رئيس الصومال: لسنا بصدد إعلان حرب ضد إثيوبيا

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه سيحاور «الشباب» إذا تركوا الإرهاب

رئيس الصومال: لسنا بصدد إعلان حرب ضد إثيوبيا
TT

رئيس الصومال: لسنا بصدد إعلان حرب ضد إثيوبيا

رئيس الصومال: لسنا بصدد إعلان حرب ضد إثيوبيا

أكد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أن بلاده ليست بصدد إعلان حرب ضد إثيوبيا، ودعاها في المقابل إلى احترام سيادة الصومال ووحدة أراضيه.

ونفى شيخ محمود، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، وجود إعلان رسمي بالحرب من مصر والصومال، كما نفى بحث الأمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لافتاً إلى أن «المناقشات استهدفت تعزيز العلاقات بين مصر والصومال، وليست تهديداً لبلد آخر».

وقال إن بلاده مشغولة بحربها الوحيدة حالياً ضد الإرهاب والقضاء على حركة «الشباب» المتطرفة، التي لفت إلى استعداده للجلوس معها على طاولة مفاوضات واحدة، إذا تخلت عن آيديولوجية تنظيم «القاعدة» واعترفت بالدولة الصومالية.

ووصف شيخ محمود الوضع في القرن الأفريقي بأنه «معقد»، مشيراً إلى تركيز العالم الآن على أفريقيا، بسبب نشاط الحوثيين في البحر الأحمر والقرصنة. وقال أيضاً إنه يريد أن تكون هناك دولة صومالية، لافتاً إلى أن الشعب الصومالي هو الوحيد القادر على فعل ذلك بمساعدة الاتحاد الأفريقي والشركاء الدوليين.



السيسي يشدد على «الأهمية القصوى» لقضية مياه النيل في مصر

ترمب خلال استقباله للسيسي في واشنطن عام 2019 (الرئاسة المصرية)
ترمب خلال استقباله للسيسي في واشنطن عام 2019 (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يشدد على «الأهمية القصوى» لقضية مياه النيل في مصر

ترمب خلال استقباله للسيسي في واشنطن عام 2019 (الرئاسة المصرية)
ترمب خلال استقباله للسيسي في واشنطن عام 2019 (الرئاسة المصرية)

بعد أيام من حديث الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «سد النهضة» للمرة الثالثة خلال نحو شهر، شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على «الأهمية القصوى» لقضية مياه النيل في مصر، وذلك خلال استقباله قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل كوريلا.

وبحسب الرئاسة المصرية، بحث السيسي مع المسؤول الأميركي ملف المياه، وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي في إفادة رسمية، الأحد، إن الرئيس المصري أكد خلال اللقاء على «الأهمية القصوى لقضية نهر النيل بصفتها قضية أمن قومي لمصر».

يأتي طرح قضية المياه في لقاء السيسي مع المسؤول الأميركي بعد أيام من حديث ترمب للمرة الثالثة عن «سد النهضة»، وانتقاده «تمويل الولايات المتحدة للسد الإثيوبي».

وقال ترمب، مساء الجمعة، في خطاب أمام أعضاء مجلس الشيوخ بواشنطن، في معرض رصده لما وصفه بجهود إدارته في حل الأزمات بالعالم: «لقد تم التعامل مع مصر وإثيوبيا، وكما تعلمون فقد كانتا تتقاتلان بسبب (السد)، إثيوبيا بنت (السد) بأموال الولايات المتحدة إلى حد كبير... إنه واحد من أكبر السدود في العالم»، مشيراً إلى أنه تابع بناء «السد» عبر صور الأقمار الاصطناعية، وأن إدارته تعاملت مع مسألة «السد» بشكل جيد، مشدداً على ضرره بمصر، وأنه «ما كان يجب أن يحدث ذلك، خصوصاً أنه ممول من الولايات المتحدة».

ومنتصف يونيو (حزيران) الماضي، خرج ترمب بتصريح مثير للجدل، قال فيه إن «الولايات المتحدة موّلت بشكل غبي (سد النهضة)، الذي بنته إثيوبيا على النيل الأزرق، وأثار أزمة دبلوماسية حادة مع مصر».

وكرر الرئيس الأميركي الحديث عن «سد النهضة» الاثنين الماضي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، في البيت الأبيض، قائلاً إن «الولايات المتحدة موّلت (السد) وإنه سيكون هناك حل سريع للأزمة»، وهو التصريح الذي قوبل بإشادة من السيسي حينها، وفق الرئاسة المصرية.

