جدل متزايد في مصر حول وفاة «طالبة العريش»

أهلها رفضوا التسليم بـ«انتحارها»... والنيابة تحبس المتهمين

كلية الطب البيطري بجامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)
كلية الطب البيطري بجامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)
TT

جدل متزايد في مصر حول وفاة «طالبة العريش»

كلية الطب البيطري بجامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)
كلية الطب البيطري بجامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)

واصلت قضية نيرة الزغبي، الطالبة بالفرقة الأولى في كلية الطب البيطري بجامعة العريش بشمال سيناء المصرية، الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد ساعات من بيان النيابة العامة، الذي تضمن قرار حبس اثنين من زملائها، وتوجيه اتهامات لهما بـ«تهديدها قبل الوفاة».

وقالت النيابة العامة، مساء (الأحد)، إنها استكملت التحقيقات التي كشفت عن تعرض المتوفاة إلى «ضغوط نفسية، ناجمة عن قيام إحدى زميلاتها (المتهمة الأولى) بتهديدها بنشر مراسلات نقلتها خلسة من هاتف المتوفاة إلى هاتفها، بعدما أرسلتها إلى زميلهم».

وأضافت، في بيان عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن «زميلهم (المتهم الثاني) قام بدوره بالتدوين على المجموعة التي تتضمن طلاب الدفعة بالجامعة عبر تطبيق (واتساب)، وتهديدها بنشر الصور في الوقت الذي يختاره الطلاب على (الغروب)، وصحب ذلك طلبه منها الاعتذار عما بدر منها من إساءة في حق المتهمة الأولى».

ووجهت النيابة إلى المتهمين تهمتي «التهديد كتابةً بإفشاء أمور تتعلق بالحياة الخاصة، المصحوب بطلب (جناية)، والاعتداء على حرمة الحياة الخاصة للمجني عليها (جُنحة)»، وأمرت بحبسهما احتياطياً على ذمة التحقيقات، والتحفظ على الهواتف الخلوية الخاصة بهما وبالمجني عليها؛ «لاستيفاء الإجراءات نحوها».

وقالت المحامية عزيزة الطويل لـ«الشرق الأوسط» إن الاتهامات الموجهة للمتهمين في الجناية تصل عقوبة الحبس فيها إلى 15 عاماً بموجب «المادة 327» من قانون العقوبات، وحدها الأدنى 3 سنوات، في حين تصل عقوبة الحبس في الجُنحة وفق «المادة 25» من قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات إلى الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتعدى 3 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 50 ألفاً ولا تتجاوز 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وأضافت أن ثبوت وجود التهديد على «الغروب» الخاص بالدفعة يدفع لاتخاذ إجراءات المسؤولية التأديبية تجاه الأساتذة الجامعيين الذين شاهدوا هذه الرسائل ولم يتحركوا من أجل التعامل مع الموقف من البداية، لافتة إلى مسار يفترض أن تسير فيه القضية داخل الجامعة.

وواصلت القضية شغل الرأي العام المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وشهدت منصة «إكس» تفاعلاً كبيراً بين المدونين الذين طالبوا بالقصاص للطالبة المصرية من المتهمين.

وتفاعلت الممثلة المصرية سمية الخشاب، مع الحادث وشاركت بتدوينة عبر حسابها على «إكس»، داعية زملاء نيرة للاستمرار بالكتابة عن الحادث حتى يحصل الجناة على عقابهم، منتقدة موقف أهالي المتهمين.

وأصدر النائب العام المستشار محمد شوقي بياناً (الاثنين) تضمن «إعلان تكليف وزارة الداخلية بإجراءات تحريات فنية حول المواقع الإلكترونية التي تناولت القضية، لبيان ما إذا كان أي منها تضمن أخباراً كاذبة أو بث أيٍّ من الشائعات التي من شأنها تهديد الأمن العام».

