تقرير: طرفا الصراع في السودان يرتكبان انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم حرب

الدخان يتصاعد خلال الاشتباكات بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)
الدخان يتصاعد خلال الاشتباكات بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)
TT
20

تقرير: طرفا الصراع في السودان يرتكبان انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم حرب

الدخان يتصاعد خلال الاشتباكات بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)
الدخان يتصاعد خلال الاشتباكات بين الجيش و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)

قال مكتب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، إن طرفي الحرب الأهلية في السودان ارتكبا انتهاكات قد تصل إلى حد جرائم حرب تشمل هجمات عشوائية على مواقع مدنية مثل مستشفيات وأسواق وحتى مخيمات النازحين.

وفشلت الجهود، حتى الآن، في إنهاء الصراع المستمر منذ 10 أشهر بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع». وقتل آلاف الأشخاص وأجبر أكثر من 6 ملايين على الفرار من منازلهم، الأمر الذي يعني أن السودان أصبح به أكبر عدد من السكان النازحين في العالم.

وقال فولكر تورك، المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان مصاحب للتقرير: «بعض هذه الانتهاكات ترقى إلى مستوى جرائم حرب... يجب إسكات الأسلحة وحماية المدنيين».

وقررت الولايات المتحدة، رسمياً، بالفعل، أن الطرفين المتحاربين ارتكبا جرائم حرب، وقالت إن «قوات الدعم السريع» والميليشيات المتحالفة معها متورطة في عمليات تطهير عرقي في غرب دارفور. وقال الجانبان إنهما سيحققان في التقارير المتعلقة بعمليات القتل والانتهاكات وسيحاكمان أي مقاتلين يثبت تورطهم.

ويغطي تقرير الأمم المتحدة الفترة من أبريل (نيسان) إلى ديسمبر (كانون الأول)، ويستند إلى مقابلات مع أكثر من 300 ضحية وشاهد، بالإضافة إلى لقطات وصور من الأقمار الاصطناعية.

ويقول إنه في بعض الأحيان أصبح أولئك الذين يفرون للنجاة بحياتهم أو النازحين بسبب العنف ضحايا لهجمات بمتفجرات.

سيارات ومبانٍ مدمرة في السوق المركزية شمال الخرطوم (رويترز)

وذكر التقرير أنه في إحدى الحوادث، قتل عشرات النازحين عندما تعرض مخيمهم في زالنجي بدارفور للقصف من قبل «قوات الدعم السريع»، في الفترة من 14 إلى 17 سبتمبر (أيلول). وقتل نحو 26 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال في 22 أغسطس (آب) بقذائف قيل إن القوات المسلحة السودانية أطلقتها بينما كانوا يحتمون تحت أحد الجسور.

ويقول التقرير أيضاً إن «قوات الدعم السريع» اعتمدت استراتيجية عسكرية تتمثل في استخدام الدروع البشرية، مستشهداً بشهادات الضحايا المعنيين.

ويصف التقرير الحوادث التي وقعت في العاصمة (الخرطوم)، حيث تم القبض على عشرات الأفراد، ووضعهم في الخارج بالقرب من المواقع العسكرية لـ«قوات الدعم السريع» لردع الضربات الجوية التي تشنها الطائرات المقاتلة السودانية.

ووثق محققو الأمم المتحدة، حتى الآن، حالات عنف جنسي طالت 118 شخصاً، من بينهم امرأة اعتقلت وتعرضت للاغتصاب الجماعي بشكل متكرر لأسابيع. وأضاف التقرير أن عدداً من عمليات الاغتصاب ارتكبها أفراد من «قوات الدعم السريع».

كما وثقت «رويترز» حالات اغتصاب جماعي في هجمات ذات طابع عرقي شنتها «قوات الدعم السريع» والميليشيات العربية المتحالفة معها.

واندلعت الحرب في أبريل (نيسان) الماضي بسبب خلافات حول صلاحيات الجيش و«قوات الدعم السريع» بموجب خطة مدعومة دولياً للانتقال السياسي نحو الحكم المدني وإجراء انتخابات حرة.


