السودان: حمدوك يدعو لـ«لقاء عاجل» مع الجيش غداة اتفاقه مع «الدعم»

رئيس الوزراء السابق يطلِع «إيغاد» على التطورات

«حميدتي» قائد قوات«الدعم السريع» ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)
«حميدتي» قائد قوات«الدعم السريع» ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)
TT

السودان: حمدوك يدعو لـ«لقاء عاجل» مع الجيش غداة اتفاقه مع «الدعم»

«حميدتي» قائد قوات«الدعم السريع» ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)
«حميدتي» قائد قوات«الدعم السريع» ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)

جدَّد رئيس الوزراء السوداني السابق، عبد الله حمدوك، (الأربعاء)، دعوته قيادة الجيش السوداني «للقاء عاجل»؛ لبحث سبل وقف الحرب في البلاد.

وقال حمدوك، عبر منصة «إكس»: «لسنا الدولة الوحيدة التي تتعرض لتجربة حرب، ولكن الشعوب الحية هي التي تُحوّل الكوارث فرصاً لصناعة مستقبل باهر؛ لذلك أُجدّد، اليوم، دعوتي إلى قيادة القوات المسلّحة للقاء عاجل نتدبر فيه سبل وقف الحرب، وإنقاذ بلادنا من التفتت».

وجاءت دعوة حمدوك غداة، توقيعه، بصفته رئيساً للهيئة القيادية لـ«تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)» اتفاقاً مع قائد قوات «الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إعلاناً أُطلق عليه اسم «إعلان أديس أبابا»، في ختام اجتماعات لوفدي الجانبين استضافتها العاصمة الإثيوبية، وأصدرا بياناً مشتركاً تضمن العمل على وقف الحرب.

وعبّر حمدوك عن سعادته بالتوصل إلى اتفاق مع «الدعم السريع»، قائلاً: إن «نتائجه ستُعيننا حتماً في مساعي وقف الحرب بالسودان».

وأشار رئيس الوزراء السابق إلى أن «أهم نتائج اجتماعاتنا بأديس أبابا الاستعداد التام لقوات (الدعم السريع) لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار، وتدابير حماية المدنيين، وتسهيل عودة المواطنين إلى منازلهم، وإيصال العون الإنساني والتعاون مع لجنة تقصي الحقائق».

وفي السياق ذاته، بدأ وفد من تنسيقية «تقدم» برئاسة حمدوك، زيارة إلى جيبوتي، التقى خلالها الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلة بصفته رئيساً للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد) التي تتوسط من أجل عقد لقاء بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع» حميدتي لوقف الحرب؛ إنفاذاً لقرارات قمة الهيئة.

وضم وفد «تقدم» كلاً من رئيس «حزب المؤتمر السوداني» عمر الدقير، والأمين العام لـ«حزب الأمة» الواثق البرير، والناشط المدني الدكتور بكري الجاك، ورئيس «مؤتمر البجا» المعارض أسامة سعيد، والمتحدثة باسم «تقدم» رشا عوض.

وذكرت مصدر تحدث إلى «الشرق الأوسط»، أن الوفد «عقد اجتماعاً مع الرئيس غيلة ووزير خارجيته، قدم خلال الوفد لمضيفيه تعريفاً بالتنسيقية المدنية، والقوى المدنية المكونة لها، وتفاصيل اتفاقها مع قيادة (الدعم السريع)، ورغبتها في عقد لقاء مماثل مع قيادة الجيش السوداني؛ استناداً إلى طلبها السابق منه».

ووفقاً للمصدر، فقد «عمل وفد (تقدم) على حث (إيغاد) على تكثيف جهودها من أجل إنجاح التفاوض المزمع بين قائدي الجيش و(الدعم) لوقف الحرب، وإشراك المدنيين في العملية التفاوضية». وفقاً لما نص عليه «إعلان أديس أبابا» الموقّع مع «الدعم السريع».

وعلى صعيد متصل، أجرى قائد «الدعم السريع» مباحثات مع الرئيس الكيني وليم روتو، تناولت تطور الأوضاع في السودان، وأسباب نشوب الحرب وسبل حل الأزمة ورفع المعاناة عن شعب السودان.

الرئيس الكيني ويليام روتو (يمين) خلال لقاء مع قائد قوات الدعم السريع محمدحمدان (حميدتي) الأربعاء في نيروبي (إعلام الدعم السريع)

وقال حميدتي في نشرة وزعها «إعلام الدعم السريع»، إنه «وصل إلى نيروبي، ضمن جولة يقوم بها لعدد من الدول الشقيقة والصديقة»، موضحاً أنه «طرح على الرئيس روتو رؤيته لوقف إطلاق النار، وبدء التفاوض للوصول للحل الشامل، بما يحقق السلام العادل والدائم في البلاد».

