الجزائر: توقيف رجال شرطة إثر تسلل مهاجر في طائرة

عشريني عثر عليه «مجمَداً» في مطار فرنسي

طائرة تابعة لـ«الخطوط الجوية الجزائرية» بمطار وهران (الشرق الأوسط)
طائرة تابعة لـ«الخطوط الجوية الجزائرية» بمطار وهران (الشرق الأوسط)
TT

الجزائر: توقيف رجال شرطة إثر تسلل مهاجر في طائرة

طائرة تابعة لـ«الخطوط الجوية الجزائرية» بمطار وهران (الشرق الأوسط)
طائرة تابعة لـ«الخطوط الجوية الجزائرية» بمطار وهران (الشرق الأوسط)

أوقفت وزارة الداخلية الجزائرية 15 شرطياً عن العمل بـ«مطار وهران الدولي» غرب البلاد، بسبب تسلل عشريني إلى طائرة تابعة لشركة الطيران المملوكة للدولة، أقلعت من المطار، الخميس الماضي، حيث علق بعجلتها، ووصل إلى «مطار أورلي» بباريس وهو في حالة حرجة.

وبمجرَّد أن أعلنت سلطات المطار الباريسي العثور على الشاب في الطائرة التي جاءت من وهران، بدأت أجهزة الشرطة والدرك والجمارك الجزائرية، إجراء تحريات حول ظروف وصول الشاب، الذي لم يذكر اسمه، إلى الطائرة، علماً بأن «مطار وهران» يشهد صرامة كبيرة في فرض شروط السلامة والأمن، ومراقبة كل نشاط في أجنحته.

وقال موظف بـ«مصلحة تسيير المطار»، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، إن محققين من المديرية العامة للشرطة أتوا من العاصمة، الجمعة، والتقوا بكل العاملين بالمطار، واستفسروا منهم بخصوص القضية المثيرة للجدل... وتحدث الموظف نفسه عن «حالة استنفار قوية شهدها المطار، يومي الجمعة والسبت»، ورجح «سقوط رؤوس كبيرة بالمطار، وربما بجهازي الشرطة والجمارك بولاية وهران بعد هذه الحادثة».

واستناداً إلى صحافيين عاملين في وهران، أجرى فريق الشرطة المحقق فحصاً دقيقاً لكاميرات المراقبة بالمطار، بحثاً عن أثر لأي حركة مشبوهة لشاب في العشرينات. ولا يعرف، إن كانوا قد اكتشفوا شيئاً يدلَهم على الطريقة التي اتبعها لركوبه الطائرة، علماً أن هناك شكوكاً قوية في استعانته بموظفين بالمطار سهَّلوا تنفيذ خطته.

«مطار أورلي» الباريسي (حساب المطار على منصات التواصل الاجتماعي)

كما أُطْلِقت تحريات خارج المطار، لمعرفة من هو هذا الشاب الذي خاض هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر.

واكتشف عاملون في المطار الفرنسي، صباح الخميس، الشاب مختبئاً في معدات الهبوط للطائرة الجزائرية، وذلك خلال عمل روتيني يتعلق بفحص فني، إذ ظهر جسده قرب عجلات الهبوط حيث كان يختبئ، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية عن عاملين بالمطار. كما نقلت عنهم أن العشريني كان حياً لحظة العثور عليه، لكنه يعاني من انخفاض شديد في درجات الحرارة. وأكدت أن مصالح الطوارئ، نقلت الشاب إلى مستشفى مدينة كريتاي بضواحي باريس، مبرزة أنه أصيب «بجروح خطيرة» دون إعطاء مزيد من التفاصيل، خصوصاً ما تعلق بهُويَّته التي يجري التأكد منها في الجزائر.

وعرف مطار العاصمة الجزائرية حادثة مشابهة في يونيو (حزيران) 2022، حيث عُثر على جثتي شابين في العشرينات من العمر في أحد أجزاء طائرة تابعة لشركة «الخطوط الجوية الجزائرية»، كانت متوقفة على أرضية المطار. وقالت الصحافة يومها إن الشابين كانا يحاولان الوصول إلى أوروبا بطريقة غير شرعية، من دون تفاصيل أخرى.

اعتقال أفراد شبكة لتهريب المهاجرين في مدينة الشلف (غرب) شهر أكتوبر 2023 (الشرطة الجزائرية)

وفي مارس (آذار) من السنة نفسها، تمكن مراهق يبلغ 16 عاماً من ركوب طائرة تابعة للخطوط الجزائرية في مطار قسنطينة (شرق) متجهة إلى فرنسا. وقد وصل إلى وجهته سالماً، بعد أن تخفّى في عنبر الأمتعة.

