كثفت قوات الأمن التونسية، خلال الأيام الماضية، حملاتها ضد المتهمين بالإرهاب، وبترويج المخدرات، وتهريب السلع والأموال والمهاجرين غير النظاميين، في أعقاب سلسلة من جلسات العمل في قصر الرئاسة في قرطاج ومقرات قصر رئاسة الحكومة في القصبة ووزارات الداخلية والعدل والمالية.
وأعلن المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني سلسلة من الإيقافات الجديدة في عطلة آخر الأسبوع لمتهمين بالإرهاب وترويج المخدرات والاتجار غير المشروع في الأقراص المخدرة والحشيش والتهريب، وجرائم مختلفة بينها الهجرة غير النظامية، وتهريب البشر، وتنظيم رحلات بحرية غير قانونية نحو جنوب أوروبا عبر «زوارق الموت».
استنفار أمني
في السياق نفسه، دعا وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، خلال زيارة عمل إلى المؤسسات الأمنية في محافظة سليانة شمال غربي البلاد، إلى «التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب».
وأعلن الوزير بمناسبة تدشينه المقرّ الجديد لـ«فوج حفظ النظام للأمن الوطني» عن عزم على مزيد التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة.
وتضمنت الكلمة التي ألقاها بحضور مسؤولين وأمنيين كبار، على الصعيدين الوطني والجهوي، إعلاناً عن رفع درجة الاستعداد العمليّاتي الأمني الميداني «بهدف مُكافحة ظاهرة التهريب والجريمة بمُختلف أشكالها والتّصدي لمُختلف التهديدات الإرهابيّة حفاظاً على أمن الوطن ومناعته».
تطرف وجريمة ومخدرات
وتعد محافظة سليانة وبقية محافظات الشطر الغربي للبلاد، وفق ما أورده الخبير الأمني نور الدين النيفر لـ«الشرق الأوسط» من بين أكثر المناطق التي ترتفع فيها نسب الفقر والبطالة، والإخفاق المدرسي، واستهلاك المخدرات وترويجها؛ «وهو ما يساعد على بروز ظواهر التطرف والإرهاب والتهريب والانحراف فيها».
كما وصف الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» هذه المحافظات بكونها «منطقة ظل» مقارنة بالشريط الساحلي والسياحي للبلاد؛ حيث تتمركز ثلاثة أرباع المؤسسات السياحية والصناعية والتجارية والموانئ، وفرص توظيف الشباب.
لذلك تقدر تقارير مراكز الدراسات الاجتماعية والأمنية والاستراتيجية أن المحافظات الغربية الفقيرة و«المهمشة»، وبينها محافظات سليانة والكاف والقصرين وحندوبة وقفصة القريبة من الحدود الجزائرية، تحولت إلى «مناطق يرتفع فيها منسوب التطرف والإرهاب والفساد والتهريب، وإقبال الشباب على الهجرة غير النظامية».
التصدي لتهريب البشر
وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الأمنية التونسية أنه في سياق التصدي لجريمة تهريب البشر والهجرة غير النظامية أحبطت «الوحدات العائمة التابعة لإقليم الحرس الوطني البحري» بوسط البلاد 21 عملية تهريب للمسافرين عبر زوارق صغيرة كانت تقل مئات المرشحين «لاجتياز الحدود البحرية خلسة».
ووفق المصدر نفسه، فقد نجحت قوات الحرس البحري في إنقاذ 538 مهاجراً غير نظامي من الغرق، بينهم 4 تونسيين و534 من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء.
وانُتشلت جثة مهاجر واحد مات غرقاً.
كما أعلنت مصالح وزارة الداخلية أن «وحدات إقليم الحرس الوطني بصفاقس»، حيث المدينة التونسية الأقرب إلى سواحل جنوب إيطاليا، اعتقلت 10 مهربين للمهاجرين غير النظاميين. وحجزت لديهم 8 مراكب بحرية حديدية، و13 محركاً لزوارق وكمية من المحروقات.
ووفق المصدر نفسه فقد كان هؤلاء المهربون محل بطاقات تفتيش أمنية، وقد أحيلوا إلى القضاء، وصودرت مراكبهم البحرية غير القانونية.