وتابع حميدتي: «لمست تفهماً ورغبة من رئيس جمهورية كينيا للعمل مع جميع الأطراف؛ لإيجاد مخرج للأزمة يعيد الآمن والاستقرار للسودان».

وتعد زيارة حميدتي لكينيا هي الزيارة الرابعة له لدول الجوار، بعد خروجه من الخرطوم التي مكث فيها طوال الأشهر التسعة التي استمرت خلالها الحرب، وشملت «أوغندا، وإثيوبيا، وجيبوتي، وكينيا»، وينتظر أن تشمل الزيارات دولاً أفريقية وعربية وإقليمية أخرى، لم يحددها «إعلام الدعم السريع».

ميدانياً، نقلت تقارير إعلامية، أن قوات الجيش و«الدعم السريع» واصلت (الأربعاء) تبادل القصف في أحياء العاصمة الخرطوم، وفي حين قصف الجيش مناطق تمركز «الدعم» بوسط مناطق: «السوق العربي، وجبرة، والصحافة، وأركويت والطائف والمجاهدين».

بدورها، استهدفت «قوات الدعم» محيط قيادة الجيش وسلاح الإشارة التابعين للجيش، وسُمعت أصوات انفجارات وتصاعدت سحب الدخان نتيجة استهدافها بالمدفعية الثقيلة.


مقالات ذات صلة

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

شمال افريقيا مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

«الشرق الأوسط» (دارفور)
شمال افريقيا عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الثلاثاء، سيطرتها على منطقة «التقاطع» الاستراتيجية في ولاية جنوب كردفان.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا فتاة سودانية نازحة في مخيم بمدينة القضارف شرق البلاد (أ.ف.ب) play-circle

أول بعثة أممية إلى الفاشر في السودان تتحدث عن مدنيين في حالة «صدمة» وظروف عيش «مُهينة»

حذّرت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالسودان دينيس براون، الاثنين، عقب عودتها من الفاشر بغرب البلاد، عن حالة «صدمة» يعيشها السكان في «ظروف مُهينة».

«الشرق الأوسط» (بورت سودان (السودان))
شمال افريقيا القافلة خلال تحركها الأحد من أمام مقر «الهلال الأحمر المصري» (مجلس الوزراء المصري)

أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى السودان

انطلقت من القاهرة، الأحد، أول قافلة مساعدات برية مصرية إلى السودان، تحمل نحو 70 طناً من الأغذية والمستلزمات الطبية.

عصام فضل (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يصافح رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في مجمع الرئاسة بأنقرة يوم 25 ديسمبر 2025 (أ.ف.ب)

البرهان يطلب من الرئيس التركي المساعدة في وقف الحرب

طلب رئيس «مجلس السيادة» قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان التدخل والمساعدة في وقف الحرب ببلاده

محمد أمين ياسين (نيروبي)

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)
TT

تمديد حالة الطوارئ في تونس لمدة شهر

علم تونس (رويترز)
علم تونس (رويترز)

مددت تونس حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر تبدأ مطلع شهر يناير (كانون الثاني) المقبل حتى يوم 30 من الشهر نفسه.

ونشر قرار التمديد من قبل الرئيس قيس سعيد في الجريدة الرسمية. وكان آخر تمديد شمل عام 2025 بأكمله.

ويستمر بذلك سريان حالة الطوارئ في البلاد لأكثر من عشر سنوات، منذ التفجير الإرهابي الذي استهدف حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2015، وأدى إلى مقتل 12 عنصراً أمنياً ومنفذ الهجوم الذي تبناه تنظيم «داعش».


«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
TT

«اليونيسف» تحذر من مستوى غير مسبوق من سوء التغذية بين الأطفال في شمال دارفور بالسودان

مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)
مستويات غير مسبوقة من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور (أ.ب)

حذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، اليوم الثلاثاء، من وجود «مستويات غير مسبوقة وخطيرة» من سوء التغذية بين الأطفال بولاية شمال دارفور في غرب السودان.

وقالت المنظمة، في بيانٍ نشره موقع أخبار الأمم المتحدة، إن مسحاً حديثاً أظهر أن أكثر من نصف الأطفال الذين جرى تقييمهم في محلية أم برو بالولاية يعانون سوء التغذية الحادّ، «في ظل استمرار القتال وقيود شديدة على وصول المساعدات الإنسانية المُنقذة للحياة».

ووفقاً للمسح، الذي أجرته «اليونيسف»، في الفترة بين 19 و23 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، يعاني واحد من بين كل ستة أطفال من «سوء التغذية الحاد الوخيم»، وهي حالة تهدد الحياة ويمكن أن تُودي بحياة الطفل في غضون أسابيع إذا لم يجرِ علاجها.

وقالت المديرة التنفيذية للمنظمة كاثرين راسل إن «كل يوم يمر دون وصول آمن ودون عوائق يزيد خطر ضعف الأطفال ومزيد من الوفيات والمعاناة من أسباب يمكن الوقاية منها تماماً».

