«الوحدة» الليبية تنفتح على «الأمازيغ»... وتدعو للانتخابات بقوانين «قابلة للتنفيذ»

«الاستقرار» تحيل موازنتها لـ«النواب» للمصادقة عليها

الدبيبة خلال مشاركته في احتفال الأمازيغ بعامهم الجديد (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال مشاركته في احتفال الأمازيغ بعامهم الجديد (حكومة الوحدة)
TT

«الوحدة» الليبية تنفتح على «الأمازيغ»... وتدعو للانتخابات بقوانين «قابلة للتنفيذ»

الدبيبة خلال مشاركته في احتفال الأمازيغ بعامهم الجديد (حكومة الوحدة)
الدبيبة خلال مشاركته في احتفال الأمازيغ بعامهم الجديد (حكومة الوحدة)

أعلن رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة السماح للأمازيغ بتسمية مدارسهم وأبنائهم في مناطقهم بأسماء أمازيغية، للمرة الأولى في تاريخ البلاد، بشكل رسمي، في وقت تحدث وزير بالحكومة عن الرؤية بشأن الانتخابات المؤجلة.

وقال الدبيبة في بيان مقتضب، الاثنين، إنه أصدر تعليماته لوزيري التربية والتعليم والداخلية، بالإذن لمراقبات التعليم بالبلديات الناطقة بالأمازيغية، باقتراح تسمية المدارس التابعة لها، والسماح بتسجيل الأسماء الأمازيغية.

وكان الدبيبة، أعلن خلال مشاركته مساء الأحد، في احتفال بالسنة الأمازيغية في العاصمة طرابلس، أنه سيوجه رسالة للسجل المدني بشأن حل هذه المشكلة. وقال إنه سيصدر قراراً يسمح للأمازيغ بتسمية مدارسهم وأبنائهم بالأسماء التي يريدونها، موضحاً أنه ليس لدى حكومته «مشكلة في التسمية بالأمازيغي أو العربي أو الإسلامي للمدارس والأبناء، على اعتبار أنها مسألة حرية شخصية»، وعدّ «أن التنوع الثقافي الثري ركيزة أساسية لوحدة البلاد وهويتها التي نفخر بها».

وتابع مخاطباً الأمازيغ: «أقف اليوم معكم من أجل تأكيد حقوق كل المواطنين في ليبيا... الحقوق الذاتية والثقافية، وإبراز فخرنا الدائم بهذه الهوية»، مؤكداً أن «وحدة ليبيا، بمكوناتها وتنوع ثقافاتها كافة، أساس متين لبنيان البلاد»، معرباً عن اعتزازه «بكل هذا التنوع والهوية المشتركة التي يتمتع بها أبناء الوطن على مر تاريخه».

وجدّد الدبيبة تأكيده ووقوفه مع «الحقوق الذاتية والثقافية لكل الليبيين»، داعياً إلى «المحافظة على الوطن وخيراته واستقراره».

في غضون ذلك، أكد سفيرا فرنسا وألمانيا، سعي بلادهما «من أجل الوحدة والسلام وتشجيع القادة على اتباع طريق المصالحة التي تجلب الرخاء والاستقرار لكل ليبيا».

بدوره، أكد وليد اللافي وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية بحكومة الدبيبة، في لقائه مساء الأحد مع سفير الاتحاد الأوروبي نيكولا أورلاندو، «رؤية الحكومة المتمثلة في الذهاب المباشر نحو الانتخابات، وفق قوانين عادلة ونزيهة وقابلة للتنفيذ»، لافتاً إلى أنهما ناقشا تطورات الوضع السياسي في البلاد، وأهمية دعم مسار بعثة الأمم المتحدة بقيادة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي. وقال نيكولا إنه اتفق مع اللافي، على «ضرورة مواصلة دعم وساطة باتيلي، لإجراء انتخابات وطنية في أقرب وقت ممكن، على أساس إطار عمل عادل وقابل للتنفيذ»، مشيراً إلى أنهما «حددا فرصاً لتعزيز وتوسيع استعراض شراكة الاتحاد الأوروبي وليبيا من أجل دعم سيادة ووحدة البلاد».

