وسط تراجع الجنيه وفوضى المعدن الأصفر... الفضة هي الذهب الجديد للمصريين

زاد سعر غرام الفضة لأكثر من المثلين خلال عام ليصل إلى 47 جنيهاً (رويترز)
زاد سعر غرام الفضة لأكثر من المثلين خلال عام ليصل إلى 47 جنيهاً (رويترز)
TT

وسط تراجع الجنيه وفوضى المعدن الأصفر... الفضة هي الذهب الجديد للمصريين

زاد سعر غرام الفضة لأكثر من المثلين خلال عام ليصل إلى 47 جنيهاً (رويترز)
زاد سعر غرام الفضة لأكثر من المثلين خلال عام ليصل إلى 47 جنيهاً (رويترز)

تحصل المرأة المصرية عادة على هدية قيّمة من المشغولات الذهبية أو ما يعرف باسم «الشبكة» عند خطوبتها؛ لكن نظراً لزيادة الطلب على المعدن النفيس نتيجة ارتفاع الأسعار وضعف العملة فقد يحصل البعض منهن الآن على الفضة وليس الذهب، بحسب تقرير لـ«رويترز».

أدت التقلبات في سوق العملة الموازية في مصر والانخفاض المتوقع في قيمة الجنيه إلى حالة من الفوضى في تجارة الذهب؛ مما دفع بعض الناس إلى اللجوء إلى الفضة كوسيلة لحفظ قيمة مدخراتهم.

وانخفض الجنيه ما يقرب من 50 في المائة مقابل الدولار منذ أوائل عام 2022؛ إذ تواجه البلاد نقصاً متزايداً في تدفقات العملة الأجنبية. لكن الجنيه تراجع بشدة في السوق السوداء، ويسعى المصريون لحماية مدخراتهم عن طريق شراء الدولار والمعادن النفيسة والعقارات.

السبائك الفضية أصبحت ملاذ المصريين الآمن للحفاظ على أموالهم (رويترز)

وفي بلد تشير التقديرات إلى أن نحو 60 في المائة من سكانه البالغ عددهم 105 ملايين نسمة يعيشون تحت خط الفقر أو يقتربون منه، لا يستطيع سوى عدد قليل من الناس تحمّل تكاليف الاستثمار في العقارات الراقية التي تزدهر مبيعاتها.

وقفز سعر الدولار في السوق السوداء إلى 71 جنيهاً الشهر الماضي مقابل سعره الرسمي عند 30.85 جنيه، قبل أن يتراجع إلى أقل من 60 جنيهاً في الأيام الماضية وسط توقعات بتوسع التمويل المقدم من صندوق النقد الدولي وتقارير عن استثمارات إماراتية على ساحل البحر المتوسط ​​في مصر.

وبحسب التقرير السنوي لمجلس الذهب العالمي، ارتفع الطلب على العملات والسبائك الذهبية في مصر 57.8 في المائة بين 2022 و2023. كما ارتفع سعر غرام الذهب عيار 21 قيراطاً 122.7 في المائة إلى 3875 جنيهاً (126 دولاراً) في العام المنتهي في 30 يناير (كانون الثاني)، وفقاً للاتحاد العام للغرف التجارية المصرية.

ويرى الخبير الاقتصادي إيهاب سمرة، أن هذا الإقبال يدفعه «الذعر»، مضيفاً أن «امتلاك الذهب في هذه اللحظة لا هو استثمار ولا هو ادخار، هو هروب بالأموال إلى ملاذ آمن من باب الحق الشرعي للدفاع عن المال».

بائع يعرض قلادة فضية (رويترز)

وقالت نانسي مصطفى، وهي ربة منزل بدأت في تحويل مدخراتها من العملة المحلية إلى الذهب منذ عامين، إنها تفضّل الادخار في الذهب لسهولة تداوله، وشرحت: «ممكن أبيعه في أي وقت ومتاح أقدر أشتريه مش زي الدولار فأسهل عليا أحفظ قيمة فلوسي».

ويرى إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب باتحاد الصناعات المصرية، أن أسعار الذهب الحالية «غير عادلة»، وأن شراء المعدن الأصفر خلال هذه الفترة المضطربة «غير منطقي».

