لماذا أشعلت «رأس الحكمة» بالساحل الشمالي «التريند» في مصر؟

متابعون تداولوا اسم المنطقة عقب إعلان الحكومة عن «استثمارات كبرى»

مخطط مدينة رأس الحكمة (موقع خريطة مشروعات مصر)
مخطط مدينة رأس الحكمة (موقع خريطة مشروعات مصر)
TT

لماذا أشعلت «رأس الحكمة» بالساحل الشمالي «التريند» في مصر؟

مخطط مدينة رأس الحكمة (موقع خريطة مشروعات مصر)
مخطط مدينة رأس الحكمة (موقع خريطة مشروعات مصر)

ما إن أعلنت الحكومة المصرية عن موافقتها على ما وصفته بـ«أكبر صفقة استثمار مباشر»، من خلال شراكة استثمارية مع «كيانات كبرى»، حتى تداول رواد «السوشيال ميديا» في مصر فيما بينهم اسم مدينة رأس الحكمة، التابعة لمحافظة مرسى مطروح والواقعة على شاطئ البحر المتوسط، رابطين بينها وبين الصفقة المعلنة، وأنها ستكون المنطقة الحاضنة للمشروعات المعلنة.

ولاقى هاشتاغ «#رأس_الحكمة» تفاعلاً كبيراً خلال الساعات الماضية، زاد من وتيرته أن بيان مجلس الوزراء المصري، الخميس، لم يوضح تفاصيل طبيعة الصفقة أو قيمتها أو الكيانات المنخرطة فيها، ثم جاء ما ذكره عضو مجلس النواب (البرلمان) المصري، مصطفى بكري، في تدوينة له على موقع «إكس»، الخميس، أنه «تم الانتهاء من توقيع عقود المشروعات الاستثمارية في رأس الحكمة»، ليزيد من حجم التفاعل.

ومع الإعلان عن الصفقة رسمياً، عصر الجمعة، والتأكيد على أن رأس الحكمة هي الصفقة المقصودة، زاد حجم التفاعل سريعاً مع هاشتاغ «#رأس_الحكمة»، ليتصدر قائمة «التريند» الأعلى مشاهدة، ومعه هاشتاغات «#الاستثمار_خير_لمصر_والمصريين»، «#مصر_وجهة_استثمارية_عالمية»، «#مصر_والإمارات_شراكة_ممتدة»؛ إذ تم عبرها تداول تفاصيل الصفقة وكيف أنها أضخم صفقة استثمار أجنبي مباشر، وإبراز عوائد الاستثمار في رأس الحكمة، وأهميتها الاقتصادية.

جانب من مخطط التطوير (موقع خريطة مشروعات مصر)

وأعلنت مصر، الجمعة، عن مراسم التوقيع على أكبر صفقة استثمار مباشر في تاريخ مصر، مع الجانب الإماراتي، لتنمية منطقة رأس الحكمة، وجاء التوقيع تحت عنوان مصر والإمارات «شراكة من أجل التنمية - رأس الحكمة». وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، أن مشروع تنمية مدينة رأس الحكمة على الساحل الشمالي الغربي في مصر يعد بكل المقاييس أضخم صفقة استثمار أجنبي مباشر في تاريخ مصر.

وثمّن حساب «إيمان داكر» الشراكة الإماراتية في المشروع، قائلة: «يعيش الأشقاء اللي كتف بكتف وربنا يبارك لهم وبهم».

ويقع مشروع رأس الحكمة على مساحة 11.5 مليون متر مربع، ويستهدف وضع المدينة على خريطة السياحة العالمية وجعلها أحد أرقى المقاصد السياحية على البحر المتوسط وفي العالم، بحسب وسائل إعلام محلية.

وتولي الحكومة المصرية اهتماماً كبيراً بمنطقة الساحل الشمالي الغربي، وتعدها منطقة سياحية واستثمارية واعدة، وتواصل العمل على الانتهاء من بعض إنشاءات مدينة العلمين الجديدة.

وعدّ حساب باسم «أشرف صادق»، أن «رأس الحكمة درة التاج في تنمية الساحل الشمالي، طفرة تنموية هائلة وغير مسبوقة يستهدفها المخطط الاستثماري للمنطقة... يضعها على خريطة السياحة العالمية».

