حرب غزة تشعل سلسلة «إشاعات معادية» لمصر

تضمنت مزاعم عن نقل «بسكويت فاسد» للقطاع... وقبول «توطين» أهل غزة بسيناء

معبر رفح المصري (الشرق الأوسط)
معبر رفح المصري (الشرق الأوسط)
TT

حرب غزة تشعل سلسلة «إشاعات معادية» لمصر

معبر رفح المصري (الشرق الأوسط)
معبر رفح المصري (الشرق الأوسط)

بالتزامن مع حرب غزة، رصد مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي وخبراء في الإعلام ما وصفوه بـ«إشاعات مُعادية لمصر»، كان أحدثها يتعلق بمزاعم عن إدخال عبوات من «البسكويت الخربان (الفاسد)» و«قبول صفقة التوطين».

وكان مقطع فيديو نشرته إحدى المنصات، تحدث فيه شخص عن عبوات من البسكويت الفاسد، بعد انقلاب إحدى شاحنات المساعدات الخارجة من مصر عبر معبر رفح إلى داخل غزة، مدعياً أن الشاحنات تحمل منتجات منتهية الصلاحية.

لكن «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، كذّب تلك المزاعم عبر صفحته على منصة «إكس»، وأفاد أن «بسكويت (برنامج الأغذية العالمي) في غزة آمن للاستهلاك خلال الأسابيع المدونة على العبوات حتى أوائل الشهر المقبل». وأوضح أن «هذا البسكويت هو الأنسب لحالات الطوارئ، حيث تحتاج الأسر إلى تغذية مكثفة ولا تستطيع الطهي».

ويعتقد رئيس تحرير صحيفة «الأهرام ويكلي» المصرية التي تصدر بالإنجليزية، عزت إبراهيم، أن «هذه الإشاعات في أغلبها وراءها جيوش من (الكتائب الإلكترونية) التي تريد دق إسفين بين الشعبين المصري والفلسطيني»، وفق تقييمه.

وقال إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحرب الإعلامية هي إحدى أدوات (المعسكر الصهيوني) لدفع الفلسطينيين إلى ترك القطاع، ومن ثم فإن إفقاده الثقة في التبرعات والمساعدات هو سلاح مهم في معركة طويلة».

وعلى النهج المشكك فيما وراء الإشاعات، جاء تعليق الفنان المصري نبيل الحلفاوي على صفحته بموقع «إكس»، الذي قال إن «هناك من يتوارون خلف قضية غزة والإغاثة ويستهدفون مصر وجيشها وقيادتها».

وقالت الدكتورة دينا عبد الكريم، عضو «لجنة الإعلام والثقافة والآثار» بمجلس النواب المصري، لـ«الشرق الأوسط» إن «الرد على مثل هذه الإشاعات يؤديها الصف الأول من المدونين والإعلاميين ومن يعملون في مجال الصحافة والسوشيال ميديا». مؤكدة أن «عامل السرعة مهم في وقفها».

وقبل «إشاعة البسكويت الفاسد» راجت إشاعة أخرى حول مزاعم قبول مصر لـ«صفقة التوطين» لأهالي غزة في سيناء، بناء على دراسات إسرائيلية.

ويرى رئيس تحرير «ويكلي» المصرية أن «مخطط التوطين في الأراضي المصرية ردت عليه التصريحات الرسمية على أعلى المستويات». موضحاً أن المواجهة تكون عن طريق «تفنيد هذه الشائعات في وقتها وطرح كل الحقائق في حينها وعدم الانتظار حتى لا تدور الشائعات على مواقع التواصل وتصبح حقيقة».

وأعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي رفضه تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وقال في لقاءات عدة واتصالات مع مسؤولين أوروبيين وأميركيين وعرب إن بلاده ترفض بشكل قطعي كل تلك الدعوات.

كما وصف وزير الخارجية المصري سامح شكري «وثيقة مسربة» من وزارة الاستخبارات الإسرائيلية بشأن توطين فلسطينيّي قطاع غزة في مصر، بأنها «مثيرة للسخرية».

وثمّنت عبد الكريم الردّ الرسمي على إشاعات قبول توطين أهل غزة في سيناء، وقالت: «كان واضحاً جداً من البداية الرفض الرسمي التام، وبينما لم يكن البعض يصدق أن مصر من بين الأهداف غير المعلنة للحرب، اتضح ذلك تدريجياً».


