تونس: 38 إصابة متفاوتة الخطورة إثر انفجار مركز لتعبئة الغاز

وزير الداخلية طالب بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسبابه

واجهة مركز توزيع وتعبئة تابع لإحدى الشركات البترولية الحكومية في رادس (أ.ف.ب)
واجهة مركز توزيع وتعبئة تابع لإحدى الشركات البترولية الحكومية في رادس (أ.ف.ب)
TT

تونس: 38 إصابة متفاوتة الخطورة إثر انفجار مركز لتعبئة الغاز

واجهة مركز توزيع وتعبئة تابع لإحدى الشركات البترولية الحكومية في رادس (أ.ف.ب)
واجهة مركز توزيع وتعبئة تابع لإحدى الشركات البترولية الحكومية في رادس (أ.ف.ب)

أكد معز تريعة، المتحدث باسم الإدارة العامة للحماية المدنية (الدفاع المدني) التونسي، إصابة 38 شخصاً بإصابات متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى المستشفيات دون تسجيل خسائر بشرية في حصيلة أولية، وذلك إثر اندلاع حريق ضخم بمركز توزيع وتعبئة تابع لإحدى الشركات البترولية الحكومية في رادس (الضاحية الجنوبية للعاصمة)، التي تحتوي على أكبر ميناء في تونس.

وسارعت عناصر الدفاع المدني إلى مكان الحريق مباشرة بعد اندلاعه في حدود الساعة السادسة و20 دقيقة من صباح، اليوم (الخميس)، واستبعدت بصفة أولية وجود أي شبهة إجرامية أو إرهابية بعد الاستماع لعدد من التصريحات الرسمية، مؤكدة أن سبب الحريق يعود إلى تسرب للغاز خلال عمليات التعبئة التي تخضع لها قوارير الغاز المنزلي.

وأكدت سيطرتها على الحريق، وقالت إنها نقلت 19 مصاباً بحروق متفاوتة الخطورة من الدرجة الأولى والثانية إلى عدد من المستشفيات لتلقي العلاج، من مجموع 38 إصابة، من بينهم 4 مصابين وُصفت حالتهم بالخطيرة، وقد تمّ نقلهم إلى مستشفى الحروق البليغة في بن عروس.

كما كشفت عناصر الدفاع المدني عن تسخير 10 شاحنات إطفاء، وشاحنتي سلم، و8 سيارات إسعاف حماية مدنية، بالإضافة إلى 5 سيارات إسعاف لمواجهة آثار الانفجار الذي نجم عن الحريق.

وبالنظر إلى خطورة هذا الحادث وما خلفه من اضطرابات في حركة المرور في الضاحية الجنوبية للعاصمة، وتخوف السكان المجاورين للمنطقة الصناعية برادس من إمكانية تعرض حياتهم للمخاطر، خاصة وأن المنطقة تحتوي على أكبر مخازن للبترول، علاوة على أهم محطة لإنتاج الطاقة في تونس، توجه وزير الداخلية كمال الفقي برفقة المدير العام للحماية المدنية (الدفاع المدني)، للاطلاع على مخلفات الانفجار وطالبا بفتح تحقيق فوري للوقوف على أسبابه، خاصة وأن المنطقة تعد جد استراتيجية بالنسبة لأمن تونس.

ومن جهتها، طمأنت السلطات المحلية والجهوية السكان، وأكدت سيطرتها الكاملة على الوضع في منطقة رادس.

ومع ذلك نقل عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مخاوفهم، خاصة بعد أن شوهدت أعمدة الدخان المتصاعدة على مسافة كيلومترات من مكان الحادث، وذهب البعض منهم إلى عدّ الانفجار حدثاً شبيهاً بما حصل في ميناء بيروت قبل سنوات، لكن آخرين عدّوا أنه لا وجه للمقارنة بين الحادثتين.

في السياق ذاته، أدى كل من وزير الصحة علي مرابط ووزيرة الصناعة فاطمة ثابت زيارة إلى المصابين، الذين أدخلوا مستشفى الحروق البليغة لتلقي العلاج، والاطمئنان على صحة الجرحى، خاصة أن أربعة منهم في قسم العناية المركزة.


