مصريون يتندرون على «اللبن» مع ارتفاع سعره

«الجاموسة غير مقتنعة بهبوط الدولار!»

أحد منافذ «أهلاً رمضان» الحكومية في مصر (الشرق الأوسط)
أحد منافذ «أهلاً رمضان» الحكومية في مصر (الشرق الأوسط)
TT

مصريون يتندرون على «اللبن» مع ارتفاع سعره

أحد منافذ «أهلاً رمضان» الحكومية في مصر (الشرق الأوسط)
أحد منافذ «أهلاً رمضان» الحكومية في مصر (الشرق الأوسط)

«واحد راح يشتري كيلو لبن لقاه ارتفع 3 جنيهات، فسأل البائع ليه ده الدولار نزل؟ قاله: الجاموسة غير مقتنعة!»... «نكتة سوشيالية» فرضت نفسها بقوة على فضاء التواصل الاجتماعي في مصر، الأحد، لتنتشر سريعاً بين المستخدمين، في إشارة إلى ارتفاع أسعار اللبن الطبيعي والمُعلب في الأسواق بشكل كبير خلال الأيام الفائتة، ومعها تصدر هاشتاغ «كيلو اللبن»، الترند خلال الساعات الماضية.

وتجاوز سعر لتر اللبن الطبيعي 30 جنيهاً بالأسواق، في حين تجاوز كيلو اللبن المُعلب في السلاسل التجارية 42 جنيهاً. وهو ما جاء بالتزامن مع تحديد وزارة التموين والتجارة الداخلية المصرية أسعار السلع الأساسية في الأسواق اعتباراً من السبت، وجاء أقصى سعر لكيلو اللبن المعلب 42 جنيهاً.

وجاءت تلك التهكمات والتفاعلات على «السوشيال ميديا» في ظل تراجع سعر الدولار في السوق الموازية (السوداء) خلال الأيام الماضية، بالتزامن مع إعلان الحكومة المصرية عن توقيعها الأسبوع الماضي عقد تطوير مشروع منطقة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، واستثمارات قُدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة تطوير المشروع، وتسلم الدفعة الأولى للمشروع بقيمة 10 مليارات دولار.

ويبلغ السعر الرسمي للدولار في مصر 30.9 جنيه مصري، في حين بلغ سعره في السوق الموازية (السوداء) نحو 45 جنيهاً في المتوسط، مسجلاً انخفاضاً لافتاً بعد أن تجاوز سعره الـ70 جنيهاً، الشهر الماضي، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتندر البعض على أسعار اللبن، راصدين تطور سعره، ليعده أحد الحسابات أنه «لبن العصفور».

وإلى جانب اللبن، تفاوتت أسعار السلع الأساسية، الأحد، في الأسواق، ففي حين شهدت بعض الأسعار تراجعاً، ارتفع سعر لتر الزيت بنحو جنيهين ونصف الجنيه، وكيلو الفول المعبأ بنحو 5 جنيهات، في حين استمر ارتفاع السكر في الأسواق؛ إذ وصل سعر الكيلو إلى 60 جنيهاً في بعض الأسواق مع ندرة وجوده، بحسب ما رصدته وسائل إعلام محلية.

وهو ما أثار تساؤل الكثير من المواطنين عن أسباب تلك الزيادات، رغم صدور قرار حكومي بشأن تحديد ضوابط تداول 7 سلع استراتيجية، هي: زيت الخليط، ومنتجات الألبان، والسكر، والأرز، والمكرونة، والفول، والجبن الأبيض، والذي دخل حيز التنفيذ أول مارس (آذار) الحالي؛ إذ يقضي بإلزام الشركات المصنعة وكافة أصحاب المحال والسلاسل التجارية بطباعة الأسعار على كافة السلع أو تسعير السلع.

الخبير الاقتصادي المصري، أشرف غراب، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إنه رغم تراجع سعر الدولار بالسوق السوداء فإن أسعار السلع ما زالت مرتفعة، وهذا يرجع إلى أن التجار لا يزالون يبيعون السلع على أساس أنهم اشتروها بسعر صرف دولار مرتفع كان يتخطى السبعين جنيهاً.

وأوضح أن بعض التجار كان لديه سلع مخزنة، ظناً منهم أن سعرها سيرتفع الفترة المقبلة، لكنهم تفاجأوا بصفقة «رأس الحكمة»، التي عملت على وجود الدولار بالبنوك وانهياره بالسوق السوداء، ورغم ذلك يصرون على الزيادة؛ لأن التجار اعتادوا على تطبيق قاعدة أن «ما يرتفع سعره لا ينخفض».

ارتفاعات الأسعار تفاعل معها كذلك البرلمان المصري عبر طلبات الإحاطة المتتابعة؛ إذ طالب النائب سيد حنفي طه، عضو مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان)، الأحد، بالإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة في كل ما يتعلق بسياسات تحديد أسعار الحديد.