ورفضت والدة المتوفاة، نشوى جمعة، الحديث عن انتحار ابنتها بتناول «حبوب الغلة»، مؤكدة أنها كانت صائمة في يوم وفاتها، وتحدثت معها عبر الهاتف عن شعورها بالآلام في معدتها قبل نقلها للمستشفى، وذلك في تصريحات تلفزيونية عبر قناة «سي بي سي» مساء (الأحد).

ولم تجزم النيابة العامة في بيانها الثاني عن الواقعة بحدوث واقعة الانتحار، بانتظار تقرير الطب الشرعي عن تشريح جثمان الضحية، لكن بيان النيابة تضمن قيام المتوفاة بشراء «ثلاث حبوب غلة» قبل وفاتها بوقت قصير، وتبريرها الشراء بحاجتها للحبوب من أجل «أغراض دراسية».

عودة إلى المحامية عزيزة الطويل التي تؤكد أن حسم مسألة الانتحار أو القتل سيكون مرهوناً بما تتوصل إليه التحقيقات من نتائج، مع الإشارة إلى طبيعة الظروف التي عاشتها في الأيام الأخيرة من حياتها والضغوط التي تعرضت لها.

وأضافت أن هناك تقارير ستنظرها النيابة قبل حسم جدل طبيعة الوفاة، من بينها التقارير الفنية عما يوجد على هاتف الفتاة المتوفاة وهواتف زملائها وكل من له علاقة بالقضية، لافتة إلى أنه حال ثبوت واقعة الانتحار، فإن المتهمين سيحالون للقضاء بموجب الاتهامات المذكورة سلفاً، أما في حال وجود شبهة جنائية بالوفاة فسيكون هناك مسارات أخرى بالقضية.


مقالات ذات صلة

مصر: لماذا تسببت مشاجرة «مدرسة التجمع» في صدمة مجتمعية؟

شمال افريقيا وزير التعليم المصري يزور المدرسة محل واقعة المشاجرة (وزارة التربية والتعليم على «فيسبوك»)

مصر: لماذا تسببت مشاجرة «مدرسة التجمع» في صدمة مجتمعية؟

حازت واقعة مشاجرة شهدتها إحدى المدارس الخاصة الدولية بالقاهرة، قبل أيام، اهتماما لافتا في مصر، بداية من التناول الإعلامي وحتى التفاعل معها عبر «السوشيال ميديا».

رحاب عليوة (القاهرة)
يوميات الشرق شكري سرحان وشادية في أحد أفلامهما (يوتيوب)

لماذا تفجر «الآراء السلبية» في الرموز الفنية معارك مجتمعية؟

أثارت واقعة التشكيك في موهبة الفنان الراحل شكري سرحان التي فجرها رأي الممثلين أحمد فتحي وعمر متولي عبر أحد البرامج ردود فعل متباينة.

انتصار دردير (القاهرة )
شمال افريقيا السيسي أكد أن استقرار ليبيا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأمن القومي المصري (الرئاسة المصرية)

مصر تُشدد على ضرورة خروج القوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي «أهمية التنسيق بين جميع الأطراف الليبية لبلورة خريطة سياسية متكاملة تؤدي إلى إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن»

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير خليفة حفتر، القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي بحضور رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد (الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية)

السيسي يؤكد على إخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية

شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة منع التدخلات الخارجية وإخراج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزارة الداخلية المصرية (الصفحة الرسمية للوزارة على «فيسبوك»)

توقيف «يوتيوبر» مصري «شهير» يثير تفاعلاً واسعاً

أثار خبر توقيف «اليوتيوبر» المصري «الشهير» أحمد أبو زيد، تفاعلاً واسعاً في مصر عبر منصات «السوشيال ميديا».

هشام المياني (القاهرة )

مصر تعزّز تعاونها مع الصومال بـ«منتدى رجال الأعمال»

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
TT

مصر تعزّز تعاونها مع الصومال بـ«منتدى رجال الأعمال»

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)

في خطوة تستهدف تعزيز التعاون المصري - الصومالي، أعلنت السفارة الصومالية في القاهرة استضافة العاصمة المصرية «منتدى رجال الأعمال المصري – الصومالي»، الأربعاء المقبل، لتطوير التعاون في المجال الاقتصادي.

