تونس: اعتقال موظفين حكوميين بتهمة الفساد

بعد أسبوعين من زيارة الرئيس سعيد لـ«ديوان التجارة»

شهدت تونس سابقاً اختفاء عدد من المواد الأساسية من الأسواق (أ.ف.ب)
شهدت تونس سابقاً اختفاء عدد من المواد الأساسية من الأسواق (أ.ف.ب)
TT

تونس: اعتقال موظفين حكوميين بتهمة الفساد

شهدت تونس سابقاً اختفاء عدد من المواد الأساسية من الأسواق (أ.ف.ب)
شهدت تونس سابقاً اختفاء عدد من المواد الأساسية من الأسواق (أ.ف.ب)

أذنت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتونس العاصمة للفرقة المركزية لـ«الحرس الوطني» بثكنة «العوينة»، باعتقال موظفين اثنين من الديوان التونسي للتجارة (مؤسسة حكومية) - أحدهما أحيل إلى التقاعد قبل فترة قليلة - على خلفية الاشتباه بارتكابهما فساداً مالياً وإدارياً في إدارة وتسيير الديوان، والتلاعب في صفقات استيراد مادة القهوة إلى تونس.

وأفاد محمد زيتونة الناطق باسم المحكمة الابتدائية، بتقدم التحقيقات وإنجاز مختلف التدابير المأذون بها قضائياً، وإجراء ما يلزم من جلسات استماع للمتهمين، في انتظار الكشف عن مزيد من المعطيات حول هذا الاشتباه.

سعيد في أثناء زيارته لديوان التجارة (موقع رئاسة الجمهورية)

ويأتي هذا القرار القضائي، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس التونسي قيس سعيد يوم11 يناير (كانون الثاني) الحالي، إلى مقر ديوان التجارة الذي يسهر على استيراد كل المنتجات الاستهلاكية المدعومة، على غرار الشاي والأرز والزيت النباتي والقهوة.

وأكد الرئيس سعيد، على «متابعة المتورطين في تجويع التونسيين»، وأشار إلى وجود كل الدلائل والحجج «التي تؤكد وجود شبهات فساد في التصرف بالملفات الموجودة في هذه المؤسسة الحكومية».

وكشف عن وصول شحنة قهوة خلال شهر أبريل (نيسان) 2022 إلى الموانئ التونسية، غير أن موظفين بالديوان التونسي للتجارة عملوا على عدم إخراجها من الميناء، وعطلوا إتمام العملية بعد إخفاء صك بنكي، كيلا يتم إبرام الصفقة رغم وجود التمويلات الحكومية الكافية.

واتهم الرئيس سعيد، عدداً من الموظفين «بالابتزاز والتعامل المريب مع كبار موزعي مادة القهوة في تونس»، مؤكداً أن «أحد الموظفين المشرفين على صفقات القهوة، اقتنى عقاراً لفائدة الديوان التونسي للتجارة بمبلغ 1.2 مليون دينار تونسي (نحو 400 ألف دولار)، في حين أن خبراء قدروا قيمته الفعلية بنحو 200 ألف دينار تونسي (نحو 66 ألف دولار)».

مبنى قصر العدالة حيث أبرز المحاكم بتونس (متداولة)

ويذكر أن الرئيس التونسي يقود منذ الإطاحة بمنظومة الحكم السابقة التي كانت تتزعمها «حركة النهضة»، حملة ضد «الفساد والمفسدين»، على حد تعبيره. وقد صدرت عدة مذكرات اعتقال وإيداع بالسجن ضد عدد من المتهمين من رجال الأعمال التونسيين الذين اشترط عليهم سعيد، إبرام «صلح جزائي» مع الدولة، واسترجاع المبالغ المالية المستولى عليها لإسقاط الملاحقة القضائية ضدهم.


مقالات ذات صلة

رياضة عالمية يوفنتوس قال في بيان إن محاميه أبلغوه بتوجيه الاتهامات من قبل مكتب المدعي العام (رويترز)

مدعون يسعون لمحاكمة مسؤولين سابقين بـ«يوفنتوس» بسبب مخالفات مالية

ذكرت مصادر قضائية، الأربعاء، أن ممثلي الادعاء في روما طالبوا بمثول رئيس يوفنتوس السابق وغيره من المديرين السابقين لأنجح أندية كرة القدم الإيطالية أمام المحاكمة.

«الشرق الأوسط» (روما)
الولايات المتحدة​ السناتور الأميركي بوب مينينديز (رويترز)

محكمة أميركية تدين السناتور بوب مينينديز بتهم فساد

أدانت هيئة محلفين في محكمة اتحادية في مانهاتن السناتور الأميركي بوب مينينديز، اليوم الثلاثاء، في كل التهم الجنائية الموجهة إليه، وعددها 16.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
المشرق العربي وزير الداخلية العراقية عبد الأمير الشمري (إعلام حكومي)

طرد 320 شرطياً و36 ضابطاً عراقياً خلال 6 أشهر

أعلنت وزارة الداخلية العراقية، الأحد، عن «طرد 320 شرطياً، و36 ضابطاً من الخدمة خلال النصف الأول من العام الجاري»، وذلك في إطار مساعيها لمحاربة «الفساد».

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لدى إعلانه استرداد أموال من قضية «سرقة القرن» (أ.ف.ب)

بعد مرور سنتين... ما مصير «سرقة القرن» العراقية؟

أعاد رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، التذكير بالقضية المعروفة باسم بـ«سرقة القرن» إلى الواجهة، بعدما أقر بأن «نصف أموال القضية هُرِّب إلى خارج البلاد».