مقالات ذات صلة

صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن

شؤون إقليمية إطلاق سابق لصواريخ دفاع جوي من نظام القبة الحديدية الإسرائيلي (أرشيفية - د.ب.أ)

صفارات الإنذار تدوي في وسط إسرائيل بعد رصد إطلاق صاروخ من اليمن

دوّت صفارات الإنذار في وسط إسرائيل وجنوبها، فجر اليوم (الجمعة)، بعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه رصد صاروخاً أُطلق من اليمن ودخل أجواء إسرائيل.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شؤون إقليمية فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام مطبوخ في خان يونس بجنوب قطاع غزة أمس (رويترز)

نواب «ائتلاف نتنياهو» يطالبونه بتنفيذ «خطة الجنرالات»

بينما تحدثت مصادر سياسية في تل أبيب عن تقديم حركة «حماس» تنازلاً كبيراً قد يفتح الطريق لصفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، تحرك نواب من ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين

نظير مجلي (تل أبيب)
المشرق العربي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو (د.ب.أ)

نتنياهو يجيز للمفاوضين استكمال محادثات وقف إطلاق النار في غزة

أجاز رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للمفاوضين مواصلة المباحثات في الدوحة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
المشرق العربي فلسطينية تبكي خارج مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح الخميس (إ.ب.أ)

عشرات القتلى بغارات إسرائيلية على غزة

أدت غارات جوية إسرائيلية إلى قتل ما لا يقل عن 37 فلسطينياً في أنحاء قطاع غزة الخميس من بينهم 11 بمخيم يؤوي عائلات نازحة.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي الدخان يتصاعد جراء غارة إسرائيلية على قطاع غزة (رويترز)

مقتل 37 فلسطينياً بينهم قائد شرطة «حماس» ونائبه بغارات إسرائيلية على غزة

قُتل 37 فلسطينياً بينهم قائد الشرطة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزة ونائبه، إثر غارات شنها سلاح الجو الإسرائيلي، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (غزة)

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)
لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تطلب 4.2 مليار دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية في السودان

لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)
لاجئون سودانيون في تشاد يوم 6 أكتوبر 2024 (أ.ب)

أطلقت الأمم المتحدة خطة لمواجهة الاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً في السودان، خلال العام الجديد، تتطلب توفير 4.2 مليار دولار، في ظل وجود نحو 21 مليون نازح سوداني، عدّتهم الأمم المتحدة «الأكثر ضعفاً»، تغافل المجتمع الدولي مساعدتهم، في أزمة وصفت بـأنها «الأسوأ في التاريخ».

وأعلنت منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان (أوتشا) كليمنتاين نكويتا سلامي، إطلاق الخطة لعام 2025، قائلة إن المنسقية تسعى لجمع 4.2 مليار دولار أميركي لمعالجة الاحتياجات الأكثر إلحاحاً، لنحو 21 مليون شخص من الأكثر ضعفاً في السودان.

وقالت سلامي، الخميس، وفقاً لتقرير صحافي إن الأزمة الإنسانية في السودان بلغت «أبعاداً غير مسبوقة»، وإن أكثر من نصف السكان بحاجة ملحة لمساعدات إنسانية عاجلة وخدمات الحماية، بينهم 16 مليون طفل. وتابعت: «وصل انعدام الأمن الغذائي الحاد إلى مستويات تاريخية، وخاصة في المناطق المتضررة من الصراع في دارفور والخرطوم وكردفان».

وبعد أكثر من 20 شهراً من الحرب، يشهد السودان واحدة من «كبرى الأزمات الإنسانية في العالم»، وأدى استمرار النزاع المسلح وما نتج عنه من هجمات ضد المدنيين والنزوح والجوع وسوء التغذية وتفشي الأمراض والصدمات المناخية، إلى جعل نحو ثلثي السكان بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية وخدمات الحماية.

مطالب بتدخل دولي

وأوضحت سلامي، أن خطورة الأزمة الإنسانية في السودان، تستدعي تدخل المجتمع الإنساني لتهدئة الصراع بشكل عاجل، وإتاحة الوصول الإنساني غير المقيد، بما في ذلك عبر حدود التماس بين القوات، من أجل مكافحة المجاعة وتمكين العمل الإنساني الفعال. وتابعت: «ندعو جميع الأطراف لتسهيل وصول المساعدات وضمان حماية العمليات الإنسانية وعمال الإغاثة في الميدان».

منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتاين نكويتا سلامي (إكس)

وحثت المسؤولة الأممية المجتمع الدولي على توفير «التمويل الفوري المرن»، وعدّته أمراً بالغ الأهمية من أجل توسيع مظلة ونطاق المساعدات الحيوية والمنقذة للحياة، بما في ذلك المساعدات النقدية وخدمات الحماية لملايين الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.

وبحسب بيان المنسقة، فإن خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025 تستند إلى تحليل مشترك للاحتياجات الإنسانية في السودان وتحليل ثلاث صدمات رئيسية تتمثل في «الصراع، الفيضانات، تفشي الأمراض»، وما تتركه من تأثيرات على السكان والخدمات الأساسية، مع اعتبار التأثير الواسع النطاق لهذه الصدمات الثلاث، وأثرها على جزء كبير من السكان.

وتبعاً لبيانات سابقة صادرة عن الأمم المتحدة، بلغت خطة الاستجابة الإنسانية للسودان للعام الماضي 2.7 مليار دولار، ولم يتم تحصيل إلا نحو 1.5 مليار دولار.

البرهان ينكر وجود مجاعة

وتنكر الحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان عاصمة مؤقتة، وجود مجاعة في السودان، وقال قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، إن الحكومة السودانية استجابت لمطلوبات العمل الإنساني وإيصال المساعدات للمحتاجين، وستظل ملتزمة بالقوانين الدولية لحماية المدنيين، مشيراً في خطابه بمناسبة ذكرى الاستقلال يوم الثلاثاء إلى أن «ما يشاع عن المجاعة محض افتراء قصد منه التدخل في الشأن السوداني».

البرهان يحيي مؤيديه في أم درمان غرب الخرطوم يوم 29 يونيو 2019 (أ.ب)

وحسب إحصائيات لمنظمات سودانية، فإن 28.9 مليون شخص بحاجة لمساعدات إنسانية بسبب الحرب في البلاد، وإن الفجوة بين واردات المساعدات الإنسانية واحتياجات الاستجابة الإنسانية تبلغ نحو 82 في المائة، وإن 16.3 مليون شخص خارج خريطة المساعدات الإنسانية.

ووفقاً لهذه التقديرات، فإن الاحتياجات الإنسانية العاجلة المنقذة للحياة، خلال أشهر ديسمبر (كانون الأول)، ويناير (كانون الثاني) من عام 2024، تقدر بنحو 840 ألف طن متري، منها 51 في المائة للأمن الغذائي، و49 في المائة لقطاعات أخرى، بما في ذلك المأوى الطارئ وإصحاح البيئة والخدمات الصحية.

إحصائيات «أوتشا»

وحسب آخر تقديرات صادرة عن «أوتشا»، بلغ عدد الأشخاص الذين هم بحاجة لمساعدات إنسانية (بشكل عام) في عام 2025 نحو 30.4 مليون شخص، من إجمالي السكان البالغ 47.5 مليون نسمة، وإن 14.8 مليون شخص فروا من القتال ونزحوا لمناطق أخرى من البلاد، ولجأ 3.3 مليون منهم إلى دول الجوار العام الماضي، وزاد العدد الآن بنحو 23 في المائة، حيث بلغ عدد النازحين نحو 24.8 مليون نازح.

وتفاقمت الأزمة التي وصفتها الأمم المتحدة بأنها «أسوأ أزمة نزوح في العالم»، بسبب تصاعد حدة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وانتشاره في مساحات أوسع، واضطر خلاله ملايين السكان للنزوح إلى المناطق الأقل عرضة لتأثيرات الحرب، وإلى اللجوء إلى دول الجوار.

وبينما لا توجد إحصائيات رسمية عن أعداد ضحايا الحرب من القتلى والجرحى، فإن أكثر التقديرات تفاؤلاً تشير إلى نحو 16 ألف قتيل، بينما قدّرته أبحاث أميركية 130 ألفاً، في واحد من أكثر الصراعات دموية على مستوى العالم. وأوضحت أن 19 ألفاً قتلوا بشكل مباشر في الحرب، بينما لقي 111 ألفاً مصرعهم بسبب الجوع وعدم القدرة على الحصول على الغذاء والدواء، والأمراض الناجمة عن تأثيرات الحرب.