المعارضة التونسية تكشف عن «شروطها» للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة

تطالب بـ«الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين المتهمين بالتآمر ضد أمن الدولة»

جانب من الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية (موقع جبهة الخلاص)
جانب من الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية (موقع جبهة الخلاص)
TT

المعارضة التونسية تكشف عن «شروطها» للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة

جانب من الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية (موقع جبهة الخلاص)
جانب من الوقفة الاحتجاجية الأسبوعية (موقع جبهة الخلاص)

كشف أحمد نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة والمدعومة من «حركة النهضة»، عن حزمة شروط للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية العام الحالي، مؤكداً أن هذه الجبهة السياسية «لم تحسم بعد في مسألة مشاركتها في الانتخابات الرئاسية، لعدم وضوح الرؤية السياسية، وعدم توفير مناخ انتخابي يوحي بالمنافسة الشفافة على كرسي الرئاسة».

وعلى هامش الوقفة الدورية التي نظّمتها «جبهة الخلاص الوطني» يوم السّبت في «شارع الحبيب بورقيبة» بالعاصمة، للمطالبة بإطلاق سراح السياسيين الموقوفين بتهمة «التآمر ضد أمن الدولة» للبعض منهم، وعدة تهم أخرى ضد البعض الآخر، قال الشابي إنّ «الجبهة تطالب بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها»، في إشارة لاقتراح بعض الأحزاب المناصرة للرئيس قيس سعيد إرجاء الانتخابات إلى سنة 2027.

أحمد نجيب الشابي زعيم «جبهة الخلاص» المعارضة (موقع الجبهة)

وتطالب الجبهة كذلك «بفتح باب الترشح لكرسي الرئاسة من دون شروط مجحفة ومخالفة للمعايير الدولية، بخاصة منها شرط توفر الحقوق المدنية والسياسية للمرشحين».

وفيما يتعلق بمدى تفاعل «جبهة الخلاص الوطني» مع دعوة «العائلة الديمقراطية» المكونة من عدد من الأحزاب اليسارية لدعم مرشح وحيد للانتخابات الرئاسية المقبلة، في إشارة إلى إمكانية دعم ترشح المنذر الزنايدي أو غيره، كشف الشابي أنه يساند هذه الفكرة «شريطة إجراء انتخابات تمهيدية تحسم بين المُرشحين، ودعم الفائز للترشح للانتخابات الرئاسية، على غرار ما يحدث في الديمقراطيات العريقة»، على حد تعبيره.

وتعول الأطراف المعارضة على انخراط اتحاد الشغل (نقابة العمال) في بلورة تصور سياسي لتجاوز الأزمة السياسية. كما أن إعلان عدد من المنظمات الحقوقية، من بينها «عمادة المحامين»، و«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، عن دعمها مسار الإصلاح السياسي الجدي والتمسك بتشريك كل الطبقة السياسية في العملية الانتخابية دون إقصاء، قد يمثل عنصر دعم للمعارضة التونسية التي قد تعترف بمسار 25 يوليو (تموز) 2021 شريطة عدم إقصائها من السباق الرئاسي.

تونسية تدلي بصوتها في الانتخابات الأخيرة التي شهدتها تونس (رويترز)

وتستعد الطبقة السياسية لإجراء الانتخابات الرئاسية نهاية السنة الحالية، في ظل جدل سياسي قائم حول «تنقية المناخ الانتخابي»، من خلال دعوة السلطات التونسية إلى «الإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين بخاصة منهم المتهمون بالتآمر ضد أمن الدولة» الذين تخلو الملفات القضائية الخاصة بهم من «أي أدلة جدية»، على حد تعبير هيئة الدفاع عنهم.

كما أن إعلان عصام الشابي رئيس «الحزب الجمهوري»، وعبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» نيتهما الترشح في الانتخابات الرئاسية 2024 وهما قابعان في السجن، ترك أثره على المشهد السياسي التونسي؛ إذ طالبت منظمات حقوقية تونسية ودولية بضرورة المحافظة على «الحقوق السياسية والمدنية للمعتقلين»، لكون التهم الموجهة لهم «سياسية»، في حين تعدها السلطات التونسية «قضايا حق عام».

