قال محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات «الدعم السريع» في السودان اليوم (الثلاثاء) إن قواته ستترك أمر إدارة مدينة ود مدني وولاية الجزيرة بوسط السودان للأعيان والزعماء بهما.
وأكد حميدتي في بيان نشره في حسابه على منصة «إكس» أن قوات «الدعم السريع»، «على استعداد كامل للقيام بكل ما هو ضروري لتمكين القوى الديمقراطية الثورية الحقيقية والتعاون معها لتشكيل حكومة انتقالية تأسيسية من القوى المدنية»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي». وأضاف أن «الدعم السريع» تهدف «لبناء دولة جديدة في السودان على مبادئ تأسيسية، وأهمها بناء جيش قومي ومهني جديد لا يتدخل في السياسة، ويخضع كلياً للحكومة المدنية».
وشدد على أن قوات «الدعم السريع» لن تكون الجيش البديل لجيش السودان ولا تنوي ذلك مطلقاً. وأفاد بيان لقوات «الدعم السريع» في السودان اليوم بأن القوات عززت وجودها في عدد من مناطق ولاية الجزيرة وسيطرت على مقر الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش في مدينة ود مدني. ودعا البيان سكان ولاية الجزيرة إلى الشروع فوراً في تشكيل لجان مدنية لإدارة ولايتهم، كما حث جميع النازحين من ولاية الجزيرة على العودة، مؤكداً: «سنعمل للحفاظ على حمايتهم بما يضمن استقرارهم وتأمين وصول المساعدات الإنسانية بتسهيل دخول المنظمات العاملة في الحقل الإنساني»، وفقاً لما ذكرته «وكالة أنباء العالم العربي».
وأشار البيان إلى أن مواقف الجيش ورفضه المطلق أي دعوات للسلام دفعت قوات «الدعم السريع» لتعزيز وجودها في عدد من مناطق ولاية الجزيرة. وأضاف: «ليس لقواتنا رغبة في استبدال الجيش السوداني، ولكن هناك حاجة ملحة وضرورية إلى إعادة بنائه على أسس جديدة تباعد بينه وبين السياسة ليكون جيشاً لكل السودانيين لا لحزب أو جهة».
وفي وقت سابق اليوم، قال شهود عيان ومصدر من قوات «الدعم السريع» لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، إن قوات «الدعم السريع» توغلت الليلة الماضية إلى قلب مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة بوسط السودان، بعد أن تمكنت من عبور جسر حنتوب من الضفة الشرقية للنيل الأزرق إلى الغرب. وأبلغ المصدر الوكالة بأن «الدعم السريع» سيطرت صباح اليوم (الثلاثاء) على رئاسة أمانة حكومة ولاية الجزيرة ومقر الفرقة الأولى مشاة ورئاسة قيادة الجيش بالولاية. وأكد أن قوات «الدعم السريع» بسطت سيطرتها على مدينة ود مدني بالكامل ووضعت ارتكازات في مداخل المدينة، وانتشرت في أحياء القسم الأول المؤدية إلى ولاية سنار المجاورة للجزيرة بجنوب شرقي البلاد.
وذكر المصدر أن قوات الجيش تراجعت إلى ولاية سنار بعد اشتباكات عنيفة الليلة الماضية استمرت حتى ساعات الصباح الأولى، وهو ما أكده الشهود الذين قالوا إن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيش وقوات «الدعم السريع» في الأحياء الجنوبية والغربية لمدينة ود مدني.
ولم يصدر تعليق من الجيش حول سيطرة قوات «الدعم السريع» على مقر قيادته بمدينة ود مدني.