وقال: إن اندفاع الناس لاقتناء الذهب مؤخراً سببه «توجهات صفحات التواصل الاجتماعي اللي بتقول اشتروا دهب، الدهب بيزيد والناس رايحة ورا كلام السوشيال ميديا».

ووفق مصادر أمنية، تم إلقاء القبض على عشرات من تجار الذهب بتهمة التلاعب بالسوق؛ مما دفع بعض التجار الآخرين إلى التوقف عن البيع.

وتعد المشغولات الذهبية خياراً تقليدياً للهدايا في مناسبات مثل الزواج أو ميلاد طفل جديد، لكن إيمان محمود، وهي أم لثلاثة أطفال تبلغ من العمر 51 عاماً، قالت إنها اضطرت إلى اختيار الفضة.

بائع فضة ينظّف خواتم بينما ينتظر العملاء في المحل الخاص به (رويترز)

وتحدثت إيمان عن أن «حلق صغير عيار 18 وزنه أقل من جرام سعره أكثر من 3000 جنيه. طبعاً مش هأقدر أشتري هدية بالمبلغ ده فـاشتريت سلسلة فضة بحوالي 1900 جنيه». أضافت: «مش زي الدهب بس ليها قيمة».

وأوضح وصفي أمين، مستشار شعبة الذهب والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، أن هناك إقبالاً متزايداً على سبائك الفضة والمشغولات الفضية، رغم أن البعض يرى أنها «من الدرجة الثانية».

وقال هاني واصف، تاجر الفضة المعروف في منطقة خان أبو تكية بالقاهرة القديمة، إن زبائنه عادة من أصحاب الدخل المحدود الذين يريدون الحفاظ على قيمة أموالهم ولا يستطيعون شراء الذهب.

وذكر أبانوب، وهو بائع في أحد محال الفضة بالقاهرة، والذي طلب ذكر اسمه الأول فقط، أن بعض المتزوجين الجدد يشترون شبكة الزواج من الفضة، بدلاً من الذهب المعتاد، مضيفاً أن «الفضة بقت هي الذهب».

وزاد سعر غرام الفضة لأكثر من المثلين خلال عام ليصل إلى 47 جنيهاً، بحسب تجار تحدثوا إلى «رويترز».

بائع فضة ينتظر داخل متجره حيث سجلت أسعار الذهب زيادة بعد انخفاض قيمة العملة المحلية في القاهرة (رويترز)

واشترى رامي زهران، وهو طالب في المرحلة الثانوية يبلغ من العمر 18 عاماً، سبائك الفضة بسعر 31 جنيهاً للغرام منذ أكثر من ستة أشهر بناءً على نصيحة عمه الذي يعمل في تجارة الفضة.

وأضاف: «فلوسي ماتجبش 10 غرام دهب».


مقالات ذات صلة

مصر: 18 شركة تركية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات 794 مليون دولار

الاقتصاد رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس يتحدث لمستثمرين أتراك بعد وضع حجر أساس مصنع «حياة إيجيبت» (رئاسة مجلس الوزراء المصري)

مصر: 18 شركة تركية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس باستثمارات 794 مليون دولار

بلغ عدد الشركات التركية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس 18 شركة في قطاعات متنوعة أبرزها الملابس الجاهزة والمنتجات الصحية، باستثمارات 794 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد امرأة تتسوق في أحد المتاجر بالعاصمة المصرية القاهرة (رويترز)

تراجع التضخم في مصر إلى 14.9 % خلال يونيو

انخفض التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية إلى 14.9 في المائة خلال يونيو من 16.8 في المائة خلال مايو. وهذا أول تراجع بعد 3 أشهر متتالية من الارتفاع.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

«المركزي المصري» يمد ساعات العمل للبنوك المحلية... ويضاعف حدود السحب اليومي

أعلن البنك المركزي المصري، مد ساعات العمل ببعض فروع البنوك العاملة في مصر، لتوفير الخدمات البنكية، التي تشهد تباطأ ملحوظاً جراء انقطاع خدمات الإنترنت.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد السيسي يستقبل المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية «روساتوم» الروسية بحضور نظيره المصري ووزير الكهرباء المصري (الرئاسة المصرية)

«روساتوم» الروسية للتوقيع على الاتفاق التكميلي مع مصر بشأن محطة الضبعة النووية

يزور مدير هيئة الطاقة النووية «روساتوم» الروسية مصر حالياً للتوقيع على الاتفاق التكميلي الحكومي بين مصر وروسيا بشأن بناء المحطة النووية بالضبعة.

الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بوسط القاهرة (تصوير: عبدالفتاح فرج)

ارتفاع صافي الأصول الأجنبية لمصر إلى 14.7 مليار دولار في مايو

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، الاثنين، ارتفاع صافي الأصول الأجنبية 1.2 مليار دولار إلى 14.7 مليار دولار في مايو (أيار) الماضي، ليقترب من المستويات السابقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

اتهامات متبادلة تهدد بانهيار مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
TT

اتهامات متبادلة تهدد بانهيار مفاوضات «هدنة غزة»

فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)
فلسطينية تسير بجوار شاب يحمل جثمان طفلها الذي قُتل في غارة إسرائيلية أمام مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)

اتهامات متبادلة جديدة تتصاعد وتيرتها بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحركة «حماس»، ألقت بظلالها على مفاوضات وصلت لليوم الثامن في الدوحة، دون نتائج، مع خلافات بشأن رفض الحركة خريطة الانسحابات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وبينما تشكو «حماس» من «تعنت ومماطلة» نتنياهو تحت ضربات الجيش الإسرائيلي التي تحصد أرواح العشرات من الفلسطينيين يومياً، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن واشنطن ستحاول منع انهيار المفاوضات عبر الضغط على إسرائيل، كما سيعمل الوسيطان مصر وقطر على دفع «حماس» للاستمرار بالمحادثات، والسعي لإبرام صفقة تنهي الأوضاع الكارثية بالقطاع، شريطة تقديم إسرائيل هي الأخرى تنازلات خاصة في بند الانسحابات.

وأفاد مصدر فلسطيني مطلع على مسار المفاوضات بالدوحة لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، بأنه «من المبكر الحديث عن فشل المفاوضات التي لا تزال مستمرة وسط حراك من الوسطاء، رغم عراقيل نتنياهو ومحاولة المماطلة في الذهاب لحلول».

وأكد أن «(حماس) طلبت تحسينات محدودة على بعض البنود، خصوصاً ما يتعلق بضمان الانسحاب الإسرائيلي من مدينة رفح، والحركة أجرت مشاورات معمقة مع جميع الفصائل الفلسطينية، وكان هناك إجماع على هذا الموقف».

وفي خطاب متلفز، مساء الأحد، قال نتنياهو إن «الإعلام الإسرائيلي يتهمني بإفشال مساعي إنجاز صفقة تبادل ويردد دعاية (حماس)، و(الحركة هي من) رفضت مقترح الصفقة (60 يوماً) وتصر على البقاء في غزة وإعادة التسلح، وهذا غير مقبول»، مضيفاً: «نريد صفقة؛ لكن ليس صفقة تترك (حماس) قادرة على تكرار ما فعلته من جرائم، وعازمون على إعادة المخطوفين، لكن مع القضاء على (حماس) كذلك».

ويستكمل نتنياهو جملة اتهامات إسرائيلية كررها مسؤول سياسي، مساء السبت، ونقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، مؤكداً أن «(حماس) رفضت مقترح الوسطاء، وتضع عقبات، وترفض التنازل، وتواكب المحادثات بحملة حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات».

وهذا قريب مما ذكره مسؤول إسرائيلي لقناة «آي نيوز 24» الإسرائيلية، رداً على «التقارير المتشائمة خلال الـ24 ساعة الماضية عن انهيار في محادثات الصفقة بين (حماس) وإسرائيل»، مؤكداً أن «(حماس) تثير الصعوبات، ولا تتنازل، وترافق المحادثات بحرب توعوية تهدف إلى تخريب المفاوضات».

وتلك الاتهامات تأتي مع شكوى «حماس» في بيان، الخميس، من «تعنت» نتنياهو، واتهامه بوضع «عراقيل» أمام التوصل لاتفاق، وسعيه المتعمد لإفشال أي جهود لإطلاق سراح الأسرى، مؤكدة أنه لا يزال «يماطل ويضع المزيد من العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق».

