قائد الجيش الجزائري يتفقد «معنويات» الأفراد العسكريين وجاهزيتهم القتالية

حذَّر من «التهديدات التي تطرحها الأوضاع بالمنطقة»

قائد الجيش موجهاً التحية العسكرية لأفراد القوات البرية (وزارة الدفاع)
قائد الجيش موجهاً التحية العسكرية لأفراد القوات البرية (وزارة الدفاع)
TT

قائد الجيش الجزائري يتفقد «معنويات» الأفراد العسكريين وجاهزيتهم القتالية

قائد الجيش موجهاً التحية العسكرية لأفراد القوات البرية (وزارة الدفاع)
قائد الجيش موجهاً التحية العسكرية لأفراد القوات البرية (وزارة الدفاع)

شدد رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، أثناء زيارة منشأة عسكرية بالعاصمة، على «المحافظة على معنويات الأفراد في درجاتها العليا»، مؤكداً حرص القيادة العسكرية على «مواصلة جهود التحضير القتالي للوحدات والأفراد وفقاً للخطط والبرامج المقررة».

وقال خلال لقائه بضباط القوات الجوية، الأحد، ونشرت وزارة الدفاع مقاطع منه في فيديو على موقعها الإلكتروني، أن «رفع معنويات الأفراد يمثل أولوية الأولويات بالنسبة لنا في الجيش الوطني الشعبي، لأننا على يقين تام بأن مصدر تطور الجيوش عموماً، ومنبع قوتها وانتصاراتها، يعود تحديداً وأساساً إلى زادها المعنوي القوي».

قائد الجيش في اجتماع بمسؤولي قيادة القوات الجوية (وزارة الدفاع)

وأكد قائد الجيش أن «حسن القيام بالمسؤولية لا يرتبط بالمهارات العلمية والمعرفية والتحفيزات المادية فحسب، وإنما العامل الأساسي والأكثر أهمية، هو إيمان العسكري، في أي موقع كان، بقضيته وأنه مطالب بألا يدخر أي جهد لخدمة وحدته وجيشه ووطنه، وأن عليه واجب الوفاء بما عليه من التزامات، مهما كلفه ذلك من جهد وتضحيات». وتابع شنقريحة أثناء هذه الزيارة، شرحاً حول الخطة المتبعة لتطوير القوات الجوية، وفق وزارة الدفاع.

ووفق ما تضمنته توجيهات شنقريحة لأفراد القوات الجوية، فإنه «يجري كسب رهان التفوق والفاعلية، بفضل النجاح في مسألة قيادة الرجال، وطرق التعامل معهم وأساليب توظيف إمكاناتهم وتوحيد جهودهم، خدمة لنجاح المهام المُـوكَلة، وهي مسؤولية في غاية النبل وفي غاية الأهمية، فهي تعني بالأساس ارتقاء المسؤول إلى مستوى مسؤوليته، من خلال إحاطة مرؤوسيه بكل أشكال الرعاية، لا سيما فيما تعلق بالتكوين والتدريب». كما دعا إلى «السهر على الصيانة الدورية والاستغلال الأمثل للطائرات، والوسائل الكبرى الموجودة في الحوزة».

من اللقاء بين قائد الجيش وضباط القوات البرية (وزارة الدفاع)

وأبرز قائد الجيش أن «الوعي بحساسية المهام وإدراك مقاصدها الوطنية وأهدافها السامية، من العوامل الثابتة والأكيدة الكفيلة بمنح العسكريين القدرات المعنوية التي تكفل للجيش مواصلة مسيرته المظفرة على درب التطوير والتحديث، لا سيما في خضم الأوضاع الدولية والجهوية الحالية، التي تستدعي منا جميعاً التحلي بمزيد من العزم والحزم والوعي بالتحديات الجسيمة المطروحة».

وكان قائد الجيش يشير، ضمناً، إلى الوضع عند الحدود مع مالي إثر الهجمات التي شنتها قوات الجيش المالي، نهاية العام الماضي، على معاقل المعارضة المسلحة بالمدن القريبة من الحدود الجزائرية، واستيلائها على أهمها بدعم فني من ميليشيات «فاغنر» الموالية لروسيا. وقرر الحكم العسكري في باماكو، مطلع العام، إلغاء «اتفاق السلام» مع الحركات المسلحة، واتهم الجزائر بـ«اتخاذ مواقف عدائية» منه.

