تحالف دولي لإسقاط المساعدات الإنسانية على قطاع غزة

مصر أعلنت تعاونها مع الأردن وأميركا وفرنسا وهولندا وبلجيكا

المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
TT

تحالف دولي لإسقاط المساعدات الإنسانية على قطاع غزة

المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)

أعلنت مصر المشاركة في تحالف دولي لإسقاط المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية على قطاع غزة، وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العقيد غريب عبد الحافظ، الخميس: «تشارك عناصر من القوات الجوية المصرية في التحالف الدولي لإسقاط المساعدات على غزة من الأردن، وذلك بالتعاون مع نظيراتها من القوات الجوية الأردنية، والأميركية، والفرنسية، والهولندية، والبلجيكية، لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة بالمناطق المتضررة بشمال قطاع غزة».

ووفق المتحدث العسكري المصري، فإن «ذلك يأتي تزامناً مع إقلاع عدد من طائرات النقل العسكري المصرية والإماراتية من مطار العريش ضمن الجسر الجوي الممتد على مدار الأيام الماضية لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لمئات الأطنان من المساعدات الغذائية ومواد الإغاثة العاجلة، شمال قطاع غزة، لتعويض النقص الحاد في الغذاء والدواء جراء استمرار الأزمة الراهنة، وذلك انطلاقاً من الجهود الداعمة للفلسطينيين».

القوات الجوية المصرية خلال إسقاط المساعدات إلى قطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)

ومنذ الشهر الماضي، تتواصل عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على قطاع غزة، خصوصاً في مناطق الشمال التي «تعاني نقصاً حاداً في المساعدات الإغاثية»، وفق تقارير أممية. وانضمت الولايات المتحدة، قبل أيام، إلى عمليات الإسقاط للمساعدات.

ورأى المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن «خطوة الإسقاط الجوي تعبر عن إدراك العالم لطبيعة المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في شمال غزة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن التحركات العربية والدولية لتنفيذ الإسقاط الجوي «رسالة مهمة عن سوء الأوضاع الإنسانية ومحاولة التخفيف من التداعيات الكارثية للحصار الإسرائيلي».

وقال مراقبون إن «اللجوء إلى الإسقاط الجوي لإيصال المساعدات جاء عقب تعذر إيصالها لبعض المناطق في قطاع غزة». وأشاروا إلى أن «مناطق شمال ووسط القطاع لا تصل إليها شاحنات الإغاثة التي تدخل عبر معبر رفح».

تجهيز المساعدات لإسقاطها إلى الفلسطينيين في غزة (المتحدث العسكري المصري)

في السياق، أفاد مطاوع بأن «المساعدات التي يجري إسقاطها لا تزال غير كافية مقارنة باحتياجات الفلسطينيين، بالإضافة إلى ظهور حاجة ماسَّة الآن لتنسيق نقاط محددة للإسقاط، حتى يتم تحقيق الاستفادة القصوى منها، في ظل تدهور الحالة الإنسانية يوماً بعد الآخر». كما لفت إلى أن «الإسقاط الجوي للمساعدات في الشمال لا يمكن أن يكون بديلاً عن إدخال المساعدات براً إلى القطاع، نظراً لتنوع احتياجات السكان وصعوبة استمرار إسقاط المساعدات الجوية كطريق وحيدة لإدخال المساعدات؛ الأمر الذي يتطلب تحركات وضغوطاً دولية لإدخال قدر أكبر من المساعدات».

وبالفعل، ذكر مسؤول أميركي لوكالة أنباء «رويترز»، في وقت سابق، أن عمليات الإسقاط الجوي «سيكون لها تأثير محدود في التخفيف من معاناة السكان؛ فهي لا تحل المشكلة من جذورها». كما نقلت «رويترز»، السبت الماضي، عن بعض المسؤولين الأميركيين، أن «الإسقاط جواً وسيلة غير فعالة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، لأن كل عملية يمكن أن تنقل ما تحمله شاحنة إلى 4 شاحنات مساعدات فقط، في حين أنه يمكن إدخال ما يزيد على 250 شاحنة أو أكثر عبر البر».

وتزامن الإسقاط الجوي مع استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وقال رئيس «الهلال الأحمر المصري» في شمال سيناء، خالد زايد، الخميس، إن «150 شاحنة مساعدات دخلت إلى قطاع غزة، منها 80 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم، و70 من معبر رفح». وذكر زايد في بيان أن «6 شاحنات وقود عبرت الخميس أيضاً من معبر رفح»، مشيراً إلى أن «43 مصاباً فلسطينياً يرافقهم 33 من أقاربهم، بالإضافة إلى 456 من الأجانب والفلسطينيين من حاملي إقامات دول عربية وأجنبية، عبروا الخميس من غزة إلى الجانب المصري».

