ليبيا: أعضاء مجلس الدولة والبرلمان لبحث سبل التوصل لـ«توافق سياسي»

يلتقون غداً في تونس لمناقشة توحيد مؤسسات الدولة

عمر بوشاح (الشرق الأوسط)
عمر بوشاح (الشرق الأوسط)
TT

ليبيا: أعضاء مجلس الدولة والبرلمان لبحث سبل التوصل لـ«توافق سياسي»

عمر بوشاح (الشرق الأوسط)
عمر بوشاح (الشرق الأوسط)

قال عمر بوشاح، النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، إن اجتماعاً تشاورياً يضم أعضاء من مجلسي الدولة والنواب سيعقد في تونس، غداً (الأربعاء)؛ لبحث سبل الوصول إلى توافقات سياسية لحلحلة الانسداد السياسي، بخصوص الانتخابات وتوحيد مؤسسات الدولة.

وذكر بوشاح لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، اليوم (الثلاثاء)، أن الاجتماع يأتي بناء على مبادرة من بعض أعضاء المجلس والبرلمان، في محاولة منهم «لتجميع أكبر عدد من الأعضاء من المجلسين؛ للبحث في سبل الوصول إلى سياق، أو توافقات لحل الانسداد في المشهد السياسي بخصوص عملية الانتخابات، وتوحيد مؤسسات الدولة المقسمة».

صورة أرشيفية لأحد اجتماعات المجلس الأعلى للدولة (المجلس)

وأضاف بوشاح أن الانتخابات هي أبرز الملفات التي سيتناولها الاجتماع، حيث سيناقش السبل والوسائل التي يمكن أن تسهم في سرعة الوصول إلى الانتخابات، وعلى رأسها توحيد المؤسسات الليبية بما فيها السلطة التنفيذية، مبرزاً أن «هناك استجابات من عدد كبير من الأعضاء من المجلسين، وستنطلق غداً أعمال الاجتماع من أجل البحث والتشاور، ولا يوجد جدول أعمال محدد، لكن سيتم النقاش في كل الأفكار المطروحة الآن لمحاولة إيجاد طريقة محددة للحل السياسي».

كما شدد بوشاح على أن هذه المبادرة ليبية خالصة، وأن أعضاء من مجلسي الدولة والنواب هم من رتّب لعقد هذا الاجتماع. وقال إن الدعوة «كانت موجهة فقط لأعضاء المجلسين»، عادّاً أن هذا الاجتماع هو الأول من نوعه من حيث عدد المشاركين فيه، ومشيراً إلى وجود «تقارب كبير في الأفكار بين أعضاء المجلسين في ظل المشاغل والهواجس، التي تسيطر على الجميع، ووجود الانسداد والانقسام في المؤسسات».

من جلسات مجلس النواب الليبي (مجلس النواب)

وتابع بوشاح قائلاً: «قد تؤدي هذه الحوارات واللقاءات المباشرة إلى الوصول لرؤية مشتركة بين المجلسين لإيجاد صيغة للحل، قد تسهم من خلال دعم الأطراف الإقليمية والدولية، للوصول إلى صيغة توافقية للحل». وأبلغ بوشاح «وكالة أنباء العالم العربي» أن الاجتماع سيصدر عنه «بيان ختامي وتوصيات، وربما ستكون هناك خريطة طريق». وحول مدى إلزامية هذه التوصيات المتوقعة لبقية الأطراف الليبية، قال بوشاح إن هذا اللقاء «لا يعدّ اجتماعاً رسمياً، ولا تنطبق عليه هذه الصفة الرسمية، بحيث تكون التوصيات ملزمة، بل هو اجتماع موسع، ولا توجد صيغة لقرارات ملزمة يمكن أن تخرج عنه». غير أنه أكد أنه «سيكون هناك موقف سياسي موحد، يقره أعضاء المجلسين، وسيكون له تأثير في المشهد السياسي في الدولة وعلى الأطراف الفاعلة فيها».