مقالات ذات صلة

انفجار سيارة مفخخة بشمال غربي باكستان يسفر عن مقتل 12 جندياً

آسيا جنود باكستانيون (رويترز - أرشيفية)

انفجار سيارة مفخخة بشمال غربي باكستان يسفر عن مقتل 12 جندياً

قال الجيش الباكستاني، اليوم الأربعاء، إن انتحارياً فجّر سيارته المفخخة في نقطة تفتيش عسكرية بشمال غربي باكستان، مما أسفر عن مقتل 12 جندياً.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
المشرق العربي عناصر من قوى الأمن السورية ومدنيون يتفقدون مكاناً تعرّض لقصف جوي بحي المزة في دمشق أمس (إ.ب.أ)

هجوم إسرائيلي يستهدف منطقة المزة بدمشق

أفادت «الوكالة العربية السورية» للأنباء (سانا) بأن هجوماً إسرائيلياً استهدف منطقة المزة بدمشق، اليوم (الجمعة).

«الشرق الأوسط» (بيروت)
أميركا اللاتينية جثة الشخص الذي قُتل جراء أحد الانفجارين أمام ساحة أمام المحكمة (أ.ف.ب)

إخلاء المحكمة العليا في البرازيل بعد انفجارين بالقرب منها

قالت الشرطة وشهود إنه جرى إخلاء المحكمة العليا في البرازيل بعد وقوع انفجارين خارج مبناها، مساء أمس الأربعاء، فيما قُتل شخص جراء أحد الانفجارين.

«الشرق الأوسط» (ساو باولو)
آسيا موقع انفجار قنبلة في محطة السكك الحديدية في كويتا جنوب غربي باكستان (أ.ب)

باكستان: 26 قتيلاً في تفجير نفَّذه انفصاليون بلوش بمحطة للقطارات

قُتل 26 شخصاً على الأقل، بينهم 14 جندياً، صباح اليوم (السبت) جراء تفجير تبناه انفصاليون من البلوش، في محطة القطارات الرئيسية بإقليم بلوشستان.

«الشرق الأوسط» (اسلام آباد)
شؤون إقليمية انفجار في مصفاة نفط «توبراش» في شمال غربي تركيا (إعلام تركي)

انفجار في أكبر مصفاة للنفط في تركيا

مصفاة «توبراش» أكبر مصفاة للنفط في تركيا، وتقع في ولاية كوجا إيلي شمال غربي البلاد.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
TT

حوادث مرورية متكرّرة تفجع مصريين

الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)
الطرق السريعة في مصر (وزارة النقل المصرية)

شهدت مناطق متفرقة في مصر حوادث مرورية مفجعة، أخيراً؛ مما أثار تساؤلات حول أسباب تكرارها، في حين رأى خبراء أن «غالبية تلك الحوادث تقع نتيجة لأخطاء من العنصر البشري».

وشهدت مصر، الجمعة، حادثاً أُصيب خلاله نحو 52 شخصاً، إثر انقلاب حافلة (أتوبيس رحلات) على طريق «الجلالة - الزعفرانة» (شمال محافظة البحر الأحمر - جنوب مصر)، قبل توجهها إلى دير الأنبا أنطونيوس بالمحافظة.

وأعلنت وزارة الصحة المصرية «خروج جميع المصابين من المستشفى، بعد تحسّن حالاتهم»، وقالت في إفادة لها، الجمعة، إن «الحادث أسفر عن إصابة 52 راكباً؛ نُقل 31 منهم إلى مستشفى (رأس غارب) التخصصي، في حين تم إسعاف 21 مصاباً آخرين بموقع الحادث».

واحتجزت الأجهزة الأمنية سائق «الحافلة» المتسبّب في الحادث، في حين كلّفت السلطات القضائية لجنة فنية بفحص أسباب وقوع الحادث حول ما إذا كان عطلاً فنياً أم خطأ بشرياً نتيجة للقيادة الخاطئة، حسب وسائل إعلام محلية.