رجل فلسطيني ينقل أكياس المساعدات الإنسانية بسيارة في رفح بجنوب غزة (أ.ف.ب)

ونفت القاهرة في وقت سابق اتهامات إسرائيلية بـ«منعها دخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح»، وأكدت أكثر من مرة عبر تصريحات رسمية أن المعبر «لم يُغلق» من الجانب المصري منذ بدء الحرب في غزة.

وأعاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، التأكيد، مساء الأربعاء، على أن «(معبر رفح) مفتوح 24 ساعة، ولم ولن يُغلق». وأضاف في تصريحات متلفزة، نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، أن «مصر قدمت أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، حيث قدمت 75 في المائة من المساعدات التي دخلت لإغاثة الفلسطينيين في القطاع، وستتم مواصلة تقديم المساعدات»، لافتاً إلى أن «الدولة المصرية نبهت لملف التهجير القسري بشكل حاسم، وأصبح هناك موقف دولي لرفض التهجير القسري». كما أكد متحدث «الرئاسة المصرية» أن «الأوضاع في المنطقة صعبة للغاية، ومصر تواصل جهودها من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، واستمرار إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع».


مقالات ذات صلة

نتنياهو: العمل لا يزال جاريا على «آخر تفاصيل اتفاق» غزة

شؤون إقليمية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (رويترز)

نتنياهو: العمل لا يزال جاريا على «آخر تفاصيل اتفاق» غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليل الأربعاء-الخميس أنّ العمل لا يزال جاريا على معالجة «آخر تفاصيل» الاتفاق في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي شباب يدقون الطبول ويرقصو في شوارع دير البلح وسط قطاع غزة بعد دقائق من سماع نبأ الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العاصمة القطرية الدوحة (أ.ب)

دموع فرح ممزوجة بألم فراق الأحبة في غزة بعد وقف إطلاق النار

عبرت غادة، وهي أم لخمسة أطفال نزحت من منزلها في مدينة غزة أثناء الصراع المستمر منذ 15 شهرا، عن سعادتها الشديدة وقالت إنها تبكي «من الفرح».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية  رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (أ.ب)

نتنياهو يشكر ترمب وبايدن بعد التوصل لاتفاق غزة

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، الشكر للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على ضمان التوصل لاتفاق لإعادة الرهائن في غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
العالم العربي فلسطينيون سعداء بأنباء التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في غزة (رويترز)

20 قتيلاً في غارات إسرائيلية على غزة عقب إعلان اتفاق وقف النار

أفاد الدفاع المدني في قطاع غزة، مساء الأربعاء، بمقتل 20 فلسطينياً في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بعد إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.

المشرق العربي فلسطينيون فرحون بعد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة (أ.ب)

الأحداث الكبرى خلال 15 شهراً من الحرب في قطاع غزة (تسلسل زمني)

قال مسؤول مطلع على المفاوضات لوكالة «رويترز»، الأربعاء، إن إسرائيل وحركة «حماس» اتفقتا على وقف القتال في غزة وتبادل الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (غزة)

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
TT

المتحدث باسم «الصليب الأحمر»: ظروف إنسانية مأساوية بسبب الحرب في السودان

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)
المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان عدنان حزام (متداولة)

قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في السودان، عدنان حزام، إن «الحرب أفرزت واقعاً إنسانياً مريراً»، وإن حجم الاحتياجات كبير جداً، لكن المساعدات الإنسانية التي يتم تقديمها متواضعة بسبب تعقيدات الوصول إلى المناطق المتضررة من الحرب، وإدخال المساعدات وحركتها داخل البلاد».

وأضاف في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع الإنساني في السودان بات «مأساوياً»، إذ إن الملايين من السودانيين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة، مشيراً إلى أن «عشرات الآلاف قتلوا وأصيبوا جراء الحرب التي تسببت أيضاً في نزوح أكثر من 11 مليون داخل وخارج السودان، وتأثرت البنى التحتية بشكل كبير خصوصاً خدمات المياه والصحة والكهرباء».

وأوضح حزام «أن ما يقدم من مساعدات للاستجابة الإنسانية للواقع المأساوي في السودان يهدف إلى التخفيف من هذه المعاناة بقدر المستطاع».

