لحاق جميع الطلاب بالعام الدراسي»، وشدد على «ضرورة التزام باقي المدارس السودانية، باشتراطات السلطات المصرية لممارسة النشاط التعليمي مرة أخرى».

وكان السفير السوداني بالقاهرة، قد ذكر في مؤتمر صحافي، السبت الماضي، أن «وزير التعليم السوداني، سيلتقي نظيره المصري، الأسبوع المقبل لمناقشة وضع المدارس السودانية».