المغرب: خلافات وسط تنسيقيات الأساتذة حول الإضراب

ترقب رد حكومي على مطالبهم

جانب من مظاهرة سابقة للأساتذة المضربين (الشرق الأوسط)
جانب من مظاهرة سابقة للأساتذة المضربين (الشرق الأوسط)
TT

المغرب: خلافات وسط تنسيقيات الأساتذة حول الإضراب

جانب من مظاهرة سابقة للأساتذة المضربين (الشرق الأوسط)
جانب من مظاهرة سابقة للأساتذة المضربين (الشرق الأوسط)

أعلنت تنسيقيات الأساتذة ونقابتان في المغرب، مواصلة الإضراب في قطاع التعليم هذا الأسبوع، وسط بروز خلافات بين مكوناتهم.

فبينما أعلنت كل من نقابة «الجامعة الوطنية للتعليم - التوجه الديمقراطي» (نقابة يسارية تنسق مع تنسيقيات الأساتذة)، و«التنسيق الوطني لقطاع التعليم» الذي يضم نحو 22 تنسيقية، عن إضراب لمدة يومين، الخميس والجمعة المقبلين، أعلنت تنسيقيات أخرى عن إضراب لمدة 4 أيام، وانضمت لها نقابة «الاتحاد الوطني للشغل»، المقربة من حزب «العدالة والتنمية» (معارضة) التي دعت بدورها لإضراب مدته 4 أيام، بدءاً من الثلاثاء.

وبرزت الخلافات بين مكونات وممثلي الأساتذة في تدوينات وتعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، جرى فيها تبادل الاتهامات، حيث أعلن بعض الأساتذة رفضهم تقليص مدة الإضراب «ما دامت الحكومة لم تستجب لمطالب الأساتذة».

وجاء في تدوينة لأحد الأساتذة على «فيسبوك»: «تمت فرملة النضال بنجاح مقابل وعود غير مضمونة».

من احتجاج الأساتذة في الرباط على النظام الأساسي لموظفي التعليم (الشرق الأوسط)

وتتمثل مطالب الأساتذة في سحب النظام الأساسي لموظفي قطاع التعليم، الذي يعدّه الأساتذة مجحفاً، لكونه ينص على عقوبات في حقهم، ويضيف ساعات إضافية لعملهم.

وكانت الحكومة قبلت تجميد العمل بالنظام الأساسي، وأعلنت موافقتها على تعديله وسحب نظام العقوبات. كما قررت زيادة في أجور جميع الأساتذة بما قدره 1500 درهم (150 دولاراً)، لكن ذلك لم يُرضِ التنسيقيات.

وأصدر «التنسيق الوطني لقطاع التعليم»، و«الجامعة الوطنية للتعليم» بيانين منفصلين مساء الأحد، قررا فيه «تنفيذ إضراب وطني يومي الخميس والجمعة 21 و22 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، وتنظيم أشكال نضالية إقليمية»، يوم الخميس 21 ديسمبر الحالي.

وحسب مصدر من التنسيق الوطني، فإن سبب تقليص أيام الإضراب يعود، للحوار الذي دشنته لجنة حكومية برئاسة وزير التعليم شكيب بنموسى، وحضور الوزير المنتدب المكلف الميزانية فوزي لقجع، والوزير المكلف الإدماج الاقتصادي والتشغيل يونس سكوري، الخميس الماضي، حيث وعدت الحكومة بتقديم رد على مطالب التنسيقيات.

تلاميذ يتلقون دروسهم في إحدى الخيام التي نصبتها السلطات المغربية في مناطق ضربها الزلزال (الشرق الأوسط)

وقال المصدر ذاته: «تعبيراً عن حسن النية قررنا تخفيض أيام الإضراب، لمنح مهلة 3 أيام للحكومة حتى تقدم ردها على مطالب التنسيقيات».

من جهتها، عبرت «الفيدرالية الوطنية لجمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ» بالمغرب، عن استنكارها لما وصفته «بحالة العبث التي تعيشها المدرسة العمومية». ودعت إلى «تغليب المصلحة العليا للتلميذ وجعلها فوق المزايدات»، كما طالبت الوزارة «بالتدخل لتمكين التلاميذ من مواصلة دراستهم».

يشار إلى أن إضرابات الأساتذة مستمرة منذ نحو شهرين ونصف الشهر، وسط مخاوف من سنة بيضاء. وسعت الحكومة إلى الحوار مع النقابات التعليمية الأكثر تمثيلية كـ«الاتحاد المغربي للشغل»، و«الكونفدرالية الديمقراطية للشغل»، و«الاتحاد العام للشغالين في المغرب»، و«الفيدرالية الديمقراطية للشغل».