سد النهضة الإثيوبي (أ.ف.ب)

أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، الدكتورة نهى بكر، ترى أن لقاء السيسي مع المسؤول الأميركي للحديث عن ملف المياه يُمكن وصفه سياسياً بـ«بداية محادثات مصرية - أميركية بشأن (سد النهضة)»، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «التطرق لملف المياه قد يعزز سيناريو الوساطة الأميركية المحتملة بشأن أزمة (السد) بين مصر وإثيوبيا»، مشيرة إلى أن «أهمية إثارة قضية (السد) خلال المحادثات، هي حشد المجتمع الدولي والرأي العام العالمي للتأكيد على حقوق مصر، ومنع أي تمويل دولي محتمل سواء للسد الحالي أو سدود أخرى مستقبلاً». وأكدت أن «أهمية دور مصر في خفض التصعيد والأزمات بالمنطقة، والتقارب بين القاهرة وواشنطن من شأن كل ذلك أن يعزز سيناريو الوساطة الأميركية بشأن (سد النهضة)».

واستضافت واشنطن خلال ولاية ترمب الأولى جولة مفاوضات عام 2020 بمشاركة البنك الدولي، ورغم التقدم الذي شهدته المفاوضات بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، لكنها لم تصل إلى اتفاق نهائي، بسبب رفض الجانب الإثيوبي التوقيع على مشروع الاتفاق، الذي جرى التوصل إليه وقتها، حيث اتهمت إثيوبيا أميركا بـ«الانحياز».

وبحسب الرئاسة المصرية، الأحد، تطرقت محادثات الرئيس السيسي مع قائد القيادة المركزية الأميركية إلى عدد من الملفات الإقليمية، منها جهود التهدئة في غزة، والأوضاع في سوريا وليبيا والسودان، وأكد متحدث الرئاسة المصرية أن «اللقاء شهد توافقاً حول ضرورة خفض التصعيد في المنطقة، والسعي نحو حلول سياسية ومستدامة للأزمات الراهنة، بما يسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي».

جانب من لقاء السيسي مع قائد القيادة المركزية الأميركية في القاهرة (الرئاسة المصرية)

وأبدى وزير الري المصري الأسبق، الدكتور محمد نصر الدين علام، عدم «تفاؤله» بشأن أي وساطة أميركية محتملة في أزمة «سد النهضة»، لكنه قال لـ«الشرق الأوسط» إن «التدخل الأميركي في أزمة (السد) ضروري، لكنه غير واضح، حيث تنطوي أحاديث ترمب على عبارات فضفاضة لا يمكن وضعها في سياق سياسي محدد»، حسب وصفه، مؤكداً أن «أميركا تستطيع الضغط على إثيوبيا للتوصل لاتفاق، لكن ما يحدث حتى الآن مجرد تصريحات سياسية».

وأقامت إثيوبيا «سد النهضة» على رافد نهر النيل الرئيس لأهداف قالت إنها «تنموية»، إلا أن «السد» يواجه باعتراضات من دولتي المصب (مصر والسودان) للمطالبة باتفاق قانوني ينظّم عمليات ملئه وتشغيله، بما لا يضر بحصتيهما المائية، وأعلنت مصر في ديسمبر (كانون الأول) 2023 «فشل» آخر جولة للمفاوضات بشأن «السد»، وإغلاق المسار التفاوضي بعد جولات مختلفة لمدة 13 عاماً.

وفي رأي مديرة البرنامج الأفريقي بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر، الدكتورة أماني الطويل، فإن تطرق السيسي للحديث عن (قضية المياه) مع مسؤول أميركي رفيع المستوى يحمل دلالات سياسية مهمة، منها أن القضية مطروحة على أجندة الإدارة الأميركية، وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن «المشكلة تتعلق بعدم وضوح الموقف الأميركي من (سد النهضة) أو شكل التدخل المحتمل، هل سيكون عطفاً على اتفاق واشنطن السابق أم بداية مفاوضات جديدة؟»، مؤكدة أن «السؤال الأبرز هو هل سيتم ترجمة الاهتمام الأميركي إلى وساطة وعودة إلى التفاوض؟»، وإذا حدث ذلك فيُمكن بالفعل التوصل لاتفاق.