وقال إن اللجنة الدولية «تركز هذا العام على الأنشطة والاحتياجات الأساسية المنقذة للحياة في مجالي الصحة والحماية، وتقديم الإغاثة والمساعدات الغذائية والمالية للمجتمعات الأكثر تضرراً والقريبة من مناطق الحرب، بالإضافة إلى عملها في ملفات لم شمل الأسر التي تفرقت بسبب القتال، والبحث عن المفقودين».

وأضاف أن اللجنة تعمل بالتنسيق مع «الهلال الأحمر السوداني» في معظم مناطق البلاد، وتتعاون أيضاً مع السلطات الصحية الرسمية. وأشار إلى أن ملف المساعدات الإنسانية في السودان «شائك، وحجم الاحتياجات كبير جداً، وهذا التحدي يواجه المنظمات الإنسانية، ونحاول من خلال العمل المشترك التخفيف من المعاناة، ولا نستطيع أن نقول إنهاءها، لأن الصراع أفرز واقعاً إنسانياً مريراً».

أجزاء كبيرة من جنوب السودان تعاني من الحرب والمجاعة (أرشيفية - رويترز)

وأشار إلى أن اللجنة الدولية تتواصل مع جميع الأطراف في السودان لتسهيل عملها في الوصول للمحتاجين إلى المساعدات الإنسانية. وقال: «نحاول تذكير أطراف الصراع بالوفاء بالتزاماتهم الأخلاقية والقانونية، وفقاً لقواعد القانون الدولي الإنساني التي تحرم استهداف المدنيين والأعيان المدنية، وتسهيل الخروج الآمن للمواطنين أثناء عمليات النزوح، وعدم استهداف المرافق الصحية والخدمية التي توقفت 80 في المائة منها عن العمل».

ورأى المتحدث باسم «الصليب الأحمر» أن «سوء الواقع الصحي والبيئي في السودان انعكس سلباً على المواطنين، ما صعب حصول الكثيرين منهم على الرعاية الصحية، وفي ظل تفشي بعض الأوبئة والأمراض الموسمية تتضاعف جهود المؤسسات الصحية التي لا تزال تعمل».

وقال: «نأمل في أن تتوقف الاعتداءات على المرافق الصحية والطواقم الصحية، وأن يكون هناك مزيد من الاحترام لقواعد القانون الدولي الإنساني».

دور الوسيط

وبشأن إجلاء المدنيين العالقين في مناطق الحرب، أفاد حزام، بأن «اللجنة الدولية للصليب الأحمر في حوار دائم مع طرفي القتال: الجيش السوداني و(قوات الدعم السريع) في ملف الحماية، وحضّهما على فتح ممرات آمنه في مناطق الصراع، وهذا التزام قانوني وأخلاقي يجب الوفاء به».

مخيم في مدينة القضارف بشرق السودان لنازحين فروا من ولاية الجزيرة وسط البلاد (أرشيفية - أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة الدولية «لعبت في الفترة الماضية دورها بوصفها وسيطاً محايداً في إخلاء وتسهيل خروج المحتجزين من الطرفين، لكن هذا يتم بتنسيق وطلب مباشر منهما، مع ضرورة وجود ضمانات أمنية». وأضاف: «مَن أراد البقاء من المدنيين يحظون بالحماية لكونهم لا يشاركون في العمليات العدائية والقتالية».

وعبَّرَ عن أمله في «أن يعم الأمن والسلام في السودان، لأن ذلك سيخفف بشكل كبير من المعاناة الإنسانية»، وقال: «إن الشعب السوداني يستحق أن يعيش في أمان». وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر «محايدة وتعمل باستقلالية وفق مبدأ عدم التحيز، وتحاول من خلال عملها الوصول إلى مَن هم بحاجة إلى المساعدات الإنسانية».

نساء وأطفال في مخيم للنازحين أقيم في مدينة ود مدني بالسودان (أ.ف.ب)

وقال إن اللجنة «منفتحة على الاستماع لأي انتقادات والرد عليها، ونأمل إنصاف ما تقدمه المنظمات من عمل، لأن الأزمة الإنسانية في السودان لا تحتمل الكثير من الجدل، الذي يؤثر بشكل كبير على عمليات الاستجابة الإنسانية»، مشيراً إلى مقتل وإصابة عدد من الموظفين في الحرب الدائرة.

ووفقاً لأحدث تقارير وكالات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 25.6 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 755 ألفاً في خطر المجاعة الحاد.