قائد الجيش بمقر قيادة القوات الجوية (وزارة الدفاع)

والخميس الماضي، حضَّ شنقريحة كوادر القوات البرية أثناء زيارة لمقرها، على «المتابعة المستمرة لتطور الأوضاع الأمنية في المنطقة»، وما تطرحه من «تهديدات وتحديات تجب علينا مواجهتها». وشدد على «المحافظة على أعلى مستوى للجاهزية العملياتية لقوام المعركة لدينا، وتحضير القوات بكل الصرامة الواجبة، ومضاعفة التمارين بمختلف المستويات، من أجل التحكم الأمثل في منظومات الأسلحة الموجودة في حوزتنا، وتكييف أداء مستخدمينا مع التطور الهائل الذي تشهده فنون الحرب الحديثة».

والمعروف أن علاقة الجزائر بالنيجر ليست على ما يرام، منذ الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في 21 يوليو (تموز) الماضي... فقد رفضت السلطة العسكرية الجديدة، مقترح وساطة جزائرية لتسوية الوضع في هذا البلد، الذي يعدّ الأفقر في أفريقيا، والذي بات ملاذاً لتجار السلاح وشبكات الهجرة السرية والجماعات الجهادية.

ودفعت هذه التطورات اللافتة بالمنطقة، الجزائر إلى رفع جاهزية وحداتها العسكرية في الصحراء. وكثّف رئيس أركان الجيش من تنقلاته بين المنشآت ومقار النواحي العسكرية (عددها ستة) وفروعها، حيث دعا الضباط والعسكريين إلى «اليقظة والاستعداد الدائمين لرفع التحدي».


مقالات ذات صلة

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

شمال افريقيا تبون يلقي خطاباً أمام القضاة (الرئاسة)

الجزائر: تبون يهاجم فترة حكم بوتفليقة في ملف «محاسبة المسيرين النزهاء»

تبون: «مؤسسات الجمهورية قوية بالنساء والرجال المخلصين النزهاء، ومنهم أنتم السادة القضاة… فلكم مني أفضل تحية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا من لقاء سابق بين الرئيسين الفرنسي والجزائري (الرئاسة الفرنسية)

لائحة الخلافات بين الجزائر وفرنسا في اتساع متزايد

يقول صنصال إن «أجزاء كبيرة من غرب الجزائر تعود إلى المغرب»، وإن قادة الاستعمار الفرنسي «كانوا سبباً في اقتطاعها، مرتكبين بذلك حماقة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المعتقل بوعلام صنصال (أ.ف.ب)

كاتب جزائري شهير يواجه السجن بسبب «تحقير الوطن»

يواجه الكاتب الجزائري - الفرنسي الشهير بوعلام صنصال، عقوبة سجن تتراوح بين 12 شهراً و5 سنوات، بسبب تصريحات مستفزة بالنسبة للسلطات، أطلقها في فرنسا.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الروائي المثير للجدل كمال داود (حسابه بالإعلام الاجتماعي)

«قضية الروائي داود» تأخذ أبعاداً سياسية وقضائية في الجزائر

عقوبة سجن بين 3 و5 سنوات مع التنفيذ ضد «كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح المأساة الوطنية، أو يعتدّ بها للمساس بمؤسسات الجمهورية».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس تبون مع قائد الجيش (وزارة الدفاع)

الجزائر: شنقريحة يطلق تحذيرات بـ«التصدي للأعمال العدائية»

أطلق قائد الجيش الجزائري الفريق أول سعيد شنقريحة، تحذيرات شديدة اللهجة، في أول ظهور إعلامي له.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
TT

مؤتمر دولي في مصر يبحث تعزيز «الاستجابة الإنسانية» لغزة

وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال كلمته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا (وزارة الخارجية المصرية)

تستعد القاهرة لاستضافة مؤتمر دولي لدعم وتعزيز «الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، يوم الاثنين المقبل، بمشاركة إقليمية ودولية واسعة.