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يعلن استعادة مصفاة الخرطوم

شمال افريقيا صورة بالأقمار الاصطناعية لحريق يلتهم أكبر مصفاة نفط في السودان وسط معارك بين الجيش و«قوات الدعم السريع» (أ.ب) play-circle 01:35

الجيش السوداني يعلن استعادة مصفاة الخرطوم

أعلن الجيش السوداني، استعادة «مصفاة الجيلي» للبترول في شمال العاصمة الخرطوم، وهي أكبر مصفاة في البلاد، بعد حصار من عدة محاور استمر لأيام.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا وزير الخارجية المصري خلال استقباله وزير التجارة والصناعة بجنوب السودان في القاهرة الشهر الحالي (الخارجية المصرية)

القاهرة وجوبا... محادثات تتناول تعزيز العلاقات

زار وفد حكومي من جنوب السودان، القاهرة، السبت، لبحث تعزيز العلاقات بين البلدين، والتشاور بشأن المستجدات الإقليمية.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا 
الدخان يتصاعد خلال اشتباكات سابقة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)

الجيش السوداني يستعيد مقر قيادته

في تطور عسكري لافت، أعلن الجيش السوداني، أمس، فك الحصار الذي تفرضه «قوات الدعم السريع» على مقر قيادته العامة في وسط الخرطوم، وإكمال المرحلة الثانية من عملياته.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني في أم درمان (أرشيفية - رويترز)

حركات متحالفة مع الجيش السوداني تعلن قتل 400 من «الدعم» في شمال دارفور

أعلنت الحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش السوداني، الجمعة، مقتل أكثر من 400 من عناصر «قوات الدعم السريع» خلال هجوم لـ«الدعم» على مدينة الفاشر بشمال دارفور.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا الدخان يتصاعد خلال اشتباكات بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في الخرطوم (رويترز)

إعلام سوداني: الجيش يفك حصار «الدعم السريع» عن القيادة العامة بالخرطوم

أفادت صحيفة «السوداني»، اليوم الجمعة، بأن الجيش فكَّ الحصار الذي ضربته «قوات الدعم السريع» على القيادة العامة للجيش بالخرطوم على مدى عام ونصف العام.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

مصر وقبرص لتعزيز التعاون في مجال «أمن الطاقة»

الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
TT
20

مصر وقبرص لتعزيز التعاون في مجال «أمن الطاقة»

الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)
الرئيس القبرصي خلال محادثات مع وزير البترول المصري في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)

تَوافقت مصر وقبرص، في إطار تعاونهما في مجال «أمن الطاقة»، على تسريع تنفيذ «مشروعات الغاز».

جاء ذلك خلال محادثات مصرية - قبرصية، السبت، في نيقوسيا بشأن التعاون في تنمية حقول الغاز بالبحر المتوسط.

وتؤكد مصر بشكل دائم على «مواصلة تفعيل أطر التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان». ويشار إلى أن لمصر علاقات وثيقة مع قبرص واليونان. وتعقد الدول الثلاث قمماً بشكل منتظم، في إطار تعاونها في مجال الطاقة بـ«المتوسط».

ودعت «قمة ثلاثية» جمعت قادة مصر وقبرص واليونان، في القاهرة، الشهر الحالي، إلى «ضرورة ضمان أمن واستقرار المجال البحري في شرق المتوسط»، إلى جانب «مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة»، و«تعزيز آلية التعاون الثلاثي، خصوصاً في مجالَي التجارة والاستثمار، والتوسع في جهود أمن الطاقة من خلال استكشاف الطاقة في المتوسط».

وأجرى الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس، في نيقوسيا السبت، محادثات مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري كريم بدوي، الذي سلمه رسالةً من الرئيس عبد الفتاح السيسي تضمَّنت دعوةً رسميةً لحضور مؤتمر ومعرض «مصر الدولي للطاقة»، المقرر انعقاده في القاهرة، فبراير (شباط) المقبل.

ووفق إفادة لمجلس الوزراء المصري، فإن زيارة المسؤول المصري إلى نيقوسيا تأتي في أعقاب القمة العاشرة لـ«آلية التعاون الثلاثي» بين مصر وقبرص واليونان، التي عُقدت أخيراً بالقاهرة، وأسفرت ضمن مخرجاتها عن «تأكيد أهمية تعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي بين البلدين».