عبير موسي أعلنت نيتها الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة من داخل السجن (موقع الحزب الدستوري الحر)

على صعيد آخر، أعلن محمد التليلي المنصري المتحدث باسم هيئة الانتخابات التونسية عن تقدم 260 ترشحاً لعضوية «المجلس الوطني للجهات والأقاليم» (الغرفة النيابية الثانية) للتنافس على 77 مقعداً، ومن بينهم 242 مرشحاً من مجالس الجهات، و18 مرشحاً من مجالس الأقاليم.

وأفاد المنصري بأن عملية البت في الترشحات ما زالت متواصلة، وتم مبدئياً رفض 3 ترشحات متأتية عن المجالس الجهوية، وأشار إلى أن يوم 28 مارس (آذار) الحالي، هو الموعد المحدد لانتخابات أعضاء «المجلس الوطني للجهات والأقاليم»، على أن يكون يوم غرة أبريل (نيسان) المقبل موعد الإعلان عن القائمة النهائية لتركيبة المجلس.


مقالات ذات صلة

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

المشرق العربي الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الجديدة للبرلمان الأردني (رويترز)

جدل «الإخوان» في الأردن يعود من بوابة البرلمان

مع بدء الدورة العشرين لمجلس النواب الأردني، الذي انتخب في العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي، بدأ الشحن الداخلي في معادلة الصراع بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

محمد خير الرواشدة (عمّان)
شمال افريقيا ممثلو دول أوروبية داخل مركز العدّ والإحصاء التابع لمفوضية الانتخابات الليبية (المفوضية)

ليبيا: إجراء الانتخابات المحلية ينعش الآمال بعقد «الرئاسية» المؤجلة

قال محمد المنفي رئيس «المجلس الرئاسي» إن إجراء الانتخابات المحلية «مؤشر على قدرة الشعب على الوصول لدولة مستقرة عبر الاستفتاءات والانتخابات العامة».

جمال جوهر (القاهرة)
الولايات المتحدة​ الملياردير إيلون ماسك (رويترز)

هل يمكن أن يصبح إيلون ماسك رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل؟

مع دخوله عالم السياسة، تساءل كثيرون عن طموح الملياردير إيلون ماسك وما إذا كان باستطاعته أن يصبح رئيساً للولايات المتحدة في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا وزير الداخلية جيرالد دارمانان (اليمين) متحدثاً إلى الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (رويترز)

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي

زلزال سياسي - قضائي في فرنسا يهدد بإخراج مرشحة اليمين المتطرف من السباق الرئاسي، إلا أن البديل جاهز بشخص رئيس «حزب التجمع الوطني» جوردان بارديلا.

ميشال أبونجم (باريس)
أوروبا جلسة برلمانية في «البوندستاغ»... (إ.ب.أ)

أكثر من 100 برلماني يتقدمون باقتراح لحظر حزب «البديل من أجل ألمانيا»

تقدم أكثر من 100 نائب ألماني باقتراح لرئيسة البرلمان لمناقشة حظر حزب «البديل من أجل ألمانيا» اليميني المتطرف.

راغدة بهنام (برلين)

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
TT

مصر للحد من «فوضى» الاعتداء على الطواقم الطبية

تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)
تسعى الحكومة لتوفير بيئة عمل مناسبة للأطباء (وزارة الصحة المصرية)

تسعى الحكومة المصرية للحد من «فوضى» الاعتداءات على الطواقم الطبية بالمستشفيات، عبر إقرار قانون «تنظيم المسؤولية الطبية وحماية المريض»، الذي وافق عليه مجلس الوزراء أخيراً، وسوف يحيله لمجلس النواب (البرلمان) للموافقة عليه.

وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، أن مشروع القانون يهدف إلى «تحسين بيئة العمل الخاصة بالأطباء والفريق الصحي، ويرتكز على ضمان توفير حق المواطن في تلقي الخدمات الطبية المختلفة بالمنشآت الصحية، وتوحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يضمن عملهم في بيئة عمل جاذبة ومستقرة»، وفق إفادة وزارة «الصحة» المصرية، الجمعة.

