4 فبراير التاريخ المرجّح للدور الثاني من الانتخابات المحلية التونسية

الهيئة المشرفة ناشدت الشباب الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع

تونسية تدلي بصوتها في الدور الأول للانتخابات المحلية (أ.ف.ب)
تونسية تدلي بصوتها في الدور الأول للانتخابات المحلية (أ.ف.ب)
TT

4 فبراير التاريخ المرجّح للدور الثاني من الانتخابات المحلية التونسية

تونسية تدلي بصوتها في الدور الأول للانتخابات المحلية (أ.ف.ب)
تونسية تدلي بصوتها في الدور الأول للانتخابات المحلية (أ.ف.ب)

كشف محمد التليلي المنصري، المتحدث باسم هيئة الانتخابات التونسية، اليوم الخميس، موعد إجراء الدور الثاني لانتخابات المجالس المحلية، مرجحا أن يكون في الرابع من فبراير (شباط) المقبل، بعد أن كانت توقعات أولى ترى إمكانية إجرائها في 28 من يناير (كانون الثاني) الحالي، أي بعد يوم واحد من الإعلان عن النتائج النهائية للدور الأول من انتخابات المجالس المحلية، التي أُجريت في 24 من ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وقال المنصري في تصريح لوكالة الأنباء التونسية الرسمية إن الانتخابات ستجرى في 780 دائرة انتخابية من 2129 دائرة، وهو ما يمثل 36 في المائة من الدوائر الانتخابية المخصصة لإجراء انتخابات المجالس المحلية، التي ستقود إلى تشكيل المجلس الوطني للجهات والأقاليم (الغرفة النيابية الثانية)، الذي يرتقب تشكيله خلال أبريل (نيسان) المقبل. وتوقع المنصري انتهاء آجال الطعون والإعلان عن مصيرها من قبل المحكمة الإدارية في 18 من يناير الحالي على أقصى تقدير. في إشارة إلى إعلان المحكمة المختصة الثلاثاء الماضي تلقيها سبعة طعون ضدّ الأحكام الابتدائيّة الصّادرة عن دوائر الاستئناف، في إطار الطور الأول من هذا النزاع القانوني.

ووفق الروزنامة الخاصة بالدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية، التي ستجرى في 255 مجلسا من إجمالي 279 مجلسا، فإن الحملة الانتخابية ستكون خلال الفترة الفاصلة ما بين 21 يناير الحالي والثاني من فبراير المقبل.

وبشأن المعطيات المتعلقة بالدور الثاني، قال المنصري إن ولاية (محافظة) القصرين (وسط غرب) تضم أكبر عدد من الدوائر الانتخابية التي ستجري فيها انتخابات الدور الثاني بـ 54 دائرة. فيما تضم ولاية قبلي (جنوب) أقل عدد من الدوائر الانتخابية المعنية بهذا الدور بـ 4 دوائر فقط.

هيئة الانتخابات خلال اجتماعها للإعلان عن مخططها الاتصالي لرفع نسبة المشاركة (موقع الهيئة)

وكانت هيئة الانتخابات التونسية قد أعلنت عن إعداد مخطط اتصالي جديد، تحث من خلاله الشباب على تكثيف مشاركته في الدور الثاني من انتخابات المجالس المحلية، وذلك بهدف الرفع من نسبة المشاركة، التي ظلت محتشمة في الدور الأول، حيث لم تتجاوز حدود 11.66 بالمائة، وهو ما جعلها من أضعف النسب المسجلة خلال المواعيد الانتخابية التي شهدتها تونس بعد سنة 2011.

ويرى مراقبون أن غياب الأحزاب السياسية التقليدية، على غرار حركة النهضة، وحزب العمال، والحزب الدستوري الحر، وحزب التيار الديمقراطي، والحزب الجمهوري، وكذا إحجام المنظمات الاجتماعية والحقوقية، وخاصة الاتحاد العام التونسي للشغل، عن المشاركة في كل المحطات الانتخابية التي أجريت بعد 2021، بما في ذلك الاستفتاء على الدستور الجديد والانتخابات البرلمانية لسنة 2022، كانا وراء الإقبال الضعيف على مكاتب التصويت، مؤكدين أن طريقة الاقتراع على الأفراد التي اقترحها الرئيس قيس سعيد لا يمكنها تحقيق نجاح كبير، في ظل استمرار مقاطعة تلك الأحزاب والمنظمات، التي تعد آلة انتخابية كبيرة، قادرة على جلب الناخبين للمسار السياسي المبني على أنقاض منظومة الحكم السابقة، على حد تعبيرهم.



إلى أي مدى يصل التصعيد بين أسمرة وأديس أبابا؟

الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي خلال افتتاح السفارة الإريترية في أديس أبابا يوليو (تموز) 2018 (رويترز)
الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي خلال افتتاح السفارة الإريترية في أديس أبابا يوليو (تموز) 2018 (رويترز)
TT

إلى أي مدى يصل التصعيد بين أسمرة وأديس أبابا؟

الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي خلال افتتاح السفارة الإريترية في أديس أبابا يوليو (تموز) 2018 (رويترز)
الرئيس الإريتري ورئيس الوزراء الإثيوبي خلال افتتاح السفارة الإريترية في أديس أبابا يوليو (تموز) 2018 (رويترز)

تتزايد نبرة التهديدات بين إريتريا وإثيوبيا في مشهد يعيد إلى الأذهان توترات الماضي، وسط «شبح صراع جديد» يلوح في الأفق، تغذّيه خلافات حدودية ومصالح متشابكة في «إقليم مضطرب».