فاضل النشمي (بغداد)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)
وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)
TT

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)
وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة داخل الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود بنسب تراوحت ما بين 10 و15 في المائة، وسط مخاوف متصاعدة بين المواطنين من «موجة غلاء» جديدة.

وبينما جدد وزير التموين والتجارة الداخلية المصري، شريف فاروق، خلال جولة له في الإسكندرية، اليوم (السبت)، «تأكيده التزام الدولة بثبات سعر الخبز المدعم من دون تغيير مع تحمل الدولة فارق الزيادة»، باشر عدد من المحافظين جولاتهم الميدانية للتأكد من «تطبيق التعريفات الجديدة في المواصلات، وتوافر السلع وأسعارها بالمجمعات الاستهلاكية، مع التأكيد على بيع الخبز المدعم للمواطنين بـ20 قرشاً».

ومطلع يونيو (حزيران) الماضي، رفعت الحكومة المصرية للمرة الأولى منذ 36 عاماً، سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشاً للرغيف، بدلاً من 5 قروش (الجنيه يساوي 100 قرش، بينما يعادل الجنيه 0.021 دولار أميركي).

محافظ القاهرة خلال متابعة تطبيق التعريفة الجديدة للمواصلات (محافظة القاهرة)

وقدمت عضوة مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائبة راوية مختار، سؤالاً برلمانياً إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير البترول حول تأثير قرار رفع أسعار الوقود على السلع خلال الفترة المقبلة، مؤكدة أن القرار سيؤدي حتماً إلى «زيادة الأسعار» في الأيام المقبلة، بما يشكل عبئاً على المواطن، ويخالف تعهدات الحكومة بالتخفيف عن المواطن.

وأعلنت الحكومة المصرية، الخميس الماضي، زيادة أسعار أنواع الوقود. ووفقاً لما نقلته الجريدة الرسمية عن وزارة البترول، فقد جرت زيادة أسعار بنزين 80 بسعر 12.25 جنيه (0.25 دولار)، وبنزين 92 بسعر 13.75 جنيه، وبنزين 95 بسعر 15 جنيهاً. أما السولار، وهو أحد أكثر أنواع الوقود استخداماً، فشهد زيادة أكبر؛ إذ تقرر رفع سعره إلى 11.50 جنيه (0.24 دولار) من 10 جنيهات.

وبحسب الخبير الاقتصادي المصري، الدكتور كريم العمدة، فإن «رفع الحكومة لسعر السولار الأكثر استخداماً في سيارات النقل ومركبات الأجرة سيؤدي حتماً إلى زيادة الأسعار بنسب متفاوتة»، وقال لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحركات الحكومية من أجل ضبط الأسواق يجب أن تكون أكثر صرامة لضمان عدم استغلال نسب زيادة الوقود في رفع الأسعار بصورة مبالغ فيها»، مضيفاً أن «ارتفاع تكلفة النقل سيؤدي بالتبعية إلى زيادة أسعار السلع بنسب ثابتة، بافتراض ثبات باقي العوامل الأخرى المؤثرة في عملية التسعير».

محافظ الجيزة في جولة تفقدية بأحد الأسواق (محافظة الجيزة)

لكن عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب محمود أبو الخير، يرى أن نسب الزيادة ستكون ذات تأثير محدود على المواطنين «حال نجاح الأجهزة الرقابية في متابعة دورها، ليس فقط على أسعار السلع؛ لكن أيضاً على وسائل النقل وغيرها من الأمور»، لافتاً إلى أن «تحركات المحافظين والوزراء والمسؤولين على الأرض تعكس بوضوح وجود جدية حكومية في هذا الأمر».

وقال أبو الخير لـ«الشرق الأوسط»، إن «جولات المسؤولين المصريين قد تحد من استغلال بعض التجار، الذين يسعون لتحقيق مكاسب إضافية، فور الإعلان عن أي زيادات سعرية»، مشيداً بـ«سرعة التحرك الحكومي لضبط الأسواق وتجنب حدوث مشكلات في توافر بعض السلع».

مسؤولون مصريون يتابعون العمل داخل إحدى محطات الوقود عقب زيادة أسعار البنزين والسولار (الشرق الأوسط)

ومنذ بدء برنامج «الإصلاح الاقتصادي» بمصر مع صندوق النقد الدولي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، اتبعت الحكومة المصرية «إجراءات تقشفية»، على رأسها «تقليل دعم الوقود والكهرباء والمياه بشكل تدريجي»، بحسب مراقبين.

وأكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الأربعاء الماضي، «رفع أسعار عدة خدمات حتى نهاية العام المقبل بشكل تدريجي». لكن مدبولي تعهد العمل على «ضبط الأسعار» من خلال «ضخ كميات إضافية من السلع، مما يحقق وفرة في العرض، وبالتالي تحقيق انخفاض في السعر».

وعودة إلى النائب أبو الخير، فقد أكد «أهمية الاستمرار في المتابعة الميدانية لضمان توافر السلع، مع وجود احتياطي استراتيجي منها يكفي لفترات أطول»، لافتاً إلى «ضرورة تفعيل أدوات الرقابة والمحاسبة للمخالفين، الذين يقومون بتخزين السلع لمحاولة احتكارها من أجل زيادة سعرها».