في شأن آخر، وبعد أن أعلنت «المؤسسة الوطنية للنفط» مساء الأحد رسمياً، في بيان مقتضب، رفع «القوة القاهرة» عن حقل الشرارة واستئناف الإنتاج، قال الدبيبة إن ذلك تم «بعد جهود مضنية من أطراف مختلفة». وأضاف في بيان عبر منصة «إكس»: «نتفق جميعاً على حماية قوت الليبيين وصونه، كما نفرق جميعاً بين المطالب المشروعة التي دائماً ما نستجيب لها، وبين ما يجرّمه القانون».

وقال رئيس «تجمع فزان» أبو بكر بوستة، إن «فك الاحتجاج وإنهاء إغلاق حقل الشرارة، جاء عقب الاستجابة لمطالبهم من مؤسسة النفط وحكومة (الوحدة)»، مشيراً في تصريحات مساء الأحد لوسائل إعلام محلية إلى أنه تم «استئناف إنتاج النفط بحقل الفيل تلقائياً بعد استئنافه بحقل الشرارة».

ونقلت «مؤسسة النفط» عن شركة «مبروك» للعمليات النفطية، خلال اجتماع لجمعيتها العمومية، عودة إنتاج حقل المبروك خلال العام الحالي.

توقيف مهربين ومهاجرين غير نظاميين من قبل أفراد «اللواء 444 قتال» (صفحة اللواء على فيسبوك)

من جهته، أعلن «اللواء 444 قتال» التابع لحكومة «الوحدة»، أنه وجه ضربة موجعة للمهربين، وأوضح في بيان مساء الأحد، أنه «لأجل تخفيف ازدحام الوقود في العاصمة طرابلس، تمكّنت مفارزُه الصحراوية وفي عدّة كمائن في الصّحراء اللّيبيّة من ضبط قوافل من الشّاحنات التي تحمل الوقود المهرّب إلى خارج البلاد».

ولفت اللواء إلى أنه تم أيضاً، القبض على مهاجرين غير نظاميين «أتوا من خارج البلاد لأجل عبور البحر، في عمليات هجرة تُشرف عليها عصابات دوليّة منظّمة، تأتي من إثيوبيا وإريتريا ودول أخرى».

صورة وزعتها حكومة «الاستقرار» لاجتماع رئيسها بلجنة الميزانية

في المقابل، أعلن أسامة حمّاد رئيس حكومة «الاستقرار»، إحالة مقترح مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2024، بإجمالي نفقات تُقدّر بنحو مائة مليار دينار، إلى رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، للاطّلاع عليه وعرضه على أعضاء المجلس، الذي عقد الاثنين جلسة بمقره في مدينة بنغازي بشرق البلاد، لمناقشة بعض الملفات والقوانين.

وشدّد حمّاد، خلال اجتماع موسع عقده مساء الأحد، مع لجنة إعداد الموازنة، على «ضرورة أن تكون الموازنة تقشفية لهذا العام، كي يلمس المواطن نتائجها على أرض الواقع، من مشاريع خدمية وحلحلةٍ للمختنقات».

وأبرم حماد، وخالد نجل المشير خليفة حفتر قائد الجيش المتمركز في شرق البلاد، بصفته المدير التنفيذي لـ«صندوق إعمار» درنة والمدن المتضررة، عدداً من العقود الجديدة، ستنفذها الشركتان المصريتان «نيوم» و«وادي النيل»، لإنشاء 11 جسراً، في مدن درنة وأجدابيا وبنغازي بشرق البلاد.


مقالات ذات صلة

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

شمال افريقيا مجلس النواب دخل مجدداً على خط ملف المصالحة في مواجهة المجلس الرئاسي (المجلس)

هل يتمكن «النواب» الليبي من تحريك ملف «المصالحة الوطنية» المتعثر؟

عقيلة صالح دعا إلى ضرورة تحقيق المصالحة «لتشمل جميع المؤسسات والجماعات»، بما يضمن «إنهاء الخلافات والاستفادة من حركة التاريخ».