شاب يحمل فلسطينياً مصاباً في غارة إسرائيلية خارج مستشفى المعمداني (أ.ف.ب)

وهذا التصعيد الإسرائيلي، لا سيما من نتنياهو، يتواصل مع اقتراب دخول الكنيست إجازته الصيفية التي تبدأ في الـ24 من الشهر الجاري وتستمر نحو ثلاثة أشهر، والتي تحول دون إسقاط حكومته.

الخبير في الشؤون السياسية بـ«مركز الأهرام للدراسات»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن تبادل الاتهامات وتصاعد وتيرتها يمسان استمرار المفاوضات بقوة، وهذا سيدفع الوسطاء للتدخل بضغوط لإنقاذ مسار المحادثات، مستبعداً أن نتنياهو يناور من أجل دخول الكنيست في إجازة لعدم سحب الثقة من حكومته، خاصة وأن هناك وقائع سابقة ضمنت له عدم حدوث ذلك.

بينما يتهم المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، نتنياهو بأنه يريد التهرب من الاتفاق وكسب الوقت وانتظار إجازة الكنيست لعدم سحب الثقة من حكومته، متوقعاً استمرار المفاوضات الجارية والتدخل الأميركي للضغط على الجانبين، مع السماح لنتنياهو بهامش للنجاة بحكومته، وأن وقت إبرام الصفقة سيتأخر مع تصعيد من نتنياهو الفترة الحالية لمزيد من الضغوط على «حماس».

ويعتقد المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، أن «تصريحات نتنياهو الأخيرة تكشف عن تناقضه وتخبطه السياسي، ومحاولة تحميل المسؤولية للطرف الآخر، كما تأكد على أنه غير معني أصلاً بإنجاح المسار التفاوضي، وأنه لا يرغب به».

وكانت القناة «12» الإسرائيلية، أكدت، السبت، أن «المحادثات لم تنهر، ولا يزال الفريق التفاوضي الإسرائيلي في الدوحة»، تزامناً مع حديث مصادر فلسطينية وإسرائيلية مطلعة لـ«رويترز» ولـ«وكالة الصحافة الفرنسية» أن المحادثات «تتعثر» حول مسألة نطاق انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، ووصلت إلى «طريق مسدود» على ما يبدو مع انقسام الجانبين حول نطاق الانسحاب و«إصرار إسرائيل على إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، وإبقاء قواتها على أكثر من 40 في المائة من مساحة قطاع غزة، وهو ما ترفضه (حماس)».

أشخاصٌ يتفقدون أنقاض مبنى مدمر إثر قصف إسرائيلي على مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في وقت سابق (أ.ف.ب)

وتحدث موقع «واللا» الإسرائيلي، الأحد، أنه إذا فشلت المفاوضات مع «حماس» فإن الجيش الإسرائيلي سيشن مناورة في قلب غزة وتطويق المناطق المركزية، مشيراً إلى أن، يوم الأحد، هو اللحظة الحاسمة.

وفي وقت تتعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حماس»، أعلن جهاز الدفاع المدني في غزة، في بيان، مقتل 43 فلسطينياً في غارات جوية إسرائيلية الأحد في مناطق مختلفة من القطاع، معظمهم في سوق وفي نقطة توزيع مياه.

وفي ضوء تلك التطورات، يرى عكاشة أن الاتفاق سيبقى في «غرفة الإنعاش» في مفاوضات الدوحة ومعرض للانهيار، والرهان سيكون على بذل الوسطاء جهوداً إضافية لإنقاذه، والضغط أكثر على «حماس» التي ستكون أكثر الخاسرين حال انهار وقبلها الشعب الفلسطيني.

ويرجح الرقب أن يتدخل الوسطاء بقوة لمنع انهيار المفاوضات، والضغط لتقديم تنازلات من الجانبين تحقق هدنة مؤقتة، متوقعاً أن يلعب الرئيس الأميركي دونالد ترمب دوراً أكبر الأيام المقبلة.

ووفق المدهون فإن «(حماس) قدمت تنازلات واضحة: وافقت على هدنة محدودة، وقبلت إطلاق سراح عشرة أسرى في المرحلة الأولى، بل وتراجعت عن مطلب وقف إطلاق النار الدائم باعتباره بنداً أساسياً. لكن يبدو أن نتنياهو يصر على استمرار المجازر، مستفيداً من حالة الضعف الدولي والتواطؤ الأميركي»، مرجحاً تدخل الوسطاء لحل الأزمة.