وتمكنت الحكومة من التوصل معها إلى اتفاق في 10 ديسمبر يقضي برفع الأجور وتسوية بعض الملفات، لكن تنسيقيات الأساتذة التي تعمل خارج النقابات، رفضت الاتفاق وواصلت الإٍضراب، وحظيت بدعم نقابة «الاتحاد الوطني للشغل»، المقربة من حزب «العدالة والتنمية»، و«الجامعة الوطنية للتعليم» (نقابة محسوبة على اليسار).


مقالات ذات صلة

وزير الاقتصاد السعودي: «رؤية 2030» تقود تحولاً جذرياً يعيد تعريف منهجيات الصحة والتعليم

الاقتصاد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم يتحدث خلال مشاركته على هامش أعمال الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن (وزارة الاقتصاد)

وزير الاقتصاد السعودي: «رؤية 2030» تقود تحولاً جذرياً يعيد تعريف منهجيات الصحة والتعليم

قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم إن «رؤية 2030» تقود تحولاً جذرياً يعيد تعريف المنهجيات المتعلقة بالصحة والتعليم والحماية الاجتماعية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد خلال توقيع مذكرة التفاهم في «ملتقى الصحة العالمي 2024» (واس)

تعاون بين «الهلال الأحمر» السعودي و«جامعة المؤسس» لتنمية القدرات البشرية

وقّعت هيئة الهلال الأحمر السعودي، مذكرة تفاهم مع «جامعة الملك عبد العزيز»، لبناء تعاون مشترك بين الجانبين لتطوير ودعم جهود البحث والنشر العلمي، وتبادل الخبرات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي أطفال نازحون يرسمون في مدرسة توفر لهم مأوى مؤقتاً وسط الأعمال العدائية المستمرة بين «حزب الله» وإسرائيل في بيروت (رويترز)

«لا عدالة لطلاب لبنان»... المدارس الخاصة «أونلاين» أو حضوري والرسمية للإيواء

تحاول جودي، الطالبة اللبنانية جاهدة التركيز على صفوفها المدرسية عبر «الأونلاين» وسط «طنين» طائرات الاستطلاعات الإسرائيلية، وأصوات انفجارات.

لينا صالح (بيروت)
يوميات الشرق الدكتور توفيق الربيعة وزير الحج والعمرة، حضر اللقاء الرابع لخريجي جامعة كارنيجي ميلون الأميركية في السعودية (الشرق الأوسط)

الربيعة يحضر لقاء خريجي جامعة «كارنيجي ميلون» في السعودية

حضر الدكتور توفيق الربيعة، وزير الحج والعمرة، اللقاء الرابع لخريجي جامعة «كارنيجي ميلون» الأميركية في السعودية، الذي أقيم في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

الدبيبة يدعو لإنعاش الحياة السياسية الليبية عبر «دستور دائم وانتخابات نزيهة»

الدبيبة مترئساً اجتماع حكومته في طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة مترئساً اجتماع حكومته في طرابلس (حكومة الوحدة)
TT

الدبيبة يدعو لإنعاش الحياة السياسية الليبية عبر «دستور دائم وانتخابات نزيهة»

الدبيبة مترئساً اجتماع حكومته في طرابلس (حكومة الوحدة)
الدبيبة مترئساً اجتماع حكومته في طرابلس (حكومة الوحدة)

راوحت أزمة النزاع على رئاسة «المجلس الأعلى للدولة» في ليبيا مكانها، بانتظار الحسم القضائي، بينما أكد رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة أنه «لا يمكن تحقيق الاستقرار، إلا بوضع حد للتفاهمات المؤقتة والظرفية، التي راكمت الأزمات لسنوات».

واعتبر الدبيبة خلال اجتماع، الاثنين، لحكومته في العاصمة طرابلس، أنه «لا بد من إنعاش الحياة السياسية، عبر دستور دائم وانتخابات نزيهة على أسس عادلة وقابلة للتطبيق»، على حد قوله.

الدبيبة خلال اجتماع حكومته في طرابلس (حكومة الوحدة)

وقال إن قرار «تغيير إدارة المصرف المركزي، جاء لبدء مرحلة مؤسساتية جديدة في هذا المرفق المهم، وإنه بهذا القرار، طوينا صفحة الفردية والمزاجية والابتزاز السياسي باستخدام أهم منصب مالي في البلاد».

وعدّ الدبيبة تحقيق «رغبة الشعب في الذهاب للانتخابات، لتجديد الأجسام التشريعية والتنفيذية، خطاً أحمر» بالنسبة له، وأوضح أنه «لن يقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الفئة التي تعرقل الانتخابات، وتصادر إرادة الشعب».

ولفت إلى أن «كل الحلول التلفيقية التي جربت مراراً وتكراراً، لن تكون هي الخريطة المقبلة»، مخاطباً وزراءه قائلاً: «هناك ملايين تدفع وأسلحة تشحن وأدوات إعلامية ومخابراتية تعمل ليل نهار وذمم تُشترى، هدفها النيل من استقراركم، وضرب اقتصادكم».

وأعلن الدبيبة دخول حكومته «مرحلة جديدة»، متعهداً بأن تكون الأيام المقبلة «حافلة بالمشروعات الكبرى»... وكان قد دعا «لمواجهة المخاطر التي تهدد البلاد من خلال مكافحة المخدرات التي يتم إدخالها عبر المنافذ المختلفة».

وشدد، خلال متابعته مساء الأحد سير العمل بمصلحة الجمارك وخطتها لعام 2025 والصعوبات التي تواجهها في خطة العام الحالي، في اجتماعه مع مدير عام المصلحة اللواء موسى محمد، على ضرورة «محاربة التهرب الجمركي بجميع أشكاله وأنواعه».

كما طالب «بضرورة توحيد الجهود مع الجهات المعنية لمواجهة فصل الشتاء، والقيام بأعمال الصيانة الدورية والعاجلة لمحطات الصرف الصحي».

كما شدد خلال اجتماعه مساء الأحد مع إدارة «الشركة العامة للمياه والصرف الصحي»، على ضرورة استكمال الإجراءات التعاقدية للمشروعات المعتمدة بالبرنامج الوطني للصرف الصحي، وإعطائه الأولوية في الخطة المعتمدة من الحكومة.

من جهة أخرى، نفى خالد المشري، رئيس «المجلس الأعلى للدولة»، في تصريحات تلفزيونية مساء الأحد، وجود لجنة رسمية للتواصل داخل المجلس، ووصف ما يتردد بشأن الوصول إلى حلول لإجراء انتخابات جديدة لرئاسة المجلس، بأنه عارٍ من الصحة، وأضاف: «ارتضينا المسار القضائي فقط، وسنقبل بنتائجه لحل الخلاف بشأن الرئاسة».

صورة وزعتها هيئة الرقابة الإدارية في ليبيا للقاء رئيسها مع سفراء عرب وأجانب بطرابلس

من جهته، ناقش عبد الله قادربوه، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، في لقائه مساء الأحد بطرابلس، مع مجموعة من سفراء الدول الكبرى وممثلي البعثات الدولية، تقرير الهيئة السنوي للعام الماضي، وفرص الدعم الفني واللوجيستي المتاحة من الشركاء الدوليين.

وشدّد في حضور سفراء عرب وأجانب وبعثتي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على «أهمية التعاون الدولي في تعزيز الشفافية والمساءلة القانونية، وضرورة بناء مؤسسات رقابية قوية تحقق طموحات الشعب الليبي في إدارة رشيدة للموارد العامة».

ونقل عن السفراء التزام دولهم بدعم ليبيا في «المرحلة الحرجة»، مؤكدين «أهمية التعاون المشترك لتعزيز استقرار المؤسسات الليبية والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للشعب الليبي».

بدوره، قال نيكولا أورلاندو سفير الاتحاد الأوروبي إن التقرير سلّط الضوء على «الجهود الحاسمة التي تبذلها الهيئة في الكشف عن الهدر والفساد ومكافحتهما والحفاظ على الثروة الوطنية في ليبيا».

وأكد «ضرورة تكاتف جميع المؤسسات في القضاء على سوء استخدام الموارد العامة، وهو أمر ضروري لاستعادة ثقة المواطنين وجذب الأعمال والاستثمار الأجنبي»، وجدد التزام الاتحاد الأوروبي «بدعم الهيئة من خلال بناء القدرات والمساعدة الفنية».

في شأن مختلف، التقى القائد العام لـ«الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر، خلال اجتماعه مساء الأحد في مدينة بنغازي بشرق البلاد، مع أعضاء مجلس إدارة «معرض ليبيا بيلد»، الذين أشادوا بنجاح دورته السابقة في بنغازي، «وبالنهضة والتطور العمراني الذي تشهده المدينة والمنطقة الشرقية، والأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما».

ولفت حفتر إلى «أهمية دعم مثل هذه المعارض التي تسهم في تعزيز التعاون الدولي والمحلي، وتفتح آفاقاً جديدة للتنمية العمرانية».