كانت الحكومة المصرية قررت في أغسطس (آب) الماضي إنشاء مدينة باسم «رأس الحكمة الجديدة» على مساحة 55 ألف فدان. وأكد وزير الإسكان المصري عاصم الجزار، آنذاك، أن «المدينة ستكون ﻣﻘﺻداً ﺳﯾﺎﺣياً ﻋﺎﻟﻣياً».

وذكر حساب «محمد السعيد»، أن خطوة جذب الاستثمار الدولاري عن طريق رأس الحكمة يجب أن تكون مجرد بداية يتم البناء عليها.

وحول التفاعل الكبير على هاشتاغ «#رأس_الحكمة»، يشير محمد فتحي، المتخصص في الإعلام الرقمي ومواقع التواصل الاجتماعي بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حالة التجهيل التي صدر بها البيان الحكومي (الخميس)، وما اكتنفه من غموض، دفع قطاعات كبيرة إلى منصات (السوشيال ميديا)، سواء من جانب المؤيدين أو المعارضين أو المحايدين، وهو ما جعل اسم رأس الحكمة يتصدر اهتمامات المصريين. وسواء كان هذا التجهيل مقصوداً لجس النبض حول الصفقة أو التمهيد لها، كان له أثره، ودفع المستخدمين للجوء إلى (السوشيال ميديا)، بل تفاعل معه شخصيات ذو ثقل، مثل رجل الأعمال نجيب ساويرس».

ويلفت فتحي إلى أن الشائعة التي أثيرت منذ نحو 3 أسابيع بشأن الاستثمار في رأس الحكمة، ثم نفي الحكومة لها، كان عاملاً آخر لصعود اسم رأس الحكمة والتفاعل معه؛ إذ ربط رواد «السوشيال ميديا» في تفسيرهم للبيان الحكومي الغامض مع أقرب شائعة.

مشروع رأس الحكمة (موقع خريطة مشروعات مصر)

ومع الإعلان عن الصفقة، الجمعة، فإنه كان من الطبيعي أن يزيد التفاعل خصوصاً مع التصريحات الحكومية التي عدتها أضخم صفقة استثمار أجنبي مباشر، وعوائدها كبيرة، وفق فتحي الذي يوضح أن «هاشتاغ (#مصر_والإمارات_شراكة_ممتدة)، تفاعل معه 1900 تغريدة على موقع (إكس) خلال ساعات قليلة، كما تفاعل مع هاشتاغ (#الصفقة_الاستثمارية_الكبرى) أكثر من 3500 تغريدة منذ الأمس».


مقالات ذات صلة

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا محاكمة سابقة لمتهمين من «الإخوان» في أحداث عنف بمصر (أ.ف.ب)

مصر: ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» يثير تفاعلاً على مواقع التواصل

أثار ترحيب الأزهر باستبعاد المئات من «قوائم الإرهابيين» في مصر تفاعلاً «سوشيالياً»، امتزج بحالة من الجدل المستمر بشأن القرار.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
شمال افريقيا عمليات إنقاذ الناجين من المركب السياحي «سي ستوري» (المتحدث العسكري المصري)

مصر: العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا المركب السياحي

نجحت السلطات المصرية، الثلاثاء، في العثور على 5 أحياء وانتشال 4 جثث من ضحايا غرق المركب السياحي «سي ستوري»، في الحادث الذي وقع قبالة سواحل البحر الأحمر.

محمد عجم (القاهرة)
رياضة عربية اللاعب المصري السابق محمد زيدان تحدث عن رفضه المراهنات (يوتيوب)

النجم المصري السابق محمد زيدان يفجِّر جدلاً بشأن «المراهنات»

فجَّر المصري محمد زيدان -اللاعب السابق بمنتخب مصر لكرة القدم، والذي كان محترفاً في الخارج- جدلاً بشأن المراهنات، بعد قيامه بدعاية لإحدى الشركات.