ومن المقرر أن يُعقد المنتدى على مدار يومين، بمشاركة رجال أعمال ومستثمرين صوماليين ومصريين، حسب إفادة للسفارة الصومالية بالقاهرة.

وتشهد العلاقات المصرية الصومالية تطوراً متنامياً في الفترة الحالية، خاصة إزاء مساندة القاهرة لمقديشو في أزمتها مع أديس أبابا، بشأن مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري بالاتفاق مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي.

وعدّ سفير الصومال في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير علي عبدي انعقاد منتدى الأعمال «خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لتعزيز التعاون بين بلاده ومصر على المستويات كافة، خاصة المجال الاقتصادي»، وأكد في إفادة للسفارة الصومالية «أهمية التعاون مع الحكومة المصرية، بوصفها شريكاً تجارياً داعماً لاقتصاد بلاده».

وحسب السفير، «تمتلك مقديشو العديد من المقومات الجاذبة للاستثمارات»، داعياً المستثمرين المشاركين في المنتدى إلى «الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في بلاده»، وأعرب عن تطلعه لنجاح المنتدى في تحقيق أهدافه وتوسيع ودفع مستوى العلاقات الاقتصادية المصرية الصومالية.

وأشاد عبدي بمستوى التطور في العلاقات المصرية الصومالية، مشيراً إلى «وجود إرادة سياسية قوية لدى البلدين لدعم وتعزيز التعاون المشترك»، حسب بيان السفارة الصومالية.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال محادثاته مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي في القاهرة، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أهمية «العمل على إنجاح منتدى الأعمال المصري الصومالي المزمع عقده بالعاصمة المصرية»، مشدداً على «أهمية تعزيز العلاقات التجارية والارتقاء بها».

ويشكل انعقاد منتدى الأعمال المصري الصومالي خطوة مهمة في مسار التقارب بين القاهرة ومقديشو، وتوسيع روابط العلاقات بين البلدين، وفق تقدير رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة يسري الشرقاوي، مشيراً إلى أن «المنتدى سيجمع عدداً كبيراً من ممثلي القطاع الخاص المصري والصومالي، لإرساء قواعد عمل وشراكات تجارية واستثمارية».

ويرى الشرقاوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصومال في حاجة لخبرات واستثمارات في قطاعات مهمة، مثل الأمن الغذائي والأدوية والمنسوجات»، مشيراً إلى أن «المنتدى يستهدف تعزيز الشراكات والاستثمارات في هذه القطاعات، بما يعزز من مستوى التبادل التجاري بين البلدين».

وارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والصومال إلى 59 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2024، مقابل 31 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023 بنسبة ارتفاع قدرها 88 في المائة، وسجلت الصادرات المصرية 57 مليون دولار، في مقابل 2 مليون دولار واردات، حسب الجهاز المركزي للإحصاء المصري.

بدوره، يرى خبير الشؤون الأفريقية المصري رامي زهدي أن «الوقت بات مناسباً في الصومال لتدشين شراكات استثمارية وتجارية، بعد هدوء التوترات الداخلية»، وقال إن «مقديشو تستهدف تطوير قدراتها الاقتصادية لاستكمال بناء كامل أركان الدولة من خلال الاستعانة بخبرات الدول الصديقة لها ومنها مصر».

ويعتقد زهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعاون المصري الصومالي مؤخراً يوفر الغطاء السياسي والتشريعي لاستثمارات مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين»، مشيراً إلى أن «القاهرة تستهدف دعم قدرات الصومال ومؤسساته الوطنية، بما يسهم في إنهاء التوترات في القرن الأفريقي، والمساهمة في أمن البحر الأحمر»، منوهاً بـ«المساعدات العسكرية التي تقدمها مصر للحكومة الصومالية، لتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصاً خطر الإرهاب».

وعزّزت مصر تعاونها العسكري مع الصومال، ووقع البلدان، في أغسطس (آب) الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، واتُّفق حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة من 2025 إلى 2029، كما دعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية.