الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا للارتقاء بـ«مستوى مسؤولياتهم»

المنفي والدبيبة يشددان على ضرورة إنهاء المرحلة الانتقالية

باتيلي مستقبلاً سفراء بعض الدول الأعضاء في الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مسار برلين (البعثة)
باتيلي مستقبلاً سفراء بعض الدول الأعضاء في الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مسار برلين (البعثة)
TT

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا للارتقاء بـ«مستوى مسؤولياتهم»

باتيلي مستقبلاً سفراء بعض الدول الأعضاء في الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مسار برلين (البعثة)
باتيلي مستقبلاً سفراء بعض الدول الأعضاء في الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مسار برلين (البعثة)

جدد عبد الله باتيلي، المبعوث الأممي إلى ليبيا، «الدعوة لجميع القادة للارتقاء إلى مستوى مسؤولياتهم»، في وقت يواصل فيه تكثيف لقاءاته بدبلوماسيين غربيين وسياسيين محليين بهدف إيجاد مخرج للأزمة الليبية.

وقال باتيلي إنه ناقش مع سفيرة كندا لدى ليبيا، إيزابيل سافارد، مساء (الخميس) العملية السياسية في البلاد، و«السبل الممكنة للدفع بها إلى الأمام»، وكذلك «تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية». كما أثنى⁠ باتيلي على «دعم الحكومة الكندية لعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا»، وعلى «جهودها المساندة لمبادرته لجمع الأطراف الليبية الخمسة الرئيسية لاجتماع سياسي عاجل، يهدف إلى تشكيل حكومة موحدة تقود ليبيا إلى الانتخابات، التي ستعيد الشرعية إلى المؤسسات الحالية منتهية الصلاحية».

والأطراف الخمسة هم القائد العام لـ«الجيش الوطني» خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح، بالإضافة إلى محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي، وعبد الحميد الدبيبة رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، إلى جانب محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة.

باتيلي يلتقي سفراء بعض الدول الأعضاء في الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الأمنية المنبثقة عن مسار برلين (البعثة)

كما التقى باتيلي سفراء بعض الدول الأعضاء في الرئاسة المشتركة لمجموعة العمل الأمنية، المنبثقة عن لجنة المتابعة الدولية التابعة لمسار «برلين». وقالت البعثة، مساء(الخميس)، إن الاجتماع الذي حضره سفراء فرنسا وإيطاليا وتركيا والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي، ناقش سبيل تكثيف وتنسيق جهود المجتمع الدولي لدعم المسار الأمني، للمساهمة في تحقيق السلام والأمن في ليبيا. فيما أوضح باتيلي أنه تم خلال الاجتماع الاتفاق على «ضرورة إبقاء الزخم في الحفاظ على المكاسب التي تحققت حتى الآن، وعقد اجتماع لمجموعة العمل الأمنية داخل ليبيا في أقرب وقت ممكن».

الدبيبة مستقبلاً مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم أبو شناف (حكومة «الوحدة»)

في غضون ذلك، اجتمع رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة، عبد الحميد الدبيبة، مساء (الخميس)، لمناقشة عدد من الملفات الخدمية، المتعلقة بتوفير احتياجات المواطنين، وتوفير السلع الأساسية خلال شهر رمضان المبارك، ووضع الضوابط اللازمة من وزارة الاقتصاد وجهاز الحرس البلدي. وأكدا على «ضرورة الذهاب للانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية»، بالإضافة إلى تفعيل اللجنة المالية العليا للقيام بمهامها في إدارة الإنفاق الحكومي، وفق عدالة التوزيع والاستخدام المناسب للموارد.

وكان الدبيبة قد ناقش مع مستشار الأمن القومي، إبراهيم أبو شناف، عدداً من القضايا السياسية والأمنية، وأكدا دور مجلس الأمن القومي في الحفاظ على الأمن القومي، الذي يشمل الأمن الغذائي والمائي والاقتصادي والمعيشي.