وأعاد انقلاب الحافلة بطريق «الجلالة - الزعفرانة» إلى الأذهان حادث انقلاب حافلة تابعة لجامعة «الجلالة الأهلية»، على الطريق السريع «الجلالة - العين السخنة»، في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ مما أدّى إلى وفاة 7 أشخاص، وإصابة نحو 25 آخرين.

وشهدت منطقة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة (غرب القاهرة) حادث «دهس» سيارة، دراجةً نارية كان يستقلها عامل «دليفري» (التوصيل المنزلي)؛ مما أدى إلى مقتله.

كما شهدت محافظة الفيوم (جنوب القاهرة) حادث انقلاب سيارة نقل ركاب، الخميس، على الطريق الصحراوي السريع؛ مما أدى إلى إصابة 14 شخصاً.

وأظهرت التحريات الأولية للحادث أن السيارة تعرّضت للانقلاب، نتيجة السرعة الزائدة، وفقدان السائق السيطرة عليها.

وسجّلت إصابات حوادث الطرق في مصر ارتفاعاً بنسبة 27 في المائة، على أساس سنوي، بواقع 71016 إصابة عام 2023، في حين بلغ عدد المتوفين في حوادث الطرق خلال العام نفسه 5861 حالة وفاة، بنسبة انخفاض 24.5 في المائة، وفقاً للنشرة السنوية لنتائج حوادث السيارات والقطارات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء المصري، في شهر مايو (أيار) الماضي.

طريق الجلالة (وزارة النقل المصرية)

وباعتقاد رئيس الجمعية المصرية لرعايا ضحايا الطرق (منظمة مدنية)، سامي مختار، أن «نحو 80 في المائة من حوادث الطرق يحدّث نتيجة لأخطاء من العنصر البشري»، مشيراً إلى أن «تكرار الحوادث المرورية يستوجب مزيداً من الاهتمام من جهات حكومية؛ للحد من وقوعها، وتعزيز السلامة على الطرق».

ودعا مختار، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى «ضرورة تكثيف حملات التوعية بالسلامة المرورية، لجميع مستخدمي الطرق، من سائقي السيارات والركاب»، قائلاً إن حملات التوعية يجب أن تشمل «التعريف بقواعد وآداب السير على الطرق، وإجراءات السلامة، والكشف على تعاطي المخدرات للسائقين في أثناء السير»، ومشدداً على ضرورة «تكثيف حملات الرقابة بخصوص تعاطي المخدرات في أثناء القيادة».

ولقي حادث انقلاب حافلة طريق «الجلالة» تفاعلاً من رواد منصات التواصل الاجتماعي في مصر؛ حيث دعوا إلى «مراجعة الحالة الفنية للطريق، بعد تكرار حوادث انقلاب حافلات الركاب عليه».

بينما يستبعد أستاذ هندسة الطرق بجامعة عين شمس، حسن مهدي، فرضية أن يكون وقوع الحوادث بسبب الحالة الفنية للطريق، مرجعاً ذلك إلى «عدم تكرار الحوادث في مكان واحد على الطريق»، ومشيراً إلى أن «وقوع الحوادث المرورية في مناطق متفرقة يعني أن السبب قد يكون فنياً؛ بسبب (المركبة)، أو لخطأ بشري من السائق».

وأشار مهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى ضرورة «تطبيق منظومة النقل الذكي، للحد من الحوادث، خصوصاً على الطرق السريعة»، مضيفاً أن «التوسع في المراقبة الذكية لحركة السير سيقلّل من الأخطاء، ويُسهم في التزام السائقين بإجراءات السلامة في أثناء القيادة»، وموضحاً أن «مشروع قانون المرور الجديد، المعروض أمام البرلمان ينص على تطبيق هذه المنظومة بشكل موسع».

وتضع الحكومة المصرية «قانون المرور الجديد» ضمن أولوياتها في الأجندة التشريعية لدور الانعقاد الحالي للبرلمان، وناقش مجلس النواب، في شهر أكتوبر الماضي «بعض التعديلات على قانون المرور، تضمّنت عقوبات مغلظة على مخالفات السير، والقيادة دون ترخيص».