قلل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الثلاثاء، من أهمية زيارة مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالصحراء، ستيفان دي ميستورا، الأسبوع الماضي إلى جنوب أفريقيا، وهي الزيارة التي أثارت غضب المغرب كونه يرى أن جنوب أفريقيا ليست طرفا في النزاع.
وقال بوريطة في ندوة صحافية، اليوم الثلاثاء، على هامش انعقاد «المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان ذات الدخل المتوسط» بمقر الوزارة: «لم نتحدث مع نائبة الأمين العام للأمم المتحدة حول زيارة دي ميستورا لجنوب أفريقيا، لأننا ناقشنا بالأساس سبل إنجاح المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان ذات الدخل المتوسط». مضيفا أن جنوب أفريقيا «فاعل هامشي في قضية الصحراء المغربية، وستبقى كذلك، فهي لا تملك التأثير والفاعلية لتغيير الحقيقة، ولو كانت لها القدرة لتغيير الوضع لفعلت ذلك منذ عشرين سنة».
والنزاع حول الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو من أقدم النزاعات في أفريقيا، حيث استرجع المغرب الصحراء من الاستعمار الإسباني عام 1975، لتتأسس جبهة البوليساريو بعد ذلك بعام واحد، وترفع السلاح في وجه المغرب، مطالبة بانفصال الإقليم الغني بالثروة السمكية والفوسفات، ويعتقد أن به مكامن نفطية. ولم يتوقف إطلاق النار بين الطرفين إلا في عام 1991، بعد تدخل الأمم المتحدة. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو في صراعها مع المغرب. وأضاف بوريطة في تصريحات نقلتها وكالة «رويترز» موضحا أيضا أن المغرب يركز على «أطراف النزاع... وهم الأطراف المعنيون، ولا ينبغي إقحام أطراف بعيدة عن الملف».
وكان الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، قد قال لـ«وكالة المغرب العربي» الرسمية للأنباء الأسبوع الماضي إن المغرب «لن يسمح بأن تصبح صحراؤه أرضا للمناورة الدبلوماسية لجنوب أفريقيا». وأوضح أن المغرب «قام بتحذير دي ميستورا»، وعبر عن «اعتراض المغرب القاطع على هذه الزيارة، ورفض أي تفاعل مع بريتوريا بشأن قضية الصحراء المغربية»، مضيفا أن المغرب «قدم الأسباب المشروعة والموضوعية». كما قال إن قرارات مجلس الأمن «لا تشير البتة إلى جنوب أفريقيا، وبالأحرى أي دور أو مساهمة مزعومة لهذا البلد في العملية السياسية».