خبيرة أممية تلتقي وزراء جزائريين لبحث «أوضاع الحقوق والحريات»

ناشطون عبّروا عن قلقهم من «ضيق هامش تحركاتهم بسبب تشدد السلطات»

جانب من لقاءات الخبيرة الأممية مع السلطات الجزائرية (الداخلية الجزائرية)
جانب من لقاءات الخبيرة الأممية مع السلطات الجزائرية (الداخلية الجزائرية)
TT

خبيرة أممية تلتقي وزراء جزائريين لبحث «أوضاع الحقوق والحريات»

جانب من لقاءات الخبيرة الأممية مع السلطات الجزائرية (الداخلية الجزائرية)
جانب من لقاءات الخبيرة الأممية مع السلطات الجزائرية (الداخلية الجزائرية)

نقل ناشطون ومحامون جزائريون قلقهم للخبيرة الأممية المكلفة حماية المدافعين عن حقوق الإنسان، ماري لولور، أثناء لقائهم بها، اليوم (الأربعاء)، بتيزي وزو (شرق العاصمة الجزائرية)، بخصوص «ضيق هامش تحركاتهم بسبب تشدد السلطات معهم». أما من جانب الحكومة، فقد استمعت لولور لعرض إيجابي من وزراء اجتمعت بهم بشأن حالة الحقوق والحريات في مجالات العمل السياسي والصحافة.

وسيط الجمهورية الجزائري مع الخبيرة الأممية (وساطة الجمهورية)

ووضع الناشط السياسي تواتي مرزوق صورة بحسابه بـ«فيسبوك»، جمعته بالخبيرة الإيرلندية خلال زيارتها لتيزي وزو، ظهر فيها محامون وهم يدافعون عن معتقلين ينتمون إلى الحراك الشعبي.

وكتب تواتي: إن اللقاء «كان فرصة مواتية لنا للحديث حول وضعية حقوق الإنسان في الجزائر بصفة عامة»، من دون تفاصيل، في حين أكد مقربون من مجموعة النشطاء أنهم اشتكوا من «حدة المضايقات منذ أن قررت السلطات وضع حد لمظاهرات الحراك» عام 2021.

الخبيرة الأممية تتوسط نشطاء ومحامين بمدينة تيزي وزو (حسابات ناشطين)

وبدأت المقررة الأممية زيارتها للجزائر في 26 من الشهر الحالي، وتنتهي في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، حيث تجري معاينة حول الظروف التي يعمل فيها المدافعون عن الحقوق والحريات.

من جهتها، ذكرت وزارة الداخلية بحسابها بالإعلام الاجتماعي، أن الوزير إبراهيم مراد تحدث مع ماري لولور خلال استقبالها الثلاثاء، عن «الإصلاحات العميقة التي بادر بها رئيس الجمهورية، وكرّسها التعديل الدستوري لسنة 2020، والتي تجسدت في مختلف الآليات الجديدة التي سمحت بتحسين وضعية حقوق الإنسان، على الصعيد المدني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي».

وزير الاتصال الجزائري مع ماري لولور (وزارة الاتصال)

كما أشار مراد، حسب الوزارة، إلى «إضافة نوعية»، حملتها تعديلات أدخلتها الحكومة على القوانين المتعلقة بالجمعيات والأحزاب السياسية والبلدية والولاية. مبرزاً أنها «ستسمح بتعزيز الحريات العامة، ومبادئ الديمقراطية التشاركية، وتدعيم مساهمة كل الفاعلين المجتمعيين في تسيير الشؤون العامة وترقية حقوق الإنسان».

في المقابل، وبعكس كلام ممثل الحكومة، انتقد النشطاء المستقلون وأحزاب المعارضة هذه التعديلات التي عدّوها «معادية للحريات». وأفادت وزارة الاتصال عبر حسابها بالإعلام الاجتماعي، بأن الوزير محمد لعقاب قدّم لموفدة الأمم المتحدة عرضاً حول قوانين الصحافة المكتوبة والإعلام السمعي البصري والصحافة الإلكترونية، خلال لقائهما أمس (الثلاثاء). وبحسب الوزير، فإن هذه النصوص «تحمل ضمانات توفر الحماية للصحافيين، وتعزز حريتهم وحقوقهم».