وحذّر الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، إثيوبيا، من «شن حرب جديدة»، في ظل تصاعد التوترات بين البلدين، خاصة بسبب سعي أديس أبابا للوصول إلى مواني بحرية.

وقال أفورقي، في تصريحات للتلفزيون الإريتري، نقلتها «وكالة الصحافة الفرنسية»، الأحد، إن اجتياح بلاده «ليس بهذه السهولة»، محذراً رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بالقول: «إذا كان (رئيس الوزراء الإثيوبي) يظن أنه يستطيع اجتياح (القوات الإريترية) بهجومٍ بشري، فهو مخطئ»، مضيفاً: «قبل جرّ شعب إثيوبيا إلى حروب غير مرغوب فيها أو استغلاله لأغراض سياسية أخرى، يجب أولاً معالجة مشكلات البلاد الداخلية وحلها».

وكانت العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا متوتّرة منذ استقلال الأخيرة عام 1993، وخاض البلدان حرباً دامية بين 1998 و2000، قُتل فيها عشرات الآلاف، وانتهت بتوقيع اتفاق سلام عام 2018.

وشهدت العلاقة بين أديس أبابا وأسمرة توتراً ملحوظاً عقب توقيع إثيوبيا اتفاق بريتوريا للسلام مع الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، من دون مشاورة حلفائها في الحرب التي استمرت لعامين كاملين (2020-2022)، وازدادت حدة التوتر بعد إعلان أديس أبابا رغبتها في امتلاك منفذ على البحر الأحمر، واتهمتها أسمرة بـ«التطلع إلى ميناء عصب الإريتري».

وعدَّ البرلماني الإثيوبي، محمد نور أحمد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تصريحات رئيس إريتريا «ليس لها أساس ولا سند ولا دليل جملة وتفصيلاً»، لافتاً إلى أنه يحاول أن يشغل الداخل لديه بهذه «الادعاءات»، وعليه أن يراجع تصريحاته. وشدّد على أن «آبي أحمد يحترم دول الجوار، ويعطي أولوية للتعاون معها، ولم يصرح أنه سيهاجم إريتريا تماماً، أو سيقطع العلاقات معها».

وطيلة الأشهر الماضية، كان التوتر حاضراً بين أسمرة وأديس أبابا، وأفادت وزارة الإعلام الإريترية، في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، بأن «إثيوبيا تستخدم أكاذيب لتبرير الصراع وإشعاله»، موضحة أنه «في الأيام القليلة الماضية، كثّف النظام الإثيوبي حملاته الدبلوماسية، بما في ذلك إرسال رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من رؤساء الدول والحكومات لاتهام إريتريا بالتعدي على السيادة الإثيوبية وسلامة أراضيها».

وكان الرئيس الإريتري شنّ أيضاً هجوماً على أديس أبابا، في مايو (أيار) الماضي، متهماً إياها بـ«السعي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي تحت شعارات تتعلق بمنفذ على البحر الأحمر»، تزامناً مع تصريحات لمستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإثيوبي، قنا يدتا، كرّر فيها «التشديد على ضرورة حصول بلاده على منفذ بحري».

دبابة عسكرية إريترية متضررة بالقرب من بلدة ويكرو (رويترز)

وفي مارس (آذار) الماضي، حذّر نائب حاكم إقليم تيغراي، تسادكان قبرتسائيل، من أن حرباً جديدة بين إثيوبيا وإريتريا قد تكون على الأبواب، مشيراً إلى أن «هناك استعدادات عسكرية متسارعة في المنطقة»، واتهم أسمرة بـ«انتهاج سياسات توسعية وعدوانية».

وفي فبراير (شباط) الماضي، اتهم الرئيس الإثيوبي الأسبق مولاتو تيشومي، إريتريا بـ«العمل على إعادة إشعال الصراع ودعم المتمردين في منطقة شمال إثيوبيا»، ونفت أسمرة عبر وزير الإعلام، يماني غبريمسقل، ذلك، معتبراً أنه «إطلاق إنذار كاذب»، كما استضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا مؤتمراً لمعارضين للنظام الحاكم في أسمرة، بشكل علني في فبراير الماضي.

وفي سبتمبر (أيلول) 2024، نشرت وكالة الأنباء الإثيوبية تقريراً تحت عنوان «السلوكيات العدائية لإريتريا في القرن الأفريقي»، معتبراً «إريتريا تمثل عامل زعزعة استقرار المنطقة».

وانضمت إريتريا لتحالف مع مصر والصومال، واستضافت قمة ثلاثية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بين قادة البلدان الثلاثة عقب إعلان أديس أبابا عن رغبتها مطلع 2024 في امتلاك منافذ بحرية سيادية على البحر الأحمر، مع توقيع مذكرة تفاهم مع إقليم «أرض الصومال الانفصالي» التي رفضتها مقديشو.

وأكّد البرلماني الإثيوبي أن بلاده «مشغولة بالتنمية وتقديم الخدمات لشعبها، ولا تنوي دخول حرب ضد إريتريا»، مؤكداً أن «هذا التصعيد من أسمرة يهدد المنطقة؛ لكن لن يجر أديس أبابا؛ إلا إذا تم الاعتداء عليها ولن تسمح بحدوث ذلك». وشدد على حق بلاده في «الوصول للبحر، وأنه لا يمكن منعها من هذا، خاصة وهي تريد تعزيز التعاون وتحقيق التنمية لكل دول الجوار، ولا تريد ذلك بالحرب والقتال، لأنه هذا ليس مطروحاً إطلاقاً من جانب إثيوبيا».