وفي مرات كثيرة سابقة، اكتشفت الشرطة تسلل مهاجرين سرَيين إلى الموانئ، حيث يُهَرَّبون داخل سفن تجارية تنقل بضائع بعضها يبحر إلى أميركا اللاتينية. وفي الغالب ينجح أصحاب هذه المغامرة في بلوغ هدفهم، بالنظر لضعف إجراءات المراقبة بالموانئ مقارنة بالمطارات.

وعلى مدى عام 2023، نشر خفر السواحل الجزائري التابع للجيش، ومديرية الشرطة، تقارير عن توقيف مئات الأشخاص وهم بصدد الإبحار في المتوسط نحو سواحل إيطاليا وإسبانيا. ونجح المئات منهم أيضاً في الوصول إلى «شاطئ الأمان»، وآخرون لفظهم البحر جثثاً هامدة إثر انقلاب قواربهم التقليدية.


مقالات ذات صلة

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

يوميات الشرق طائرة تُقلع ضمن رحلة تجريبية في سياتل بواشنطن (رويترز)

الشرطة تُخرج مسنة من طائرة بريطانية بعد خلاف حول شطيرة تونة

أخرجت الشرطة امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً من طائرة تابعة لشركة Jet2 البريطانية بعد شجار حول لفافة تونة مجمدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأم كانت تتنقل بين الرحلات في طريقها إلى ولاية أخرى عندما دخلت في مرحلة المخاض (أ.ب)

بشكل غير متوقع... امرأة تلد طفلاً أثناء وقوفها بطابور في مطار أميركي

أنجبت امرأة طفلها أثناء انتظارها في طابور ضمن منطقة حجز تذاكر الخطوط الجوية الأميركية بمطار ميامي الدولي (MIA) في فلوريدا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ طائرة تابعة لشركة «سبيريت إيرلاينز» الأميركية (أرشيفية - رويترز)

طائرة ركاب أميركية تتعرض لإطلاق نار في هايتي

أعلنت شركة «سبيريت إيرلاينز» الأميركية، الاثنين، أن طائرة تابعة لها تعرضت لإطلاق نار خلال توجهها إلى هايتي وتم تحويلها إلى الدومينيكان، وأبلغت عن إصابة طفيفة.

«الشرق الأوسط» (ميامي)
الولايات المتحدة​ مدخل وزارة الخارجية الأميركية في واشنطن (رويترز)

يقف وراءها «حزب الله»...مكافأة مالية مقابل معلومات عن تفجير طائرة في بنما عام 1994

يُقدم برنامج مكافآت العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية مكافأة مالية مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقال أي فرد مرتبط بتفجير طائرة في بنما عام 1994.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق المصورة أماندا غالاغر (إنستغرام)

أثناء التقاط صور... مقتل أميركية بعد اصطدامها بمروحة طائرة

تُوفيت مصورة من ولاية كانساس الأميركية بعد أن اصطدمت بمروحة طائرة أثناء التقاط الصور في أحد المطارات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«الجنائية الدولية»: 11 ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
TT

«الجنائية الدولية»: 11 ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)
علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

مع اقتراب دفع المحكمة الجنائية الدولية بـ«المرافعات» الختامية في قضية السوداني علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، المتهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في إقليم بدارفور، وصف الدفاع المتهم كوشيب بأنه «كبش فداء» قدّمته الحكومة السودانية للتغطية على المتهمين الرئيسيين، وهم: الرئيس المخلوع عمر البشير، ووزيرا «الدفاع» وقتها عبد الرحيم محمد حسين، و«الداخلية» أحمد هارون.

وقالت المحكمة الجنائية، في «ورشة عمل» عقدتها للصحافيين السودانيين في العاصمة الكينية كمبالا، الجمعة، إن المحكمة قررت تقديم المرافعات الختامية في قضية المدعي العام ضد علي محمد علي عبد الرحمن، الشهير بـ«علي كوشيب»، في الفترة من 11 إلى 13 ديسمبر (كانون الأول) 2024، بمقر المحكمة في مدينة لاهاي الهولندية.

ويواجه عبد الرحمن 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية يُزعم أنها ارتُكبت في إقليم بدارفور السودان، خلال الفترة بين أغسطس (آب) 2003، وأبريل (نيسان) 2004، بمناطق مكجر وبندسي ودليج وكدوم بوسط دارفور.

مطالب بتسليم البشير وهارون

وقال المستشار بمكتب المدعي العام داهيرو سان آنا، عبر تقنية مؤتمر فيديو من لاهاي، إن مكتبه يحقق في أحداث دارفور الناجمة عن الحرب الحالية، وإنه كلف فريقاً يقوم بجمع المعلومات في دارفور يتعلق بالقضايا الجديدة، في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، يتحدث الناس أنها تحدث في الإقليم المضطرب، وبنهاية التحقيقات سيجري تقديم طلبات لقضاة المحكمة لتوجيه اتهامات.

