حميدتي يلتقي حمدوك غداً في أديس أبابا

«القوى المدنية» أعلنت عن الاجتماع... وتجدد القصف في الخرطوم

قائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)
قائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)
TT

حميدتي يلتقي حمدوك غداً في أديس أبابا

قائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)
قائد قوات الدعم السريع محمد حميدتي ورئيس الوزراء السوداني الأسبق عبد الله حمدوك (أرشيفية)

أعلنت «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)» السودانية، عقد اجتماع بين وفد بقيادة رئيسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، وقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، (الاثنين) في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

يأتي اللقاء بعد طلب سابق من «تقدم» لقائد القوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، وقائد «الدعم السريع» (حميدتي)، لعقد لقاءات عاجلة مع التنسيقية لبحث حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر التفاوض.

وتواكب الإعلان عن لقاء حميدتي – حمدوك، مع عودة القصف المدفعي العنيف، واستخدام المسيرات في المناطق العسكرية للجيش و«الدعم السريع» في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم. وقالت «تقدم» في بيان أصدرته (الأحد) وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن عدداً من أعضائها بقيادة حمدوك سيلتقي وفداً من «الدعم السريع» بقيادة حميدتي في أديس أبابا.

وكانت «الشرق الأوسط» نقلت (السبت) عن مصادرها أن «استعدادات تجري في أكثر من عاصمة إقليمية لعقد اجتماع مفصلي بين قائد (الدعم السريع)، وتنسيقية (تقدم) بقيادة حمدوك لبحث تطورات الأوضاع في السودان وترتيبات وقف الحرب والقتال في البلاد».

وأعلنت «تقدم» أن اجتماع حمدوك - حميدتي يأتي «ثمرة للخطابات التي أرسلتها لقائدي القوات المسلحة و(الدعم السريع)، ودعتهم فيها للقاءات عاجلة تبحث قضايا حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية وسبل وقف الحرب عبر المسار السلمي التفاوضي».

وأوضحت «تقدم» أن «الدعم السريع» استجابت لطلب اللقاء، وأن «التواصل لا يزال مستمراً مع قيادة القوات المسلحة لتحديد مكان وزمان للقاء مماثل».

وأبدت «التنسيقية» أملها في أن «تؤدي اللقاءات المزمعة إلى خطوات عملية تنهي المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني»، وأن تدفع جهود الحل السلمي لما أطلقت عليه «كارثة حرب 15 أبريل»، وأن تتكامل مع «الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لوقف الحرب وإنهائها، وعلى رأسها جهود منظمة (إيغاد) والاتحاد الأفريقي و(منبر جدة)».

قصف متجدد

من جهة أخرى، تجدد القصف العنيف المتبادل بين الجيش و«الدعم السريع» في عدد من المحاور بالعاصمة الخرطوم، وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، إن «الدعم السريع» قصفت بالمدفعية الموجهة قاعدة «وادي سيدنا» بشمال أم درمان.

كما قصفت مدفعية «الدعم السريع» عدداً من المناطق في الخرطوم بحري وحول قيادات الجيش في المدينة، ووسط الخرطوم؛ حيث يقع مقر القيادة العامة للجيش.

وردت مدفعية الجيش بقصف عنيف على مناطق سيطرة «الدعم السريع» في وسط الخرطوم بحري وقرب جسري الحلفايا وشمبات اللذين تسيطر عليهما «القوات»، كما استخدم الجيش الطائرات المسيرة في الخرطوم ومنطقة شرق النيل.

وقال الشهود إن «عدداً من (الدانات) سقط في المناطق المأهولة في الحارات (30، و34، و18) بمدينة الثورة شمال أم درمان، والجيش حقق تقدماً في محاور شارع العرضة وحتى منطقة ود البشير غرب وسط أم درمان، إلى جانب سوق أم درمان القديم، وشارع الهجر حتى شارع علي عبد الفتاح وسط وشمال أم درمان».

تفاوض غير مشروط

وعلى صعيد متصل، أبلغ قائد «الدعم السريع» الرئيس الجيبوتي، إسماعيل عمر غيلة، (رئيس الهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد»)، استعداده «غير المشروط للتفاوض من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في السودان».

ووصل حميدتي إلى العاصمة جيبوتي، الأحد، في ثالثة زياراته الأفريقية التي أعقبت خروجه من السودان، والتي تضمنت سابقاً أوغندا وإثيوبيا.

وقال حميدتي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، إنه أكد للرئيس غيلة «التزامه التام بمخرجات مؤتمر رؤساء دول مجموعة (إيغاد)، و(أبلغه) باستعداده غير المشروط للتفاوض من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في السودان». وأوضح أنه شرح للرئيس «تطور الأوضاع في السودان على ضوء الحرب الجارية الآن في البلاد من وجهة نظره، ورؤيته لوقفها والوصول لحل شامل ينهي معاناة (شعبنا العظيم)».