ودعت «اليونيسف» كل الأطراف إلى السماح بوصول المساعدات بشكل فوري وآمن ودون عوائق، وحضّت المجتمع الدولي - بما يشمل الدول التي لها نفوذ على أطراف الصراع - على تكثيف الضغط الدبلوماسي والسياسي، بشكل عاجل، لضمان الاتفاق على هدنة إنسانية واحترامها.

وتابعت المنظمة: «دون هدنة إنسانية يمكن التنبؤ بها واحترامها، لن يكون بوسع عمال الإغاثة إيصال الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية وخدمات الحماية بأمان، ويستمر الأطفال في دفع الثمن الأكبر».


«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تعلن سيطرتها على منطقة استراتيجية في جنوب كردفان

عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)
عناصر من «الدعم السريع» (أرشيفية - أ.ف.ب)

أعلنت «قوات الدعم السريع»، الثلاثاء، سيطرتها على منطقة «التقاطع» الاستراتيجية في ولاية جنوب كردفان، ونشر عناصر تابعون لها مقاطع مصورة تُظهر انتشارها هناك.

ولم يصدر أي تعليق من الجيش السوداني بهذا الخصوص، مع استمرار تمدد «الدعم السريع» وحليفتها «الحركة الشعبية لتحرير السودان» بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، في مناطق واسعة من الإقليم.

وقالت «الدعم السريع»، في بيان نشر على منصة «تلغرام»، إن «قوات تأسيس» المتحالفة معها بسطت سيطرتها بالكامل على المنطقة الواقعة بين مدينتي كادوقلي والدلنج، وإن هذه الخطوة تأتي «ضمن عمليات الانفتاح العسكري وتأمين الخطوط المتقدمة»، كما أنها تمكنت من «تسلم عدد من المركبات العسكرية والأسلحة والذخائر».

وأوضح البيان أن «هذا الانتصار يمثل خطوة أساسية نحو تحقيق أهداف استراتيجية في الولاية».

وتخضع مدن ولاية جنوب كردفان، خصوصاً العاصمة كادوقلي ومدينة الدلنج، لحصار خانق تفاقمت حدته عقب استيلاء «الدعم السريع» على مدينة بابنوسة، وبلدة هجليج النفطية، بولاية غرب كردفان، وانسحاب قوات الجيش التي كانت في تلك البلدات إلى دولة جنوب السودان.

من جهة ثانية، أفادت مصادر بأن الجيش السوداني شن هجمات بالطائرات المسيّرة الانتحارية والقتالية، على مواقع عدة لتمركزات «قوات الدعم السريع» حول مدينتي كادوقلي والدلنج، في محاولة لإيقاف تقدمها بالولاية.

نازحون يصطفون للحصول على مساعدات غذائية في مخيم بشمال كردفان (أ.ف.ب)

وتجدد القتال بضراوة في مناطق واسعة من ولاية جنوب كردفان خلال الأشهر الماضية بعد انضمام «الحركة الشعبية» إلى «قوات الدعم السريع»، وفصائل عسكرية أخرى، ضمن «تحالف السودان التأسيسي (تأسيس)».

بدورها، قالت «الحركة الشعبية»، في بيان الثلاثاء، إنها سيطرت على حامية عسكرية تابعة للجيش السوداني في منطقة تقاطع البلف، على طريق الدلنج - كادوقلي. وأضافت أن قواتها تواصل التقدم الميداني في إطار عمليات تهدف للوصول إلى العاصمة كادوقلي.

والأسبوع الماضي سيطرت «قوات تأسيس» على بلدة برنو، التي تبعد نحو 30 كيلومتراً من مدينة كادوقلي، وبدأت تتوغل في المناطق الجبلية المحيطة بها.

وكانت منصات «الدعم السريع» قد تحدثت في الأيام الماضية عن تحشيد كبير لقواتها في مناطق بالقرب من كادوقلي بهدف تكثيف الضغط على الجيش والقوات المتحالِفة معه، وتعزيز مواقعها في مناطق استراتيجية بهدف تمهيد الطريق لمهاجمة المدينة.

وفي وقت سابق سيطرت «الحركة الشعبية» على منطقتي الكرقل والدشول، الواقعتين على الطريق الرئيسية المؤدية إلى الدلنج؛ ثانية كبرى مدن الولاية، واتهمت الجيش السوداني والقوات المتحالفة بـ«عدم السماح للمدنيين بالمغادرة واستخدامهم دروعاً بشرية».

ومنذ أشهر تفرض «قوات تأسيس» طوقاً محكماً على كل المناطق حول مدن جنوب كردفان، وتقطع طرق وخطوط الإمداد لقوات الجيش السوداني المحاصَرة داخل كادوقلي.