الرئيس السوداني السابق عمر البشير مغادراً مكتب المدعي العام لمكافحة الفساد في الخرطوم 16 يونيو (أرشيفية - رويترز)

وأوضح أن المتهمين الرئيسيين؛ الرئيس السابق عمر البشير، ووزير دفاعه وقتها عبد الرحيم محمد حسين، ووزير داخليته أحمد محمد هارون، لا يزالون دخل السودان. وأضاف: «وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي، يجب تسليمهم للمحكمة، وهو التزام لا يزال قائماً». وتابع أن انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 الذي قاده الجيش صعب الأوضاع المتعلقة بتسليم المتهمين.

وقال داهيرو إن تسليم المتهمين يقع على حكومة السودان التي تَعلم مكان المتهمين. وتابع: «سألناهم، العام الماضي، ولم يعطونا معلومات، وقالوا إنهم يحققون في مكان وجود أحمد هارون». واستطرد: «التحقيقات مع كوشيب أشارت إلى ضلوع هارون في كل الجرائم المرتكبة بواسطة كوشيب، وطالبنا بتسليمه ليحاكَم الرجلان معاً، لكن هذا لم يحدث».

وعادت قضية تسليم أحمد محمد هارون إلى الواجهة مجدداً، بعد تصاعد الصراعات داخل حزب البشير «المؤتمر الوطني»، وانتخاب الرجل رئيساً للحزب، رغم التهم الموجهة له من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، والاتهامات التي يواجهها في القضاء المحلي.

مئات الأشخاص يفرون يومياً من دارفور إلى مخيم أدري الحدودي في تشاد هرباً من الحرب (رويترز)

وبإطاحة حكم الرئيس عمر البشير، يواجه الرجال الثلاثة المحاكمة باتهامات تتعلق بتدبير انقلاب 1989، تصل عقوبتها للإعدام. وعقب اندلاع الحرب، في 15 أبريل، خرج هارون ومتهمون آخرون من السجن، ولا يعلم مكان وجودهم، بينما لا تزال السلطات تقول إن البشير وحسين لا يزالان قيد الحبس، دون أن تكشف عن مكان حبسهما.

اتهامات لحكومة السودان

بدوره، قال المتحدث باسم المحكمة، فادي العبد الله، إن المحكمة لا تستطيع توسيع نطاق اختصاصها إزاء الجرائم التي يزعم أن قوات «الدعم السريع» ترتكبها في مناطق جديدة من السودان؛ لأن السودان ليس عضواً في ميثاق روما المكون للمحكمة الجنائية الدولية، وأن اختصاصها يقتصر على قرار مجلس الأمن 1593 الصادر في 2005، الذي أحال الوضع في دافور للمحكمة.

واتهم محامي المتهم سيريل لاوشي، في إفادته، للصحافيين، «حكومة السودان» بأنها قدمت كوشيب «كبش فداء» للتستر على المتهمين الرئيسيين. وقال: «جاء ممثل السودان، وقال: خذوه وحاكموه، فهذا هو الشخص الذي يجب أن تجري محاكمته، على الرغم من وجود المتهمين الرئيسيين؛ عمر البشير ومساعديْه وزيري الدفاع والداخلية».

وأرجع محامي كوشيب تأخير إجراءات المحاكمة إلى عدم مثول المتهمين الآخرين، وأضاف: «كان يمكن أن تسير الإجراءات بشكل يحقق العدالة، بحضور المتهمين». وأقر المحامي لاوشي بوقوع الجرائم موضوع المحاكمة، وطالب بجبر ضرر الضحايا، بقوله: «للمجني عليهم الحق في جبر الضرر، بغض النظر عن إدانة كوشيب أو تبرئته، وحق الضحايا لن يتأثر بكونه مجرماً أو غير مجرم».

صورة من الدمار الذي خلّفه القتال في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور (أرشيفية - أ.ف.ب)

ووفقاً للمتحدثين باسم محكمة لاهاي، فإن مكتب المدعي العام والممثلين القانونيين للضحايا، وهيئة الدفاع سيدلون بمرافعاتهم الختامية، في الوقت المحدد، أمام الدائرة الابتدائية الأولى المكونة من القاضية جوانا كورنر «قاضية رئيسة»، والقاضيتين راين ألابيني غانسو وألتيا فيوليت أليكسيس.

وبدأت محاكمة كوشيب أمام الدائرة الابتدائية الأولى، في 5 أبريل 2022، على أثر تسليمه نفسه للمحكمة في يونيو (حزيران) 2020، واستجوبت المحكمة، خلال التقاضي، 56 شاهداً، وقفلت قضية الادعاء في 5 يونيو 2023، وينتظر أن تستمع المحكمة إلى مرافعتَي الاتهام والدفاع الختاميتين، قبل اتخاذ قرار بشأن الرجل المحبوس لدى المحكمة في لاهاي.