محمد الكفراوي (القاهرة )
شمال افريقيا حطام الباخرة «سالم إكسبريس» في مياه البحر الأحمر (المصدر: مجموعة «DIVING LOVERS» على موقع «فيسبوك»)

أبرز حوادث الغرق المصرية في البحر الأحمر

شهد البحر الأحمر على مدار السنوات الماضية حوادث غرق كثيرة، طالت مراكب سياحية وعبّارات، وخلَّفت خسائر كبيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

عاد الهدوء النسبي إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، اليوم (الثلاثاء)، بعد اشتباكات مفاجئة اندلعت بين ميليشيات تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 5 آخرين، وتعرض بعض الممتلكات العامة والخاصة لأضرار، وسط صمت رسمي.

وتوقفت الاشتباكات، التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مساء الاثنين، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية بالمدينة، التي تقع على بعد 45 كيلومتراً غرب طرابلس، بين مجموعة «الكابوات» التابعة لعثمان اللهب، آمر «الكتيبة 103»، المعروفة بـ«كتيبة السلعة»، ومجموعة «الغويلات» التابعة لآمر «قوة الإسناد» الأولى محمد بحرون، الملقب بـ«الفأر»، وأدت بحسب وسائل إعلام محلية إلى خسائر في الممتلكات العامة، وإصابة عدد غير معلوم من الأشخاص، بالإضافة إلى مسجد في منطقة القتال.

ولم تعلق حكومة «الوحدة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، أو وزارة داخليتها، على هذه الاشتباكات، التي تعد الأحدث من نوعها مؤخراً في المدينة، التي تشهد من حين لآخر اندلاع قتال مسلح بين ميليشياتها، المتنازعة على مناطق السيطرة والنفوذ.

في شأن مختلف، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إن محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، ولجنة ترسيم الحدود، قدّما خلال اجتماعهما مساء الاثنين بطرابلس، إحاطة شاملة حول آخر التطورات في ملف الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار، مشيراً إلى الجهود المبذولة في توثيق هذه الحدود، والحفاظ على السيادة الوطنية.

ونقل المنفي عن اللجنة تأكيدها أن الحدود البرية بين ليبيا ودول الجوار تم تحديدها، وفقاً لاتفاقيات تاريخية رسمية، من بينها اتفاقية 1910 بين الاستعمار الفرنسي والعثماني، التي تعدّ الإطار القانوني الأساسي لتحديد الحدود بين الدول، كما تم إعادة بناء النصب الحدودية بين ليبيا وتونس في عام 2020 لضمان وضوح الحدود، وتوثيقها باستخدام أحدث التقنيات الجغرافية.

ووفقاً للمنفي، فقد أشارت اللجنة إلى أنها تعمل بشكل مستمر بالتنسيق مع لجان حدودية مشتركة مع دول الجوار لضمان الحفاظ على استقرار الحدود، مع التركيز على تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي لمكافحة التهريب والهجرة غير المشروعة، بالإضافة إلى مواجهة أي تهديدات قد تؤثر على السيادة الوطنية. كما أكدت أن الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار هي حدود ثابتة وفقاً للقانون الدولي، وأنها تعمل بشكل مستمر على ضمان استقرارها وحمايتها من أي تحديات قد تطرأ.

فرحات بن قدارة رئيس مؤسسة النفط الليبية (المؤسسة)

في غضون ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان، الثلاثاء، ارتفاع إنتاج النفط والغاز، حيث سجل إجمالي الإنتاج 1572679 برميلاً يومياً، بزيادة 4775 برميلاً، بينما ارتفع إنتاج الغاز إلى 199776 برميلاً يومياً.

وأكدت المؤسسة أن الحقول النفطية تشهد عملاً مكثفاً منذ شهرين لزيادة الإنتاج، وفق استراتيجية تستهدف الوصول إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2027، بشرط توفر الميزانية اللازمة.

وكانت المؤسسة قد أوضحت مساء الاثنين أنها حوّلت إيرادات النفط، البالغة أكثر من 14 مليار دولار منذ بداية العام، إلى المصرف المركزي دون تأخير، نافية مسئوليتها عن أي عوائق في صرف مرتبات القطاع العام. وأشارت إلى أن انخفاض الإيرادات مؤخراً نجم عن أزمة المصرف، وإغلاق بعض الحقول.