القاهرة وجوبا تحذران من إطالة أمد الأزمة السودانية

أكدا «محورية» مسار دول الجوار في التسوية

لقطة من فيديو بثته الرئاسة المصرية للمؤتمر الصحافي بين السيسي وسيلفاكير
لقطة من فيديو بثته الرئاسة المصرية للمؤتمر الصحافي بين السيسي وسيلفاكير
TT

القاهرة وجوبا تحذران من إطالة أمد الأزمة السودانية

لقطة من فيديو بثته الرئاسة المصرية للمؤتمر الصحافي بين السيسي وسيلفاكير
لقطة من فيديو بثته الرئاسة المصرية للمؤتمر الصحافي بين السيسي وسيلفاكير

​حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الجنوب سوداني سيلفاكير ميارديت، عقب اجتماع بالقاهرة، الاثنين، من إطالة أمد الأزمة السودانية، مؤكدين العمل على تكثيف الجهود والاتصالات من أجل «إيجاد حلول عاجلة للأزمة، تجنب الشعب السوداني مزيداً من الدمار والتشتيت».

وقال السيسي في مؤتمر صحافي مشترك، إنه بحث مع سيلفاكير «سبل تعزيز وتطوير التنسيق السياسي والعسكري والأمني المشترك، خلال هذه المرحلة المهمة التي تمر بها المنطقة. وتم التوافق على تنسيق الجهود بما يحقق أمن واستقرار المنطقة، ويحافظ على مصالح شعوبها».

وأضاف أنه تم الاتفاق على «ضرورة تكثيف الجهود والاتصالات، من أجل إيجاد حلول عاجلة للأزمة، وتجنيب الشعب السوداني مزيداً من الدمار والتشتيت، ودعوة مختلف الأطراف السودانية لتغليب المصالح القومية العليا للسودان على أي مصالح فردية أو تدخلات خارجية من شأنها تعميق المشكلة، أو زيادة حدة معاناة الأشقاء السودانيين وإطالة أمد الأزمة».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (أ.ف.ب)

وأكد أن دور مصر وجنوب السودان محوري في الأزمة السودانية، مع ضرورة «عدم إغفال ذلك في أي مبادرات أو مساعٍ مطروحة لتسوية الأزمة»، وأضاف الرئيس المصري أن «الدولتين هما الأكثر فهماً لطبيعة الأزمة وتشابكاتها القبلية، مع التأكيد على محورية مسار دول الجوار ونتائج اجتماعاته في تسوية الأزمة».

وأكد الرئيس المصري دعم بلاده الكامل لجهود رئيس جنوب السودان وجميع الأطراف الجنوب سودانية، من أجل تحقيق السلام في البلاد، مشدداً على أنه رغم التحديات الاقتصادية الدولية فإن مصر لن تدخر جهداً نحو الوقوف بجانب جمهورية جنوب السودان وشعبها الشقيق؛ لا سيما في مجال بناء القدرات وتقديم الخبرات الفنية في مختلف المجالات. وأضاف أن المباحثات الثنائية عكست «توفر الإرادة السياسية للبلدين نحو تعزيز الشراكة الاستراتيجية المتكاملة في مختلف المجالات».

«سد النهضة» الإثيوبي (رويترز)

تناولت المباحثات أيضاً –حسب السيسي- تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الموارد المائية، وتعظيم الاستفادة من موارد نهر النيل، وأكدت مصر أن «نهر النيل يجب أن يكون مصدراً للتعاون والتنمية، كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل»، كما جرى استعراض تطورات قضية «سد النهضة» الإثيوبي، ومسار المفاوضات الجارية، بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم.

بدوره، قال سيلفاكير إن مصر وجنوب السودان على يقين بأن الحوار هو المسار الوحيد لإنهاء الصراع المتفاقم في السودان؛ مشيراً إلى الاتفاق على ضرورة العمل للوصول لحلول تنهي معاناة الشعب السوداني.

وأشار إلى أنه تباحث مع الرئيس السيسي حول ضرورة استغلال مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين للاستفادة من الخبرات المصرية؛ لتحقيق التنمية في جنوب السودان؛ لا سيما في مجال التعليم.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

شمال افريقيا شاحنة تحمل لاجئين سودانيين من مدينة رينك الحدودية في جنوب السودان (د.ب.أ)

الأمم المتحدة: السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم

أفاد تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الأحد، بأن السودان يواجه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا أفراد من الجيش السوداني كما ظهروا في مقطع فيديو للإعلان عن «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع» (الناطق باسم القوات المسلحة السودانية عبر «إكس»)

الجيش السوداني يعلن استعادة مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار

أعلن الجيش السوداني اليوم (السبت) «تحرير» مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من عناصر «قوات الدعم السريع».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» المتهم بجرائم حرب في إقليم بدارفور (موقع «الجنائية الدولية»)

«الجنائية الدولية»: ديسمبر للمرافعات الختامية في قضية «كوشيب»

حددت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي 11 ديسمبر المقبل لبدء المرافعات الختامية في قضية السوداني علي كوشيب، المتهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية بدارفور.

