مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية

المساعدات تتدفق على معبر رفح... ومطالب بتفعيل «الهدنة الأممية»

الجامعة الدول العربية تدشن قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة بالتعاون مع «الهلال الأحمر المصري» (جامعة الدول العربية)
الجامعة الدول العربية تدشن قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة بالتعاون مع «الهلال الأحمر المصري» (جامعة الدول العربية)
TT

مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية

الجامعة الدول العربية تدشن قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة بالتعاون مع «الهلال الأحمر المصري» (جامعة الدول العربية)
الجامعة الدول العربية تدشن قافلة مساعدات إنسانية إلى غزة بالتعاون مع «الهلال الأحمر المصري» (جامعة الدول العربية)

أكدت مصر مجدداً أن «لديها إرادة قوية في رفض أي شكل من أشكال تهجير الفلسطينيين في إطار محاولات تصفية القضية أو إلقاء المسؤولية على دول الجوار». وقال وزير خارجيتها، سامح شكري، الخميس: «نثق في وعي الشعب الفلسطيني لهذه المحاولات».

وبينما طالبت القاهرة الخميس بـ«ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن (الذي يدعو لهدنة إنسانية عاجلة وممتدة في قطاع غزة وممرات إنسانية) عبر إقامة هدن وممرات إنسانية عاجلة لفترات ممتدة لعدد كافٍ من الأيام لضمان وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى أبناء القطاع»، تواصل تدفق المساعدات الإنسانية على معبر رفح الحدودي.

ورحّبت مصر بقرار مجلس الأمن بالتعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، باعتباره خطوة أولى وهامة نحو تحقيق هدف الوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.

حماية المدنيين

وأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية المصرية «ضرورة التوقف عن سياسة حرمان الفلسطينيين من الخدمات الأساسية، واحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني فيما يتعلق بتوفير الحماية للمدنيين، ولا سيما النساء والأطفال، وكذا العاملون في المجالين الطبي والإنساني». وشددت على «ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤوليته في ضمان التنفيذ الفوري والدقيق لأحكام هذا القرار، حفاظاً على مصداقية مجلس الأمن وأعضائه في حفظ الأمن والاستقرار الدوليين، واحترام ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي».

تصاعد الدخان في أعقاب غارة إسرائيلية على خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

حل الدولتين

في السياق، أكد شكري أن «قطاع غزة والضفة الغربية هما جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية الواقعة تحت الاحتلال»، مشيراً إلى أن «السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن إدارة الأراضي المحتلة».

وقال شكري، خلال لقائه عدداً من المراسلين الأجانب في القاهرة، إن «هناك توافقاً دولياً بشأن ضرورة تنفيذ حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967»، مؤكداً أن «مصر لن تتأخر عن الوفاء بأي التزامات إنسانية تجاه الفلسطينيين، وأنها لن تتردد عن تقديم الدعم الذي يتوفر بتوافر الترتيبات اللوجستية».

وأضاف شكري أن «معبر رفح مفتوح منذ بداية الأزمة، وعملية دخول المساعدات تتم عبر التنسيق مع المنظمات الإنسانية وإسرائيل باعتبارها دولة احتلال... لم نستطع إدخال أكثر من 1136 شاحنة، توفر معظمها من مصر ومنظمات العمل الأهلي، رغم أن الاحتياجات أكثر بكثير مما يدخل، ونسعى لزيادة المساعدات».

سامح شكري وزير الخارجية المصري (وزارة الخارجية المصرية)

مساعدات إنسانية

في غضون ذلك، تواصلت المساعدات الإنسانية على معبر رفح. ودشنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الخميس، قافلة مساعدات إنسانية، مقدمة من مجلسي الصحة والشؤون الاجتماعية العرب، من مقر الهلال الأحمر المصري في القاهرة، بحضور وزيرة التضامن الاجتماعي المصرية، نيفين القباج. كما وجّه النادي الأهلي المصري قافلة إغاثة إلى معبر رفح البري لدعم الفلسطينيين. وأفادت وسائل إعلام مصرية، الخميس، بوصول دفعة جديدة من حاملي الجنسيات المزدوجة إلى معبر رفح من قطاع غزة.

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن قرار مجلس الأمن «يمثل خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح». واعتبر الأمين العام، الخميس، أن المطلوب من مجلس الأمن هو «الدعوة لوقف إطلاق نار فوري في غزة، وليس مجرد الدعوة لهدنة إنسانية تسمح بإدخال المساعدات مع استمرار القصف الإسرائيلي للمدنيين واستهداف المستشفيات وغيرها مما تقوم به سلطة الاحتلال».

وأعرب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، في إفادة له، عن ارتياح أبو الغيط لما تضمنه قرار مجلس الأمن من مواد تدعو إلى «وصول المساعدات العاجلة من دون عراقيل عبر ممرات إنسانية». وطالب المجتمع الدولي بـ«العمل بشكل عاجل من أجل إنفاذ مواد القرار وضمان التزام إسرائيل بكل بنوده». وأكد البيان أن «هذه الخطوة لا بد أن تعطي دَفعاً لكل الجهود التي تعمل على إنهاء العدوان وتحقيق وقف فوري لإطلاق النار».