من جهته، قال وزير الخارجية الجيبوتي، محمود علي يوسف، في تغريدة عبر حسابه على «إكس»، إن «زيارة قائد (قوات الدعم السريع) ولقاءه مع الرئيس الجيبوتي تندرج ضمن إطار مساعي بلاده بصفتها رئيسة لـ(إيغاد)» من أجل «الوصول إلى وقف إطلاق النار في السودان».

ورأى يوسف أن اللقاء «كان مهماً لبلورة رؤية تساعد الأطراف في الوصول إلى وقف إطلاق النار في السودان»، مشدداً على أن «الشعب السوداني الشقيق سئم من ويلات الحرب، وهذه الحرب أخذت الأخضر واليابس، والبلد دخل في نفق مظلم، وعلى جميع الدول المجاورة والمجتمع الدولي، الاهتمام بجدية بالحرب السودانية - السودانية حتى يتوقف نزف الدم ويعم السلام في هذا القطر الأصيل من أمتنا».

وتتولى جيبوتي بتفويض من اجتماع قمة «إيغاد» الطارئة رقم 41 والخاصة السودان، التي انعقدت في العاصمة جيبوتي يومي 9 و10 ديسمبر (كانون الأول) 2023، وبصفتها رئيسة الدورة الحالية للهيئة الحكومية للتنمية، ترتيبات عقد اجتماع مباشر بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وقائد «قوات الدعم السريع»، لوضع حد للاقتتال في السودان ووقف الحرب.

وأعلنت قمة «إيغاد» الاتفاق على عقد لقاء مباشر بين البرهان وحميدتي بعد 15 يوماً من نهاية أعمال القمة للتوصل لوقف إطلاق النار.


مقالات ذات صلة

وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا بديل لـ«منبر جدة»

خاص وزير الخارجية السعودي في جدة إلى جانب ممثلين عن طرفي النزاع السوداني خلال توقيع اتفاق وقف النار في مايو 2023 (رويترز)

وزير الخارجية السوداني لـ«الشرق الأوسط»: لا بديل لـ«منبر جدة»

قال وزير الخارجية السوداني، علي يوسف أحمد، إن حكومته أكدت لنائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، تمسكها بمفاوضات «منبر جدة» لحل الأزمة السودانية.

وجدان طلحة (بورتسودان) محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا البرهان لدى استقباله نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي السبت (مجلس السيادة السوداني/إكس)

الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان

تشهد مدينة بورتسودان حراكاً دبلوماسياً مطرداً لإنهاء الاقتتال بوصل المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، ومباحثات خاطفة أجراها نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي.

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا من داخل أحد الصفوف بمدرسة «الوحدة» في بورتسودان (أ.ف.ب)

الحرب تحرم آلاف الطلاب السودانيين من امتحانات «الثانوية»

أعلنت الحكومة السودانية في بورتسودان عن عزمها عقد امتحانات الشهادة الثانوية، السبت المقبل، في مناطق سيطرة الجيش وفي مصر، لأول مرة منذ اندلاع الحرب.

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا لقاء حاكم اقليم دارفور و نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو (فيسبوك)

مناوي: أجندتنا المحافظة على السودان وليس الانتصار في الحرب

قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة «جيش تحرير السودان»، مني أركو مناوي، إن أجندة الحركة «تتمثل في كيفية المحافظة على السودان، وليس الانتصار في الحرب».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا «مجموعة أ 3 بلس» تُعبر عن «صدمتها» من الانتهاكات ضد نساء السودان

«مجموعة أ 3 بلس» تُعبر عن «صدمتها» من الانتهاكات ضد نساء السودان

استنكرت الجزائر باسم «مجموعة أ 3 بلس» بمجلس الأمن الدولي، التقارير الحديثة عن عمليات القتل الجماعي والاختطاف والاغتصاب في السودان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
TT

الجيش المصري يؤكد حرصه على اقتناء أحدث نظم الطائرات

وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)
وزير الدفاع المصري خلال زيارة لإحدى القواعد الجوية (المتحدث العسكري المصري)

أكد الجيش المصري حرصه على «تزويد القوات الجوية بأحدث نظم وأنظمة الطائرات الحديثة، وفقاً لرؤية استراتيجية للتعامل مع التحديات كافة ومواكبة التطور التكنولوجي المستمر».

وقال إن «القوات الجوية تظل دائماً الذراع القوية للقوات المسلحة المصرية، التي تمتلك القدرة على تنفيذ مختلف المهام التي تسند إليها على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية للدولة المصرية». جاء ذلك خلال زيارة القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري، الفريق أول عبد المجيد صقر، لإحدى القواعد الجوية، الأحد، بحضور رئيس أركان حرب القوات المسلحة، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات.

ووفق إفادة للمتحدث العسكري المصري فإن «الزيارة تأتي في إطار المتابعة الميدانية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة، للوقوف على مدى الجاهزية والاستعداد القتالي لتنفيذ المهام كافة التي توكل إليها».

