تونس: إيقافات لإرهابيين فارين... وإحباط شبكة دولية لتهريب المهاجرين

أغلب الموقوفين من فئة الشباب ينتمون إلى 6 محافظات

إحباط شبكة تهريب دولية للمهاجرين غير الشرعيين في مطار قرطاج الدولي (مواقع إعلامية تونسية)
إحباط شبكة تهريب دولية للمهاجرين غير الشرعيين في مطار قرطاج الدولي (مواقع إعلامية تونسية)
TT

تونس: إيقافات لإرهابيين فارين... وإحباط شبكة دولية لتهريب المهاجرين

إحباط شبكة تهريب دولية للمهاجرين غير الشرعيين في مطار قرطاج الدولي (مواقع إعلامية تونسية)
إحباط شبكة تهريب دولية للمهاجرين غير الشرعيين في مطار قرطاج الدولي (مواقع إعلامية تونسية)

أعلنت مصادر أمنية وقضائية تونسية عن إيقافات بالجملة لعدد من المحاكَمين غيابياً في قضايا إرهابية متفرقة.

وحسب توضيحات المصادر ذاتها، فإن أغلب هؤلاء الموقوفين من فئة الشباب، تتراوح أعمارهم بين 20 و25 عاماً، وبينهم مَن صدرت ضدهم أحكام بالسجن بتهم الانتماء إلى مجموعات محظورة ذات صبغة إرهابية أو «تبنِّي أفكار تكفيرية والترويج لها»، أو مورّطة في «التسفير إلى بؤر التوتر والإرهاب...».

اجتماع أمني في وزارة الداخلية التونسية تحضيراً لتحرك تونسي جزائري في المحافظات الحدودية (موقع وزارة الداخلية التونسية)

وينتمي هؤلاء الموقوفون إلى 6 محافظات من الجهات الداخلية الغربية للبلاد، وبعض المحافظات الساحلية.

ومن بين الاتهامات الموجَّهة إلى الموقوفين في المحافظات الساحلية التورُّط في جريمة «الإعداد لجرائم الهجرة غير القانونية والتسفير لبؤر التوتر». وقد سبق للسلطات الأمنية والقضائية أن وجَّهت هذه التهم إلى شخصيات سياسية وبرلمانية وحزبية من الصف الأول، من بينها رئيس «حركة النهضة» راشد الغنوشي، ورئيس الحكومة وزير الداخلية الأسبق علي العريض، وكوادر سابقة في وزارة الداخلية وفي البرلمان.

محامي قضايا الإرهاب في تونس سمير بن عمر (متداولة)

أحكام غيابية

وأورد سمير بن عمر المحامي المختص في قضايا الإرهاب الوزير السابق للنقل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «أغلب الموقوفين الجدد في قضايا إرهابية حوكموا غيابياً في قضايا متفرِّقة نظرت فيها عدة محاكم في كامل البلاد يكون بعض المتهمين فيها ممن لم تصل إليهم دعوات للمثول أمام التحقيق أو في جلسات المحاكمة، لأسباب عديدة، من بينها عدم التطابق بين عنوان إقامتهم وعنوان بطاقة هويتهم التي قد تكون قديمة».

حالة استنفار أمني في تونس تحسباً لعمليات إرهابية (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)

ويسمح القانون التونسي لكل هؤلاء الموقوفين بسبب أحكام غيابية أصدرها القضاء ضدهم بأن يعترضوا على تلك الأحكام. وتجتمع المحكمة لاحقاً للنظر في الاعتراضات بحضور المتهمين، ويحق لها تأكيد الأحكام أو إسقاطها.

شبكة تهريب دولية

من جهة أخرى، كشفت مصادر أمنية عن إحباط قوات الأمن التابعة لمصلحة الأبحاث في شرطة الحدود والجوازات في مطار العاصمة (مطار تونس قرطاج الدولي) «شبكة دولية» متخصصة في تدليس وثائق السفر وتهريب المهاجرين غير الشرعيين وافتعال شهائد علمية وأختام ووثائق صادرة عن إدارات عمومية.

وأمكن الكشف عن هذه العصابة الدولية بعد إيقاف شخصين يحملان جواز سفر، أحدهما تأشيرة سفر أوروبية مفتعلة. وكشفت التحقيقات أن مرافقه مكَّنه منها مقابل نحو 10 آلاف دولار أميركي (30 ألف دينار تونسي).