وأعلن وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، عن استضافة «مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة»، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، وقال خلال مشاركته في النسخة العاشرة لمنتدى حوارات روما المتوسطية بإيطاليا الاثنين: «المؤتمر سيبحث إجراءات تعزيز الاستجابة الإنسانية لقطاع غزة»، حسب إفادة للخارجية المصرية.

وأعاد عبد العاطي التأكيد على محددات الموقف المصري تجاه التطورات الإقليمية، التي تتضمن «ضرورة وقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان، وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، ونفاذ المساعدات الإنسانية دون عوائق، فضلاً عن أهمية الانتقال لإيجاد أُفق سياسي لتنفيذ حل الدولتين».

وكشفت مصادر مصرية مطلعة أن «المؤتمر سيعقد على مستوى وزراء الخارجية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «الحضور سيشمل تمثيلاً إقليمياً، من دول المنطقة، ودولياً، من المجتمع الدولي»، إلى جانب «تمثيل المؤسسات الدولية، ووكالات الأمم المتحدة المعنية بالقضية الفلسطينية، وعلى رأسها (الأونروا)».

وتجري القاهرة استعداداتها المكثفة لاستضافة المؤتمر، لضمان مشاركة واسعة فيه إقليمياً ودولياً، وفق المصادر، التي أشارت إلى أن «مصر ما زالت تتلقى تأكيدات من الدول التي ستشارك»، وأوضحت أن «المؤتمر سيناقش الأبعاد السياسية والأمنية والإنسانية للوضع في قطاع غزة»، وأن «دعم عمل وكالة (الأونروا)، سيكون من فعاليات المؤتمر».

ويعقد المؤتمر في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة، بعد قرار إسرائيل بحظر عمل أنشطة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

ويتوقف رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين، صلاح عبد العاطي، عند عقد المؤتمر بالتزامن مع الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، وقال إن «الفلسطينيين ينظرون بإيجابية لمؤتمر القاهرة الوزاري، أملاً في تحقيق اختراق لأزمة المساعدات الإنسانية، والتدخل لإنفاذ الدعم لسكان القطاع»، مشيراً إلى أن «استمرار الوضع الحالي، مع حلول موسم الشتاء، يفاقم من المعاناة الإنسانية للسكان بغزة».

وتحدث عبد العاطي عن الأهداف التي يأمل الفلسطينيون أن يحققها المؤتمر، ودعا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «ضرورة أن يحقق المؤتمر استجابة إنسانية سريعة لسكان القطاع، كما حدث في التدخلات المصرية السابقة»، إلى جانب «ممارسة ضغوط على الجانب الإسرائيلي لفتح المعابر أمام المساعدات الإغاثية»، كما طالب بـ«تشكيل تحالف دولي إنساني لدعم الإغاثة الإنسانية لغزة».

وتقول الحكومة المصرية إنها قدمت نحو 80 في المائة من حجم المساعدات الإنسانية المقدمة لقطاع غزة، وفق تصريحات لوزير التموين المصري في شهر مايو (أيار) الماضي.

واستضافت القاهرة، في أكتوبر من العام الماضي، «قمة القاهرة للسلام»، بمشاركة دولية واسعة، بهدف «دفع جهود المجتمع الدولي لوقف إطلاق النار، والعمل على تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة».

وباعتقاد أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، طارق فهمي، أن «مؤتمر القاهرة الوزاري يستهدف إعادة تقديم القضية الفلسطينية للواجهة الدولية، مرة أخرى، في ضوء التطورات الإقليمية»، وقال إن «توقيت ومستوى التمثيل في المؤتمر، يقدمان رسائل تنبيه مبكرة لخطورة الوضع في القطاع، والمسار المستقبلي للقضية الفلسطينية على الصعيد الدولي».

وستتجاوز مناقشات المؤتمر حدود الدعم الإنساني والإغاثي لسكان قطاع غزة، وفقاً لفهمي، الذي قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤتمر سياسي بالدرجة الأولى، ويستهدف استعراض الجهود المبذولة، خصوصاً من الدول العربية، لوقف الحرب في القطاع»، مشيراً إلى أن «المؤتمر سيسعى لصياغة مقاربات جديدة للتعاطي مع الأزمة في غزة، والقضية الفلسطينية في المرحلة المقبلة، خصوصاً مع تولي إدارة دونالد ترمب مهامها الرسمية في أميركا».