القطراني مستقبلاً رئيس الجمعية العمومية لمجلس شيوخ قبائل الطوارق في ليبيا (حكومة «الاستقرار»)

في شأن مختلف، عقدت بمدينة بني وليد (شمال غربي) ورشة عمل حول مشروع قانون إصلاح ذات البين، بحضور عدد من أعضاء مجلسي النواب والدولة، وأكاديميين وأساتذة القانون، وبرعاية لجنة الأمن القومي بالمجلس الأعلى للدولة.

وناقش الحضور، وفق المجلس الأعلى للدولة، آلية تحقيق مصالحة وطنية شاملة مستدامة، تسهم في بناء دولة الحق والقانون والسلام من خلال آليات عدالة انتقالية رسمية ومجتمعية، تراعي قيم المجتمع الليبي وتقاليده والمعايير المتعارف عليها دولياً.

كما بحت الحضور العدالة الانتقالية، التي تقوم على كشف الحقيقة والمحاكمات الجنائية وجبر الضرر والإصلاح المؤسسي، مشددين على ضرورة وجود سلطة شرعية لتهيئة الظروف، منها تفكيك وتعطيل القوة المسلحة خارج نفوذ الدولة لقابلية تنفيذ هذه القوانين، وتحصينها دستورياً ضد الدعاوي القضائية.

في غضون ذلك، دخل فتحي باشاغا، رئيس حكومة «الاستقرار» المقال، على الأزمة الواقعة بين الدبيبة ومحافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، وقال: «يؤسفني ما آل إليه الاقتصاد الوطني كنتيجة طبيعية لسياسات خاطئة ضحيتها المواطن البسيط». مناشداً جميع الأطراف المعنية «التعاون بما يضمن إيجاد حلول حقيقية للأزمة الاقتصادية الخانقة»، ومشيداً بما جاء في خطاب محافظ المصرف المركزي الموجه لرئيس مجلس النواب «لاتخاذ جملة من التدابير لمعالجة الاضطرابات الاقتصادية والمالية».

يأتي ذلك، فيما أثنى نائب رئيس حكومة «الاستقرار»، علي القطراني، على «الدور الوطني للطوارق، بعدّهم إحدى القبائل الليبية الأصيلة، وصاحبة دور تاريخي في بناء الدولة»، متعهداً بتقديم كل الدعم لتحقيق جميع الخدمات في مناطقهم.

باتيلي خلال لقائه السفيرة الكندية لدى ليبيا (البعثة الأممية)

وأوضح القطراني، اليوم (الجمعة)، خلال لقائه رئيس الجمعية العمومية لمجلس شيوخ قبائل الطوارق في ليبيا، الشيخ إبراهيم الصديق ابأكدة؛ أنه «من ضمن أولويات الحكومة الليبية تعزيز الوحدة الوطنية، وتحقيق الاستقرار في البلاد»، موضحاً أنها «أخذت على عاتقها توفير الخدمات الأساسية لكل المناطق دون استثناء». فيما استعرض رئيس الجمعية العمومية لمجلس شيوخ قبائل الطوارق أهم احتياجات مناطق مكون الطوارق في مجالات التعليم، والطرق والخدمات الصحية، مثمناً «دور الحكومة في تلبية احتياجاتهم».

في شأن مختلف، أعلن جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية نقل 76 مهاجراً من مدينة بنغازي إلى مركز إيواء وترحيل قنفودة في سرت، تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم. وأشار الجهاز في بيان اليوم (الجمعة) إلى أن المهاجرين ينتمون إلى دول نيجريا والنيجر والصومال وإثيوبيا والجزائر وإريتريا واليمن وغانا ومالي وسوريا وكينيا وساحل العاج والمغرب والكونغو.