وكانت المقررة الأممية الخاصة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، التقت أيضاً وزيرة التضامن والأسرة كوثر كريكو، ووسيط الجمهورية، وأعضاء بـ»الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان» المعارضة للحكومة، التي حلّتها العام الماضي بقرار قضائي.


مقالات ذات صلة

البرلمان الأوروبي يحضّر للائحة تدين سجن الكاتب صنصال

شمال افريقيا جلسة بالبرلمان الأوروبي (أرشيفية - البرلمان)

البرلمان الأوروبي يحضّر للائحة تدين سجن الكاتب صنصال

في نوفمبر (تشرين الثاني) نظم البرلمان الأوروبي «جلسة نقاش» بشأن الكاتب بوعلام صنصال، وطالب بالإفراج عنه، بمقترح من سارة خنافو برلمانية حزب «الاسترداد» الفرنسي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا المعارض الجزائري البارز فتحي غراس وزوجته الناشطة مسعودة شبالة (من حسابه بالإعلام الاجتماعي)

الجزائر: السجن لمعارض بارز وزوجته بتهمة «الإساءة لرئيس الجمهورية»

تسببت الملاحقات القضائية ضد أحزاب المعارضة شديدة الانتقاد للحكومة، في انكماش المعارضة خلال السنوات الأخيرة، لدرجة أنه لا يكاد يُسمع أي صوت ينتقد سياسات الحكومة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا رئيس «مرصد المجتمع المدني الجزائري» (يمين) مع المقرر الأممي لحرية التجمع في سبتمبر 2023 (المرصد)

الحكومة الجزائرية تحضّر لفرض «قيود جديدة» على المنظمات الأجنبية

أعدت الحكومة الجزائرية ترتيبات جديدة، تخص الجمعيات الأجنبية والمنظمات الدولية غير الحكومية، تتمثل في فرض قيود وموانع جديدة.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان والوزير أحمد عطّاف (الخارجية السعودية)

وزيرا خارجية السعودية والجزائر يبحثان التطورات الإقليمية

بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الجزائري أحمد عطّاف، التطورات الإقليمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
شمال افريقيا الرئيس أصدر عفواً لصالح 2741 سجيناً عشية العام الجديد (الرئاسة)

الجزائر: إقصاء المعتقلين بتهم «التآمر والخيانة» من العفو الرئاسي

تضمن عفو رئاسي لصالح 2471 سجيناً، صدر بالجزائر عشية العام الجديد، استبعاد عدد كبير من نزلاء المؤسسات العقابية لاتهامهم بـ«التآمر على سلطة الدولة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

مصر تعزّز تعاونها مع الصومال بـ«منتدى رجال الأعمال»

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
TT

مصر تعزّز تعاونها مع الصومال بـ«منتدى رجال الأعمال»

وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري خلال استقباله نظيره الصومالي في القاهرة مؤخراً (الخارجية المصرية)

في خطوة تستهدف تعزيز التعاون المصري - الصومالي، أعلنت السفارة الصومالية في القاهرة استضافة العاصمة المصرية «منتدى رجال الأعمال المصري – الصومالي»، الأربعاء المقبل، لتطوير التعاون في المجال الاقتصادي.

ومن المقرر أن يُعقد المنتدى على مدار يومين، بمشاركة رجال أعمال ومستثمرين صوماليين ومصريين، حسب إفادة للسفارة الصومالية بالقاهرة.

وتشهد العلاقات المصرية الصومالية تطوراً متنامياً في الفترة الحالية، خاصة إزاء مساندة القاهرة لمقديشو في أزمتها مع أديس أبابا، بشأن مساعي الأخيرة للحصول على منفذ بحري بالاتفاق مع إقليم «أرض الصومال» الانفصالي.