وأشار الوزير المصري إلى تضمن القانون «توحيد الإطار الحاكم للمسؤولية المدنية والجنائية التي يخضع لها مزاولو المهن الطبية، بما يكفل الوضوح في هذا الشأن ويراعي صعوبات العمل في المجال الطبي»، مع الحرص على «منع الاعتداء على مقدمي الخدمة الصحية، وتقرير العقوبات اللازمة في حال التعدي اللفظي أو الجسدي أو إهانة مقدمي الخدمات الطبية، أو إتلاف المنشآت، وتشديد العقوبة حال استعمال أي أسلحة أو عصي أو آلات أو أدوات أخرى».

جانب من العمل داخل أحد المستشفيات (وزارة الصحة المصرية)

وحسب عضوة «لجنة الصحة» بمجلس النواب، النائبة إيرين سعيد، فإن «هذه الخطوة تأخرت كثيراً»، مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» أن مشروع القانون كان يفترض جاهزيته منذ عامين في ظل مناقشات مستفيضة جرت بشأنه، لافتة إلى أن القانون سيكون على رأس أولويات «لجنة الصحة» فور وصوله البرلمان من الحكومة تمهيداً للانتهاء منه خلال دور الانعقاد الحالي.

لكن وكيل نقابة الأطباء المصرية، جمال عميرة، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القانون «لا يوفر الحماية المطلوبة للأطباء في مقابل مضاعفة العقوبات عليهم حال الاشتباه بارتكابهم أخطاء»، مشيراً إلى أن المطلوب قانون يوفر «بيئة عمل غير ضاغطة على الطواقم الطبية».

وأضاف أن الطبيب حال تعرض المريض لأي مضاعفات عند وصوله إلى المستشفى تتسبب في وفاته، يحول الطبيب إلى قسم الشرطة ويواجه اتهامات بـ«ارتكاب جنحة وتقصير بعمله»، على الرغم من احتمالية عدم ارتكابه أي خطأ طبي، لافتاً إلى أن النقابة تنتظر النسخة الأخيرة من مشروع القانون لإصدار ملاحظات متكاملة بشأنه.

وشهدت مصر في الشهور الماضية تعرض عدد من الأطباء لاعتداءات خلال عملهم بالمستشفيات من أقارب المرضى، من بينها واقعة تعدي الفنان محمد فؤاد على طبيب مستشفى «جامعة عين شمس»، خلال مرافقته شقيقه الذي أصيب بأزمة قلبية الصيف الماضي، والاعتداء على طبيب بمستشفى «الشيخ زايد» في القاهرة من أقارب مريض نهاية الشهر الماضي، وهي الوقائع التي يجري التحقيق فيها قضائياً.

وقائع الاعتداء على الطواقم الطبية بالمستشفيات المصرية تكررت خلال الفترة الأخيرة (وزارة الصحة المصرية)

وينص مشروع القانون الجديد، وفق مقترح الحكومة، على تشكيل «لجنة عليا» تتبع رئيس مجلس الوزراء، وتعد «جهة الخبرة الاستشارية المتعلقة بالأخطاء الطبية، والمعنية بالنظر في الشكاوى، وإصدار الأدلة الإرشادية للتوعية بحقوق متلقي الخدمة بالتنسيق مع النقابات والجهات المعنية»، حسب بيان «الصحة».

وتعوّل إيرين سعيد على «اللجنة العليا الجديدة» باعتبارها ستكون أداة الفصل بين مقدم الخدمة سواء كان طبيباً أو صيدلياً أو من التمريض، ومتلقي الخدمة المتمثل في المواطن، لافتةً إلى أن تشكيل اللجنة من أطباء وقانونيين «سيُنهي غياب التعامل مع الوقائع وفق القوانين الحالية، ومحاسبة الأطباء وفق قانون (العقوبات)».

وأضافت أن مشروع القانون الجديد سيجعل هناك تعريفاً للمريض بطبيعة الإجراءات الطبية التي ستُتخذ معه وتداعياتها المحتملة عليه، مع منحه حرية القبول أو الرفض للإجراءات التي سيبلغه بها الأطباء، وهو «أمر لم يكن موجوداً من قبل بشكل إلزامي في المستشفيات المختلفة».

وهنا يشير وكيل نقابة الأطباء إلى ضرورة وجود ممثلين لمختلف التخصصات الطبية في «اللجنة العليا» وليس فقط الأطباء الشرعيين، مؤكداً تفهم أعضاء لجنة «الصحة» بالبرلمان لما تريده النقابة، وتوافقهم حول التفاصيل التي تستهدف حلاً جذرياً للمشكلات القائمة في الوقت الحالي.