مقالات ذات صلة

ليبيا: اجتماع مرتقب لأعضاء مجلسي النواب و«الدولة» في درنة

شمال افريقيا صورة وزعها مجلس النواب لوصول أعضائه إلى مدينة درنة

ليبيا: اجتماع مرتقب لأعضاء مجلسي النواب و«الدولة» في درنة

أعلن عبد الله بليحق، المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، وصول عدد من أعضائه إلى درنة التي ستستضيف، الاثنين، جلسة رسمية هي الأولى للمجلس بالمدينة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة في افتتاح أعمال المؤتمر الأول لقادة الاستخبارات العسكرية لدول جوار ليبيا (حكومة الوحدة)

مدينة ليبية تنتفض ضد «المرتزقة»... وحكومة الدبيبة

احتشد مئات المتظاهرين في مدينة بني وليد، شمال غربي ليبيا، الموالية لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي للتظاهر، منددين بـ«المرتزقة» والقوات والقواعد الأجنبية.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من اجتماع أعضاء بمجلسي «النواب» و«الأعلى للدولة» في بوزنيقة بالمغرب (المتحدث باسم مجلس النواب)

تباين ليبي بشأن تفعيل مخرجات «اجتماع بوزنيقة»

أعلن ممثلون عن مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة» في ليبيا، نهاية الأسبوع الماضي، توصلهم إلى اتفاق يستهدف إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في البلاد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من أشغال مؤتمر «قادة دول الاستخبارات العسكرية لدول الجوار» في طرابلس (الوحدة)

الدبيبة: لن نسمح بأن تكون ليبيا ساحة لتصفية الحسابات

الدبيبة يؤكد أن بلاده «لن تكون ساحة لتصفية الصراعات الإقليمية، ولن تستخدم ورقة ضغط في الصراعات الدولية والإقليمية».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا جانب من اجتماع اللجنة العسكرية الليبية المشتركة «5+5» في روما الخميس (البعثة الأوروبية)

ليبيا: خوري تسارع لتفعيل مبادرتها وسط صراع على ديوان المحاسبة

تسعى المبعوثة الأممية بالإنابة في ليبيا ستيفاني خوري إلى جمع الأفرقاء السياسيين على «المبادرة» التي أطلقتها أمام مجلس الأمن الدولي منتصف الأسبوع الماضي.

جمال جوهر (القاهرة)

وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا بديل لـ«منبر جدة»

وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)
وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)
TT

وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا بديل لـ«منبر جدة»

وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)
وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)

قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد، إن حكومته أكدت لنائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، الذي زار البلاد يوم السبت، تمسكها بمفاوضات «منبر جدة» لحل الأزمة السودانية، وإنها ترفض المشاركة في أي منبر بديل. وأضاف، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أنه «خلال الزيارة تم تأكيد موقف السودان الثابت حول (منبر جدة)، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ولا مجال للمشاركة في أي منبر آخر».

وكان الخريجي قد وصل العاصمة السودانية المؤقتة، بورتسودان، في زيارة لبضع ساعات التقى خلالها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق عبد الفتاح البرهان، فيما قال إعلام مجلس السيادة إن اللقاء تناول أيضاً العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها.

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية السوداني أن الهدف من زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة رمطان لعمامرة، الذي يزور السودان أيضاً، هو التعرف على مجريات الحرب في البلاد، وبحث سبل حماية المدنيين ومعالجة الملف الإنساني، موضحاً أن حكومته على استعداد للتعاون التام مع الأمم المتحدة. وكان لعمامرة قد قاد الاجتماع التشاوري الثالث لتنسيق مبادرات السلام في السودان، الإقليمية والدولية، الذي عقد في العاصمة الموريتانية نواكشوط، الأربعاء الماضي.

