قررت النيابة العامة في تونس، الاثنين، الإبقاء على الصحافي زياد الهاني قيد الإيقاف إلى حين محاكمته بتهمة «الإساءة للغير»، بسبب انتقادات علنية وجّهها لوزيرة التجارة كلثوم بن رجب.
وقال المحامي العياشي الهمامي، إن المحكمة حددت يوم العاشر من الشهر الحالي موعداً لأول جلسة لمحاكمته. وتابع قائلاً: «إن هذا الإجراء يعد خرقاً سافراً للقانون».
وانتقد الصحافي زياد الهاني في برنامج بإذاعة «آي إف إم» الخاصة وزيرة التجارة بن رجب بسبب البيروقراطية المعطلة لمشاريع التنمية، وطالب بتنحيها عن منصبها، وأوقفته السلطات الأمنية من مقر سكنه، الخميس الماضي. وهذه ليست المرة الأولى التي يجرى فيها توقيفه.
ونظمت «نقابة الصحافيين التونسيين»، وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة الابتدائية للمطالبة بإخلاء سبيله.
وقالت النقابة في بيان لها، إنها «ترفض الملاحقات القضائية المتواترة للزميل زياد الهاني، والتي تهدف إلى إخراس صوته الناقد، وتدعو النيابة العمومية إلى الإطلاق الفوري لسراحه».
وتتهم المعارضة ومنظمات حقوقية، السلطة السياسية، بممارسة ضغوط على القضاء والتضييق على حرية التعبير.
وافقت شبكة «إيه بي سي نيوز» على دفع 15 مليون دولار لصالح مكتبة دونالد ترمب الرئاسية، لتسوية دعوى قضائية تتعلق بتصريح غير دقيق من المذيع جورج ستيفانوبولوس.
أصدر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، برئاسة المهندس خالد عبد العزيز مجموعة قرارات، اعتماداً لتوصيات لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي.
محمد الكفراوي (القاهرة)
ليبيا تحتفل بالذكرى 73 لاستقلالها... وتخوف من «الاحتلال»https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%81%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A7/5094465-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D8%AA%D9%81%D9%84-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-73-%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7-%D9%88%D8%AA%D8%AE%D9%88%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%84%D8%A7%D9%84
ليبيا تحتفل بالذكرى 73 لاستقلالها... وتخوف من «الاحتلال»
من شرفة قصر «المنار» ببنغازي زفّ السنوسي لشعبه عام 1951 بشارة الاستقلال وقال: «نتيجة جهاد أمتنا قد تحقق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة»
تحتفل ليبيا هذه الأيام بالذكرى 73 لاستقلالها، بينما ينتاب جُل مواطنيها شعور بأن بلدهم «لم يتخلص بعد من الاحتلال» المتمثل في «القواعد العسكرية»، والقوات الأجنبية في غرب البلاد وشرقها.
وقبل 73 عاماً من الآن، أعلن الملك الليبي الراحل إدريس السنوسي، استقلال بلاده بعد عقود من الاحتلال الإيطالي، الذي بدأ عام 1911، وتمت مقاومته بمعارك دامت لأكثر من عقدين خاضها «شيخ المجاهدين» عمر المختار مع رفاقه.
ومن شرفة قصر «المنار» ببنغازي، زفّ السنوسي لشعبه عام 1951، بشارة الاستقلال، وقال: «نتيجة جهاد أمتنا وتنفيذاً لقرار الأمم المتحدة الصادر في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) 1949، تحقق بعون الله، استقلال بلادنا العزيزة».
ومن دون اتفاق أعلنت الحكومتان المتنازعتان على السلطة في ليبيا، أن الثلاثاء عطلة رسمية في المؤسسات والهيئات العامة كافة بمناسبة عيد الاستقلال، فيما تلقى رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي، برقيات التهنئة من بعض رؤساء دول.
وعن الوضع الراهن، يتحدث السفير الليبي محمد أحمد العمري، عن أن «الليبيين يتبارون في شرق البلاد وغربها بمنح القواعد والتسهيلات والموانئ للأجانب، ويتقوون بالأجنبي، ما قد يمهّد لأن تصبح بلادنا ساحة لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى».