أحمد يونس (كمبالا)
الولايات المتحدة​ مسعفون من جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» ومتطوعون في الفريق الوطني للاستجابة للكوارث (أ.ب)

الأمم المتحدة: عمال الإغاثة الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر

أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عدد عمال الإغاثة والرعاية الصحية الذين قُتلوا في 2024 أعلى من أي عام آخر، بحسب «أسوشييتد برس».

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
TT

تخفيف سجن معارضة تونسية بعد تردي صحتها

عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)
عبير موسي رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعتقلة في السجن (الشرق الأوسط)

قضت محكمة تونسية، مساء أمس (الجمعة)، بتخفيف حكم قضائي استئنافي في حق المعارضة عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، من السجن سنتين إلى سنة و4 أشهر في قضية تتعلق بانتقادها لهيئة الانتخابات، بحسب ما أكد محاميها نافع العريبي لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». ومطلع أغسطس (آب) الماضي، أصدرت محكمة ابتدائية حكماً بالسجن لمدّة عامين بحقّ موسي لانتقادها أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مطلع عام 2023.

وأصدرت المحكمة حُكمها بموجب «المرسوم 54»، الذي أصدره الرئيس قيس سعيّد عام 2022 لمكافحة «الأخبار الكاذبة»، والذي يواجه انتقادات شديدة من المعارضة ونقابة الصحافيين. وأوقفت موسي، النائبة السابقة البالغة 49 عاماً، في 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أمام القصر الرئاسي في قرطاج. وأعلنت بعد ذلك ترشحها للانتخابات الرئاسية، لكن هيئة الانتخابات رفضت ملفها لعدم استكمال الوثائق وجمع تواقيع التزكيات اللازمة. وتواجه موسي تهماً خطيرة في قضايا أخرى، من بينها «الاعتداء المقصود منه تبديل هيئة الدولة».

وجاء هذا القرار، بعد أن قال علي البجاوي، المحامي ورئيس هيئة الدفاع عن رئيسة «الحزب الدستوري الحر»، لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، إن وضعها الصحي في السجن «متدهور ولا يبشر بخير»، وذلك بعد أن قام بزيارتها في السجن الخميس، مشيراً إلى أنها «تعاني من ضعف وحالة إنهاك شديد».

مظاهرة نظمها مؤيدون لعبير موسي ضد المرسوم 54 الذي أصدره الرئيس سعيد (أ.ف.ب)

وتابع البجاوي موضحاً: «وزنها يتراجع بسبب النقص في التغذية، كما تعاني من أوجاع في الكتف والرقبة»، مبرزاً أن رئيسة «الحزب الدستوري الحر» أجرت تحاليل وخضعت لكشوفات طبية لم يتم الاطلاع على نتائجها بعد. وتواجه موسي، وهي من بين المعارضين الرئيسيين للرئيس الحالي قيس سعيد، تهمة «الاعتداء القصد منه تبديل هيئة الدولة»، التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.

وتعود هذه التهمة إلى قضية «مكتب الضبط» للقصر الرئاسي، حين توجهت موسى إليه لإيداع تظلم ضد مراسيم أصدرها الرئيس قيس سعيد، وأصرت على إيداعه لدى المكتب، قبل أن يتم إيقافها من قبل الأمن وإيداعها لاحقاً السجن.

وعلى أثر ذلك، تقدمت هيئة الدفاع بطعن ضد قرار قضاة التحقيق. وقال المحامي البجاوي إنه «لا توجد جريمة، ورئيسة الحزب قدمت تظلمها وفق الإجراءات القانونية». وعلاوة على ذلك، تلاحق موسي أيضاً في قضايا أخرى، من بينها قضية قامت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بتحريكها ضدها بتهمة نشر «معلومات مضللة» عن الانتخابات التشريعية لعام 2022، بعد إطاحة الرئيس سعيد بالنظام السياسي السابق في 2021، وصدر حكم ضدها بالسجن لسنتين في هذه القضية، لكن هيئة الدفاع تقدمت بطعن ضده.

راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة (إ.ب.أ)

وخلف القضبان تقبع شخصيات معارضة أخرى، مثل زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وعصام الشابي وغازي الشواشي، المتهمين بالتآمر على أمن الدولة، واللذين سبقا أن أعلنا نيتهما الترشح للرئاسة قبل أن يتراجعا عن ذلك. وتنتقد المعارضة ومدافعون عن حقوق الإنسان ومنظمات دولية وتونسية الرئيس التونسي، الذي فاز بالانتخابات الرئاسية في أكتوبر الماضي بأكثر من 90 في المائة من الأصوات، وتتهمه بـ«التضييق على الحريات».