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)
TT

مصر تدعو إلى «حلول سلمية» للنزاعات في القارة السمراء

وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي (الخارجية المصرية)

دعت مصر إلى ضرورة التوصل لحلول سلمية ومستدامة بشأن الأزمات والنزاعات القائمة في قارة أفريقيا، وأكدت تعاونها مع الاتحاد الأفريقي بشأن إعادة الإعمار والتنمية.

جاء ذلك خلال كلمة لوزير الخارجية والهجرة المصري، بدر عبد العاطي، السبت، بمناسبة فعاليات النسخة الرابعة لـ«أسبوع التوعية بملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات»، الذي ينعقد في أديس أبابا. وقال عبد العاطي إن النسخة الرابعة من «أسبوع إعادة الإعمار» تأتي في وقت «تتزايد فيه التحديات الأمنية والتنموية التي تواجه القارة الأفريقية».

وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات النسخة الثانية عشرة من «المنتدى الحضري العالمي» الذي استضافته القاهرة مطلع الشهر الحالي، «ضرورة حشد الجهود الدولية لوقف النزاعات والصراعات والحروب في المنطقة، والتركيز على إعادة الإعمار والبناء والتنمية»، مشيراً إلى «حرص بلاده على تقديم الدعم لدول المنطقة التي تواجه صراعات وحروباً».

ووفق «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، فقد أكد عبد العاطي في كلمته أن رؤية بلاده ارتكزت على التعامل مع التحديات بشكل عاجل وشامل، يراعي الأسباب الجذرية للنزاعات، ويُسهم في تعزيز قدرات ودور المؤسسات الوطنية والإقليمية والقارية على الصمود لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية المعقدة، سعياً نحو التوصل إلى حلول سلمية ومستدامة للأزمات والنزاعات القائمة، وبما يحول دون اندلاعها مجدداً.

كما تحدّث عبد العاطي عن التزام بلاده الثابت، تحت قيادة الرئيس السيسي، بـ«العمل بشكل وثيق مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، وكل الأطراف أصحاب المصلحة، لتنفيذ ركائز سياسة الاتحاد الجديدة لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات».

ووفق الوزير عبد العاطي، فإن مصر تحرص خلال استضافتها لـ«منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة» على تناول تلك الرؤية بشكل مستفيض، وإبراز أهمية الملكية الوطنية والتضامن الأفريقي في تحقيق السلم والأمن المستدامين، فضلاً عن تسليط الضوء على العلاقة الترابطية بين السلم والأمن والتنمية.

وقال بهذا الخصوص: «إن مصر انخرطت بفاعلية في مسار اعتماد سياسة الاتحاد الأفريقي المنقحة لإعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في فبراير (شباط) الماضي، تجسيداً لرؤيتها الوطنية؛ إذ تُثمن مصر التعاون والتنسيق المستمرين مع مفوضية الاتحاد الأفريقي للترويج لسياسة الاتحاد لإعادة الإعمار، بما يسهم في رفع مستوى الوعي، وتعزيز انخراط دول القارة والشركاء والمجتمع المدني في تنفيذ أهداف إعادة الإعمار».

وزير النقل المصري خلال تفقده عدداً من المشروعات التي تنفذها شركات مصرية في العراق سبتمر الماضي (النقل المصرية)

وتُشارك مصر في مشروعات إعادة الإعمار بالعراق، وفي هذا السياق، زار نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل المصري، كامل الوزير، بغداد في سبتمبر (أيلول) الماضي، على رأس وفد رسمي، ضم رؤساء 13 شركة متخصصة في مشروعات البنية التحتية والطرق والكباري والسكك الحديدية والموانئ والإسكان، لبحث «المشاركة في تنفيذ مشروعات إعادة الإعمار بالعراق»، وفق إفادة لوزارة النقل المصرية.

ودعا بدر عبد العاطي، السبت، شركاء القارة الأفريقية إلى الانخراط بفاعلية، خلال أعمال النسخة الرابعة من «أسبوع إعادة الإعمار»، والوفاء بتعهداتهم والتزاماتهم تجاه جهود إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات في أفريقيا، ومواءمة جهودهم في هذا الملف الحيوي مع الجهود الوطنية والإقليمية والقارية الجارية بغية تحقيق آمال وتطلعات أبناء القارة الأفريقية نحو مستقبل عنوانه «السلم والأمن المستدامان».

وكان وزير الخارجية والهجرة المصري قد ذكر في وقت سابق أنه «من بين أولويات السياسة المصرية في أفريقيا، دفع إقامة مشروعات البنية التحتية والتنمية بدول القارة»، لافتاً إلى تنفيذ بلاده «مشروعات ضخمة في عدد من الدول الأفريقية، مثل السد التنزاني، ومشروع توسيع وتجهيز الرصيف الرئيس لميناء جزر القمر».