وكانت تلك الحادثة منطلقاً لتعميق التحقيقات الأمنية والقضائية في ملف تهريب المهاجرين غير النظاميين والتسفير مقابل أموال طائلة.

وزير الداخلية التونسي كمال الفقي (الداخلية التونسية)

وكان الرئيس التونسي قيس سعيد ووزير الداخلية كمال الفقي أعلنا مؤخراً عن تطوير التنسيق الأمني مع إيطاليا والدول الأوروبية ومع ليبيا في مجال مكافحة «تهريب البشر وتسفير المهاجرين الأفارقة عبر الأراضي والسواحل التونسية والليبية في اتجاه أوروبا عبر سواحل إيطاليا».

تجهيزات ومواد تابعة لشركة الكهرباء التونسية حجزتها قوات الأمن لدى عصابة تهريب (أرشيفية - متداولة)

وأعلن رئيسا حكومتَي إيطاليا وبريطانيا ميلوني وسوناك قبل أيام عن دعم الشراكة الأمنية مع تونس في مجال مكافحة الهجرة غير القانونية، وعن قرار بتقديم مساعدات مالية لها لتقوم بإعادة المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين إلى بلدانهم.

جاء هذا التحرك الإيطالي البريطاني في روما بعد نحو 5 أشهر من اتفاقات حول ملفات التنسيق الأمني بين تونس وإيطاليا والاتحاد الأوروبي، بما في ذلك في مجالات مكافحة الهجرة غير القانونية والتهريب والإرهاب.

وحضر إبرام تلك الاتفاقات الرئيس التونسي قيس سعيد ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين ورئيس حكومة هولندا مارك روته. لكن أغلب الفقرات لم تُنفذ بعد، لا سيما ما يتعلق منها بتعهدات بتقديم دعم مالي إلى المؤسسات الأمنية والاقتصادية التونسية يحوم حول مليار دولار.


مقالات ذات صلة

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

شؤون إقليمية وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال اجتماع لجنة التخطيط بالبرلمان التركي (الخارجية التركية)

تركيا تحذر من جرّ العراق إلى «دوامة العنف»

حذرت تركيا من جرّ العراق إلى «دوامة العنف» في منطقة الشرق الأوسط، في حين رجحت «انفراجة قريبة» في ملف تصدير النفط من إقليم كردستان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
TT

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع لحظات بكاء وتأثر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه، الخميس، قادة القوات المسلحة المصرية في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة).

وتصدر وسم «#السيسي_القايد» الترند في مصر، مع مشاركة مقاطع فيديو من لقاء السيسي، والاحتفاء بكلماته.

اللقاء الذي حضره القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد المجيد صقر، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية، تناول، حسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، تطوّرات الأوضاع على الساحتَين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».

وخلال اللقاء طلب السيسي من المتحدث العسكري، العقيد غريب عبد الحافظ، أن يسدي له نصيحة، قائلاً: «تنصحني بإيه؟»، ليرد الأخير: «هون على نفسك يا فندم».

وتعليقاً على رد المتحدث العسكري، قال السيسي، الذي بدا عليه التأثر حابساً دموعه: «هما يومان في الدنيا، وبعد ذلك سنموت... يا رب يقبلني».

وأضاف الرئيس المصري مخاطباً المتحدث العسكري أنه «عندما تفهم الحكاية التي نتواجد بسببها في الأرض... لن تهون عليك أبداً»، وتابع: «عندما جاءت السيدة فاطمة أثناء وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قالت له: (واكرباه). فرد عليها الرسول وهو ينتقل إلى الرفيق الأعلى: (لا كرب بعد اليوم على أبيكِ)».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إن سياسة بلاده الخارجية تتمتع بالاعتدال (الرئاسة المصرية)

وحرص رواد مواقع «التواصل» على مشاركة مقطع الفيديو، الذي يظهر فيه تأثر الرئيس المصري وهو يرد على المتحدث العسكري، من بينهم الإعلامي المصري أحمد موسى.

بينما دعا مغردون أن يعين الله الرئيس المصري ويؤيده بنصره.

وكتب آخرون، متمنين أن يحمي الله السيسي من «كيد الحاقدين».

