رئيس «النهضة» التونسية بالنيابة يطعن في قرار القضاء

يواجه تهمتي «عدم الإشعار عن جرائم إرهابية» و«ربط الصلات بجهات أجنبية»

منذر الونيسي رئيس «حركة النهضة» بالنيابة (الشرق الأوسط)
منذر الونيسي رئيس «حركة النهضة» بالنيابة (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «النهضة» التونسية بالنيابة يطعن في قرار القضاء

منذر الونيسي رئيس «حركة النهضة» بالنيابة (الشرق الأوسط)
منذر الونيسي رئيس «حركة النهضة» بالنيابة (الشرق الأوسط)

بعد أكثر من 6 أشهر على إصدار القضاء قراراً يقضي بسجن منذر الونيسي، رئيس «حركة النهضة» بالنيابة، كشف قاضي التحقيق الأول بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتونس العاصمة قائمة التهم الموجهة للونيسي، فيما عرف في تونس بقضية «التسجيلات الصوتية»، بعد الإعلان عن قرار ختم وإنهاء الأبحاث في هذا الملف والإحالة على دائرة الاتهام.

ويواجه الونيسي مجموعةً من التهم الخطيرة، التي ترتقي إلى «الخيانة العظمى»، وتضم قائمة الاتهامات عدم الإشعار عن ارتكاب جرائم إرهابية في تونس، وربط الصلة مع جهات أجنبية من أجل السيطرة على السلطة.

راشد الغنوشي مع عدد من قيادات «النهضة» (غيتي)

وسارع فريق الدفاع عن الونيسي إلى الطعن في قرار إنهاء البحث وتحديد مجموع التهم الموجهة إليه، مؤكداً أن التهم «سياسية»، وأن الملف القضائي برمته خال من أي إدانة فعلية، وفق ما قال فريق الدفاع الذي تولى استئناف القرار لدى دائرة الاتهام المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب.

وتصدرت قضية الونيسي واجهة الأحداث السياسية في تونس، بعد اعتقاله في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي على خلفية تسجيلات صوتية سربت على مواقع التواصل الاجتماعي، تتعلق بالمشهد السياسي في تونس، و«حركة النهضة» على وجه التحديد، حيث تحدث الونيسي، الذي كان يعد آنذاك لعقد مؤتمر انتخابي لـ«حركة النهضة»، كان مبرمجاً خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي كان يطمح لرئاسة الحزب إثر اعتقال رئيسه راشد الغنوشي، عن تحالفات تعقدها «النهضة» مع رجال أعمال نافذين من الساحل التونسي من أجل التموقع مجدداً في الخريطة السياسية، والعودة للسلطة في الانتخابات الرئاسية المقررة نهاية سنة 2024.

كما لفت الونيسي إلى وجود أطراف تريد قيادة «حركة النهضة» من داخل السجن، وأطراف أخرى تريد قيادتها من الخارج، على حد تعبيره، وهاجم في تلك التسجيلات الصوتية رئيس الحركة راشد الغنوشي وعائلته، مشيراً إلى وجود فساد داخل الحزب الذي تزعم الساحة السياسية بعد ثورة 2011، واتهمه بتلقي تمويلات أجنبية.

القيادي في «حركة النهضة» علي العريض المتهم بـ«التآمر على أمن الدولة» (الشرق الأوسط)

ويعود ملف التسريبات الصوتية التي بنيت عليها القضية إلى الرابع من سبتمبر (أيلول) الماضي، حينما نشرت الصحفية التونسية شهرزاد عكاشة تسجيلاً لجزء من محادثة هاتفية جمعتها بالونيسي، تناولت الصراعات داخل «حركة النهضة»، لكن الونيسي نفى كل ما تضمنته تلك التسجيلات، التي يبدو وفق عدد من المراقبين أنه لم يكن ينتظر نشرها، وأنه تم جره للحديث والإيقاع به لتناول ملفات سياسية بعينها، مؤكداً أنه «مفبرك ومحض افتراء، ومحاولة يائسة للإساءة لـ(حركة النهضة)، كما نفى حصول أي اجتماع مع رجلي الأعمال الوارد ذكرهما في التسجيل، واللذين ينتميان لمنطقة الساحل التونسي، الذي يسيطر على المشهد السياسي. وبعد انتشار التسريب الصوتي أنكرت عدة شخصيات ما جاء في تلك التسجيلات الصوتية المثيرة للجدل».

يذكر أن أهم قيادات «حركة النهضة» تقبع في السجن، بعد إقرار الرئيس قيس سعيد التدابير الاستثنائية منذ يوم 25 يوليو (تموز) 2021، يأتي في مقدمتها راشد الغنوشي، ونائباه علي العريض ونور الدين البحيري، بعد أن وجهت لهم عدة تهم خطيرة، من بينها التآمر على أمن الدولة التونسية، وتسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر.



مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
TT

مصر: رفع أسماء 716 شخصاً من «قوائم الإرهاب»

مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)
مقر النيابة العامة المصرية (النيابة العامة)

قرّرت محكمة الجنايات في مصر «رفع أسماء 716 شخصاً من قوائم الكيانات الإرهابية، والإرهابيين»، ووفق إفادة للنيابة العامة المصرية، الأحد، فإن إجراء رفع أسماء مدرجين بـ«قوائم الإرهاب» يأتي في إطار توجه للحكومة المصرية بـ«مراجعة موقف جميع قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين؛ تمهيداً لرفع كل من يثبت توقف نشاطه الإرهابي من تلك القوائم».

ويحق للأسماء التي تم رفعها من «قوائم الإرهاب» التمتع بكامل حقوقها القانونية، سواء في التصرف في أموالها، أو السفر والانتقال، وفق القانون المصري.

ويقضي قانون أقرّته السلطات المصرية في عام 2015 بفرض عقوبات على الأشخاص المدرجين على «قوائم الإرهاب»، تشمل وضعهم على قوائم ترقب الوصول، ومصادرة جوازات سفرهم، وتجميد أصولهم المالية. وكلفت النيابة العامة المصرية الجهات الأمنية بمراجعة الموقف الأمني للمدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين، للوقوف على مدى استمرار نشاطهم الإرهابي؛ تمهيداً لرفع كل من يثبت توقف نشاطه من تلك القوائم، وفق إفادة النيابة العامة، الأحد.

وأشارت «النيابة» إلى أن «تحريات الجهات الأمنية، أسفرت عن توقف 716 شخصاً، من المدرجين بقوائم الإرهاب، عن أنشطتهم غير المشروعة، ضد الدولة ومؤسساتها»، وأضافت أن «محكمة الجنايات، وافقت على الطلب المقدم من النائب العام المصري، المستشار محمد شوقي، برفع أسمائهم من تلك القوائم».

وفي مايو (أيار) الماضي، قضت محكمة النقض المصرية، بإلغاء قرار قضائي، بإدراج نحو 1500 شخص، بينهم لاعب كرة القدم المصري السابق، محمد أبو تريكة، على «قوائم الإرهاب»، وإعادة النظر في قضيتهم.

ويرى عضو لجنة «العفو الرئاسي» في مصر، طارق العوضي، أن إجراء رفع أسماء مدرجين من قوائم الإرهاب «خطوة إيجابية تعزز مناخ الحريات بمصر»، وقال إنه «لأول مرة تقوم السلطات المصرية برفع هذا العدد الكبير من المدرجين على قوائم الإرهابيين»، داعياً الحكومة المصرية «لمواصلة إجراءات مراجعة موقف المدرجين كافة بتلك القوائم».

وأوضح العوضي لـ«الشرق الأوسط» أن «الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجّه بالإفراج عن المحبوسين من الأشخاص الذين تم رفع أسمائهم من قوائم الإرهابيين». وربط بين خطوة رفع أسماء من «قوائم الإرهاب»، وإجراءات الحكومة المصرية لإنهاء ملف المحبوسين احتياطياً، قائلاً إن «تلك الإجراءات تعكس إرادة سياسية لإنهاء تلك الملفات، وتعزيز مناخ الحريات».

واستجاب السيسي لتوصيات «الحوار الوطني» بمصر (الذي ضم شخصيات عامة وحزبية وأكاديميين وسياسيين) بشأن قضية «الحبس الاحتياطي»، وأكد على «أهمية تخفيض الحدود القصوى لمدد الحبس الاحتياطي، وضرورة الحفاظ على طبيعته بوصفه إجراءً وقائياً تستلزمه ضرورة التحقيق، دون أن يتحول لعقوبة»، وفق إفادة للرئاسة المصرية في أغسطس (آب) الماضي.

جلسة محاكمة سابقة لعناصر من «الإخوان» بتهمة «الانضمام إلى جماعة على خلاف القانون» (أ.ف.ب)

وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ ديسمبر (كانون الأول) عام 2013، وعدّتها «جماعة إرهابية». ويخضع مئات من قادة وأنصار الجماعة، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا تعلّق معظمها بـ«التحريض على العنف»، وصدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن المشدد والمؤبد.

ورأى رئيس «لجنة حقوق الإنسان» بمجلس النواب المصري (البرلمان)، طارق رضوان، أن «مراجعة موقف المدرجين على قوائم الكيانات الإرهابية، خطوة نحو تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي»، مشيراً إلى أن «توجيه الرئيس المصري بمراجعة المدرجين على قوائم الإرهاب، يعكس التزامه بمبادئ العدالة وحقوق الإنسان».

وأوضح رضوان، في إفادة، الأحد، أن «ملف الكيانات الإرهابية والمدرجين على قوائم الإرهاب، من القضايا الحساسة التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن والاستقرار الاجتماعي»، ورأى أن مراجعة الحكومة المصرية لهذا الملف «خطوة تعزز قيم التسامح ومصداقيتها في محاربة الإرهاب»، وأشار إلى أن «هذه الخطوة ستسهم في تحسين الصورة العامة لمصر محلياً وخارجياً، وتُظهر التزامها بمبادئ حقوق الإنسان وحكم القانون».