مصر تعلن انتهاء مسار مفاوضات «سد النهضة» دون نتيجة

القاهرة ستحتفظ بحقها للدفاع عن أمنها المائي والقومي.

وزراء مياه مصر وإثيوبيا والسودان خلال المفاوضات الحالية بأديس أبابا (وزارة الري المصرية)
وزراء مياه مصر وإثيوبيا والسودان خلال المفاوضات الحالية بأديس أبابا (وزارة الري المصرية)
TT
20

مصر تعلن انتهاء مسار مفاوضات «سد النهضة» دون نتيجة

وزراء مياه مصر وإثيوبيا والسودان خلال المفاوضات الحالية بأديس أبابا (وزارة الري المصرية)
وزراء مياه مصر وإثيوبيا والسودان خلال المفاوضات الحالية بأديس أبابا (وزارة الري المصرية)

أعلنت وزارة الري والموارد المائية في مصر، مساء اليوم الثلاثاء، انتهاء الاجتماع الرابع والأخير من مسار مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، الذي عقد في أديس أبابا، "دون تحقيق أي نتائج".وقالت الوزارة في بيان "لم يسفر الاجتماع عن أي نتيجة نظراً لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الفنية والقانونية الوسط التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث، وتمادي إثيوبيا في النكوص عما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة".وقالت وزارة الري المصري إنه على ضوء هذه المواقف الإثيوبية تكون المسارات التفاوضية قد انتهت، وأكدت أن مصر سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وأن مصر تحتفظ بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي. وأضافت الوزارة "بات واضحا عزم الجانب الإثيوبي على الاستمرار في استغلال الغطاء التفاوضي لتكريس الأمر الواقع على الأرض، والتفاوض بغرض استخلاص صك موافقة من دولتي المصب على التحكم الإثيوبي المطلق في النيل الأزرق بمعزل عن القانون الدولي".

وكانت الجولة الأخيرة من المفاوضات قد انطلقت في العاصمة الإثيوبية، الاثنين، وسط تطلعات مصرية - سودانية إلى التوصل لـ«اتفاق قانوني ملزم» حول تشغيل وملء السد الإثيوبي، المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل، بما «يضمن حقوق جميع الأطراف».

وتعد هذه الجولة من المفاوضات الأخيرة؛ إذ تأتي في إطار اتفاق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أعلنا عنه في يوليو (تموز) الماضي، على هامش قمة دول جوار السودان في القاهرة، لإجراء مفاوضات عاجلة بشأن ملء وتشغيل «سد النهضة»، خلال أربعة أشهر.

وأثار عدم التوصل لاتفاق خلال الجولات الثلاث الماضية التي جرت في القاهرة وأديس أبابا تساؤلات حول المسارات المتوقعة في حال «عدم حسم النقاط الخلافية خلال الجولة الحالية».

أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجولة الحالية من المفاوضات هي الفرصة الأخيرة في ما يتعلق بالجانب الفني من المفاوضات، وعدم التوصل إلى توافق سيعني غلبة المسار السياسي، حيث انتهت مهلة الشهور الأربع التي اتفق عليها السيسي وآبي أحمد». وأضاف شراقي، حال «عدم نجاح جولة المفاوضات»، «سيتحتم على المفاوضين من الأطراف الثلاثة المصري والإثيوبي والسوداني، إعداد تقرير عن عدم التوصل لاتفاق وتسليمه إلى القيادة السياسية في كل بلد لاتخاذ ما تراه مناسباً».

وتسعى مصر للتوصل لاتفاق يؤمن ما تصفه بـ«حقوقها التاريخية» في مياه النيل، وسط استمرار إثيوبيا في إجراءات استكمال ملء وتشغيل السد. وأعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، في سبتمبر (أيلول) الماضي، نجاح بلاده في إتمام العملية الرابعة من ملء خزان «سد النهضة»، وهو إجراء رفضته مصر حينها، وعدته «استمراراً للنهج الإثيوبي الأحادي»، فيما تظهر معلومات حول استعدادات أديس أبابا لملء خامس.

ووفق شراقي، فإن «الملء الخامس يتوقع أن يخصم من حصة مصر من مياه نهر النيل كميات إضافية».

«سد النهضة» الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)
«سد النهضة» الإثيوبي (أرشيفية - أ.ف.ب)

وتخشى مصر من تأثر حصتها من مياه نهر النيل جراء السد الإثيوبي. وتقدر مصر «فجوتها المائية» بأكثر من 20 مليار متر مكعب سنوياً. وقال وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، خلال مؤتمر «أسبوع القاهرة للمياه» مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إن «موارد مصر المائية تقدر بـ59.6 مليار متر مكعب سنوياً، وتبلغ الاستخدامات الحالية نحو 80 مليار متر مكعب سنوياً، حيث يعاد استخدام نحو 21 مليار متر مكعب لتعويض الفجوة بين الموارد والاحتياجات».