الرئيس المصري مع نظيره القبرصي خلال لقائهما في القاهرة الشهر الحالي (الرئاسة المصرية)

ودشَّنت مصر وقبرص واليونان آلية للتعاون الثلاثي على مستوى القمة، عُقد الاجتماع الأول لها في القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، وتناوبت الدول الثلاث على استضافة اجتماعاتها على مدار السنوات الماضية.

وأكد مجلس الوزراء المصري، أنه من المتوقع أن يشهد مؤتمر «مصر الدولي للطاقة» توقيع اتفاقات مهمة لتنمية حقلَي «كورنوس»، و«أفروديت» الواقعَين بالمنطقة الاقتصادية القبرصية الخالصة، وربطهما بالتسهيلات المصرية، مما يسهم في تعجيل إنتاج الغاز الطبيعي من الحقلين وضمان وصوله إلى الأسواق المحلية والعالمية عبر البنية التحتية المصرية المتطورة في مجالات المعالجة والنقل والإسالة.

الرئيس القبرصي من جانبه، أشار، السبت، إلى تطلعه للمشارَكة في مؤتمر «مصر الدولي للطاقة» ليشهد توقيع الاتفاقات المهمة لتنمية الحقلين القبرصيَّين. كما أبدى تفاؤله بالشروع في «تنفيذ هذه المشروعات في القريب العاجل بالتعاون مع مصر»، مشدداً على أهمية هذه الخطوات في تعزيز التكامل الاقتصادي وأمن الطاقة بين البلدين.

ووقَّعت مصر في أغسطس (آب) 2020 اتفاقاً لترسيم الحدود البحرية مع اليونان، بينما يعود اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص إلى عام 2003، إلى جانب مشروع الربط الكهربائي إلى أوروبا. ودفعت شراكة الدول الثلاث إلى تدشين «منتدى غاز شرق المتوسط» عام 2019.

وعدَّ الرئيس المصري آلية التعاون الثلاثي مع قبرص واليونان «نموذجاً للتعاون الإقليمي المتكامل». وقال الشهر الحالي إن «التعاون والتنسيق بين الدول الثلاث حالياً ضروريان لمواجهة التحديات غير المسبوقة بالمنطقة». وأشاد بالتعاون في مجال الطاقة، عادّاً أن «تعاون بلاده مع قبرص واليونان في مجال الغاز، والربط الكهربائي، نقطة تحول إقليمي، وخطوة مهمة لتمديد الطاقة إلى أوروبا».

جانب من لقاء وزير البترول المصري ووزير الطاقة القبرصي في نيقوسيا (مجلس الوزراء المصري)

وفي لقاء آخر، بحث وزير البترول المصري مع وزير الطاقة والتجارة والصناعة القبرصي، جورج باباناستاسيو، مساء الجمعة، سبل التعاون في مشروعات تنمية حقول الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى تعزيز الاستفادة من احتياطات الغاز المكتشَفة في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص.

وأكد الوزيران «أهمية تسريع تنفيذ هذه المشروعات الاستراتيجية، بما يتيح نقل الغاز المكتشَف في المياه القبرصية إلى مصر بما لديها من قدرات متعددة، سواء عن طريق استغلال هذا الغاز بالسوق المحلية، أو إتاحة إسالته في منشآت إسالة الغاز المصرية وتصديره للأسواق العالمية، مما يدعم مكانة مصر بوصفها مركزاً إقليمياً للطاقة».

وبحسب مجلس الوزراء المصري، ركَّزت محادثات بدوي - باباناستاسيو في نيقوسيا، على بدء الخطوات التنفيذية لتنمية حقل «كورنوس» هذا العام، و«السعي لتنمية مناطق أخرى لإنشاء ممر طاقة يربط بين شرق البحر المتوسط وأوروبا عبر مصر»، بما يسهم في تعزيز أمن الطاقة للبلدين، ودعم الجهود الإقليمية لاستغلال موارد الغاز الطبيعي بشكل استراتيجي.

وأوضح بدوي أن التعاون بين مصر وقبرص «يمثل نموذجاً ناجحاً للشراكة الإقليمية في مجال الغاز الطبيعي»، حيث «تمتلك مصر بنية تحتية تشمل محطات إسالة الغاز وشبكات النقل، التي يمكن من خلالها تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والاستفادة المثلى من موارد الغاز المكتشَفة».