وعدّ سفير الصومال في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية السفير علي عبدي انعقاد منتدى الأعمال «خطوة مهمة على الطريق الصحيح، لتعزيز التعاون بين بلاده ومصر على المستويات كافة، خاصة المجال الاقتصادي»، وأكد في إفادة للسفارة الصومالية «أهمية التعاون مع الحكومة المصرية، بوصفها شريكاً تجارياً داعماً لاقتصاد بلاده».

وحسب السفير، «تمتلك مقديشو العديد من المقومات الجاذبة للاستثمارات»، داعياً المستثمرين المشاركين في المنتدى إلى «الاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة في بلاده»، وأعرب عن تطلعه لنجاح المنتدى في تحقيق أهدافه وتوسيع ودفع مستوى العلاقات الاقتصادية المصرية الصومالية.

وأشاد عبدي بمستوى التطور في العلاقات المصرية الصومالية، مشيراً إلى «وجود إرادة سياسية قوية لدى البلدين لدعم وتعزيز التعاون المشترك»، حسب بيان السفارة الصومالية.

وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال محادثاته مع نظيره الصومالي أحمد معلم فقي في القاهرة، نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أهمية «العمل على إنجاح منتدى الأعمال المصري الصومالي المزمع عقده بالعاصمة المصرية»، مشدداً على «أهمية تعزيز العلاقات التجارية والارتقاء بها».

ويشكل انعقاد منتدى الأعمال المصري الصومالي خطوة مهمة في مسار التقارب بين القاهرة ومقديشو، وتوسيع روابط العلاقات بين البلدين، وفق تقدير رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة يسري الشرقاوي، مشيراً إلى أن «المنتدى سيجمع عدداً كبيراً من ممثلي القطاع الخاص المصري والصومالي، لإرساء قواعد عمل وشراكات تجارية واستثمارية».

ويرى الشرقاوي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الصومال في حاجة لخبرات واستثمارات في قطاعات مهمة، مثل الأمن الغذائي والأدوية والمنسوجات»، مشيراً إلى أن «المنتدى يستهدف تعزيز الشراكات والاستثمارات في هذه القطاعات، بما يعزز من مستوى التبادل التجاري بين البلدين».

وارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر والصومال إلى 59 مليون دولار خلال النصف الأول من عام 2024، مقابل 31 مليون دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023 بنسبة ارتفاع قدرها 88 في المائة، وسجلت الصادرات المصرية 57 مليون دولار، في مقابل 2 مليون دولار واردات، حسب الجهاز المركزي للإحصاء المصري.

بدوره، يرى خبير الشؤون الأفريقية المصري رامي زهدي أن «الوقت بات مناسباً في الصومال لتدشين شراكات استثمارية وتجارية، بعد هدوء التوترات الداخلية»، وقال إن «مقديشو تستهدف تطوير قدراتها الاقتصادية لاستكمال بناء كامل أركان الدولة من خلال الاستعانة بخبرات الدول الصديقة لها ومنها مصر».

ويعتقد زهدي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «التعاون المصري الصومالي مؤخراً يوفر الغطاء السياسي والتشريعي لاستثمارات مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين»، مشيراً إلى أن «القاهرة تستهدف دعم قدرات الصومال ومؤسساته الوطنية، بما يسهم في إنهاء التوترات في القرن الأفريقي، والمساهمة في أمن البحر الأحمر»، منوهاً بـ«المساعدات العسكرية التي تقدمها مصر للحكومة الصومالية، لتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات الأمنية، خصوصاً خطر الإرهاب».

وعزّزت مصر تعاونها العسكري مع الصومال، ووقع البلدان، في أغسطس (آب) الماضي، بروتوكول تعاون عسكري، واتُّفق حينها على مشاركة مصر في البعثة الأفريقية لحفظ السلام خلال الفترة من 2025 إلى 2029، كما دعمت القاهرة مقديشو بمعدات عسكرية.