جاكلين زاهر (القاهرة )
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين تتفحص رفاة أشلاء تم العثور عليها في ترهونة (هيئة البحث عن المفقودين)

سلطات ليبيا تتجاهل مذكرات اعتقال «الجنائية الدولية» لقادة «ميليشيا الكاني»

رحبت منظمات شعبية بمذكرة المحكمة الجنائية الدولية عن توقيف 6 أعضاء في ميليشيا «الكانيات» المسلحة، لاتهامهم بـ«ارتكاب جرائم حرب في البلاد»

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا خوري خلال لقائها فرحات بن قدارة (حساب خوري على «إكس»)

الأمم المتحدة تدعو قادة ليبيا لإدارة عائدات النفط «لصالح الشعب»

يتطلع الليبيون إلى مرحلة ما بعد حل أزمة «المركزي»، في وقت تسعى البعثة الأممية لجهة إدارة الموارد النفطية من قبل المصرف، وتسخير الموارد النفطية لتحقيق التنمية.

جمال جوهر (القاهرة )
شمال افريقيا المنفي والحداد رئيس أركان قوات «الوحدة» (المجلس الرئاسي)

المنفي يتمسك بإنشاء «مفوضية للاستفتاء» رغم معارضة «النواب»

عاد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى فتح ملف تدشين «مفوضية الاستفتاء والاستعلام الوطني» رغم معارضة مجلس النواب، مما قد يجدد الجدل حولها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رصد تقرير للمنظمة الدولية للهجرة وجود أكثر من 700 ألف مهاجر غير نظامي في ليبيا (إ.ب.أ)

«الوحدة» الليبية تطلق حملة لترحيل «المهاجرين»

قالت وزارة الداخلية بحكومة «الوحدة» الليبية المؤقتة إنها ستطلق حملة لإعادة المهاجرين إلى بلدانهم، تبدأ من العاصمة طرابلس لتتوسع لاحقاً وتشمل باقي المدن الليبية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في دارفور

دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)
TT

مقتل عشرات المدنيين بغارات للجيش السوداني في دارفور

دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)
دخان يتصاعد في سماء الخرطوم إثر مواجهات مسلحة خلّفت عشرات القتلى والجرحى (أ.ف.ب)

لقي أكثر من 60 شخصاً مصرعهم، وأُصيب أكثر من 250 مدنياً، جرّاء قصف الطيران الحربي السوداني لمنطقة الكومة بولاية شمال دارفور، في عملية وصفها مراقبون بأنها «أكبر المجازر» ضد المدنيين، ارتكبها الطيران المقاتل التابع الجيش السوداني منذ بدء الحرب. وفي غضون ذلك لقي العشرات مصرعهم في غارات جوية أخرى استهدفت مناطق مليط وود أبو صالح شمال ولاية شمال دارفور، وأم ضوا بان بالخرطوم، وسط مطالبات بفرض حظر على الطيران العسكري التابع للجيش السوداني.

وقال شهود تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» هاتفياً من مليط، إن الطيران الحربي، التابع للجيش السوداني، استهدف سوق منطقة الكومة صبيحة الجمعة، وألقى عدداً من «البراميل المتفجرة»؛ مما أدى إلى إحراق السوق بشكل واسع، وقُتل جرّاء الغارة الجوية أكثر من 60 شخصاً، وجُرح أكثر من 250 مدنياً، جراح بعضهم خطيرة؛ إذ كانوا يرتادون «سوق الجمعة»، في حين ينتظر أن يتزايد عدد القتلى تباعاً بين الجرحى، بسبب عدم وجود الرعاية الصحية والطبية.

ووصف شهود ما حدث في منطقة الكومة بأنها «مجزرة» غير معهودة، استهدفت عن قصد المدنيين المقيمين هناك، بسبب عدم وجود أي مشاهد أو تمركزات لـ«قوات الدعم السريع» في السوق المكتظة بالمدنيين، وقالوا إن السوق «كانت تشهد نشاطاً طبيعياً عندما استهدفها القصف الجوي فجأة ودون سابق إنذار؛ مما أسفر عن دمار واسع فيها، في حين تناثرت جثث القتلى في أرجائها».