وأضاف أن القائد العام للقوات المسلحة قام بالمرور على «معرض أرضي» لعدد من الطائرات والمقاتلات متعددة المهام، واستمع إلى شرح تفصيلي لأحدث الأنظمة القتالية والأسلحة ومعدات الطيران التي زودت بها تلك الطائرات. وناقش عدداً من الطيارين في أسلوب التخطيط والتنفيذ للمهام المكلفين بها لتأمين المجال الجوي المصري تحت مختلف الظروف، كما تابع تنفيذ إقلاع عدد من الطائرات المقاتلة لتنفيذ إحدى المهام التدريبية التي أكدت «قدرة وكفاءة عناصر القوات الجوية على أداء المهام بدقة عالية».

زيارة وزير الدفاع المصري تأتي في إطار المتابعة الميدانية لوحدات وتشكيلات القوات المسلحة (المتحدث العسكري المصري)

جولة وزير الدفاع المصري تأتي وسط توترات إقليمية عدة، أبرزها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، والمستجدات في لبنان وسوريا. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي، تفقد وزير الدفاع قاعدة «محمد نجيب» العسكرية شمال البلاد، مؤكداً حينها أهمية القاعدة باعتبارها «قوة ردع على الاتجاه الاستراتيجي الشمالي»، وقدرتها على «صد أي عدائيات».

وبحسب بيان المتحدث العسكري المصري، الأحد، قام القائد العام للقوات المسلحة بالمرور على إحدى الدورات للتدريب على أعمال القتال الجوي التي تنفذ بمشاركة القوات الجوية المصرية وعناصر من القوات الجوية للدول الصديقة والشقيقة. ورحب بطياري الدول المشاركة بالدورات التدريبية المختلفة على أرض مصر، مؤكداً حرص القوات المسلحة على «دعم آفاق التعاون العسكري وتبادل الخبرات مع جيوش الدول الصديقة والشقيقة».

من جانبه، قال قائد القوات الجوية المصرية، الفريق محمود فؤاد عبد الجواد، إن «مقاتلي القوات الجوية يمتلكون القدرة لتأمين حدود الدولة والدفاع عن سماء مصر وترابها في ظل التحديات الراهنة».

قام وزير الدفاع المصري بالمرور على إحدى الدورات للتدريب على أعمال القتال الجوي (المتحدث العسكري المصري)

تأكيدات الجيش المصري جاءت غداة إعلان الحكومة الأميركية «الموافقة على بيع معدات عسكرية لمصر تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار».

وبحسب إفادة رسمية لـ«الخارجية الأميركية» فإن الوزارة أبلغت الكونغرس بموافقتها على «بيع تجهيزات خاصة بـ555 دبابة من طراز (إيه1 أم1 أبرامز) الأميركية الصنع بقيمة 4.69 مليار دولار، و2183 صاروخ جو - أرض من طراز (هلفاير) بقيمة 630 مليون دولار، وذخائر موجّهة بقيمة 30 مليون دولار». (الدولار الأميركي يساوي 50.88 جنيه في البنوك المصرية).

وكانت واشنطن قد علقت خلال السنوات القليلة الماضية نحو 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية المقدمة لمصر، بعد ربطها باشتراطات تتعلق بملف «حقوق الإنسان». وفي سبتمبر الماضي، قررت الولايات المتحدة عدم تعليق جزء من مساعداتها العسكرية لمصر، لتحصل القاهرة على كامل قيمتها البالغة 1.3 مليار دولار، في خطوة عدها مراقبون آنذاك مؤشراً على «إدراك واشنطن لأهمية القاهرة في المنطقة».

القوات البحرية المصرية توقع عقد اتفاق مع «إدارة الهيدروغرافيا البحرية الفرنسية» (المتحدث العسكري المصري)

في سياق آخر، وقعت «شعبة المساحة البحرية المصرية»، الأحد، عقد اتفاق تقني مع «إدارة الهيدروغرافيا البحرية الفرنسية» في مجالات الملاحة، وذلك بحضور قائد القوات البحرية، الفريق أشرف عطوة.

وأفاد المتحدث العسكري المصري، بأن ذلك «في إطار تعزيز علاقات التعاون العسكري المشترك بين القوات البحرية المصرية والفرنسية لدعم وتعزيز قدرات القوات البحرية».

وأضاف أن الاتفاق يهدف إلى «بحث سبل تبادل المعرفة والخبرات في مجالات الهيدروغرافيا وعلوم المحيطات، واستكشاف فرص التعاون المستقبلي بين (شعبة المساحة البحرية) و(إدارة الهيدروغرافيا الفرنسية) لتعزيز القدرات العملية لكلا الطرفين».

وكذا «تطبيق إطار العمل الخاص بـ(المنظمة الهيدروغرافية الدولية)، الذي يمثل نقلة نوعية في تطوير خدمات الملاحة والمساحة وأعمال المسح البحري بما يحقق توطين التكنولوجيا وصناعة الخرائط الرقمية والبحرية وفقاً للمستويات الدولية، ويعزز المصالح المشتركة، ويدعم القدرات لكل الأنشطة البحرية المصرية، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة للدولة».