وتذكّر العمري، سيرة الرئيس الراحل معمر القذافي، وقال: «كلمة حق لا بد أن نقولها بغض النظر، إذا كنا نحب القذافي أو نكرهه»، وأوضح أنه خلال عمله في سفارة ليبيا بموسكو عام 1981 اطّلع على محاضر اجتماع القذافي والرئيس الروسي ليونيد بريجنيف.
وأشار العمري إلى أن القذافي «رفض طلباً روسياً لاستقبال القطع البحرية الروسية بأحد موانئ المنطقة الشرقية»، وقال لبريجنيف: «الشعب الليبي يحتفل خمس مرات بجلاء الأجانب، ولا أعتقد أن مواطناً ليبياً سيوافق على طلبك».
وذهب العمري إلى أن «القذافي رفض احتمال أن تصبح بلاده ساحة لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى»، وقال السفير متسائلاً: «هل سيعي أولو الأمر في غرب ليبيا وشرقها، المخاطر، وينأون ببلادهم بعيداً عن الصراعات الدولية؟».
وتستعين جبهتا شرق ليبيا وغربها بآلاف من عناصر «المرتزقة السوريين» المواليين لتركيا، وآخرين مدعومين من روسيا، وذلك منذ وقف الحرب على العاصمة طرابلس في يونيو (حزيران) 2020، إلى جانب 10 قواعد عسكرية أجنبية، بحسب «معهد الولايات المتحدة للسلام».
ويرى عضو مجلس النواب سالم قنان، أن ليبيا «أصبحت الآن تحت الوصاية، ويتدخل فيها الأميركيون والإنجليز والفرنسيون»، وقال أمام مجلسه الاثنين، إن بلده لم يحافظ على الاستقلال؛ «ولكي نتمكن من صرف أموالنا، يجب أن تكون تحت مراقبة هذه الدول».
والمختار، الذي يعد أيقونة لليبيين، حارب الإيطاليين لأكثر من عشرين عاماً، وجرى إعدامه في 16 سبتمبر (أيلول) عام 1931، ومنذ ذلك التاريخ يستحضر الليبيون سيرته مع كل احتفال بهذه المناسبة.
وعلى وقع هذا الانقسام الحكومي والسياسي، تشهد العلاقة بين روما بصفتها «المحتل القديم» والسلطات في شرق ليبيا وغربها «تحسناً كبيراً» في ظل شراكات اقتصادية متنوعة.
وفي كل احتفال سنوي بالاستقلال، يحرص الأمير محمد الحسن الرضا السنوسي، على بث رسائل المحبة والدعوة للتوافق بين عموم الليبيين، ويذكر أن «مخزون ليبيا التاريخي كفيل بإعادة الوحدة والتوافق المفقودين في ظل الصراعات والتجاذبات».
والأمير محمد الحسن، هو نجل الحسن الرضا السنوسي الذي كان ولي عهد الملك إدريس السنوسي، آخر ملوك ليبيا، وعمل مؤخراً على تكثيف لقاءاته في الخارج بشخصيات ليبية مختلفة، وذلك بهدف «إنجاح المساعي نحو حوار وطني شامل، تحت مظلة الشرعية الملكية الدستورية».
وفي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، زارت رئيسة حكومة إيطاليا، جورجيا ميلوني، ليبيا للمرة الرابعة خلال عام ونصف العام، للمشاركة في افتتاح أعمال الدورة الـ30 لمنتدى الأعمال الليبي - الإيطالي في طرابلس، وقالت إن «العلاقات مع ليبيا أولوية».
وقبلها كانت ميلوني قد زارت بنغازي، والتقت المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، وأكدت «أهمية تعزيز الشراكة بين الجانبين في المجالات التجارية والاقتصادية والثقافية، واستمرار التعاون في ملف مكافحة الهجرة غير الشرعية».
والمخاوف من «الاحتلال» عكستها الاحتجاجات التي تشهدها مدينة بني وليد (شمال غربي ليبيا) خلال اليومين الماضيين بعد منع الأجهزة الأمنية فعالية سياسية كانت تدعو لطرد «المرتزقة» والقوات والقواعد الأجنبية من البلاد.