«قاعدة الزرق»

جانب من الدمار الذي خلّفه القتال في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

ميدانياً، أعلنت «قوات الدعم السريع»، الأحد، أنها استعادت السيطرة على القاعدة العسكرية في بلدة الزرق القريبة من مدينة الفاشر في إقليم دارفور بغرب السودان، بعد أن كانت قوات الجيش قد سيطرت عليها مساء السبت. وتضاربت التصريحات الرسمية بين طرفي الصراع في السودان - الجيش و«قوات الدعم السريع» - بشأن السيطرة على المنطقة المهمة الواقعة شرق مدينة الفاشر عاصمة الولاية.

وأعلن المتحدث باسم الحركات المسلحة التي تساند الجيش، أحمد حسين، أن قواتهم حققت نصراً استراتيجياً بتحرير منطقة «وادي هور» و«قاعدة الزرق» العسكرية ومطارها الحربي، لكن عناصر «قوات الدعم السريع» بثت، يوم الأحد، تسجيلات مصورة لقواتها من هذه المواقع، مؤكدة أنها تسيطر عليها تماماً.

وتضاربت تصريحات الطرفين حول السيطرة على هذه المواقع؛ إذ قال حسين في بيان نُشر على موقع «فيسبوك»، إنه تم دك حصون «قوات الدعم السريع»، وتطهير هذه المناطق الاستراتيجية من وجودهم بشكل كامل. وأضاف أن العملية العسكرية بدأت يوم السبت بتحرير قاعدة «بئر مرقي» والمطار العسكري، ثم السيطرة على «بئر شلة» و«دونكي مجور»، وصولاً إلى القاعدة الكبرى العسكرية في بلدة الزرق.

وقال إن «قوات الدعم السريع» هربت تاركة خلفها ما لا يقل عن 700 قتيل وجريح، فضلاً عن أسر عدد كبير منهم. كما تم تدمير أكثر من 122 آلية عسكرية، إضافة إلى السيطرة على 5 قواعد عسكرية تضم مطارين حربيين، ويجري فحص بقية المكاسب الاستراتيجية على مستوى القواعد والمطارات.

تطهير عرقي

أحد مخيمات النزوح في الفاشر (أ.ف.ب)

وأوضح في البيان أن هذه القواعد العسكرية كانت تمثل شرياناً لتهريب الأسلحة والوقود والمقاتلين من الدول المجاورة إلى داخل السودان، لمساندة «قوات الدعم السريع». وعدّ هذا التطور ضربة قاصمة لهذه القوات وأنه لم يعد لها أي وجود في قواعدها التاريخية بمنطقة وادي هور.

في المقابل، قالت «قوات الدعم السريع»، في بيان على «تلغرام»، إنها حررت، فجر الأحد، منطقة الزرق بولاية شمال دارفور، وطردت منها قوات الجيش والحركات المسلحة التابعة له، متهمةً هذه الحركات بارتكاب «تطهير عرقي بحق المدنيين العزّل في المنطقة، وتعمدت قتل الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى حرق وتدمير آبار المياه والأسواق ومنازل المواطنين والمستشفيات وجميع المرافق العامة والخاصة». واعتبرت أن استهداف المدنيين في مناطق تخلو من الأهداف العسكرية يمثّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ودعت المنظمات الإقليمية والدولية المعنية بحقوق الإنسان لإدانة هذه الممارسات ضد المدنيين.

وأضافت، في البيان، أن تحرير منطقة الزرق يؤكد قدرة «قوات الدعم السريع» على حسم المعارك العسكرية في إقليم دارفور. وأظهر فيديو على منصة «تلغرام» عناصر من «قوات الدعم السريع» على متن آليات عسكرية داخل السوق الرئيسية في منطقة الزرق، يؤكدون فيه سيطرتهم الكاملة على البلدة التي توغلت فيها قوات الجيش والحركات المسلحة المساندة له، في وقت سابق.

وتقع منطقة الزرق الاستراتيجية في مثلث الصحراء الكبرى على الحدود السودانية - الليبية - التشادية، وتبعد 87 كيلومتراً من مدينة الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» منذ أشهر، وهي آخر مدينة رئيسية في إقليم دارفور لا تزال في أيدي قوات الجيش.