ورداً على سؤال عمّا يتوقعه من تحديات أو معوقات خلال هذا الاجتماع، قال بوشاح: «نحن متفائلون ويحدونا أمل بأن نصل إلى صيغة توافقية، بناء على التوافقات التي حدثت في الماضي، سواء كانت على التعديلات الدستورية أو القوانين الانتخابية. ونأمل في أن نبني على ما سبق وننطلق للأمام».

وكان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، عبد الله باتيلي، قد اتهم القادة الليبيين هذا الشهر بالفشل في الاستجابة لتطلعات الشعب الليبي. وأكد أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يجلب الأمن والازدهار لليبيا هو «تشكيل حكومة جديدة موحدة»، داعياً مجلسي النواب و«الأعلى للدولة» إلى خلق وضع سياسي يسمح بالتغيير، محذراً من أن استمرار الانقسامات الحالية يهدد وحدة ليبيا واستقرارها.


مقالات ذات صلة

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الدبيبة ووزيرة العدل في حكومته المؤقتة (وزارة العدل)

ليبيا: مطالب بالتحقيق في وقائع «تعذيب» بسجن خاضع لنفوذ حفتر

أدانت حكومة «الوحدة» الليبية على لسان وزارة العدل التابعة لها، «استمرار ممارسات التعذيب والإخفاء القسري» في إشارة إلى تسريبات سجن قرنادة في شرق ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً وزير القوات المسلحة السنغالي (حكومة الوحدة)

الدبيبة يبحث تعزيز التعاون العسكري مع السنغال

قالت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إن رئيسها عبد الحميد الدبيبة ناقش سبل تعزيز التعاون العسكري بين ليبيا والسنغال.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)

تسريبات «قديمة» لتعذيب سجناء تعيد مطالب فتح ملف المعتقلات الليبية

تداول ليبيون على نطاق واسع مقاطع فيديو قالوا إنها من داخل سجن «قرنادة» بمدينة شحّات بشرق البلاد وتظهر الاعتداءات على سجناء شبه مجردين من ملابسهم بالضرب.

جمال جوهر (القاهرة)

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)

أكدت مصر دعمها أمن واستقرار تشاد. وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التشادي، محمد إدريس ديبي، الثلاثاء، عن «إدانة بلاده الكاملة للهجوم الذي استهدف أخيراً القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.

وقال الشناوي: «إن الرئيس المصري أشاد خلال الاتصال بالدور الذي يلعبه ديبي في قيادة جهود بلاده للتصدي ودحر الجماعات الإرهابية»، مشدداً على دعم القاهرة المُستمر للخطوات التشادية في مُكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.

كانت الحكومة التشادية أعلنت، في وقت سابق، أن الهجوم المسلّح الذي استهدف، مساء الأربعاء الماضي، القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا خلّف 19 قتيلاً، بينهم 18 في صفوف المهاجمين. وقال وزير الخارجية المتحدث باسم الحكومة التشادية، عبد الرحمن كلام الله، إنّ المجموعة المسلّحة تألّفت من «24 شخصاً» سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح.

وخلال المحادثة الهاتفية هنأ السيسي ديبي بمناسبة حصول حزبه على الأغلبية في الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً، بحسب متحدث الرئاسة المصرية، الذي أشار إلى أن «الرئيس التشادي أعرب، من جانبه، عن تقديره البالغ للدعم المستمر الذي توليه مصر لأمن واستقرار بلاده»، مشيداً بالعلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين، ومؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في مختلف المجالات.

وقالت الهيئة المعنية بالانتخابات في تشاد، الأحد، إن حزب الرئيس ديبي، «حركة الخلاص الوطني»، حصل على 124 مقعداً من أصل 188 في الجمعية الوطنية، في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي.

وفي 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصل وزير الخارجية والهجرة المصري، إلى العاصمة نجامينا في زيارة رسمية، بحث خلالها مع المسؤولين التشاديين المستجدات الإقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية، وأكد عبد العاطي آنذاك، «حرص بلاده على تقديم الدعم لتشاد لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية ذات الصلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف»، وأشار إلى «أهمية تبني مقاربة شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والأمنية والفكرية».