كما طالب النائب أحمد أبو زيد، عضو مجلس النواب، وزارة التموين وجهاز حماية المستهلك بتكثيف الحملات والإجراءات الرقابية الموسعة يومياً على الأسواق والشوادر، ومواجهة الارتفاع في أسعار السلع دون مبرر، أو تخزين السلع بهدف حجبها عن الأسواق، والتأكد من توافرها بالأسعار المناسبة والعادلة للمواطنين دون مغالاة، حتى تعود الأسعار لمعدلها الطبيعي ويشعر المواطنون بانخفاضها استعداداً لاستقبال شهر رمضان.

المطالبات البرلمانية يدعمها الخبير الاقتصادي بدوره، مشيراً إلى أنه عند انهيار سعر صرف الدولار بالسوق السوداء فمن المفترض أن يخفض التجار أسعار السلع؛ لأن التجارة هي عبارة عن مكسب وخسارة، إلا أن هناك إصراراً من التجار على احتكار السلع وبيعها بأسعار مرتفعة، وهذا يتطلب سرعة تنفيذ قرار تحديد سقف سعر السلع الأساسية الـ7 التي أقرها مجلس الوزراء، مع إضافة الكثير من السلع إليها، وفرض رقابة شديدة على الأسواق لمتابعة تنفيذ التسعير وتطبيق القانون بقوة على المخالفين.


مقالات ذات صلة

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

الاقتصاد امرأة تتسوق في أحد متاجر العاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

التضخم يظهر بوضوح على موائد المصريين

تستطيع أن تشعر بتضخم الأسعار في مصر بمجرد أن تجلس على مائدة إفطار أو غداء أو عشاء، إذ تقلص عدد الأصناف بدرجة كبيرة، كما انعكس هذا على موائد المطاعم أيضاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد حسام هيبة رئيس هيئة الاستثمار والمناطق الحرة يوقع مذكرة تفاهم مع وكالة ترويج الاستثمار الفرنسية بحضور حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية (هيئة الاستثمار المصرية)

شركات فرنسية لضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية

تعهدت شركات فرنسية عدة بضخ استثمارات جديدة في السوق المصرية، خلال الفترة المقبلة، وذلك في قطاعات متنوعة أبرزها النقل والأغذية والدواء.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد أبراج وفنادق وشركات على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«المركزي المصري»: عجز حساب المعاملات الجارية يتسع إلى 20.8 مليار دولار

قال البنك المركزي المصري إن العجز في حساب المعاملات الجارية لمصر اتسع إلى 20.8 مليار دولار في العام المالي 2023 – 2024 من 4.7 مليار دولار في العام المالي السابق

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تحمل رضيعها تمر بجانب تاجر فواكه في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

التضخم وارتفاع أسعار الطاقة... أكبر المعوقات أمام الشركات في مصر

أظهرت نتائج استبيان اقتصادي، انخفاض مؤشر أداء الأعمال في مصر خلال الربع الثاني من العام الجاري، من أبريل إلى يونيو الماضي، بمقدار 5 نقاط عن المستوى المحايد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا بطرس غالي (رويترز)

بطرس غالي من «الدفاتر القديمة» إلى المشهد الاقتصادي المصري

أثارت عودة يوسف بطرس غالي، وزير المالية في حقبة الرئيس المصري الراحل حسني مبارك، وتعيينه ضمن هيئة استشارية تابعة لرئاسة الجمهورية، جدلاً واسعاً في مصر.

عصام فضل (القاهرة)

تونس تنتخب رئيسها اليوم

نقل صناديق الاقتراع داخل أحد مراكز العاصمة تونس (إ.ب.أ)
نقل صناديق الاقتراع داخل أحد مراكز العاصمة تونس (إ.ب.أ)
TT

تونس تنتخب رئيسها اليوم

نقل صناديق الاقتراع داخل أحد مراكز العاصمة تونس (إ.ب.أ)
نقل صناديق الاقتراع داخل أحد مراكز العاصمة تونس (إ.ب.أ)

يتوجّه التونسيون اليوم إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد، بعد نحو 3 أسابيع من انطلاق حملة المترشّحين للرئاسة.

ويواجه الرئيس قيس سعيّد، النائب البرلماني السابق زهير المغزاوي، والنائب السابق ورجل الأعمال العياشي زمال، الذي سُجن، بعد قبول هيئة الانتخابات ترشحه الشهر الماضي.

هذه الانتخابات تعد، وفق مراقبين، مختلفة عن سابقاتها، وذلك بسبب الاحتجاجات التي رافقت الحملة الانتخابية، والانتقادات التي وجهت لهيئة الانتخابات، واتهامها بتعبيد الطريق أمام الرئيس للفوز بسهولة على منافسيه، وأيضاً بسبب مخاوف من عزوف التونسيين عن الاقتراع.

وقال رئيس «الجمعية التونسية من أجل نزاهة وديمقراطية الانتخابات» (عتيد)، بسام معطر، إن نسبة المشاركة «تواجه تحديات بسبب الإشكالات الكثيرة التي رافقت الحملة الانتخابية، ودعوات المقاطعة من قِبَل عدة أحزاب من المعارضة».