كما عد حساب آخر بكاء الرئيس «دليلاً على ثقل الحمل الذي يتحمله».

في المقابل، ظهرت تعليقات و«هاشتاغات» ناقدة ومشككة في المشهد الذي تم بثه عبر القنوات التلفزيونية الرسمية.

وهو ما عده الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، «محاولة للتقليل من مكانة البلاد عبر الادعاء بأن حديث السيسي وتأثره هدفهما استعطاف المصريين»، مشيراً إلى أن «وراء هذه الادعاءات جماعات تسعى باستمرار للتشكيك في كل شيء، وفي كل تصريح، بهدف إثارة البلبلة وتحريض الرأي العام».

وأكد فرج لـ«الشرق الأوسط» أن «كلمات الرئيس خلال لقائه قادة القوات المسلحة حظيت بتفاعل واسع في الداخل والخارج»، مشيراً إلى أن «تأثر السيسي خلال اللقاء يعكس حجم التحديات التي تواجهها البلاد». وقال إن «السيسي سبق وقال له إنه كمن يمسك جمراً في يده، نظراً لحجم المخاطر التي تحيط بالبلاد، لا سيما خلال الفترة الأخيرة منذ اندلاع حرب غزة».

وأضاف فرج: «نعيش فترة عصيبة تحتاج حنكة وحكمة في اتخاذ القرارات». وأوضح أن «السيسي تحدث خلال اللقاء عن التهديد الذي يواجه مصر عبر جبهاتها الاستراتيجية الثلاث؛ سيناء شرقاً، وليبيا غرباً، والسودان واليمن جنوباً»، وأكد الرئيس المصري «ضرورة التأني في اتخاذ القرارات حتى لا تفقد البلاد ما بنته من تسليح وتدريب خلال السنوات الماضية».

الرئيس المصري خلال لقاء قادة القوات المسلحة المصرية (الرئاسة المصرية)

ولم يقتصر التفاعل على لحظات التأثر، بل امتد لتصريحات السيسي خلال اللقاء. وقال الإعلامي وعضو ومجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، عبر حسابه على «إكس»، إن «حديث الرئيس السيسي مع قادة القوات المسلحة يعكس حرصه على التشاور معهم بشأن التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن على كافة الاتجاهات الاستراتيجية».

ولفت بكري إلى أن الرئيس المصري أرسل خلال اللقاء رسائل عدة؛ من أبرزها «التأكيد على أن إدارة مصر المتزنة ساهمت في الاستقرار، وأن مصر ليست في معزل عما يدور حولها من أزمات وتحديات، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على التدريب والجاهزية للقوات المسلحة للحفاظ على أمن مصر القومي».

من جانبه، أشار الخبير العسكري المصري إلى أن «لقاء السيسي مع الجيش هذه المرة مختلف، حيث حضره قادة الفرق واللواءات، على غير المعتاد في مثل هذه الاجتماعات التي يحضرها (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) وقادة الجيوش، ما يعني أن الرئيس أراد أن تصل رسالته لكل جندي».

وحمل لقاء السيسي مع قادة القوات المسلحة «رسائل عدة للداخل والخارج، ملخصها أن الجيش جاهز ومتيقظ»، حسب سمير فرج.

تناول اللقاء، «جهود القوات المسلحة في تأمين جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة ومدى جاهزيتها لتنفيذ المهام التي تُوكل إليها»، حيث أكد الرئيس المصري أن «القوات المسلحة هي أهم ركيزة للاستقرار في مصر والمنطقة في ظل الأزمات والصراعات التي تحيط بالبلاد على كافة حدودها»، معرباً عن «اطمئنانه تجاه الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش في الحفاظ على استقرار البلاد».

وقال السيسي إن «المنطقة تمر بظروف صعبة، ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة والتطورات الجارية في الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، في كافة حدود الدولة الغربية والجنوبية والشرقية والشمال الشرقي».

وأضاف أن «سياسة مصر الخارجية تتمتع بالاعتدال»، مشيراً إلى أن «مهمة القوات المسلحة لا تقتصر على التدريب العسكري فحسب، بل تتفاعل أيضاً مع الوضع السياسي والأمني في الداخل والخارج»، وشدد على «أهمية اتخاذ القرارات السليمة مهما كانت جاهزية القوات للحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت خلال 10 سنوات مضت».