وفي مدينة مليط، قال شهود عيان إن الطيران الحربي استهدف، الجمعة، أيضاً «حفل عرس»؛ ما أدى إلى مقتل نحو 13 شخصاً وجُرح آخرون، في عملية وُصفت هي الأخرى بأنها استهداف للمدنيين، حيث لا توجد عناصر لـ«قوات الدعم السريع» في المكان.

ويؤكد قادة الجيش دائماً أن العمليات الحربية الجوية تستهدف «قوات الدعم السريع»، لكن النشطاء وشهود عيان ينفون وجود هذه القوات، في حين تتصاعد دعوات بين مؤيدي الجيش وأنصاره من الإسلاميين وكتائبهم إلى استهداف ما يسمونه «الحواضن الاجتماعية» لـ«قوات الدعم السريع»؛ انتقاماً من انتهاكاته بوسط وشمال البلاد.

ونشر نشطاء على وسائط التواصل الاجتماعي قوائم بأسماء الضحايا، من النساء والأطفال وكبار السن، الذين كانوا يمارسون التسوق أو يعرضون سلعهم للبيع في السوق الأسبوعية، وبينهم زوجة وابنة شقيق عضو «مجلس السيادة الانتقالي» ومساعد قائد الجيش إبراهيم جابر.

ووجّهت قوى سياسية وحركات مسلحة وتنظيمات حقوقية انتقادات حادة لتصعيد العمليات الجوية للجيش السوداني في إقليم دارفور خصوصاً، وطالبت بفرض حظر للطيران الحربي في الإقليم. وقالت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم) في بيان، السبت، إن سوق مدينة الكومة شهدت انتهاكاً مريعاً بحق المدنيين، جرّاء قصف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني؛ مما أدى إلى إزهاق أرواح عشرات القتلى ومئات الجرحى من الذين تصادف وجودهم في أثناء الغارة الجوية.

كما نددت «تقدم» بغارات جوية استهدفت مناطق أم ضو بان بالخرطوم، وود أبو صالح ومليط بولاية شمال دارفور، نتج عنها مقتل العشرات من المدنيين وجرح المئات.

وأبدت «تقدم» أسفها لما أطلقت عليه «استمرار الانتهاكات على المدنيين، وتكرارها بشكل ممنهج في مختلف أنحاء السودان»، ودعت إلى التذكير بـ«إعلان جدة الإنساني» الذي شدد على التمييز في جميع الأوقات بين المدنيين والمقاتلين والأعيان المدنية والأهداف العسكرية، والامتناع عن أي هجوم يُتوقع أن يسبب أضراراً مدنية عرضية مفرطة، مقارنة بالميزة العسكرية الملموسة والمباشرة المتوقعة. ودعت طرفي القتال إلى حقن دماء السودانيين والانخراط فوراً في مفاوضات لوقف الحرب.

من جهتها، وصفت القوى المدنية الدارفورية الغارة الجوية بأنها «واحدة من أبشع جرائم الحرب»، وقالت إن الطيران الحربي قصف مدينتي الكومة ومليط بوابل من الصواريخ والبراميل المتفجرة، والأسلحة المحرمة دولياً، مستهدفاً مناطق «مأهولة جداً بالسكان المدنيين»؛ مما خلّف عشرات القتلى والجرحى، إلى جانب قصف تجمع مدني في «سرادق عزاء» بمدينة مليط، راح ضحيته أكثر من 100 قتيل.

وناشد التجمع المدني المنظمات الحقوقية والإنسانية التدخل السريع والحاسم؛ لوضع حد لما سمّاه «جرائم جماعات الهوس الديني وطيران جيش الفلول، الذي بات سجله متخماً بالمذابح في حق مدنيين أبرياء وعلى حين غرة»، مندداً بصمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة حيال الجرائم التي يرتكبونها، ومطالباً الأسرة الدولية بفرض حظر على الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، «الذي ظلّ يحصد أرواح المدنيين أغلبهم من الأطفال والنساء»، وفقاً للبيان.