في حين أكدت الخارجية الإثيوبية، الاثنين، أن «أديس أبابا ستواصل الدعوة إلى التوصل إلى (نتائج توافقية) على أساس مبدأ الاستخدام المنصف والمعقول لمياه نهر النيل».

حول المسارات السياسية المتوقعة في حال «عدم التوصل لاتفاق» خلال جولة المفاوضات الجارية، قال نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر، أيمن عبد الوهاب لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدم حسم جولة المفاوضات الجديدة في أديس أبابا قد يدفع مصر إلى إحداث نقلة نوعية في استراتيجيتها، وتغيير البيئة الحاكمة للمسار التفاوضي عن طريق تدخل أطراف دولية وإقليمية».

وأشار عبد الوهاب إلى أن «إمكانية إعادة النقاش بين القيادة السياسية في مصر وإثيوبيا قد تكون خطوة جيدة، لكن يجب أن يسبقها تحركات مصرية إقليمية ودولية، وممارسة المزيد من الضغوط الدبلوماسية على أديس أبابا».


مقالات ذات صلة

مصر: كيف تُسهم تحلية مياه البحر في تحجيم أزمة «الشح»؟

شمال افريقيا جانب من مشروع تحلية مياه البحر في العين السخنة (خريطة مشاريع مصر)

مصر: كيف تُسهم تحلية مياه البحر في تحجيم أزمة «الشح»؟

مصر تعاني من «عجز مائي» يقدَّر بنحو 54 مليار متر مكعب سنوياً، وتبلغ مواردها المائية نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً.

رحاب عليوة (القاهرة )
شمال افريقيا الرئيس الأميركي دونالد ترمب يستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اجتماع ثنائي على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك الولايات المتحدة 23 سبتمبر 2019 (رويترز)

السيسي وترمب يبحثان جهود الوساطة في المنطقة

قالت الرئاسة المصرية، في بيان، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأميركي دونالد ترمب بحثا جهود الوساطة الرامية إلى استعادة الهدوء في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا أعمال إنشائية في محطة «الضبعة» النووية (هيئة المحطات النووية بمصر)

مصر «تحرز تقدماً» في مشروعها النووي

وقّعت مصر وروسيا في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 اتفاق تعاون لإنشاء محطة للطاقة الكهروذرية، بتكلفة تبلغ 25 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من المفرج عنهم بعفو رئاسي مصري (الداخلية المصرية)

عفو رئاسي عن سجناء بمصر

أفرجت مصر عن أكثر من ألفي سجين، في عفو سنوي معتاد بمناسبة عيد الفطر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
رياضة عربية رابطة الأندية المصرية المحترفة (الرابطة المصرية)

بيراميدز يرفض تكلفة الحكام الأجانب... والأهلي يتمسك بهم

أعلن الاتحاد المصري لكرة القدم الاثنين أن الأهلي طلب الاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباراته المقبلة بالدوري الممتاز أمام بيراميدز.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وزارة الدفاع الجزائرية تعلن إسقاط مسيرة مسلحة اخترقت المجال الجوي

صورة «الدرون» المحطمة (موقع مينا ديفانس الجزائري)
صورة «الدرون» المحطمة (موقع مينا ديفانس الجزائري)
TT
20

وزارة الدفاع الجزائرية تعلن إسقاط مسيرة مسلحة اخترقت المجال الجوي

صورة «الدرون» المحطمة (موقع مينا ديفانس الجزائري)
صورة «الدرون» المحطمة (موقع مينا ديفانس الجزائري)

قالت وزارة الدفاع الجزائرية، اليوم (الثلاثاء)، إنه جرى إسقاط طائرة مسيّرة مسلحة اخترقت المجال الجوي للبلاد قرب مدينة تين زاوتين الحدودية في الجنوب خلال الليلة الماضية.

ونقلت الإذاعة الجزائرية عن وزارة الدفاع قولها، في بيان، إن وحدة تابعة للدفاع الجوي تمكنت من «رصد وإسقاط طائرة استطلاع من دون طيار مسلحة بالقرب من مدينة تين زاوتين الحدودية بالناحية العسكرية السادسة، وذلك بعد اختراقها المجال الجوي لمسافة كيلومترين».

وأكد البيان على «الاستعداد الدائم لوحدات الجيش الوطني الشعبي في حماية حدودنا البرية والجوية والبحرية من أي تهديد يمس السيادة الوطنية».

ونشر موقع «مينا ديفانس» الجزائري المتخصص في الشؤون العسكرية أن «الدرون» صناعة تركية تابعة للقوات المالية.